اعتاد الأمريكيون منذ 94 عاما على العمل 5 أيام بدلا من 6 في الأسبوع، وذلك بفضل قرار صادر من شركة “فورد” للسيارات.
ففي الأول من شهر مايو/ أيار عام 1926، أصبحت شركة السيارات الأمريكية “فورد” التي أسسها هنري فورد واحدة من أولى الشركات في أمريكا التي اعتمدت العمل 5 أيام (40 ساعة) أسبوعا للعاملين في مصانع السيارات التابعة لها، بحسب قناة “هيستوري”.
وكان قرار تقليص أسبوع العمل من 6 إلى 5 أيام اتُخذ في الأصل في عام 1922، وفقا لمقال نشر في صحيفة “نيويورك تايمز”، التي اقتبست تصريحا من إيدسيل فورد، ابن هنري ورئيس الشركة هو أن “كل رجل يحتاج إلى أكثر من يوم واحد في الأسبوع للراحة والاستجمام، وسعت شركة فورد دائما إلى الترويج لحياة منزلية مثالية لموظفيها، نحن نؤمن بأنه لكي يعيش كل رجل بشكل لائق يجب أن يكون لديه المزيد من الوقت ليقضيه مع أسرته”.
أما هنري فورد نفسه فقال عن قرار العمل 5 أيام أسبوعيا: “لقد حان الوقت لتخليص أنفسنا من فكرة أن وقت الفراغ للعمال هو إما “وقت ضائع” أو “امتياز طبقي”.
كما أن فورد كان يهدف من وراء القرار إلى زيادة الإنتاجية، على الرغم من انخفاض وقت العمال في العمل، وكان من المتوقع أن يبذلوا المزيد من الجهد، وسرعان ما اتبعت الشركات المصنعة في جميع أنحاء البلاد والعالم نظرية فورد، وأصبح أسبوع العمل من الاثنين إلى الجمعة ممارسة قياسية، وقرر الكونغرس الأمريكي تحويل القرار إلى قانون فيدرالي.
وسبق لشركة “فورد” الأمريكية أن وضعت حجر الأساس لسياسات العمل الخاصة بها قبل قانون “العمل 5 أيام أسبوعيا”، إذ في أوائل عام 1914، وعلى خلفية انتشار البطالة والاضطرابات العمالية المتزايدة، أعلنت الشركة أنها ستدفع لعمال المصانع الذكور حدا أدنى للأجور يبلغ 5 دولارات لكل 8 ساعات يوميا، وهو أعلى من المعدل السابق البالغ 2.34 دولارا لمدة 9 ساعات.
وصدمت تلك الخطوة الكثيرين في مجال صناعة السيارات، خاصة وأن 5 دولارات في اليوم كان يعادل تقريبا ضعف ما يجنيه عامل السيارات العادي، لكن تبين فيما بعد أنها كانت ضربة ذكاء، إذ ساهمت في تعزيز الإنتاجية على الفور على طول خط التجميع، وبناء شعور بالولاء للشركة والفخر بين عمال “فورد”.
المصدر: سبوتنيك