مزرعة التوابل “هاكونا ماتاتا” والتي تعني باللغة السواحلية “لا تقلق” هي بمثابة القلب النابض لزنجبار.
لطالما شكلت التوابل لفترة طويلة دعامة ثقيلة للاقتصاد والتجارة في زنجبار. وتُعتبر مدينة زنجبار وفيها البلدة التاريخية أي ستون تاون المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للمناطق التراثية العالمية، هي قلب هذا الارخبيل الواقع في المحيط الهندي، على بعد 25 ميلا الى الشرق من البر الرئيسى في تنزانيا. وقدم البرتغاليون والصينيون التوابل مثل الثوم الكاكاو والفلفل الحار إلى هذه الجزر منذ عدة قرون.
لكن كان السلطان العماني السيد سعيد، والذي نقل عاصمة إمبراطوريته ستون تاون في عام 1840 من الأشخاص الذين استغلوا بالكامل إمكانيات المناخ الاستوائي في زنجبار والتربة الخصبة بشكل لا يصدق. وكلف السلطان إنشاء مزارع القرنفل على الأراضي العامة والخاصة، حيث أجبر السكان في زنجبار على زراعة وحصاد المحاصيل، وتشكيل أرخبيل يمتد على مساحة أقل من ألف ميل مربع في إحدى أكبر البلدان المنتجة للقرنفل في العالم.
وتم تداول القرنفل مثل الذهب في ذلك الوقت وهو عنصر رئيسي يُثمن ليس فقط لطعمه وإنما لاعتباره طريقة شائعة للعلاج والحفاظ على اللحوم قبل فترة طويلة من ظهور الثلاجة. ويمر اقتصاد زنجبار بمرحلة انتقالية في ذلك الوقت. وبينما لا تزال توابل القرنفل من المنتجات المحلية الرائدة في الأرخبيل، إلا أن بلدان مثل إندونيسا ومدغشقر فاقت بإنتاجها نسبة الإنتاج في زنجبار.
ولطالما عُرفت زنجبار بتاريخها العالمي حيث عُرفت بلقب “جزر التوابل” لتصبح مقصدا للسياح المهتمين بالبيئة ومحبي الأطعمة على حد سواء.