كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الاحتفال الذي أقامه حزب الله لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد القائد الجهادي السيد مصطفى بدر الدين في قاعة الشهيد السيد باقر الصدر – ثانوية الإمام المهدي (عج)-الحدث 2-5-2019.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
في البداية أرحب بحضور الإخوة والأخوات جميعا من السيدات والسادة.
وأجدد في الذكرى السنوية لاستشهاد الأخ الحبيب والعزيز السيد مصطفى بدر الدين، أجدد التبريك والتعزية لعائلته الكريمة والشريفة فردا فردا.
طبعا نحن إضطررنا، العائلة والمقاومة، إلى تقديم موعد هذا الإحتفال عن وقته الطبيعي لعدة أيام بسبب قدوم شهر رمضان المبارك، وكانت الرغبة أنه في شهر الصوم ان لا نزاحم الناس، وبالتالي فضّلنا أن يكون إحياء المناسبة قبل أيام من وقتها الطبيعي.
قبل أن أبدأ بالكلمة، من واجبي أيضا أن أتقدم منكم وأن أبارك لكم قدوم شهر رمضان المبارك، شهر الله، شهر الرحمة والمغفرة والتوبة والإنباة. شهر ضيافة الله، شهر القبول، الشهر العظيم الذي أيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدّ في أعمار الجميع ليتنعموا ببركات ورحمة هذا الشهر العظيم، وأن نوفّق جميعا لصيامه وقيامه، والاستفادة من حسن الضيافة الإلهية فيه.
كما من واجبي أن أبارك للعالم، للعمال الكادحين، للمجاهدين في سبيل عيالهم ولقمة العيش الكريمة والنظيفة، هؤلاء عند الله سبحانه وتعالى وفي فكرنا الإسلامي كالمجاهدين تماما.
الكاد من أجل عياله، الذي يبحث عن اللقمة الحلال بالطريقة الحلال والذي يسعى للحياة الكريمة بعرق جبينه له كل التقدير وكل الإحترام، وله حقوقه التي يجب ان تؤدى له، وان يحافظ عليها أيأً تكون الصعوبات التي يواجهها أي مجتمع او بلد.
أود أن أدخل إلى حديثي في المناسبة أولا: عن المناسبة وصاحبها وما يتصل به وبجيل من القادة الذين مضى بعضهم شهداء، قضى بعضهم ومازال بعضهم يواصل طريق إخوانهم الشهداء ولم يبدلوا تبديلا، ومن الحديث عنه وعنهم أدخل إلى بعض الساحات الأساسية بما يتسع له الوقت والتي كانت بالفعل ساحات جهاد السيد ذولفقار، السيد مصطفى بدرالدين، وميادين جهاده وتضحياته وشهادته.
عندما نحيي ذكرى هذا القائد الشهيد أو ذكرى الشهدء وخصوصا الشهداء القادة، نريد أن نقدّمهم للنّاس أكثر، خصوصاً أولئك القادة الذين كانوا مجهولين ويعملون بعيدا عن وسائل الإعلام، يجاهدون في الليل وفي النهار، يقومون بالعمل الأساسي والكبير، ولكن لم يتم تقديمهم من خلال وسائل الإعلام خلال فترة جهادهم وعملهم لأسباب ترتبط بأمنهم الشخصي وأمن عائلاتهم وبمصالح استمرار حركة المقاومة والعمل الجهادي، لنقدمهم للناس أكثر، لنعرفهم للناس أكثر، وأيضا لنستلهم منهم نحن البقية الباقية التي تواصل الطريق، ولتستلهم منهم الأجيال القادمة والآتية الكثير من الدروس والعبر والتجارب، ونواصل طريقنا الصعب.
الشهيد القائد السيد مصطفى بدرالدين، هو من جيل المجاهدين المقاومين الأوائل في هذه المسيرة. والذين لهم أيضا فضل السبق، دائما السابقون الأوائل، الأوائل السابقون، هذه من الميزات المهمة في أي مسيرة.
عندما كان السيد مصطفى وبعض إخوانه، وأتحدث عن هذه المجموعة والسيد مصطفى كان واحداً من عناوينها ورموزها، عندما كانوا شباناً 16 17 18 19 سنة، بدأوا حركتهم ونشاطهم، وكبروا وشابوا في هذا الطريق. عندما نتحدث عن السيد مصطفى وعن هذا الجيل من القادة من المجاهدين الذين كانوا قادة على إمتداد هذه المسيرة، إضافة إلى ما كنا نتحدث عنه في المناسبات السابقة، الإيمان، التدين، الإلتزام، روح الجهاد، الذكاء، هناك صفات أخرى أود أن أشير إليها في هذه المناسبة منها:
حمل الهم وروح المسؤولية في شباب 17، 18، 19، حمل الهم، من البداية يحملون هم شعبهم، يحملون هم ومسؤولية بلدهم ووطنهم وأمتهم ومقدساتهم.
هناك شباب من بداية عمرهم، يحملون هم أن فلسطين محتلة، وهم يعيشون هنا في بيروت وضواحي بيروت، وفي قرى البقاع وفي قرى الجنوب أو الشمال أو ما شاكل. ان منطقتنا تخضع للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية. أن امتنا الغارقة في الجهل والأمية والفقر والجوع والبطالة، وا وا وا…، تنهب خيراتها من قبل الأمريكيين والغرب، وتساق إليهم براميل النفط والدنانير والدراهم والدولارات فقط إرضاء للطغاة المستكبرين. وشعوبنا في كل المنطقة ومنها شعب لبنان عليه فقط أن يتحمل الفقر والحرمان والإهمال والجوع والتشتت. عندما كانوا ينظرون إلى كل واقع الأمة، حال الوطن وحال الأمة، هذا الذي يعقد عليه الآن مؤتمرات، حاليا خفت المؤتمرات، كان دائما المؤتمر القومي العربي ومؤتمر قومي إسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية، ومؤتمرات أخرى تعقد سنوياً منها مؤتمر اسمه حال الأمة، هؤلاء منذ كانوا شباناً يتفكرون في حال الأمة ويتألمون ويحملون الهم والمسؤولية. عندما ينظرون من حولهم، ويرون الإحتلال، الإذلال، التهجير، المهانة، الانكسار العربي، التشتت، الضياع، الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، العلو والعتو والطغيان والاستبداد، كانوا يتألمون جدا، ولا يكتفون بالتألم، يحملون الهم، يحملون المسؤولية، ويرتبون على هذا الهم والاحساس حركة وعمل ونشاط.
اليوم في لبنان أن تحمل أنت هم أمتك أو وطنك أو مقدسات هذه الأمة سواء كانت إسلامية او مسيحية هذا أمر مستغرب، بل في بعض المستويات مدان، بل في بعض المستويات يرقى إلى خيانة وطنية، اليس كذلك عندنا في لبنان؟
نحن مثلا المقاومة في لبنان ما هي تهمتها؟ أنها تهتم لفلسطين، للقدس، لبيت المقدس، المسجد الأقصى، لكنيسة القيامة، وهذا مستغرب وفي بعض الساحات السياسية والإعلامية مدان.
ان تهتم لما يجري في سوريا، في العراق، في اليمن، في البحرين، في دول الخليج، في شمال إفريقيا، أن تحمل هم، بالحد الأدنى نتحدث عن منطقتنا، ما هذا؟ هذا ليس نأي بالنفس حتى ان تحمل هم، ان تهتم، ان تتابع، ان تسأل، أن تتألم. هذا نأي بالنفس وليس فقط نأي بالموقف، نأي بالقلب، ونأي بالعاطفة ونأي بالأحاسيس ونأي بالمشاعر.
بل للأسف الشديد وصلنا في لبنان إلى مرحلة ان تحمل هم وطنك أصبح أمر مستغرب ومدان! تعرفون ما حدود المسموح به في لبنان؟ ان تحمل هم حزبك أو حركتك أو تيارك أو منطقتك، منطقة داخل لبنان، أو في أحسن الأحوال هم طائفتك، أما أن تحمل هم بقية الطوائف، ونحن شعب واحد مشتركون في المصير، في الفقر العابر للطوائف، في البطالة العابرة للطوائف، بالحرمان العابر لطوائف، بالحرمان العابر للمناطق، إذا تحمل هم الكل، هذا تدخل في شؤون الطوائف الأخرى.
كيف عندنا تدخل في شؤون الدول الأخرى، هناك عنوان موجود في لبنان اسمه التدخل في شؤون الطوائف الأخرى، أنت “شو خصك”؟ كيف تتدخل؟ انت مثلا شيعي “ما خصك” أن تتدخل بالسنة، هذا شأن داخلي “شو خصك” بالدروز هذا شأن داخلي، و”ما خصك بالمسيحيين” هذا شأن داخلي، اليست هذه الحقيقة الآن في لبنان؟ هذا المستوى الثقافي والفكري والوعي السياسي الذي أوصلونا له.
لكن ميزة المقاومة، ميزة السيد مصطفى بدر الدين وإخوانه الذين مضوا وقضوا والذين مازالوا على قيد الحياة انهم يرفضون بشدة هذه اثقافة، والشهيد السيد عباس رحمة الله عليه ذهب إلى افغانستان وإلى باكستان وكشمير، إلى الحدود الإيرانية العراقية في حرب السنوات الثمانية، كان يحمل هم فلسطين وشعب فلسطين والمخيمات الفلسطينية في قلبه وفي وجدانه، ومازال إخوة وأبناء وتلامذة هؤلاء، هؤلاء القادة يحملون هذه الثقافة.
ثانيا: من صفات هذا القائد العزيز وهذه المجموعة وهذا الجيل بعد حمل الهم، الإندفاع، الحمية، التعامل، التفاعل العاطفي والوجداني مع الناس، ومع هذه القضايا، ليس فقط يحمل هماً ويتألم، لديه اندفاع وحمية وغيرة وحرارة، كنا نمزح مع بعضنا نسميه اللهب الثوري، هذا موجود ومازال موجوداً.
ثالثا: الهمة العالية، الهمة العالية، العزم، الإرادة، عدم التعب، هؤلاء الرجال ما كانوا يتعبوم لا ليلاً ولا نهاراً، لا يعرفون الكلل ولا الملل ولا اليأس، ولا يملون، ولا يضوجون عن مواصلة الطريق، ويواصلون أياً تكن الصعوبات والتحديات.
4: ثقته وثقتهم بالقدرة على صنع الإنجاز والانتصار وتغيير المعادلات وإلحاق الهزيمة بالعدو مهما كانت الظروف.
5 : عدم الخشية من العدو: أمريكا في لبنان، قوات المتعددة الجنسيات في لبنان، مئة الف ضابط وجندي إسرائيلي في لبنان، انهيار في العالم العربي، انسحاق في العالم العربي، قلة الصديق وكثرة العدو وسطوة العدو لم تكن تنال لا من قلوبهم ولا من إرادتهم ولا من عزمهم.
6 : ان يصنع من الإمكانيات البشرية المتواضعة القليلة، القلة من الشباب ومن الرجال، وقلة من الإمكانيات المتواضعة، وهكذا انطلقت المقاومة، بعض السلاح من هنا وبعض المتفجرات من هناك، وبعض القذائف من هناك وبعض الإمكانات المتواضعة من هناك، لكن لم يقف أحد ليقول حتى يتوفر لنا العدة والعديد والإمكانات وا وا وا الخ، حينئذ سنبدأ مسيرتنا الجهادية. كل أهل المقاومة في لبنان هكذا انطلقوا، حزب الله، حركة أمل، بقية القوى الوطنية والإسلامية. في مسيرة حزب الله المسألة بدأت من هنا، من إمكانيات زهيدة ومتواضعة جدا جدا جدا في العدد وفي العدة، ولكن بمستوى عالي جدا من الثقة والقدرة والقناعة والإيمان والعزم وحمل الهم وروح المسؤولية والاستعداد لمواصلة الطريق مهما كانت الصعوبات. ومن جملة هذه المواصفات أيضا الإتقان في العمل، التركيز، هذا ما كان يوصي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الإتقان في العمل، التركيز في العمل، إضافة إلى الممثابرة.
لو أخذت نموذجاً، ونحن نتحدث عن ذكرى هذا القائد العزيز، نموذجاً من إنجازات السيد مصطفى، السيد ذولفقار عندما كان مسؤولا عسكريا لحزب الله، العملية المعروفة، العملية النوعية في أنصارية، عندما اتحدث عن الإتقان والتركيز سأذكر كيف؟
جاءت معلومات وكشفنا في سنوات سابقة ان مصدر المعلومات بشكل اساسي كان تقنياً فنياً، واستطعنا ان نعرف ان القوة الخاصة البحرية، المسماة بالشيطيط، تأتي الى الساحل وتنزل نفرين او ثلاثة ويمشون باتجاه منطقة انصارية، باتجاه منطقة البساتين، معناها أنهم يستطلعون لضرب هدف او إنجاز هدف، الآن خطف مسؤول، قتل مسؤول، على كل حال هذا بحاجة الى تدقيق اكثر، في كل الاحوال، هنا الاتقان والتركيز، اخذت المعلومات، السيد كان هو المسؤول العسكري، تناقش مع بقية إخوانه، وقتها الحاج عماد رحمة الله عليه، وبقية الاخوان، الحاج عماد كان في ذاك الوقت، هو المسؤول الامني، تناقشوا ودرسوا، ايضا تشاوروا معي ومع آخرين بانهم لدينا هذه الفرصة. كان يستطيع الشخص أن يستعجل ويقول فلننصب كمينا لهؤلاء الثلاثة أو الاثنين الذين دخلوا وخرجوا أكثر من مرة، قيل كلا، هؤلاء بالتأكيد يحضرون لشيء أكبر، فلنصبر وننتظر أكثر ونراقب ونواكب ونتابع. ثم تبين من خلال المتابعة أنه لا، يوجد تحضير لعملية كبيرة جدا، وضعت خطة الكمين. هنا عندما أتكلم عن الإتقان والتنفيذ، السيد ذو الفقار لم يجلس هنا وخطط لعملية الانصارية، ذهب الى الارض ووقتها ذهب هو والحاج عماد وأخوة آخرين، نزلوا الى الارض، إستطلعوا الباستين، وبرموا المنطقة، مشوا بنفس المسار الذي كشفت المعلومات أن الاسرائيلي يمشي به، فتشوا ماذا يمكن أن يكون الهدف؟ حسنا، المكان المحتمل جدا أن تعبر منه مجموعة الكومندوس الاسرائيلية، وضعوا الخطة. نأتي أيضا للإتقان في الخطة، المشكلة أن هذه البساتين، الناس مع طلوع الشمس، يأتي الفلاحون والمزارعون الذين يعملون في البساتين، يعني ليست مناطق متروكة أو مهجورة، حسنا، كيف تستطيع ان تقيم كميناً في مكان تأتي اليه الناس صباحا مع طلوع الشمس وتغادره قريب مغيب الشمس، والعملية ستنفذ في الليل.
وضعوا خطة تقضي بأن تتواجد المجموعات والكمائن في منطقة قريبة وتختبئ عن عيون الناس، وعندما تغيب الشمس ويغادرالفلاحون، يقوم المجاهدون بزرع العبوات وينتظرون طوال الليل، فإذا لم يأت الإسرائيلي يقومون عند طلوع الفجر بتفكيك العبوات وإزالة الأثار، ثم يذهبون مجددا إلى مخبئهم، واستمروا على هذه الحال لأيام وليالي طويلة، وكان السيد، رحمه الله، يواكب معهم طوال الليل، لانه كان من الممكن في كل لحظة، من مغيب الشمس الى طلوع الفجر ان ياتي الكومندوس ويحصل الاشتباك، وحصلت تلك المواجهة النوعية الكبرى، بمثل هذا الاتقان والتركيز والمثابرة، هذا مثل.
على طول الخط كانت المسيرة هكذا، وعندما ذهب في بداية الاحداث في سوريا وقررنا، وسآتي اليه بعد قليل، أن يذهب السيد مصطفى بدر الدين الى تلك الساحة، وهو الذي عرض، وهو الذي طلب، وهو الذي رغب، وهو الذي الح ان يذهب ويحضر شخصيا في الميدان، هناك عمل أيضا بنفس الاتقان والتركيز والمثابرة وبكل المواصفات السابقة، هذه المواصفات التي تميز بها هذا القائد الشهيد وقادة شهداء أخرون ما زال يتميز بها قادة في مقاومتنا وورّثوا هذه المواصفات من جيل إلى جيل وجيل، ولذلك أنا أريد هنا في الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين ان أطمئن وأن أؤكد أنه لدينا اليوم في مقاوتنا، في صفوفنا، في رجالنا وكوادرنا الذين يتحملون هذا العبىء وهذه المسؤولية الكبيرة، الذين واصلوا هذه المقاومة حتى الانتصار العام 2000، الذين وقفوا في الميدان وقاتلوا العام 2006، الذين ذهبوا الى سوريا، وقدموا نوعا من المساندة في العراق ايضا، وحضروا في الميادين، هؤلاء كثيرون جدا بحمد الله عز وجل، وهذه الروح تنتقل ويُعمل وتعمل المقاومة على ان تنتقل هذه الروح وهذه المواصفات من جيل الى جيل، من هنا عندما نقدم الاخ السيد ذو الفقار قائدا جهاديا كبيرا واستاذاً وقدوة وأسوة انطلاقا من هذه المواصفات المميزة والمهمة التي كانت تقف وتصنع الانسان الذي صنع هذه الانتصارات بإذن الله ومشيئة الله وعون الله سبحانه وتعالى، من هنا أدخل الى بعض الساحات التي حضر فيها مقاتلا وجريحا وكان أسيرا ايضا، وفي نهاية المطاف شهيد،ا يحمل معدنه ويكتب بدمه كلمات النصر ورايات النصر.
الموضوع الاول، الموضوع الاسرائيلي، في الموضوع الاسرائيلي لدي نقطتين، النقطة الاولى، يوجد فجوة موجودة في البلد يحاول الأميركيون ان يشغلوها في العلن وفي السر، وبعض الدول الاروروبية وأيضا بعض الدول الخليجية، وفي الاعلام وبعض الاعلام العربي والخليجي وهو الكلام المتواصل، مرة ينسبونه الي وانا أنفي، وبعض الصحف والاعلام والتسريبات والتحليلات، التهويل الدائم بالحرب على لبنان، اسرائيل أتية لتشن حربا على لبنان، واسرائيل ستدمر البلد، وإنتبهوا أيها اللبنانيون، يعني ماذا؟ يعني عليكم ان تزيلوا الاسباب التي يمكن أن تدفع إسرئيل الى حرب. هذا ليس مجرد كلام إعلامي أو سياسي أو دبلوماسي أو مجرد حرب نفسية بالهواء، أنا أريد أن أقول للّبنانيين اليوم أن الكل مهتمين بالشأن اللبناني في الموضوع الاسرائيلي؟ كلا، هذا له هدف، وأريد أن أشير الى هذا الهدف، هذا التهويل هو ممارسة لحرب نفسية واسعة سياسية ودبلوماسية عبر دول وسفارات ووسائل اعلامية من أجل الضغط على الدولة اللبنانية وعلى المسؤولين اللبنانيين وعلى الشعب اللبناني للخضوع ولتقديم التنازلات.
وكما تعلمون عندما أتى بومبيو وقبله ساترفيلد وقبله جاء دايفيد هيل وقبله هوك ولا أعرف من، يوجد بحث أسمه الحدود البرية، وهناك مناطق حساسة جدا في الحدود البرية بالمعنى الاستراتيجي، هناك نقاش حول الحدود البحرية، موضوع الحدود البحرية ليس فقط موضوع مياه ومساحة جغرافية وانما يرتبط بالثروة النفطية والغازية المفترضة الموجودة هناك. حسنا لدينا الحدود البرية التي يجب ان يجدوا لها حلا، طبعا عن طريق التفاوض، الحدود البحرية وتبعا لها الغاز والنفط يجب ان يجدوا لها حلا بين لبنان واسرائيل.
ثالثا، في موضوع مزارع شبعا بعد ان وهب السيد ترامب ما لا يملك وهو الجولان لمن لا يستحق وهو اسرائيل، يوجد موضوع المزارع.
رابعا، يوجد موضوع قوة لبنان، المتمثل بالجيش والشعب والمقاومة والمستهدف في المعادلة هي المقاومة بالتحديد، يعني حتى لا تهجم عليكم اسرائيل يجب ان تقطعوا يدكم، يجب ان تسقطوا عناصر القوة المتوفرة لديكم، يجب أن تتخلوا عن قدرة الردع التي تملكونها كلبنانيين في مواجهة اسرائيل، ولذلك يأتي بومبيو وياتي الجميع يتكلمون بصواريخ المقاومة، لأن المشكلة الحقيقية بالنسبة الى اسرائيل، أحد أجزائها هي صواريخ المقاومة. معناها بأي سياق يأتي التهويل، أنظروا اذا لن تتنازلوا عن الحدود، إذا لا تقبلون بما سيعطى لكم بالحدود البحرية، إذا لا تنسون مزارع شبعا، إذا لا تعالجون موضوع المقاومة وصواريخ المقاومة وسلاحها، اسرائيل ستأتي اليكم، هذه خلاصة المشهد الذي يعمل عليه منذ أسابيع وأشهر وهو مستمر. هذا دعونا نعلق عليه قليلا، وإن كنت أنا لا أريد اليوم أن أدخل في تقدير موقف، وإنما يكفي ان أقول، انه يا إخواننا، أيها اللبنانيون لا تسمحوا لأحد أن يهوّل عليكم، ولا أن يمارس حرباً نفسية عليكم، أنتم لستم ضعفاء، لبنان قوي بجيشه وشعبه ومقاومته، لبنان يملك قوة كبير جدا، قوة حقيقية، قوة غير استعراضية، نحن أكثر جهة لا تمارس الاستعراض، قوة حقيقية وجادة، عندما نعود الى النقاشات الواقعية حتى في كيان العدو، نرى كبار الخبراء العسكريين الاسرائيليين مع التسليم بنقاط القوة الكثيرة التي لدى اسرائيل يتحدثون عن نقاط ضعف كبيرة وكثيرة وقاتلة لدى العدو، من الجهة اللبنانية وايضا سنكون واقعيين مع التسليم بنقاط الضعف الكثيرة في لبنان إلا أنه لدى لبنان الكثير من نقاط القوة الكبيرة والقاتلة والحاسمة، وهذا يجب أن يأخذ بعين الإعتبار. المقاومة اليوم بالرغم من هذه العقوبات والشدة، لكن هذه لن تستطيع لزمن طويل مهما فعلوا أن تمس بقوة المقاومة وقدرة المقاومة وجهوزية المقاومة في لبنان، ولذلك لا يوجد داع أن يخاف أحد او يخضع، اسرائيل هذه تريد أن تقوم بحرب؟! فلتأتي وتقوم بحرب، مسألة أن تخرج إسرئيل الى حرب في لبنان والكل في اسرائيل يجمع على أن الحرب على لبنان يجب أن تكون سريعة ومختصرة من حيث الزمن وحاسمة ويكون نصرها بيّن وواضح، من هذا الذي يستطيع أن ينجزه ؟! هذا الزمن انتهى، اليوم أنا أستطيع أن اعيد التذكير وأؤكد على معنى، لا أريد أن أعيد وأتكلم عن نقاط ضعف العدو وعن الامونيا في حيفا وعن شيء آخر في حيفا الآن ظهر وصاروخ واحد يستطيع أن يفعل أكثر من الصاروخ الذي يسقط على أمونيا في حيفا، ولا أريد أن أتكلم عن قدرة المقاومة النارية والصاروخية وووو…
يوجد تطور مهم يتكلم عنه الاسرائيلي، قدرة المقاومة حتى في العمل البري هجوما ودفاعا، المقاومة التي تملك القدرة في الدخول الى الجليل وهذا ما يعترف به العدو، الان لا اريد أن أتكلم بهذه النقطة، سأذهب الى الحد الادنى وأقول لكم كلبنانيين أن هذا موجود في حسابات إسرائيل، إسرائيل التي تخشى أن تتورط في غزة، مع ان غزة محاصرة من كل الجهات، ومكشوفة من كل الجهات، إسرائيل هذه تجرأ أن تدخل إلى الجنوب، وإذا أرادت ان تدخل ستدخل بفرق وألوية، اليوم في الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد مصطفى بدرالدين، أجدد لكم بإسم إخوانكم وأبنائكم في المقاومة الاسلامية، بأنه هذا هو وعد قاطع وجازم، الفرق والألوية الاسرائيلية التي ستفكر في الدخول الى جنوب لبنان ستدمر وتحطم وأمام شاشات التلفزة العالمية إن شاء الله.
في الماضي إسحاق رابين وهو رئيس وزارء تاريخي ووزير دفاع يعني وزير حرب كان رئيس أركان وقائد تاريخي في وجدان الكيان الاسرائيلي، هو كان يقول قبل العام 2000، كان يقول أنه إذا نظرتم الى جنوب لبنان تجدون جبالا وتلالا وضيعاً وودياناً وشيئاً هادئاً تماما، ولكن نحن لا نعرف ماذا يختبىء في تلك الجبال وخلف تلك الجبال والوديان والقرى والبيوت والطرقات الهادئة، يقول نحن لا نستطيع أن ندخلَ! لماذا لا يستطيع أن يدخل؟ هذا يعني أن زمن الفرقة الموسيقية التي تحتل لبنان إنتهى يا لبنانيين ويجب أن تصدقوا هذا بعد كل هذه التجارب الطويلة. مازال هناك في لبنان من يعيش ثقافة وأحاسيس الضعف والوهن أمام إسرائيل، هؤلاء نعم حاضرون للخضوع، أما الذين يثقون بربهم وبشعبهم وبجيشهم وبمقاومتهم وبقدرتهم على إلحاق الهزيمة التاريخية بالعدو لا يجوز أن يخضعوا ولا يجوز أن يتنازلوا لا عن شبر من تراب ولا عن حبة تراب ولا كما يقول الأستاذ دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري عن كوب من الماء، ولا عن ماء وجهٍ فيه كرامة، ولا عن شيء يرتبط بالسيادة، وعندما نؤمن بأننا أقوياء مفترض أن نسعى للحصول على حقوقنا كاملة.
النقطة التالية في الموضوع الإسرائيلي اللبناني، تعليق سريع على مزارع شبعا، للتذكير نحن عشية تحرير 2000 لأن هذا النقاش كان موجوداً حينها، أنا أتذكر أني ألقيت خطاباً وأننا ناقشنا في حزب الله وتشاورنا مع بقية أصدقائنا وحلفائنا، أنا قلت حينها أن موضوع الأرض اللبنانية، من يقول هذه الأرض لبنانية وهذه ليست لبنانية، الدولة. لا اتي أنا حزب الله أو الحزب الفلاني أو الحركة الفلانية أو التيار الفلاني ويقول هذه لبنانية ونريد أن نلزم كل لبنان أو هذه ليست لبنانية ونريد أن نلزم كل لبنان، الدولة اللبنانية “محل ما بتقول” هذه أرض لبنانية، المقاومة ملتزمة بهذه الأرض المحتلة/ وتعتبر أن من مسؤوليتها تحرير هذه الأرض المحتلة. هل تتذكرون هذا في ال 2000 وكررناها في سنوات عديدة. طبعا يومها تم طرح موضوع مزارع شبعا أنها لبنانية وليست لبنانية، حسناً هناك أناس آخرين منهم نحن ومنهم أخواننا في حركة أمل وبعض القوى الوطنية وقفنا الى جانب أهل القرى السبع نذكركم بها: صلحة، هونين، قدس، المالكية، آبل القمح، تربيخا، النبي يوشع، هذه القرى السبع. حسناً ولدينا قرى أمامية في الجنوب مثل بليدا، مثل ميس الجبل، عندما قاموا بترسيم حدود، طبعاً ليس اللبنانيين ولا الفلسطينيين، وإنما الإنكليز والفرنسيين هم أتوا ورسّموا حدود، عشرات الآف الدونمات، غير القرى السّبع، عشرات آلاف الدنومات هي لأهل القرى الأمامية، لأهل هذه الضيع، هذه أرض لبنانية، القرى السبع أرض لبنانية، أتينا وقلنا القرى السبع أرض لبنانية، طبعاً الحكومة اللّبنانية لم تتبنى هذا الموقف، المجلس النيابي بشكل عام لم يتبنى هذا الموقف، بالتالي ما جئنا وقلنا كلا القرى السّبع لبنانية ونريد أن نقاتل لتحرير القرى السّبع غصباً عن الدولة وغصباً عن الحكومة وغصباً عن الخلاف حول هذا الموضوع، لا، قلنا ما في مشكلة الآن تسألني وتسألنا جميعاً نحن مقتنعون أن القرى السبع أرضٌ لبنانية، ومقتنعون أن لقرانا الأمامية عشرات آلاف الدونمات الزراعية تحتلها إسرائيل خلف هذه الحدود الدولية المتعارف عليها، لكن لأن الدولة لم تتبنى هذا الموضوع، هذا موجود بثقافتنا، بإرثنا، حتى بأدبياتنا، لا نتكلم به كثيراً في الخطاب السياسي لا كثيراً ولا قليلاً ومتروك للمستقبل، في النهاية بالنسبة لنا هذا لا يشكل لنا أزمة عقائدية و ثقافية لأنه بالنسبة لي القرى السبع لبنانية أو فلسطينية هي أرض محتلة لشعوبنا وأمتنا، هي أرضٌ لنا، سواء كان إسمها لبنانية أو فلسطينية.
موضوع مزارع شبعا، من عام 2000 الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية تقول هذه أرض لبنانية، وتذكرها في البيان الوزاري، ومجلس النواب يعطي الحكومة ثقة بناءً على هذا، من عام 2000 حتى اليوم هذا الموضوع يُذكر، نعم تمت مناقشته على طاولة الحوار. صحيح هناك أناس يوم نعم، يوم لا، ويوم نعم ويوم لا، وما شاكل، ولكن هناك شيء محسوم، منتهي، الدولة اللبنانية تعتبر مزارع شبعا أرضاً لبنانية، هذا الموضوع محسوم، وبالتالي أي شخص “بيطلع برأيه، بيكون مؤمن بأنها لبنانية وبيبطل، أو بيكون مبطل وبيؤمن” لا يقدّم ولا يؤخر شيئاً، وليس له أي قيمة على الإطلاق، كلام يقال في الهواء، فليقال أي كلام في الهواء، هذا لن يقدّم ولن يؤخر شيئاً، وبالتالي مزارع شبعا بالنسبة إلينا لأن الدولة لبنانية تقول هي أرض لبنان فهي أرض لبنانية، وإلا هي أرض لبنانية أو سوريا، سوريا ولبنان وفلسطين كلها هذه أراضي شعوبنا وأمتنا وأهلنا، لكن حالياً نتيجة الوضع القائم في العقود الماضية وترسيم الحدود، الدولة اللبنانية تقول مزارع شبعا لبنانية، إذاً مزارع شبعا لبنانية، والمقاومة تتحمل مسؤولية إلى جانب الدولة والشعب اللبناني عن تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر، وإذا أحببتم لا مشكلة لدينا أن نعود ونناقش القرى السبع وعشرات آلاف الدونمات التي تحتلها إسرائيل لأهلنا في القرى الأمامية.
الموضوع الآخر، أنا لا يزال لدي موضوعاً آخراً وأخيراً أريد أن أقول كلمتين في موضوع الموازنة في لبنان.
الموضوع الآخر الموضوع الثاني والمهم جداً هو السّاحة التي ذهب إليها السّيد ذوالفقار رحمة الله عليه وقضى فيها آخر سنوات عمره وعاد منها شهيداً منتصراً وهي سوريا، سنتكلم قليلاً في هذا الموضوع، يوماً بعد يوم يتأكد ويتّضح صوابيّة قرارنا وخيارنا في الذهاب إلى سوريا لأننا اليوم نتحدث عن قائد شهيد إستشهد في هذه المعركة ودائماً نُسأل عن هذا الدّم، وعندما يكتب الصّديق والعدوّ، يسألنا عن هذا الدّم وعن هذه الدماء وعن شهدائنا. كوكبة كبيرة من شهدائنا وجرحانا استشهدوا في سوريا أو جرحوا في سوريا يقولون من يجيب على هذه الدماء؟ نحن نجيب عن هذه الدماء، نحن نجيب عن هذه الجراح، بل كلما مضت الأيام وسقطت الأقنعة وانكشفت الوجوه الحالكة وظهرت الوثائق والمستندات وتكاثرت الاعترافات والمقابلات الصحافية من رئيس سابق وملك ورئيس حكومة سابق ورئيس وزراء سابق ووزير خارجية سابق ورئيس أركان سابق، يوماً بعد يوم نزداد ثقة ويقيناً بأنَّ ما قمنا به كان صحيحاً مئة بالمئة وكان في زمانه الصحيح و في مكانه الصحيح.
اليوم، كل يوم يتّضح أن كل الذي كان يجري في سوريا يختلف عن كثير مما جرى في العالم العربي، في سوريا كان هناك مؤامرة أمريكية إسرائيلية سعودية استخدمت فيها بعض دول الخليج وبعض دول الإقليم، والموضوع على الإطلاق لم يكن له أي صلة، الآن هذا كلام مكرر ولكن يجب أن نقوله في ذكرى هذا الشهيد، لم يكن له أي صلة لا بالانتخابات ولا بالديمقراطية ولا بالإصلاحات ولا بالتغيير ولا بكل هذا الكلام الفارغ الذي سمعناه من 2011.
حسناً والدليل، أن أميركا والسعودية وهذه الدول بمن جاءت كما كانت تقول هي بمن جاءت من أجل إحداث تغيير ديمقراطي إنساني في سوريا بين هلالين وتحته شحطتين على طريقة السّوريين ألف علامة إستفهام ومليون علامة تعجب، بمن جاءوا!!! بالقوى الديموقراطية ؟ بالقوى النابعة من الإرادة الشعبية ؟ بالقوى ثقافتها وفكرها صناعة المستقبل؟ أين هو هذا! حسناً، حتى لا نتكلم نظريات ونقول المستندات والوثائق، الدليل الخارجي الواقعي “داعش”. لو أخذنا مثلاً واحداً داعش، كيف استطاعت داعش أن تسيطر على ما يقارب الـ 40 الى 45 بالمئة من سوريا على ما أذكر، يعني أغلب شرق الفرات الذي هو 25% إذا أضفنا له ممبج وبعض المناطق أغلب شرق الفرات، دير الزور، البوكمال، الميادين، البادية السورية كلها التي هي بحجم لبنان على 5 مرات، وصولا الى تدمر، وصولا الى محيط حمص، وصولا الى مخيم اليرموك، وصولا إلى جزء من محافظة السويداء، وصولا الى شرق حمص، شرق حماه، الى شرق وشمال حلب 40 45 في المئة في نفس الوقت كانت داعش تسيطر يمكن على نصف أو أكثر من نصف العراق، عدد كبير من المحافظات العراقية، الأنبار، الموصل، صلاح الدين إلى آخره، وصلوا إلى بوابات كربلاء، وعلى بوابات بغداد هؤلاء من أين أتوا؟ من أحضرهم؟ من أعطاهم سلاح؟ من قدم لهم تسهيلات؟ من أعطاهم مال؟ من فتح لهم الحدود؟ من قام بتغطيتهم إعلامياً بكل الفضائيات العربية “الدولة الإسلامية” من؟ لا يجوز أن ننسى لا اللبنانيين الذين اكتووا من داعش في جرود عرسال في البقاع يجوز أن ينسوا ولا الشعب السوري ولا الشعب العراقي ولا كل شعوب المنطقة ما فعلته داعش وما ستفعله داعشَ سأتكلم عنه قليلا!،حسناً من هي داعش؟ ما هو فكرها؟ فكرها هو الفكر الوهّابي الذي يُصنّع في السّعودية، في جامعات السّعودية، في المدارس السّعودية الدينية، في مساجد السّعودية ويصدّر بالمال السّعودي إلى كل أنحاء العالم بقرار وطلب أمريكي وهذا اعترف به الأمريكيون والسعوديين أنفسهم، قبل أن يتكلم محمد بن سلمان، هيلاري كلنتون يوجد لها تصريح بالصوت والصورة تعترف بهذه الحقيقة، وأنَّ أميركا هي التي طلبت من السّعودية أن تدعم وتوزّع وتنشر هذا الفكر في العالم، حسناً هذا الفكر من أين أتى؟ من السّعوديةّ! بطلب من من؟ من الأمريكان! تسهيل من من؟ من الأمريكان وحلفائهم! بتمويل من من؟ من السعودية! حسناً، المقاتلون من أين جاؤوا؟ من كل أنحاء العالم، أغلب الانتحاريين أيها الأخوة والأخوات في سوريا وفي العراق كانوا من الجنسيّة السّعودية ومن جنسيات أخرى وجيء بهم إلى هذه المدن، هم الذين دعموهم، هم الذين سلحوهم، هم الذين موّلوهم، هم الذين فتحوا لهم الحدود، هم الذين راهنوا عليهم، وداعش كانت مطلوبة للعراق ولسوريا وللبنان ولاحقاً لإيران ولكل أحد يراد إخضاعه وضربه وتدميره، ما هو مشروع داعش؟ إقامة الدولة التي فيها انتخابات؟ دولة ديمقراطية دولة يعبّر فيها الناس عن إرادتهم؟ دولة ينتخب الناس فيها نوابهم ورؤساءهم وحكامهم؟ أبداً! عند داعش، في فكر داعش الانتخابات كفر من يذهب إلى الانتخابات كافر، من يقف على صندوق الانتخابات مستحل الدم، يقتل. أليس هذا ما فعلته القاعدة وطالبان في أفغانستان؟ أليس هذا الذي جرى في العراق بكل الانتخابات التي أجريت؟ هؤلاء صناع مستقبل؟!! هؤلاء صنيعة من؟ هؤلاء صنيعة الأميركيين.
في السابق كان هناك شخص اسمه – هذا موجود الآن أي شخص يستطيع أن يجده على الانترنت – الجنرال ويسلي كلارك، وعلى قناة الـ”CNN”، ليس على قناة صديقة أو حليفة، كان القائد الأعلى الأسبق لحلف شمال الأطلسي، هو يقول على قناة الـ”CNN” أن الدولة الإسلامية – هو لا يقول داعش، هم ملتزمون بكلمة الدولة الإسلامية – أنشأها أصدقاؤنا وحلفاؤنا من جملة الأهداف للتغلب على حزب الله. يقول، لا نستطيع رفع يافطة كبيرة ونقول تعالوا لقتال حزب الله، لذا نحن وأصدقاؤنا قمنا بإنشاء داعش. كل هذا المحور، كل من يقف في وجه الأميركيين والمشروع الإسرائيلي، سوريا التي كانت ترفض الاستسلام والخضوع، هناك أناس لا يفعلوا شيئاً ضد إسرائيل، بل يُنقّر على سوريا أنه عشرات السنين أين المقاومة في الجولان. يكفي سوريا وحسبها هي وقيادتها الحالية والسابقة أنها لم تستسلم، أنها صمدت، أنها وقفت، أنها حمت المقاومين، أنها لم تخضع للإرادة الأميركية في الوقت الذي خضع له كل العالم باستثناء الجمهورية الإسلامية وبعض القوى الشعبية. المطلوب أن تنتهي سوريا لمصلحة أميركا وإسرائيل.
العراق الذي أخرج القوات الأميركية من أرضه بالمقاومة الشعبية، المقاومة العسكرية وبالمقاومة السياسية وبثبات الموقف. يريد الأميركيون العودة، وأنا هنا أريد أن أحذر إخواننا في العراق، هذا ترامب حسب الظاهر أن كل وعوده الانتخابية ينفذها، أُوصفه بما تريد، أحمق، مجنون، متكبر، ما تريد، لكن تعرفون أنا عادتي هكذا، أنه حتى العدو إذا عنده نقطة – لا أريد أن أقول جيدة – مثبتة – لا أريد أن أقول منفية – نعترف له بها، هذا الرجل كل شيء قاله في الانتخابات ينفذه، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الانسحاب من المعاهدة الفلانية – أيوجد معاهدة بعد لم ينحسب منها؟! – نقل السفارة الأميركية إلى القدس، موضوع صفقة القرن يسير بها، لا أعرف إذا وعد بالجولان وقتها أو لا، من أجل أن لا أحمله شيء لم يقله عندها، كل شيء قاله ينفذه.
من جملة الذي قاله أنّ هذا النفط العراقي لنا، أنا أريد أن آخذه، وطبعاً وعد بالانتخابات أن السعودية بقرة حلوب وأنا أريد أن أحلبها وقام بحلبها وكل يوم يحلبها، صحيح أو لا؟ من جملة الذي قاله أن هذا النفط في العراق من حقنا، نحن ذهبنا إلى العراق، أرسلنا 150 ألف جندي، قدمنا تضحيات وكلفة كبيرة ودفعنا 7 تريليون دولار وحقنا، يقولون له كيف؟ يقول لهم نذهب – هذا في الانتخابات على التلفاز، أنا لا أفتري عليه – نذهب ونأخذ المنطقة النفطية، نضع جيشنا وعسكرنا ونعزلها، ونبقى نأخذ النفط العراقي ونبيعه لنسترد مالنا.
هذا من الوعود الانتخابية يجب أن يلتفت إليها الإخوة العراقيين، أن هذا لم يذهب من ذهن السيد ترامب، يجب أن ينتبهوا جيداً أن هذه هي خلفية السيد ترامب. السيد ترامب يعتبر أن نفط العراقيين هذا حق طبيعي له وهو يجب أن يستوفيه. داعش كانت هي الوسيلة لعودة القوات الأميركية إلى العراق، وداعش سوف تبقى هي الحجة لبقاء قوات أميركية في العراق، وإلا كيف الآن داعش شرق الفرات، أين ذهبوا يا إخوان؟ ذهب منهم إلى العراق، منهم أرسلوهم إلى داخل سوريا، ومنهم نقلوهم إلى أفغانستان، يا أخي من نقلهم إلى أفغانستان؟ من؟
إذاً داعش ما زال لها وظيفة.
بكل الأحوال، داعش مشروعها تدمير الجيوش والمجتمعات والشعوب، ولذلك تقول لي هُزمت داعش؟ أقول لك نعم هُزمت ولكنها حققت إنجازات كبيرة، للأسف أنا أتكلم هكذا، داعش حققت إنجازات كبيرة لأميركا ولإسرائيل ولأعداء هذه الأمة، دمرت جيوشاً، دمرت شعوباً، دمرت مجتمعاتاً، أوجدت شلالات من الدم بين شعوب المنطقة، بنت جدراناً عالية جداً من الحقد والبغضاء تحتاج إلى عقود أو إلى قرون لإزالتها، هذه إنجازات لمصلحة الأميركي والإسرائيلي، هذا يجب أن نعترف به، ونعترف به لنعالجه وليس لنستسلم أمامه، بل لنعالجه.
الذي أريد أن أقوله قبل أن أدخل إلى ختام هذه النقطة، أن داعش أيها الإخوة والأخوات، وأقول هذا لكل شعوب المنطقة ما زالت تمثل تهديداً، لا أحد يتعاطى أن داعش انتهت، نعم خلافة داعش، الخلافة المزعومة انتهت، الدولة انتهت، الجيش العسكري الذي يسيطر على جزء كبير من مساحة العراق وعلى جزء كبير من مساحة سوريا انتهى، لكن داعش الفكر، داعش القيادة التي أطلت على التلفزيون منذ يومين، داعش الذئاب المنفردة، داعش الخلايا الانتحارية والانغماسية، داعش ما زالت موجودة وسيتم تفعيلها في سوريا، أنا لا أهبط جدراناً على أحد، أنا أقول معطيات ومعلومات، وسيتم تفعيلها في العراق، ولذلك ما يجري اليوم على الحدود العراقية السورية من تعاون عراقي سوري هذا أمر واجب وضروري وأكيد، لأن داعش تشكل تهديداً لكلا الشعبين وكلا الجيشين وكلا البلدين. داعش اليوم لها وظيفة في أفغانستان لقتل الشعب الأفغاني وللمزيد من الاحتراب والقتال في أفغانستان، واعتماد أفغانستان قاعدة لانطلاق داعش إلى دول آسيا الوسطى، ولذلك اليوم وزير خارجية روسيا أمس واليوم علا صوته، وزير الدفاع الروسي علا صوته، من أخذ داعش إلى أفغانستان؟ وصولاً إلى سريلانكا، أمام المجزرة المهولة في سريلانكا، وخرجت دول في العالم ليدينوها، الاتحاد الأوروبي أدانها، المفوضية الأوروبية أدانتها، الأمم المتحدة أدانتها، أميركا أدانتها، هل أحد منهم سأل هذا الفكر الذي نفذ هذه العمليات الانتحارية وهذه المذبحة في سريلانكا بحق الرجال والنساء والأطفال في الكنائس والأوتيلات من الذي يقف خلف هذا الفكر؟ من يدعمه؟ من يموله؟ من يحميه؟ من يدافع عنه؟ أليست هي المملكة العربية السعودية؟!! لماذا تدينون الأدوات وتتركون السبب الحقيقي والرئيسي.
إذاً داعش ما زالت تهديداً، وكلنا يجب أن نتعاطى على أنها تهديد ويجب أن تواجه سياسياً، ثقافياً، إعلامياً، عسكرياً، أمنياً، وعلى كل الصعد.
وهذا التهديد أيضاً لن يبقى بعيداً عن لبنان، صحيح الجيش والمقاومة استطاعا وباحتضان شعبي وإجماع وطني من تحرير الجرود من داعش وأمثالها وأخوات داعش، لكن هذا الخطر لم يبتعد ولم ينته. صحيح حققنا انتصارات كبيرة على كل صعيد في مواجهة داعش وأخوات داعش وكل المشروع في المنطقة، لكن يجب أن نتعامل بأن التهديد قائم ويجب أن يعالج. وهنا يجب أن لا يُنسى من هو المسؤول، لأن هذه واحدة من الاستحقاقات بهذا اليوم، أميركا والسعودية بالدرجة الأولى مسؤولين، ما ارتكبته داعش لدى شعوب منطقتنا، في العراق، في سوريا، في لبنان، ما ترتكبه الآن في أفغانستان، في اليمن، في نيجيريا، ما ارتكبته في سريلانكا ، جرائم مهولة، دمار هائل، خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات، مئات آلاف الشهداء والجرحى، الكرامات التي هتكت، المقدسات التي دمرت. كل هذه الخسائر انتهت؟!! عفى الله عما مضى؟!! كيف؟!! يقيمون مؤتمرات بأميركا وبعض دول الخليج تحت عنوان مواجهة الفرار من العقاب، أنه شخص لا أدري ماذا فعل ممنوع الفرار من العقاب، أما اجتياح شعوب، تدمير بلدان، قتل مئات الآلاف لا يوجد مشكلة، هذا لاحقاً يُحل “ببوسة لحية”، لماذا؟ لأن الذي يقوم بهذا العمل هو الأميركي والسعودي، هذا التحالف الدموي القائم اليوم بكل صراحة يجب أن يواجه ويجب أن يدان، الإصرار على استمرار الحرب على اليمن، أمس الأمم المتحدة تقول قد يكون عدد الضحايا في اليمن وصل إلى 250 ألف شهيد أو ضحية أو قتيل، 250 ألف، خبر عادي عُرض على الشريط بالأخبار وانتهى، لا يوجد شيء، هل يوجد شيء في العالم العربي؟ هل يوجد شيء في العالم الإسلامي؟ يا أخي هل يوجد شيء في العالم؟ الأمم المتحدة، ليس تلفزيون المسيرة، ليس أنصار الله، ليس السيد عبد الملك، يقول يا عالم هناك مذبحة، هناك 250 ألف يمني قتل حتى الآن، الأمم المتحدة تقول ذلك، هل أحد هُزّت شعرة بشاربه أو لحيته أو رأسه، أبداً، لماذا؟ لأن الذبّاح أميركي سعودي، لا يمكنك أن تتكلم.
وصولاً إلى الإعدامات في السعودية، لهؤلاء الشباب، وأحدهم من العلماء الأجلاء، أناس نخب وشباب، هناك أناس اعتقلوا كانوا تحت عمر الـ 15 سنة، ما ذنبهم؟ ما جريمتهم؟ أنهم شاركوا بمسيرة؟ وقفوا باعتصام؟ كتب كلمة على موقعه بالانتنرت، مواقع التواصل الاجتماعي، إعدام، بدون محاكمة، هناك محاكمات سرية وضربة واحدة. مرت ساعتان أو ثلاثة بعض الدول في العالم أدانوا وانتهى الموضوع، والعلاقة جداً طبيعية لأن هناك أموال.
اليوم نحن نعيش في عالم، أيها الإخوة والأخوات، يجب أن نفهم وأن نقتنع أنه نعم هذا هو العالم الذي نعيش فيه اليوم خصوصاً، لا يوجد قانون دولي، لا يوجد مؤسسات دولية، لا يوجد دول في العالم تحترم نفسها، لا يوجد قيم، لا يوجد أخلاق، لا يوجد شرائع، لا يوجد شيء، هناك القوة والأموال، القوي في هذا العالم محترم، الذي عنده أموال في هذا العالم يفعل ما يريد، يأتى بصحافي مثل الخاشقجي على القنصلية ويفعل به ما لم يُفعل بالتاريخ، ولا أحد يحق له أن يفتح فمه لأن هذه السعودية، وأميركا ترتكب كل يوم مجازر ولا أحد يحق له أن يفتح فمه، لأن هذه أميركا، وإذا تحدثت تصبح مدان، غداً تخرج أصوات في لبنان يقولون السيد يريد أن يأتي لنا بمشاكل على البلد، ألا يكفينا مشاكلنا؟ ولو، يا أخي إنسانيتنا أين؟ القيم الأخلاقية أين؟ احساسنا البشري أين؟ ألا يستدعي هذا كله أن نتوقف أمام هذا الوضع.
وبعد ذلك وفوق كل ذلك، كل ما يجري في منطقتنا هو في خدمة إسرائيل وسيطرتها وهيمنتها وصفقة القرن وخدمة أميركا، سياسياً ومالياً، هل يستطيع أحد أن يقول لا؟ فليخرج أحد ويدافع عن السعودية وغير السعودية ويقول لا، هذا لمصلحة الأمة العربية. هذا الإصرار على الحروب وتمويل الحروب، اليوم هناك حرب في ليبيا، الله يسترنا السودان إلى أين ذاهبة، الله يسترنا الجزائر إلى أين ذاهبة، الناس إذا لم يتصرفوا بوعي وبمسؤولية وطنية بالسودان والجزائر لا نعرف هؤلاء إلى أين سيأخذون السودان والجزائر وإلى أين ليبيا ذاهبة. الإصرار على العداء لإيران والتآمر على إيران ومحاصرة إيران وصولاً إلى إعلان الاستعداد لملئ النقص من النفط الإيراني بالنفط السعودي والإماراتي، إلى أين؟ ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء، ماذا؟ أنظروا إلى العاقبة، هذه بعض عواقب الدنيا، وعندما يطلع السيد ترامب ويبهدلهم ويهينهم، الواحد يطلع ليحترم أصدقائه ويشكرهم، ويقول لهم أنا ممنون لكم والله يبارك فيكم وأنتم جماعة جايبين ولا أعرف ماذا…، لكن ترامب كل يوم يطلع ليبهدلهم، كل يوم يُبهدلهم، كلنا رأينا على التلفزيونات ترامب وهو يخطب في آخر خطاب له، وهو يضحك والأمريكان يضحكون، أنا قلت لبعض الإخوان إرصدوا لنا القعدة، لأنني شفاف أحب أن أتكلم هكذا، طبعاً أنا لا أحب الملك سلمان بل أكره، أكره من أعماق قلبي، لكن أنا عندما أستمع إلى ترامب حرق قلبي عليه، حرق قلبي عليه، إلى هذا الجد الكبير من الإذلال وإلى هذا الحد الكبير من الإهانة، وإلى هذا الحد الكبير من المسح، وإلى هذا الحد الكبير من الإنسحاق، أين العروبة وأين الإسلام وأين الحرمين الشريفين وأين العشائر وأين القبائل وأين السيف الذي يرقصون به؟ أين؟! ولا كلمة ولا كلمة، بعض الناس في لبنان عندما أتكلم أنا ويتكلم بعض إخواني كلمة على السعودية يطلعون للرد علينا، فرجونا يا شجعان ويا أبطال ويا أهل الشهامة والعروبة والبطولة ردوا؟! هذا ترامب أهان ملككم وأهان مملكتكم أين هو؟ لا أحد تنفس يا رجل، أبداً سكتوا أهل القبور يتكلمون أكثر منهم، على الأقل عندما تأتي إلى المقبرة تجد لوحة مكتوب عليها شيء، هذه وجوه قارحة ليس مكتوب عليها شيء، هذا يقول له يا ملك أيها الملك أنا معجب بك، قال له أنا أحبك وأنا معجب بك، نحن دفعنا أموال كثيرة من أجل أن ندافع عنكم فيجب أن تدفع، ويعمل له هيك وهيك ولا أعرف ماذا..، يا أخي بالقرائن الحالية والمقالية كلها بهدلة وإهانة، كلها بهدلة وإهانة، ثم ماذا يقول؟ يقول يريدون منا أن نخسر السعودية أنا لا أريد أن أخسر السعودية، نحن صرنا جايبين 450 مليار دولار من السعودية، أشتروا من لدينا سلاح وغير سلاح، سؤال 450 مليار دولار من السعودية، فقط من السعودية ولم يتكلم عن بقية دول الخليج، هذه الأموال هي أموال آل سعود هل هي ملك شخصي؟ لا يوجد شيء أسمه السعودية والشعب السعودي، يوجد شعب شبه الجزيرة العربية، هذه الأموال هي ملك هذا الشعب، وهي ملك هذه الأمة، بالمعنى الشرعي والفقهي كل علماء المسلمين يقولون هذا ملكٌ عامٌ للمسلمين، وأنتم بأي حق تجيب 450 مليار دولار من أموال المسلمين وتعطيها إلى ترامب؟ على أي أساس؟ في الوقت الذي فيه المسلمون يموتون من الجوع، من الصومال إلى أندونيسيا ميتون من الجوع، مجاعة وزلازل وفقر وحرمان ومرضر وأمية، ما هذا؟
نختم النقطة ببومبيو، بالنسبة إلى بومبيو أنا منذ يومين أو ثلاثة أرسلوا لي الإخوان وبعثوا لي سي دي أيضاً وقالوا لي يا أخي هذا بالإنكليزي هكذا وهكذا وهكذا، ومع ذلك قلت لهم تأكدوا من ذلك، من أجل إذا قرأنا شيء إلى الناس يكون صحيح منسوب له، هذا يقولوا اليوم وزير خارجية أميركا الديبلوماسي الذي يجب أن يكون مظهر من الثقة السياسية والديبلوماسية ويتبنى قضايا العالم ويعمل سلام عالمي ويستحصل على حقوق الناس، حلوة الشفافية وأمر جيد، في محاضرة وهذا الكلام نزل أين أيضاً على أحد التلفزيونات الأميركية، حيث إعترف وزير الخارجية الأميركي أنه مارس الكذب والخداع والنهب عندما كان مديراً لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، قائلاً: كنت مديراً لل” سي آي أي” لقد كذبنا وخدعنا ونهبنا، يعني كذاب ومخادع ولص أي حرامي، حرامي دولي وناهب دولي، الإمام الخميني رحمة الله عليه كان يسميهم الناهبين غير المستكبرين، طغاة مستكبرين وناهبو العالم، ناهبو الشعوب، ونهبنا ويسألوه ويتساءل هو، يقول ماذا كان شعار جامعة الجامعة الفلانية الجامعة العسكرية التي درس فيها، يسأل نفسه، فأجاب: لا تكذب ولا تخدع ولا تنهب ولا تتحمل الذين يرتكبون هذه الأمور، ولكن عندما كنت رئيساً لل ” سي آي أي” كذبنا وخدعنا ونهبنا، وقد تلقينا دورات تدريبية شاملة، وعندما يسألوه عن موقفه من السعودية، فيقول لهم: هذا الموضوع مختلف، تصوروا اليوم رأس الديبلوماسية وزير خارجية أميركا يقول لك أنا شخص كذاب وأنا شخص مخادع وأنا شخص لص، لست أنا الذي أتكلم عنه بل هو من يقول عن نفسه، ذلك الذي كان عندنا منذ كم يوم في لبنان، هذا الذي أتى ليعمل جولة في العالم وفي أوروبا والخ..
إذاً يجب من خلال هذا العرض كله أريد أن أصل إلى إيجاز هو التالي: من يثق بالأمريكيين ومن يراهن على الأمريكيين أن يحلوا لنا مشاكلنا وأن يعالجوا لنا قضايانا، الله يسترنا إذا كانوا هم الوسيط الذي سوف يحلون لنا الحدود البرية والبحرية وماذا سوف يحدث علينا وعلى البلد، لأن هذا لا يفاوض بل يأتي ليعمل إملاءات، هذا ترامب وهذا بومبيو كذابين ومخادعين وناهبين، الذي تبنى أن إسرائيل يجب أن تكون على حساب كل الكون، وليس فقط على حساب العرب والمسلمين ومسيحيي المنطقة، بالنسبة لهذا التحالف الدموي الهمجي الأميركي السعودي يجب أن يكون واضحاً ويستلزم مواقف، بالنسبة لداعش لا أحد يتعاطى مع أن هذا الخطر قد إنتهى، فما زال هذا التهديد قائماً وله توظيفات جديدة في المنطقة، ويجب أن نكون مستعدين دائماً وأبداً لمواجهة هذا التهديد وعدم التغافل عنه.
في الشأن الداخلي، نحن تكلمنا سابقاً ونرجع نقول نحن نُفضل أن لا نطرح أرائنا في وسائل الإعلام، القوى السياسية اليوم موجودة في الحكومة، والذي حدث في هذين اليومين كان يجب أن لا يحدث، يا أخي توجد موازنة قاعدون في مجلس الوزراء لنناقش في مجلس الوزراء، إذا نذهب إلى المطاحنة الإعلامية وإلى السجال الإعلامي وإلى تسجيل النقاط وإلى المزايدات فهذا معناه من الصعب أن نصل إلى الموازنة، ومن الصعب أن نصل إلى إصلاح مالي وإقتصادي، وسوف نصل إلى ما هو كلنا مجمعون عليه وهو أن البلد ذاهب إلى كارثة مالية وإقتصادية، لذلك أولاً دعوتي هي أنه في الحد الأدنى أن القوى السياسية موجودة في الحكومة، الآن الموجود خارج الحكومة من حقه أن يتكلم وينتقد لا توجد مشكلة وأن يتظاهر ويعتصم هذا حقه الطبيعي، لكن في الحد الأدنى القوى السياسية الممثلة في الحكومة، التي لها وزراء في الحكومة وتستطيع أن تناقش وأن تعبر عن رأيها في الحكومة، إذا التزمنا مع بعضنا البعض ويبقى النقاش في مجلس الوزراء ولا نعمل سجال خارج مجلس الوزراء يكون أفضل، خصوصاً لا يوجد شيء يُخيف، لأن الكل يتبنى فيما بينها أنه يجب أن نتفاهم وأن نصل إلى نتيجة وأن نحمل مع بعضنا كتف على كتف، إذاً من ماذا قلقين؟ والقوى السياسية الممثلة في الحكومة لماذا خائفة ولماذا قلقة؟ يجب أن تكون لدينا الثقة بأنفسنا وببعضنا بأنه نعم نحن قادرون، أنه من داخل مجلس الوزراء إذا كان يوجد شيء خطير على البلد وخطير على الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود، وخطر على أصحاب حقوق من أن تمس حقوقهم، قادرون على أن نعالج هذا الموضوع ولا يوجد داعٍ للقلق، بالحد الأدنى موجودين في مجلس الوزراء.
الشيء الثاني الذي طمأن المناخ في البلد لأن السجال الذي صار بالأمس عمل قلق في البلد، تأثرت الأسواق وتأثرت الناس وعمل بلبلة، أنه وضعنا أمام جو أنه صعب هذه العالم أن تصل إلى موازنة، النقطة الثانية أيضاً لتخفيف بعض المخاوف هو أن كثير مما نُشر في وسائل الإعلام في الفترة الماضية أنا لا أقول أنه ليس صحيحاً، أنا أقول أنه ما هو صحيحٌ منه إذا كان صحيحاً هو مجموعة أفكار كانت موجودة لدى الجهة الفلانية أوالرئيس الفلاني أوالوزير الفلاني أو القوى السياسية الفلانية، وكانت متداولة ومطروحة ويوجد شيء يُناقش وشيء لا يُناقش، هذا صحيح، لكن اليوم الموجود في الموازنة أمام مجلس الوزراء والذي يناقشونه الوزراء كثيراً مما قيل في وسائل الإعلام ليس موجوداً فيه، يعني أصلاً لا يحتاج إلى معركة يا ناس، لا يحتاج إلى معركة لأنه ليس مطروحاً لا للنقاش ولا للتصويت ولا للإقرار، هذا يجب أن يُخفف من بعض المخاوف.
والنقطة الثالثة: الذي أختم فيها التعقيب على موضوع الموازنة، أنه كلا في مكانٍ ما إذا نريد أن نذهب لنعالج مطلوب تقشف صحيح، أيضاً مطلوب إصلاح إقتصادي، الآن بشكل أو بآخر توصل الأمور إلى كيف نُدخلها إلى بعضها، وأيضاً توجد شريحة يجب أن تحمل المسؤولية، المصارف يجب أن تحمل المسؤولية، الآن يأتي أحد ليعمل لك نقاش قانوني هذا حقٌ مستحقٌ لا أعرف ماذا.. نحن لا نتكلم حقٌ مستحقٌ، أصلاً الكثير من المطروح للنقاش هو حقٌ مستحقٌ أيضاً، هو حقٌ مستحقٌ، مثل حقوق المصارف، السؤال إل المصارف: إذا أنتم لا تريدون أن تساعدوا ولا تريدون أن تتعاونوا، لا أتكلم هنا بلغة القرار والإلزام، بل بلغة أننا أهل بلد واحد وفي سفينة واحدة وتحت سقفٍ واحد، يا أصحاب المصارف في لبنان إذا أنتم لم تتعاونوا وكان لكم سهمكم في المعالجة وإنهار الوضع الإقتصادي والمالي في البلد، أنتم على ماذا تحصلون؟ أنتم ما هو مصيركم؟ وما هو مصير بنوككم؟ وما هو مصير استثماراتكم؟ إذا إنهار الوضع المالي والإقتصادي في البلد، حتى رؤوس الأموال التي لديكم لن ترجع لكم، لأن البلد ذاهب إلى إنهيار، ليس من أجل الناس بل أيضاً نمن أجلكم أنتم أيضاً، من أجل مصارفكم ومن أجل أموالكم ومن أجلا استثماراتكم، أنتم معنيون، لستم معنيون أن تقفوا وتواجهوا بل أنتم معنيون أن تبادلوا، أنا اليوم أدعوهم إلى المبادرة، أنتم يجب أن تبادلوا وتطلعوا إلى فخامة رئيس الجمهورية أو إلى دولة رئيس مجلس الوزراء أو دولة رئيس مجلس النواب، وتقولون يا جماعة نحن متفهمون وضع البلد وصعوبات البلد، أنا لا أتكلم عن الدين الجديد بل أنا أتكلم عن الدين القديم أيضاً، نحن متفهمون دين البلد، خدمة الدين أو الفائدة التي نأخذها من الدولة عن المال الذي ديناكم إياه، نريد أن ننزل الفائدة مثلاً بنسبة مئوية معينة، هذا أقل الواجب الوطني وأقل الواجب أيضاً الأخلاقي، وأقل الواجب المصلحي.
وفي المقابل، إذا المصارف لا تريد أن تتصرف بهذه الروح الوطنية المسؤولة، نعم الدولة معنية والحكومة معنية ومجلس النواب معني في مكانٍ ما أن يتحمل المسؤولية في هذا الموضوع، أن يتحمل المسؤولية في هذا الموضوع، وإما يوجد إجماع لدى كل الخبراء الماليين والإقتصاديين في البلد أن ما لدينا من عجز لا يمكن أن يُعالج فقط بالإجراءات المطروحة أمام الحكومة، إذا لم يكن للمصارف دور أساسي وكبير في هذه المعالجة.
أيها الإخوة والأخوات، في الذكرى السنوية للشهيد القائد العزيز والحبيب السيد مصطفى بدر الدين نُعاهد روحه الطاهرة ودمه الزكي على أن نحمل روحه ودمه وإرادته وعزمه وهمه وشجاعته وإحساسه بالمسؤولية ومصادرته وإتقانه والتزامه وجهاده وجراحه وقيود أسره وختاماً شهادته ورايته حتى نُحقق كل الأهداف التي كان يتطلع إليها، رحمه الله وبارك الله بكم جميعاً وبعائلته الكريمة والشريفة، الصابرة والمجاهدة، والسلام عليكم جميعاً ورحمة وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية