أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الوجود الأميركي في سوريا “سوف يولد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خسائر بين الأميركيين وبالتالي لخروجهم من البلاد”. وفي مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” وقناة “روسيا-24″، حول وقوع صدام روسي أميركي، قال الأسد “نحن لا نفكر طبعا بصدام روسي أميركي. هذا الشيء بديهي وهو لا يخدمنا ولا يخدم روسيا ولا الاستقرار في العالم وهو شيء خطير، ولكن لا يمكن لأميركا أن تعتقد بأنها ستعيش وهي مرتاحة في أي منطقة تحتلها، نذكرهم بالعراق ونذكرهم بأفغانستان، وسوريا ليست استثناء بالنسبة لهذا الموضوع”.
وفي السياق، أشار الرئيس السوري إلى أن “تجربة العراق لاتزال ماثلة للأميركيين، كانت النتيجة غير المتوقعة بالنسبة لهم، ولكننا كنا نراها نحن في سوريا، وقلت أنا في إحدى المقابلات بعد غزو العراق عام 2003 إن الاحتلال سيولد مقاومة عسكرية”.
الطرح التركي عن عودة اللاجئين: عنوان إنساني الهدف منه الخداع
من جهة ثانية، أعلن الرئيس السوري أنه “لا أحد يصدق أن تركيا تريد إعادة ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى هذه المنطقة [منطقة سيطرة الجيش التركي]. هذا عنوان إنساني الهدف منه الخداع، طبعاً حتى لو أرادوا، هذا الكلام غير ممكن لأن هذا يعني خلق صراع بين أصحاب الأرض، أصحاب المدن، أصحاب القرى، أصحاب البيوت والمزارع والحقول وغيرها، مع القادمين الجدد لأن أصحاب الحق لن يتنازلوا عن حقهم في تلك المناطق”.
وتابع الأسد “هذا يعني خلق صراع على أسس عرقية”، مؤكداً أن “الهدف الحقيقي لتركيا هو المجيء بالمسلحين الإرهابيين الذين كانوا يقاتلون في سوريا وهزموا، نقلهم إلى هذه المنطقة مع عائلاتهم لكي يكّونوا مجتمعاً جديداً متطرفاً يتماشى مع الرؤية التي يسعى إليها رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، بكل الحالات سواء كانت الحالة الأولى أو الثانية كلاهما خطير، وكلاهما يهدف أو سيؤدي إلى خلق عدم استقرار في سوريا، لذلك بكل تأكيد نحن نرفضه”.
سوريا لن تقبل أي طرح انفصالي
وشدد الأسد على أن “المشاكل مع جزء من الأكراد”، مشيراً إلى أن “معظم الأكراد موجودون في سوريا منذ عقود ولا يوجد مشاكل، هناك مجموعات متطرفة، متطرفة بالمعنى السياسي، هي التي تطرح طروحات أقرب إلى الانفصال، البعض منها يتعلق بالفيدرالية والحكم الذاتي المرتبط بالأكراد، كما قلت أنا قبل قليل هذه المنطقة عربية فإذا كان هناك من يريد أن يتحدث عن الفيدرالية فهم العرب لأنهم هم الأغلبية”.
وأضاف الأسد “نحن لن نوافق لا اليوم ولا غداً، لا كدولة ولا كشعب، على أي طرح انفصالي، هذه هي المشكلة، نفس هذه المجموعات التي تدعمها أميركا تتحدث اليوم على أن الوضع تغير بعد الحرب، طبعاً الوضع يتغير هذا طبيعي، والحرب لا تعني تقسيم البلد ولا تعني الذهاب باتجاه الانفصال”.
تنتهي الحرب عندما ينتهي الإرهاب
وشدد الأسد على أن “الحرب في سوريا بدأت لأن هناك إرهاباً بدأ بقتل العسكريين والشرطة والمدنيين وتخريب الممتلكات العامة وغيرها. فإذاً تنتهي الحرب عندما ينتهي الإرهاب”، مشيراً إلى أن “اللجنة الدستورية تناقش الدستور، وبالنسبة لنا الدستور كأي نص من وقت لآخر لابد من دراسته وتعديله بحسب المعطيات الجديدة الموجودة في سوريا. هو ليس نصاً مقدّساً. لا يوجد لدينا مشكلة في هذا الموضوع، فمشينا في هذا المسار”.
مظاهرات سوريا تختلف عن تلك التي نشهدها في دول الجوار
ورأى الرئيس السوري أن “المظاهرات في البلاد المجاورة، هي مظاهرات عفوية صادقة تعبر عن رغبة وطنية بتحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية وغيرها”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أهمية “أن تبقى الأمور في الإطار الوطني، ولكن عندما يدخل العامل الأجنبي فهي بكل تأكيد ستكون ضد مصلحة الوطن”.
ورفض الأسد تشبيه هذه المظاهرات ببداية الأزمة السورية عام 2011، مؤكداً “أن ما حصل في سوريا في البداية هو أنه كان هناك أموال تدفع لمجموعات من الأشخاص لكي تخرج في مسيرات، الأموال كانت موجودة والسلاح كان محضّراً”.
“داعش” أتى بإرادة أميركية
في سياق منفصل، أعلن الأسد أن “تنظيم داعش أتى بإرادة أميركية، وقام بنشاطاته بغطاء أميركي وحتى في كثير من الحالات لدينا قناعة ولدينا معلومات بأن أميركا كانت تحرك “داعش” مباشرة كأداة عسكرية لضرب الجيش السوري ولتشتيت القوى العسكرية التي تقاتل الإرهاب وفي مقدمتها السورية”.
وأضاف فيما يتعلق بالشمال الشرقي السوري ” المنطقة في الشمال والشمال الشرقي من سوريا هي منطقة في أغلبيتها عربية، أكثر من سبعين بالمئة من سكانها هم من العرب وليس العكس، وحتى المجموعات التي تقاتل هناك هي خليط من الأكراد وغيرهم، ولكن الأميركي قام بدعم المجموعات الكردية وجعل القيادة لها لكي يعطي الصورة بأن هذه المنطقة كردية ولكي يخلق صراعاً كردياً مع المجموعات الأخرى في سوريا”.
وقال الرئيس السوري “لا بد من تطبيق الاتفاق الروسي – التركي فيما يخص انسحاب هذه المجموعات المسلحة، فلا بد من انسحابها لمسافة 30 كم، وهم [الأتراك] أعلنوا بأنهم سيطبقونه، طُبّق في بعض المناطق، ولكن لم يُطبّق بشكل كامل، وهذا متوقع”.
وأضاف “هناك تعاون الآن بيننا وبين روسيا من أجل تطبيق هذا الاتفاق بشكل كامل، وبعد أن يُطبّق لا بد أن نقول للأتراك: هيا ابدأوا بالانسحاب”. وأوضح الرئيس السوري أنه ” بعد الاتفاق الروسي – التركي، أعلنت وزارة الدفاع [السورية] عن استعدادها لاستيعاب أولئك المقاتلين في صفوف الجيش العربي السوري بخطط مختلفة قد تتناسب مع تلك المنطقة، ولكن الرد الذي أتى فُهم بشكل رسمي هو أنهم غير مستعدين للانضمام حالياً للجيش العربي السوري وهم مصرّون على الاحتفاظ بسلاحهم في تلك المناطق”.
الحصار الغربي وتردي الوضع المعيشي
وأكد الرئيس السوري أن “الوضع المعيشي في سوريا يخضع لعدة عوامل خارجية، في مقدمتها الحصار الغربي على سوريا الذي يرتبط بتأمين الوقود، المحروقات، وبالتالي الكهرباء، والحصار الذي يمنع الاستثمار الخارجي في سوريا وغيرها من حالات الحصار “. وأشار إلى أن الحكومة السورية “تسارع في تحسين الوضع فور دخولها المناطق المحررة وتباشر فوراً بترميم المدارس والمرافق العامة، والاهتمام بالوضع المعيشي”.
سرقة النفط السوري
وأكد الرئيس السوري، أن بلاده “ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سرقة أميركا للنفط السوري، مستبعداً قيام الأمم المتحدة بأي خطوة بهذا الصدد”. وأضاف الأسد أن ” كل الشكاوى التي تُرفع للأمم المتحدة تبقى بالأدراج، لأن هناك شبه دولة [أميركا] تحكمها العصابات وتنطلق من مبدأ القوة، وكما كنا نقول قبل قليل هم مجموعة لصوص والصراع بينهم هو صراع على الأرباح والمكاسب والخسائر”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية