نددت معظم القوى السياسية العراقية باتفاق التطبيع بين الإمارات والعدو الإسرائيلي، معتبرةً أنه خيانة للمسلمين والفلسطينيين.
وقال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في بيان، إن مسار التقارب السياسي والاقتصادي مع الصهاينة يعد خيانة للأمانة ولله والمسلمين. واشار، إلى ان الاتفاق الذي حصل هو عبور على تضحيات الأمة في مواجهة غطرسة التطرف الصهيوني واعتداءاته المستمرة وتآمره على العرب والمسلمين.
واعتبر المالكي أن بروتوكول التعاون بين الإمارات والكيان المحتل بمباركة أميركية، حلقة من حلقات العودة إلى تثبيت مخطط الذل والهوان وتضييع الحقوق المشروعة التي اعترفت بها الشرعية الدولية. وأضاف أن الخطوة الإماراتية تعد انتهاكا صريحا لمقررات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة عدم الانحياز والمنظمات الدولية الأخرى، التي اعترفت بحقوق شعب فلسطين على أرضه وعاصمته القدس الشريف.
من جانبه، أدان تحالف الفتح برئاسة هادي العامري، الاتفاق بين أبو ظبي و”تل أبيب”، واصفاً إياه بالخطوة المشينة وانه يجب على الشعوب والدول العربية والإسلامية التحالف من أجل مقاطعة حكام الإمارات، وكل من تمتد يده لمصافحة الصهاينة. وأضاف، أن “التطبيع مع إسرائيل يمد هذا الكيان بالحياة والشرعية والاعتراف بوجوده السرطاني القائم بالقتل والاستهداف وقضم الأراضي الفلسطينية منذ 70 عاما”.
بدوره، هاجم الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، وقال إن “الموقف المذل للعائلة الحاكمة بالإمارات اللاعربية يشكل حلقة من مسلسل الخيانة والعمالة”، مؤكداً أن “هناك أنظمة أخرى تقوم بتهيئة المناخ لانبطاحات جديدة، وعلى رأسها آل سعود”.
من جهتها، استنكرت هيئة علماء المسلمين في العراق التطبيع مع إسرائيل، ودعت للوقوف مع الشعب الفلسطيني. واعتبرت الهيئة في بيان أن خطوة إعلان اتفاق بين الإمارات والكيان الصهيوني بترتيب أميركي غير مبررة وغير مقبولة، ولا تخدم سوى المحتل وحده، ولا تصب في صالح القضية الفلسطينية أو البلاد العربية والشعوب المسلمة، بل ستؤدي إلى الإساءة إليهم والإضرار بحاضرهم ومستقبلهم ومصالحهم، لأنها تشجع الكيان الصهيوني على الاستمرار في قتل وتعذيب وحصار الفلسطينيين.
وتساءل النائب أحمد الأسدي وهو المتحدث السابق باسم الحشد الشعبي مستنكرا: “ما الذي دفع الإمارات إلى التطبيع الشامل مع الكيان الصهيوني؟” هل لديها حدود مغتصبة وسيادة مبتورة وحقوق تاريخية حتى تهرول للتطبيع مقابل قيام إسرائيل بتجميد ضم أراضي الضفة الغربية؟ إنها الخيانة والإذلال الذي تعيشه هذه الأنظمة منذ تأسست. ستبقى فلسطين خالدة في ضمير الأمة ولن تتخلى عنها”.
من جهتها، دعت جبهة الإنقاذ والتنمية إلى وقفة عربية وعدم التفريط في الحقوق الفلسطينية، معتبرةً أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل برعاية أميركية يأتي لتأكيد تمزق الصف العربي وعدم التزامه بمقررات الاتفاقات العربية، ويعيد مسلسل كامب ديفيد وأوسلو ومخرجاتهما المخيبة للآمال.
والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفا إياه “بالتاريخي”. وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل حماس وفتح والجهاد الإسلامي، في حين عدته قيادة السلطة الفلسطينية خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية.
المصدر: يونيوز