بكلِّ وفاءٍ رَسمت مدينةُ الشمس – بعلبك – واخواتُها مسارَها نحوَ التنمية، وكَتبت في ثالثةِ محطاتِ الانتخابِ اَننا شعبٌ عصيٌ على كلِّ نوايا تحريضيةٍ او يدٍ خارجيةٍ تريدُ الاستثمارَ بكلِّ شيءٍ من اجلِ التفرقةِ والفتنةِ في بلدِنا حتى بالاوراقِ البلديةِ والاختيارية.
اختارت بعلبك ومعها قُراها حتى الهرملِ وقضائِها ممثلِيها للمجالسِ المحليةِ في يومٍ انتخابيٍّ ديمقراطي ، راسمةً صورةً اصيلةً كتاريخِها وأعمدةِ قلعتِها، وما تَمكّنَ كلُّ التهويلِ والتضليلِ من اقتلاعِ الوفاءِ من قلوبِ اناسٍ جُبلوا مع الحميّةِ على حبِّ مَن ضحَّى معهم ولاجلِهم وقاوموا معاً ضدَّ العدوانِ الصهيونيِّ وربيبِه التكفيريّ وضدَّ التهميشِ والحرمان.
فغلبَ التنافسُ الانمائيُ بينَ اهلِ البيئةِ الواحدةِ على كلِّ العناوينِ الطائفيةِ والمذهبيةِ او الحدّةِ العائلية. وحيثُ امتدّت يدٌ دخيلةٌ او قادمةٌ من الخارجِ للتنكيلِ السياسي ، صَدَّها اهلُ الارضِ باصواتٍ دَوَّت في اقلامِ الاقتراع – كما في بعلبك المدينة.
دويٌّ سُمِعَ في صناديقِ البقاعِ الغربي وراشيا وعمومِ القرى والبلداتِ التي اَنجزَتِ الاستحقاقَ بكلِّ سلاسة، فيما عَلِقت زحلة تحتَ مِقصلةِ حزبِ القواتِ وارباكِه وتوترِه السياسي. ومع التحريضِ الطائفيِّ المَقيتِ كانَ الردُّ من رئيسِ بلديةِ المدينةِ اسعد زغيب، الذي عابَ على كلِّ هؤلاءِ الهجومَ المُشينَ على مُكوِّنٍ من مُكوِّناتِ المدينةِ هُمُ الشيعة، فيما تُريدونَ اصواتَهم في بيروتَ لانقاذِ ما تُسمونَه المناصفة – كما اشار ..
بيروتُ التي لم تُنصَفْ ممن استحكمَ بها وغَيّبَ قرارَ اهلِها ومستقبلَها، وحاولَ اَن يَفرِضَ عليها احقادَه باملاءاتِ الوصايةِ الخارجية، فكانَ صمتُها اقوى دويّاً بوجهِ هؤلاء، وبنسبةِ اقتراعٍ هي الادنى رَدّت على من يُريدونَ وحدةً وطنيةً مُزيّفة، عسى اَن يَفهموا انَ الوحدةَ لا تُفرض – بل تُبنى، وانَ من يريدُ البناءَ لا يُقدِّمُ له بخطابٍ تحريضيٍّ صباحَ مساء..
ومعَ مساءِ بيروتَ الحزينِ اظهرت الارقامُ وفاءَ الثنائي الوطني للمدينةِ ووعدِه لها، وباتت الاعينُ الى صباحِ الجنوبِ وسبتِه الانتخابيِّ لاكتمالِ مشهدِ السيادةِ كما اشارَ وزيرُ الداخليةِ احمد الحجار، ولن يكونَ العدوانُ الصهيوني حجرَ عَثْرَةٍ امامَ اكتمالِ المشهد السبت المقبل..
مشهدٌ كانَ دامياً اليومَ ككلِّ يوم، والجرحُ النازفُ من الجيشِ اللبناني عبرَ مُسيّرةٍ صهيونيةٍ استهدفَت سيارة على حاجزٍ له في بيت ياحون، فيما الجرحُ الفلسطينيُ اَوغَلَ في عمقِ غزةَ المحاصَرةِ والمخضّبة، تحتَ اعينِ الامةِ العاجزة، بل المتواطئِ بعضُها معَ العدو ..
المصدر: موقع المنار