نَزَفَ الجيشُ اللبنانيُ جنوباً من جديدٍ بشهيدٍ كانَ ووالدَه شاهدَينِ على عدوانيةٍ صهيونيةٍ متمادية، حيث لم يَسلما من مُسيّرةٍ صهيونيةٍ رمَتهُما في خارجِ بلدتهِما شبعا وهما يرعيانِ الماشية، فمشى الخبرُ بينَ رعاةِ السيادةِ كأنَ شيئاً لم يَكُن، ولم تَلتفت له منابرُ السياسةِ ولا الاعلامِ ولا اصدقاءُ افيخاي، ولم تُذرَفِ الدموعُ على السيادةِ المنقوصةِ ولا اَخذت الحَميّةُ البعضَ لنصرةِ الجيشِ الوطنيِّ الذي قدّمَ شهيدا.. والشاهدُ انَ الدولةَ والسيادةَ وحبَّ الجيشِ لدى البعضِ في بلدِنا كتماثيلَ من تمرٍ متى أُمروا قدَّسُوها ومتى جاعوا أَكلوها..
فيما البلدُ جائعٌ لموقفٍ واضحٍ من عدوانٍ متواصلٍ مصحوبٍ بضجيجِ التهويلِ والوعيد، كألفِ افيخاي وآفيخاي بينَ الاعلاميينَ والسياسيين.
وبينَ عينِ التينة والسرايِ الحكومي سَمِعَ الموفدُ الرئاسيُ الفرنسيُ جان ايف لودريان الطلبَ اللبنانيَ بضرورةِ المساعدةِ لوقفِ العدوانيةِ الصهيونية، مع وجوبِ المباشرةِ بورشةِ اعادةِ اعمارِ ما هدّمَهُ العدو، كما سَمِعَ الضيفُ الفرنسيُ من الرئيسِ نبيه بري الحرصَ على جهدِ فرنسا لمؤازرةِ لبنانَ بالتصدي للمؤامرةِ التي تحاكُ على القواتِ الدوليةِ للنيلِ منها ومن لبنانَ وجنوبِه..
وعن اعمارِ ما هدّمَه العدوُ بحربِه المتواصلةِ على لبنان كانَ النقاشُ الاوليُ على طاولةِ السرايِ الحكومي بينَ الحكومةِ والدولِ المانحةِ بغيابِ الاميركي،وكانت شروط المانحينَ المعلنةُ مرتبطةً بالاصلاحاتِ الحكوميةِ لتسهيلِ القروضِ الدولية.
على الساحةِ الدوليةِ تسخينٌ للمواقفِ الاميركيةِ حولَ المفاوضاتِ النوويةِ مع ايران، وانفعالاتٌ لدونالد ترامب من نوعِ خيبةِ الآمالِ بعدَ تأكيدِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ على حقِها بالتخصيبِ السلميِّ مع تقديمِ كاملِ الضماناتِ والتعاونِ مع الجهاتِ المعنية.
اما الجهاتُ الصهيونيةُ التي كشفت الوثائقُ التي استَحصلت عليها الاستخباراتُ الايرانيةُ عن برنامجٍ نوويٍ سريٍ برعايةٍ وتعاونٍ من بعضِ الدول، فاَكملت تحريضَها على ايرانَ مطالبةً بتصفيرِ التخصيب..
وعن الشعبِ المخضَّبِ بدمِه وسْطَ مجاعةٍ مُحقَّقَةٍ وسكوتٍ عالميٍ وعجزٍ عربي، تحدّثَ صوتٌ خافتٌ جمعَ استراليا ونيوزلندا والنروج وحتى بريطانيا فارضاً عقوباتٍ على الوزيرينِ الصهيونيينِ بن غفير وسموترتش لامعانِهما بالتحريضِ على سفكِ الدمِ الفلسطيني..
المصدر: قناة المنار