يتوجه الناخبون المجريون الى صناديق الاقتراع الأحد لاختيار رؤساء بلدياتهم في انتخابات ينظر اليها على انها فرصة نادرة للمعارضة لكبح سلطة رئيس الوزراء القومي فيكتور اوربان.
وقامت أحزاب المعارضة من كل الأطياف السياسية بتوحيد قواها في هذه المعركة في محاولة لحرمان حزب فيديس اليميني الحاكم من فوز ساحق لأول مرة منذ عقد.
ومنذ وصول أوربان إلى السلطة عام 2010، أجرى رئيس الوزراء اليميني المتطرف إصلاحات شاملة على قوانين الانتخابات، ما جعل من الصعب على أحزاب المعارضة منافسة حزبه بشكل فردي.
والموقعة الرئيسية في هذه الانتخابات سيكون مسرحها العاصمة بودابست. حيث يواجه مرشح المعارضة الموحدة غيريغلي كارتشوني البالغ 44 عاما رئيس البلدية استفان تارلوش المدعوم من فيديس والذي يتربع على عرش بلدية العاصمة منذ عشر سنوات مثل أوربان.
وقارن كارتشونى بين انتخابات بودابست ومعركة بلدية إسطنبول في آذار/مارس الماضي. والتي تمكن فيها مرشح المعارضة من الفوز على مرشح حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وصرح كارتشوني لفرانس برس ان “اسطنبول صوتت ضد قوة غير ليبرالية وعدوانية تتشابه بأوجه عديدة مع نظام أوربان”.
ويعتبر منتقدو أوربان أن التشريعات التي دفع بها منذ وصوله الى السلطة قد شلت مؤسسات ديمقراطية رئيسية مثل الإعلام والقضاء في الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.
ويقول هؤلاء إن بعض هذه الإصلاحات ساعدت حزب فيديس على انزال الهزيمة بأحزاب المعارضة في الانتخابات البرلمانية والمحلية والأوروبية. رغم أن نحو نصف الناخبين غالبا ما يصوتون ضده، ولكن الآن في العديد من البلديات سيكون هناك مرشح معارض واحد فقط في مواجهة مرشح فيديس.
ويتوقع أيضا أن تكون المنافسات حامية في العديد من المدن التي يسيطر حزب فيديس على بلدياتها حاليا مثل مدن ميشكولتس وبيتش وزومباثلي. وكذلك في معظم بلديات بودابست البالغة 23 بلدية.
وازدادت آمال المعارضة الأسبوع الماضي بتحقيق مكاسب بعد فضيحة جنسية تتعلق برئيس بلدية تابع لحزب فبديس. ما يهدد بتراجع الدعم للحزب على مستوى البلاد.
فقد نشر مدون مجهول صورا ومقاطع فيديو واضحة لرئيس بلدية مدينة غيور في غرب البلاد وهو يشارك في حفلة جنس جماعي على يخت في كرواتيا.
وسعى قادة فيديس المسيحي المحافظ الذي يروج لقيم الأسرة إلى التقليل من حجم هذه الفضيحة. لكن المحللين يرون أن تأثيرها على الناخب لا يزال غير واضح.
وتظاهر نحو الف شخص ضد فيديس في غيور مساء السبت. حيث حض سياسيون معارضون من مختلف الأحزاب الجماهير على التصويت ضد رئيس بلديتها.
ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات تمثل اختبارا أساسيا لاستراتيجية التعاون الجديدة للمعارضة. والتي يمكن أن توفر وسيلة لتحدي أوربان في الانتخابات العامة المقبلة عام 2022.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية