قال الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك، إنه عندما عرف العالم بموت الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز قد مات، “صرخوا ها قد مات صانع السلام!”، لكن “عندما عرفت أنا أن بيريز قد مات، لم أفكر سوى في الدماء والنار والمذبحة”. وكتب فيسك، في مقال له بصحيفة “الإندبندنت” البريطانية ، أن بيريز قال وقتها إن تلك المجزرة جاءت كمفاجأة مريرة له، لكن تصريحاته تلك كانت كذبة، فالأمم المتحدة أخبرت “إسرائيل” مراراً أن المخيم كان يعج باللاجئين. وتابع فيسك قائلاً “لقد رأيت نتائج المذبحة، أطفال رضع ممزقين، لاجئون يصرخون، وأجساد مشتعلة. كان ذلك في مكان يدعى قانا. حالياً، يقبع معظم الضحايا الـ106، ونصفهم من الأطفال، تحت معسكر الأمم المتحدة في المكان الذي مزقتهم فيه القذائف الإسرائيلية إلى أشلاء”. وأضاف فيسك، “قرر شيمون بيريز، الذي كان حينها يخوض انتخابات رئاسة الوزراء، وهو المنصب الذي ورثه بعد اغتيال سلفه إسحاق رابين، أن يزيد من أوراق اعتماده العسكرية قبل الانتخابات عن طريق الهجوم على لبنان”. واستخدم بيريز، الحاصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة، حجة إطلاق صواريخ الكاتيوشا من الحدود اللبنانية على يد حزب الله، قال فيسك.
وبعد المجزرة صرح بيريز “لم نكن نعلم أن عدة مئات من الناس كانوا في ذلك المعسكر، لقد كان الأمر مفاجأة مرة لنا”، موضحاً أن ذلك ” كان كذباً، فالإسرائيليون قد احتلوا قانا لسنوات بعد اجتياح سنة 1982، وكان بحوزتهم أفلام فيديو للمعسكر، بل كانوا قد أرسلوا طائرة دون طيار تحلق فوق المعسكر أثناء المذبحة، وهي حقيقة ظلوا ينكرونها حتى أرسل لي جندي من جنود الأمم المتحدة فيديو التقطه بنفسه للطائرة. وقد نشرنا مقاطع منها في الإندبندنت”. وتابع فيسك “كانت تلك مشاركة بيريز لإحلال السلام في لبنان. وخسر الانتخابات، وربما لم يفكر بعد ذلك أبداً في قانا. لكنني لم أنسها قط”. كما قال فيسك في مقالته “الآن يتوجب علينا أن ندعوه بـ”صانع السلام”. وأحصِ، لو استطعت، عدد المرات التي سوف تأتي فيها كلمة “سلام” في تأبينه خلال الأيام القليلة القادمة. ثم احسب عدد المرات التي سوف تذكر فيها كلمة قانا”.
المصدر: صحف أجنبية