دعت الأمم المتّحدة، إلى وجوب أن يكون عام 2021 هو عام التحرّك لمواجهة التغيّر المناخي “الذي باتت عواقبه مكلفة جداً من الآن على سكان العالم”.
هذه الدعوة تتزامن مع تقرير مهم حول المناخ العالمي للعام 2020، صدر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إذ جاء في التقرير، أنّ العام الماضي كان الأكثر حرّاً على الإطلاق، فيما ازدادت تركيزات الغازات الدفيئة المسببة للاحترار رغم التباطؤ الاقتصادي المرتبط بالوباء.
تقرير العام 2020 أفاد بأنّ تركيزات غازات الدفيئة الرئيسية، ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، استمرت في الارتفاع رغم الانخفاض المؤقت في الانبعاثات العام 2020، والمرتبط لجائحة كورونا الذي لجم اقتصادات العالم.
وأظهرت إحصاءات التقرب أنّ عام 2020 كان واحداً من أكثر ثلاث أعوام مسجّلة حراً، وأظهر أنّ السّنوات الست الماضية، بما فيها العام 2020، كانت الأكثر دفئًا على الإطلاق.
وأوضح أنّ منحنى ارتفاع مستوى سطح البحر يتسارع، فيما يتزايد تخزين حرارة المحيطات وتحمضها، كما لفت إلى أنّ الحد الأدنى من الجليد البحري في القطب الشمالي في أيلول/سبتمبر 2020 سجل ثاني أدنى مستوى له على الإطلاق.
وخلال العام 2020، أسفر عدد غير مسبوق من ما يطلق عليها “العواصف الاطلسية” عن مقتل 400 شخص على الأقل، وتسبب بأضرار كلفتها 41 مليار دولار.
كذلك أدّت موجات الحر والجفاف الشديدين وحرائق الغابات إلى خسائر اقتصادية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات والعديد من الوفيات، حيث أشار التّقرير إلى أنّ درجات الحرارة قد وصلت إلى 38 درجة مئوية في فيرخويانسك الروسية في 20 حزيران/يونيو، وهي أعلى درجة حرارة مسجلة شمال الدائرة القطبية الشمالية.
وسجل حوالى 9,8 ملايين حالة نزوح بسبب أخطار الأرصاد الجوية الهيدرولوجية والكوارث التي سجّلت خلال النصف الأول من العام 2020.
في سياق متّصل، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال عرض التّقرير السّنوي برفقة المدير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس أنّ على الدول “التحرك الآن لحماية سكانها من التأثيرات الكارثية للتغير المناخي”. وأضاف “الوقت ينفد بسرعة لتحقيق أهداف اتفاق باريس، نحتاج إلى القيام بالمزيد وبسرعة”.
كما أشار غوتيريش إلى أنّ التقرير أظهر أنّ العام 2020 هو عام “الظروف الجويّة القصوى واضطراب المناخ الذي يغذّيه تغير المناخ الناتج عن النشاطات البشرية، والذي يؤثر على الأرواح ويدمر سبل العيش ويجبر الملايين على النزوح عن ديارهم”.
وترى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنّ ثمة فرصة واحدة على الأقل من كل خمس لكي يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية مؤقتا عتبة 1,5 درجة مئوية بحلول العام 2024.
يذكر أنّ اتفاق باريس للعام 2015 للمناخ يدعو إلى حصر الاحترار المناخي بأقل من درجتين مئويتين أو حتى 1,5 درجة مقارنة بحقبة ما قبل الثورة الصناعية.
المصدر: الميادين