ماذا يخطر على البال عندما يُذكر اسم الصين؟ لا شك بأن غالبية العالم، سيفكرون بأطباق النودلز ومعجنات “الديم سام،” والأسواق في الشوارع المكتظة، والمتاجر التي تتضمن أغرب التقنيات، والأهم من كل هذا، الشوارع المزدحمة.
لكن، ماذا لو سمعتم عن أبنية بتصاميم تتميز بأسلوب العمارة الإسلامية، وبيوت قديمة وبسيطة من الطين، وأسواق تتضمن مختلف أنواع السجاد والأقمشة والحرير، هل ستفكرون حينها في الصين أيضاً؟ لا تستغربوا.. إذ أن الحياة في إقليم شينجيانج في أقصى شمال غرب البلاد قد تكون بعيدة كل البعد عن الحياة التي تتميز بالنمط الصيني الذي اعتاد العالم على رؤيته، ما يجعل المنطقة من بين أحد أجمل وأغرب الأسرار المخبأة في الصين.
وكانت شينجيانج تُعتبر في الماضي امتداداً مهماً لشبكة طرق الحرير القديمة المخصصة للتجارة، بينما أصبحت اليوم مكاناً للتوترات العرقية العنيفة بين شعبي الأويغور التركي الأصلي والهان الصيني، ما خفض من نسبة السياحة إلى المنطقة في السنوات الأخيرة.
وتدمج شينجيانج الكثير من الحضارات المختلفة، إذ أن وجوه سكانها تتميز بملامح سكان آسيا الوسطى، بينما تتنوع المأكولات التركية في مطبخها، وتنتشر على أراضيها الرملية القاحلة تصاميم العمارة الإسلامية والتركية والقرغيزستانية.
ويحيط بإقليم شينجيانج الكبير ثماني دول، هي منغوليا، وروسيا، وكازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وأفغانستان، وباكستان، والهند. كما يمر طريق كاراكورام السريع، الذي يربط بين الصين وباكستان عبر ممرات جبلية وعرة. ويمتد طريق كاراكورام لمسافة 14,484 كيلومتراً، فيما يصل ارتفاعه إلى 15,397 قدماً فوق مستوى سطح البحر، ما يجعل منه الطريق السريع الدولي المعبد الأعلى ارتفاعاً في العالم.