بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أود في البداية أن الفت إلى بعض المناسبات في الجانب الذي له بعد تهنئة للمسلمين وأيضا للمسحيين، بأعياد ومناسبات هذه الأيام، فعلى الصعيد الاسلامي مثلاً لدينا بعد أيام قليلة ذكرى عزيزة وغالية هي ذكرى الاسراء والمعراج وأيضا عيد المبعث النبوي الشريف. تهنئة أيضا لكل المسلمين بمناسبات شهر رجب المبارك، والتهنئة للمسحيين في عيد البشارة والتي نلتقي كمسلمين ومسحيين على التعظيم والتقدير الكبير جداً للسيدة مريم وللسيد المسيح عليهما السلام.
في جانب آخر وأيضاً في هذا المجال هناك شعوب اسلامية تحتفي في مثل هذه الأيام ببداية العام الهجري الشمسي، الشعب الايراني والاخوة الاكراد في أكثر من بلد وبعض شعوب آسيا الوسطى وأيضاً لهم التهنئة والتبريك.
في الجانب الاخر هناك مناسبات للعزاء في مقدمها بعد أيام قليلة ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام، وهذه الذكرى التي تحظى في العراق عادة بإهتمام كبير جدا وبالغ جدا وبهذه المناسبة ايضا اتوجه بالتعزية إلى الشعب العراقي، إلى اهلنا الاعزاء في العراق جميعاً، مرجعية وقيادة وحكومة وبرلمانا وشعبا وأحزاباً وقواتاً مسلحة وحشداً شعبياً وفصائل مقاومة وأفراد الشعب العراقي العزيز بسبب الكارثة والمأساة التي حلّت في الموصل وما حصل على راكبي العبّارة هناك، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين أهلهم وأقاربهم وأن يرحم من قضى في هذه الحادثة ويشافي ويعافي جرحاهم وأن يكشف مصير المفقودين.
ايضا يجب ان نتوجه بالتحية والتقدير الكبيريين لصمود أهلنا في قطاع غزة امام العدوان امس واليوم، وصمود شعب غزة ومقاومة غزة وفصائل غزة ومواجهتهم لهذا العدوان بكل بسالة وبكل شجاعة. وأيضاً أتقدم بالتحية إلى أهل الضفة الغربية وإلى شهداء الضفة الغربية في الأيام القليلة الماضية، وبالأخص إلى الشهيد المقدام الشجاع والبطل، إلى الرجل رغم صغر سنه وهو في ريعان شبابه، أقصد الشهيد المجاهد عمر أبو ليلى. وأيضاً إلى الأسرى الفلسطينيين في السجون الذين خاضوا مواجهات باسلة وقوية خلال الايام القليلة الماضية.
يجب أيضاً ان أوجه التحية والتقدير ونحي صمود وبطولات الشعب اليمني العظيم، الشعب والجيش واللجان الشعبية والأخوة في أنصار الله وكل من يقف معهم وإلى جانبهم، إلى قيادتهم، إلى أبطالهم، إلى مقاتليهم في الجبهات مع بداية العام الخامس للحرب العدوانية المفروضة عليهم، وما تظاهراتهم الشعبية العارمة الضخمة اليوم في صنعاء وفي صعدة وفي عدد من المدن اليمنية الا تعبير عن هذا الصمود وهذه الارادة وهذا الايمان اليماني العظيم.
أيها الأخوة والأخوات حديثي اليوم كان يهدف بالأساس إلى التعليق على زيارة وزير الخارجية الاميركي بموبيو إلى لبنان وما أدلى به من تصريحات وما عقده من لقاءات، ما طالب به المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية من مواقف، لكن أود ان ابدأ أولاً من المستجدات الأهم وهو الاعتراف الرسمي الأميركي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان وبالتالي ضم الجولان إلى الكيان الاسرائيلي.
جميعنا شاهدنا كيف كان ترامب يوقع بحضور رئيس وزراء العدو نتنياهو، طبعا هذا حدث مهم جداً ومفصلي في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وفي المخاطر التي تتهدد حقوقنا وأرضنا ومقدساتنا ومستقبل منطقتنا وأمتنا. عبارات الادانة والشجب والاستنكار لم تعد تجدي نفعاً، أود في ىالبداية في هذا الموضوع أن أتحدث عن بعض الدلالات وأحد دلالات هذا الاعتراف الامريكي. لهذا الاعتراف من قبل ترامب والمسارعة إلى التوقيع الرسمي عليه دلالات. هذا الامر أولا هو استهانة واستهتار بالعالمين العربي والاسلامي، والسبب بسيط. يوجد اجماع في العالم العربي وفي العالم الاسلامي عند الحكومات والدول والشعوب والجميع أي اننا نتكلم عن مئات ملايين العرب، نتكلم عن مليار وخمسماية مليون مسلم، نتكلم عن عشرات الدول العربية والاسلامية، وكثير من هؤلاء اجتمع بهم ترامب قبل مدة، هؤلاء كلهم مجمعون على أن الجولان هي أرض سورية عربية محتلة من قبل الاسرائيلي، هو استهان بكل هؤلاء، استهتر بكل هؤلاء ولم يعنيه على الاطلاق ان هؤلاء يرفضون، ينزعجون، يهانون، لا ينسجم مع قناعاتهم، هذا يسيئ لهم أمام شعوبهم، هذا كله لم يكن له أي قيمة وأي مكان وأي اعتبار في حسابات ترامب عندما اخذ القرار. وهذه نقطة اجماعية بمعزل عن خلاف بعض الدول وبعض الأنظمة مع القيادة في سوريا او الدولة الحالية في سوريا.
اذاً ترامب تصرف هكذا، وفي المقابل كل هذا الوضع العربي والاسلامي وكثير من هذه الدول العربية والاسلامية هم اما حلفاء لأميركا وإما أصدقاء لاميركا وهم ليسوا أعداءً، ليسوا خصوماً، ومع ذلك هو يتصرف بهذه الطريقة. هذه الاستهانة من قبل ترامب للجميع، فقط من أجل اسرائيل، لمصلحة اسرائيل. وليعرف الجميع أيضا مجدداً بعد موضوع القدس مجدداً ليعرف الجميع في العالمين العربي والاسلامي دولاً وحكومات وشعوب ما هي قيمتهم الحقيقية عند الولايات المتحدة الاميركية وعند ادارة ترامب بالتحديد .
ثانيا: الاستهانة والاستهتار من قبل الولايات المتحدة الاميركية وادارة ترامب بكل ما اسمه القانون الدولي ، قرارات دولية ، مؤسسات دولية، مجتمع دولي، إجماع دولي، لان العالم كله كان مجمعاً قبل خروج ترامب على ان الجولان هي أرض سورية عربية محتلة ويرفض الاحتلال الاسرائيلي للجولان، طبعا لم يحرك ساكنا ما اختلفنا ولكنه لا يعترف، الوحيد الان الذي خرق هذا الاجماع هو الرئيس ترامب والادارة الاميركية ايضا من اجل اسرائيل وهذا يؤكد لنا ان الادارة الاميركية ومن موقع الطغيان والاستكبار والاستبداد والعلو والعتو هي بحقيقة الامر في نفسها لا تعترف لا بهيئة الامم المتحدة ولا بمجلس الأمن الدولي ولا بقانون دولي ولا بقرارات دولية ولا بمجتمع دولي وانما تستخدم هذه العناوين وهذه المصطلحات وهذه المؤسسات بقدر ما تخدم سياساتها ومصالحها، اما عندما تعجز هذه المؤسسات او هذه القرارات او هذه القوانين عن خدمة المشروع الاميركي والمصلحة الاميركية هم يقومون بتجاوزها وبكل بساطة وبكل استهانة، وهذا يؤكد أيضاً أن القرارات الدولية وأن ما يسمى بالمجتمع الدولي وأن المؤسسات الدولية ليست قادرة على حماية أي حق من حقوق الشعوب بما فيها ملكية الأرض والسيادة على الأرض واستعادة الأرض المحتلة كما حصل في موضوع الجولان، كما حصل سابقاً في موضوع القدس. هؤلاء عاجزون ولا يستطيعون ان يفعلوا شيئا سوى الادانة والاستنكار كما نسمع اليوم من دول العالم ومن الأمين العام للأمم المتحدة ومن المؤسسات الدولية أمام الطغيان والاستكبار والعلو والعتو الأميركي، لهذا أيضاً عبرة ودلالة مهمة يجب ان نستفيد منها أمام هذا الحدث .
ثالثا: من دلالات ما حصل أمس أن الأولوية المطلقة، طبعاً هذا يؤكد، هذه الثقافة وهذه القناعة، لكن هذا نقوله للذي عنده نقاش أو تردد أو توقف أن الأولوية المطلقة لأميركا، للولايات المتحدة الاميركية وللحكومات المتعاقبة خصوصا الحكومة الحالية هي لإسرائيل، وألا مصالح تحترم في المنطقة عندما تتعارض مع مصالح اسرائيل وقوتها وتفوقها وتمددها، وألا كرامات ولا قوانين ولا قيم ولا اعتبارات ولا حسابات لأحد، حتى لأصدقاء وحلفاء أميركا عندما يكون الهدف هو تقوية اسرائيل وحماية اسرائيل ودعم اسرائيل. هذه الأولوية المطلقة يجب أن يبنى عليها، انه لا يمكن أن يكون هذا الداعم المطلق لاسرائيل راعياً لما يسمى بعملية السلام، أو أن يكون وسيطاً نزيهاً بما يسمى بعملية السلام، وها هو اليوم يوجه ضربة قاضية، ليس قاسية، ضربة قاضية لما يسمى عملية السلام في المنطقة، القائمة على أساس الارض مقابل السلام. ها هو يأخذ الأرض ويسلبها ويأخذ المقدسات ويسلبها ثم يطالب بالسلام، ويطالب بالتطبيع عندما سلب باطلاً الارض السورية المحتلة وأعطاها لاسرائيل وكما فعل بالقدس قبل أشهر.
تعقيبا على هذا القرار أود أن أقول أيضا أموراً عدة وأكتفي بهذا بالدلالات التي يُبنى عليها بالسياسة وبالموقف وبالفكر وبالوعي وبالثقافة .
تعقيبا على هذا القرار أود ان الفت الى أمور عدة:
الأول: عندما سمح العالم لترامب أن يصادر القدس ويعلنها عاصمة أبدية لاسرائيل هو العالم بسكوته وفي مقدمه العالم العربي والاسلامي بضعف الموقف فتح الباب امام كل تجاوز من قبل الاميركي ومن قبل ترامب، أي أذا كانت القدس اقدس شيء ومن أغلى المقدسات عند المسلمين والمسيحيين والعرب وغيرهم في المنطقة وتم المس بها وأعطيت لاسرائيل فماذا بقي؟ بقية الاراضي العربية كلها مقدسة ولكن لا ترقى الى قداسة القدس بما تعنيه من الناحية الدينية والتاريخية والاخلاقية وما شاكل.
الذي جرّأ ترامب أن يأخذ يوم أمس هذا القرار بحق الجولان، هو الموقف في العالم العربي والاسلامي تجاه مسألة القدس، ولذلك علينا أن نتوقع، وأقول هذا للشعوب العربية والاسلامية وبالدرجة الاولى لاخواننا الفلسطينيين، علينا أن نتوقع بعد مدة أن يخرج ترامب ويقول أنه يعترف بالسيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية، باعتبار ان هذا مطلب اسرائيلي ومطلب صهيوني. أصلاً هم عندما ينظّرون يقولون نحن الارض عندنا هي أرض الميعاد التي يدّعون أنها يهودا والسامرة. هذا الموضوع يمكن جزء من الارض الفلسطينية الحالية ليس لديها قداسة الضفة الغربية بالنسبة الى الخلفية اليهودية للصهاينة يمكن أن يأتي وقت ليقول الضفة الغربية ايضا وامام الهجوم الاستيطاني الضخم الذي يجري منذ مده في الضفة الغربية ان هذه جزء من اسرائيل. انتهينا. فلسطين ايها الشعب الفلسطيني، فلسطينكم هي غزه وسنفاوض في صفقة القرن مثلا الدولة المصرية لتعطيكم جزءاً من أرض سيناء قد نشتريها او نستبدلها بأموال عربية وليس بأموال إسرائيلية وأمريكية وهذه صفقة القرن وانتهينا.
بعد الجولان علينا ان نتوقع في اي وقت، في اي يوم، في اي ساعة ان يخرج ترامب على العالمين العربي والاسلامي ويعلن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة، الامر الثاني ان الرد الحقيقي من العالم العربي واقول عن العالم العربي لأنه يوجد شيء له علاقه في جامعة الدول العربية، طالما نقول أنه يوجد شيء يمكن، نعم يوجد شيء يمكن، لكنه يحتاج القليل من الشجاعة ومن الرجولة هذا الذي يطالب به الامريكان القليل من الشجاعة والرجولة كان يمكن ان يكون الرد في موضوع القدس هو ما سأدعو اليه في موضوع الجولان بعد مدة بعد فترة وجيزة هناك قمة عربية في تونس لا نقول لكم أن تقوموا بحرب ولا اعلان الحرب على اسرائيل ولا شيء من هذا، هناك ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام التي هي عملياً ماتت والاسرائيلي لا يعترف بها ولا يراها ولا يبنى عليها مع ذلك لها قيمة سياسية او معنوية معينة، أضعف الايمان اذا كان يوجد بعد بقية حياء، بقية شرف، بقية ضمير، بقية شهامة في العالم العربي ولدى الدول العربية، ان تقوم قمه تونس بإعلان سحب المبادرة العربية للسلام التي قررتها في قمة بيروت عام 2002 عن الطاولة والعودة الى نقطة الصفر، هذا أضعف الإيمان، أبسط رد سياسي له قيمة سياسية ومعنوية هذا الذي لأنهم لم يقوموا به وقت القدس أتت الجولان وستأتي الضفة الغربية .
حسنا النقطة الثالثة والأخيرة في هذا الموضوع انه يجب ان يقتنع من مازال مترددا وحائرا ومن ما زال تائها بين الرهانات والخيارات ان الخيار الوحيد امام هذه التجربة هو موضوع القدس قبل اشهر وموضوع الجولان بالأمس ان الخيار الوحيد أمام السوريين ليستعيدوا الجولان واللبنانيين ليستعيدوا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من أرض الغجر ويحصلوا على حقهم الكامل في الموارد المائية والنفطية والغازية وما شاكل والخيار الوحيد أمام الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة هو المقاومة والمقاومة والمقاومة وفي زمن صنعت فيه المقاومة الكثير من الانتصارات وفي زمن المقاومة ومحور المقاومة فيه اقوياء وليسوا ضعفاء وفي زمن امريكا تحاول بالتهديد والترهيب والتهويل ان تفرض خياراتها في الوقت الذي هي تجر ذيول الفشل والهزيمة والخيبة في الكثير من الميادين والساحات، اما القرارات الدولية والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس له اي قيمة على الاطلاق امام منطق القوة وممارسة القوة التي يقوم بها ترامب والامريكي ومن سبق ترامب ايضا على هذا الصعيد.
انتقل الى موضوعنا اللبناني نعود الى زيارة بومبيو، في الشكل شهدنا جميعا في الايام القليلة الماضية وزير خارجية أقوى دولة في العالم بعد ان عقد لقاءات وزيارات ثم جاء الى وزاره الخارجية اللبنانية وعقد مؤتمر صحفي بحضور وزير خارجية لبنان شهدنا وزير الخارجية يقرأ نصا مكتوباً يعني لا يوجد فيه ارتجال في الكلام يقوم باحتسابهم كلمة كلمة. نتكلم الان في الشكل وسنأتي الى المضمون وذكر فيه اسم حزب الله، رأيت انا في بعض وسائل الاعلام بعضهم قال 26 مرة 21 22 ، على كل حال حسب النص عند كل جهة في النص الذي لدي انا طلبت من الاخوان ان يقوموا بعدهم لأنه ليس لدي وقت لعدهم تبين وجود 18 مرة اسم حزب الله خلال دقائق والملفت انه ذكر اسم ايران 19 مرة يعني 18 مرة حزب الله و 19 مرة ايران وبلغة حادّة ورفض الإجابة على اي سؤال من قبل الصحافيين الموجودين في وزاره الخارجية وكانه يعطي بلاغاً ويمضي. الان هذا في الشكل يمكن كل واحد ان يقرأه ، يقرأه استكباراً يقرأه علواً ايضا يقرأه ضعفاً في المنطق، لأنه كان يمكن للصحفيين والاعلاميين ان يوجهوا له مجموعة من الاسئلة بالتأكيد ستكون محرجة و قوية لكن هو هرب، هرب من المنطق ومن العقل و من الاعلاميين اللبنانيين. حسنا في الشكل ايضا نحن يسعدنا ان نصبح وان نكون على تواضعنا بالنهاية حزب الله هو جزء من لبنان، لبنان ما هي مساحته اين حجمه اين موقعه في المعادلة الدولية مع ذلك ان يأتي وزير اقوى دوله مستكبرة في العالم ويعتبر ان عدوه وخصمه ومشكلته وعقدته هو حزب الله والان بالنهاية ايران دولة قوية في الاقليم عندما اتكلم عن حزب الله ويذكر اسمه ثمانية عشر مره خلال دقائق طبعا كل اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الرسميين والحزبيين كان محورها لعله الوحيد هو حزب الله بالشكل هذا لا يخيفنا بل لا يزعجنا وانما يسعدنا ، حتى امس عندما كان يوقع ترامب على قرار الجولان عندما تحدث عن الاسباب الموجبة ايضا ذكر اسم حزب الله. جيد في الشكل ايضا يسعدنا ان تكون الإدارة الأمريكية غاضبة منا الى هذا الحد لأنه في ثقافتنا ان الإدارة الأمريكية هي الشيطان الاكبر وعندما يغضب الشيطان الاكبر منا فهذا يؤشر في مكان ما على رضا الله سبحانه وتعالى علينا ونحن ننتمي الى مدرسة تقول عندما ترضى عنا امريكا يجب ان نعيد النظر في مواقفنا وبالتزامنا الديني والوطني والقومي وبهويتنا وبذاتنا وبماهيتنها لان رضى الشيطان الاكبر عنّا هو دليل على ان لدينا مشكلة، عندما يرضى عنا او عندما يمتدحنا او عندما يتبنانا هذا يعني انه يوجد مشكلة في موقفنا و في وضعنا. عندما جاء بومبيو وقال ما قال عن حزب الله في الجلسات الداخلية وفي العلن، هذا جعلنا نطمئن و نزداد ايمانا ويقينا وبصيرة ووعياً ووضوحاً في اننا في الموقف الصحيح، في اننا نحن نحن في انتماءنا الفكري والعقائدي والديني والوطني والقومي وفي سلامة موقعنا وخيراتنا.
في المضمون، هذا في الشكل، في المضمون لم أجد في النص الذي قرأه بومبيو، طبعا نحن أحضرنا النص الذي نشرته لاحقا السفارة الأمريكية في بيروت لم اجد في النص الذي قرأه بومبيو جملة واحدة صحيحة وصادقة، جملة واحدة فقط صح أو فيها صدق، صادقة مطابقة للواقع الا ما يمكن ان نستنتجه من خلفيات الموقف بين الكلمات وزلات القلم الذي يشرح لماذا هو غاضب ولماذا مطلوب من اللبنانيين ان يواجهوا حزب الله. قبل ان ادخل الى بعض البنود لتفنيدها لنكون نحن على وعي ليست قصة ان احدهم اتى الى لبنان وتكلم كلمتين ومضى، انا لست مع هذا التبسيط انا مع الانتباه جيدا الى ان اميركا تخوض معركة في هذه المنطقة لمصلحة اسرائيل، في كل الساحات والميادين، من جملة هذه الميادين هو لبنان. من جملة هذه الساحات هو لبنان، وبالتالي يجب ان نتوقف جيدا عندما قاله لنبني على الشيء مقتضاه، من البداية يجب أن الفت لأنه هو تكلم عن الاستقرار وعن الازدهار وعن الشعب اللبناني وعن وعن وعن… اذا لاحظتم لم يأت بكلمة على ذكر اسرائيل، ابدا، هو يتكلم ان حزب الله هو مشكلة لبنان منذ 34 سنة، هو يقول 34 سنة لكن لا يوجد مشكلة بلبنان اسمها اسرائيل، لا يوجد كيان مجاور عدواني للبنان اسمه اسرائيل، لا يوجد كيان قام باجتياح لبنان عدة مرات اسمه اسرائيل، وارتكب مجازر في لبنان واعتقل عشرات الالاف من رجال ونساء لبنان وزجّ بهم في المعتقلات والسجون في انصار والخيام وعتليت وفي داخل سجون الاحتلال في داخل فلسطين المحتلة هذا غير موجود. اسرائيل التي تخرق السيادة اللبنانية كل يوم في الجو وفي البحر، اسرائيل التي تبنى الجُدُر حتى داخل الارض اللبنانية والعالم لا يحرك ساكنا، اسرائيل التي تمنع لبنان من الاستفادة من موارده في البحر، هذه اسرائيل التي تهدد لبنان بتدميره في كل يوم، هذه لا تشكل اي مشكلة للبنان، باعتقاد بومبيو مشكلة لبنان الوحيدة فقط، مشكلة لبنان الوحيدة التي على اللبنانيين ان يستنهضوا انفسهم وان يستنفروا وان يملكوا شجاعة مواجهتها لحلها هي مشكلة حزب الله. سنبدأ من هذه الكذبة الكبيرة، هل هذا صحيح؟ انا أوجه الخطاب للشعب اللبناني ولكل المسؤولين اللبنانيين، هل هذا صحيح؟ حتى الذي يعتبر ان حزب الله مشكلة، لكن هل حزب الله هو المشكلة الوحيدة في لبنان كما قدمها السيد بومبيو؟ حسنا اذا دخلنا الى النص نأخذهم بنداً بنداً وان شاء الله في شكل سريع في الوقت المتاح، يقول ولكن علينا بعد المقدمة، ولكن علينا ان نواجه الحقائق وكل ما قاله عن الحقائق هي أكاذيب “علينا ان نواجه الحقائق، حزب الله يقف عائقا امام احلام الشعب اللبناني”، هذا اول بند، انا قمت بتبنيدهم، حسنا هل حقيقةً ايها اللبنانيون حزب الله يقف عقبة وعائقا امام احلام الشعب اللبناني؟! الشعب اللبناني يحلم باستعادة بقية أرضه المحتلة، الشعب اللبناني يحلم باستمرار الامن والسلام الداخلي والذي هو موجود، يحلم بأن لا يتم الاخلال به، الشعب اللبناني يحلم بان لا يعتدى عليه، لا على سيادته ولا على خيراته ولا على مياهه ولا على ارضه. الشعب اللبناني يحلم بقيام دولة لا فساد فيها ولانهب ولا هدر مالي. دولة عادلة قوية مقتدرة قادرة ان تدافع عنه. دوله تؤمن له حياه كريمة وعيشاً كريماً. دولة قادره على ان تحفظ مصالحه وتدافع عن مصالحه وترعى مصالحه. هذه أبسط احلام الشعب اللبناني هل حزب الله هو الذي يقف عائقاً امام هذه الاحلام ام حزب الله هو جزء من قوى في لبنان تعلق عليها الآمال لتحقيق هذه الاحلام، ام ان الذي يقف عائقا أحد الذين يقفون بقوة عائقاً أمام تحقيق أحلام الشعب اللبناني، هي إسرائيل ومن يدعم إسرائيل وعلى رأسهم السيد بومبيو، من يمنع لبنان من الاستفادة من موارده وخيراته، من يفرض العقوبات على المصارف اللبنانية ومن يهدد بفرض المزيد من العقوبات على لبنان، من يمنع عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، من يمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، هذا هو الذي يمنع الشعب اللبناني من تحقيق أحلامه.
ثانياً، يقول: “وضع حزب الله الشعب اللبناني في خطر لأربع وثلاثين عاماً بسبب قراراته الأحادية غير الخاضعة للمحاسبة المتعلقة بالحرب والسلام والحياة والموت”. هو يتحدث عن المقاومة، يتحدث عن أربع وثلاثين عاماً، لا يتحدث عن سوريا فقط، هذه وضع لها بند بمفردها، سوريا والعراق واليمن. يتحدث عن المقاومة التي لم تكن فقط حزب الله وإنما كان حزب الله جزءاً منها وتحول إلى جزءٍ أساسي منها، هذه المقاومة التي يدينها بومبيو بهذا التعبير. هل الذي وضع لبنان أمام الخطر، لأنه يقول ” وضع حزب الله الشعب اللبناني في خطر”، يا سيد بومبيو ويا أصدقاءه، الذي وضع الشعب اللبناني في خطر على مدى ليس أربع وثلاثين عاماً، منذ 1948، هي إسرائيل التي ترعاها أميركا وتدعمها أميركا وتحميها أميركا، هذا الذي وضع الشعب اللبناني أمام الخطر. أما المقاومة ومنها حزب الله، هي التي دفعت هذا الخطر عن الشعب اللبناني على مدى أربع وثلاثين عاماً – كما تقول أنت – هي التي استعادت الأرض، هي التي أخرجت الاحتلال من لبنان، وأنتم كنتم تريدون أن تكرسوا النفوذ الإسرائيلي والسيطرة الإسرائيلية والاحتلال الإسرائيلي في لبنان من خلال اتفاقية 17 أيار التي قمتم برعايتها. فإذاً الذي وضع لبنان والشعب اللبناني أمام الخطر هو إسرائيل وأنتم وليس حزب الله الذي كان جزءاً وما زال جزءاً من المقاومة.
ثالثاً، يقول: “وسواءً من خلال وعوده السياسية” – يعني أنتم ستكتشفون هنا الذي أنا أقوله أنه لا يوجد أي جملة صحيحة – ” وسواءً من خلال وعوده السياسية – قصده الكاذبة – أو الترهيب المباشر للناخبين فإن حزب الله الآن ممثل في البرلمان وغيره من مؤسسات الدولة ويتظاهر بأنه يدعم الدولة”. يعني هو يجاوب على المسؤولين اللبنانيين الذين قالوا له حزب الله ممثل في البرلمان وممثل في الحكومة، هو يطعن بصدقية هذا التمثيل ليقول أن حزب الله حصل على التمثيل النيابي من خلال ترهيب الناخبين والوعود السياسية الكاذبة. نحن نطلق وعوداً سياسية كاذبة! حسناً سندع هذه جانباً، نحن نرهب الناخبين! هذا أمر لم يدعيه أحد في لبنان من القوى الفاعلة، هناك أشخاص عدة لا يمثلون إلا أنفسهم هؤلاء لا حاجة لنا بهم، لكن في لبنان أين يوجد ممارسة ترهيب على الناخبين، وهذه انتخابات أُجريت أمام عين العالم وبصر العالم كله، هذا معناه أنه جاهل بما يجري في لبنان وأن هذه المعطيات قدمت له من خونة إذا كانت قد قدمت له من لبنانيين، أو أن أجهزتهم تجمع معلومات خاطئة.
رابعاً، يقول: ” في هذه الأثناء حزب الله يتحدى الدولة وشعب لبنان – على أساس نحن مرتزقة أتينا لا ندري من أين – يتحدى الدولة وشعب لبنان من خلال جناحه الإرهابي الملتزم بنشر الدمار”، أين ينشر الدمار حزب الله؟! أين؟! من الذي ينشر الدمار في المنطقة؟ أنتم يا سيد بومبيو، أنتم وأباؤكم وأجدادكم وإدارتكم ودولتكم وجيشكم، أنتم الذين نشرتم الدمار – لا نريد أن نتحدث عن الماضي، عن فيتنام وعن اليابان – سنتحدث عن أفغانستان واحتلال أفغانستان واحتلال العراق والدخول إلى سوريا، والقصف والمجازر وعشرات الآلاف الذين قتلتموهم خلال سنوات ودعمكم لإسرائيل في كل الجرائم التي ترتكبها وعدوانكم على اليمن وتهديدكم بالدمار وبالحرب على فنزويلا وعلى روسيا وعلى غيرها من دول العالم. الذي ينشر الدمار هو أنتم وليس نحن.
خامساً، يقول: ” أن حملات حزب الله المسلحة منافية تماماً لمصالح الشعب اللبناني، كيف يمكن لصرف الموارد وإهدار الأرواح في اليمن والعراق وسوريا أن يساعد مواطني جنوب لبنان أو بيروت أو البقاع”. طبعاً هناك ملاحظة دقيقة هنا، لأن هذا نص مكتوب ولا يرتجل، أنه لم يقل أن يساعد مواطني لبنان، قال “يساعد مواطني جنوب لبنان أو بيروت أو البقاع”، وهذا خطاب يتوجه به إلى البيئة الحاضنة لحزب الله بالتحديد، يعني بدرجة أخص للشيعة في لبنان، هذا دليل حماقة، لأنه في هذه البيئة الحاضنة وكذلك في المزاج العام اللبناني الكل يعلم وهذا الكلام قيل للسيد بومبيو أيضاً في الجلسات الداخلية، أن ذهاب حزب الله إلى سوريا وقتاله في سوريا كان مساهماً – نحن لا ندعي شيئاً، نحن دائماً نتكلم عن حجمنا الطبيعي – نحن كنا جزءاً من منظومة القتال التي وقفت في وجه المشروع الأميركي، التكفيري، التدميري، الإسرائيلي في سوريا، والذي يوماً بعد يوم تتضح معالمه وآخر معالمه أمس. نحن ذهبنا إلى هناك لندافع عن سوريا وأيضاً لنحمي لبنان، لا لنحمي مواطني البقاع والجنوب وبيروت وإنما لنحمي كل الشعب اللبناني وكل المناطق اللبنانية وكل المدن اللبنانية، وكل اللبنانيين – لا حاجة لي بالذي يكابر وظهر على التلفاز – كل اللبنانيين يعرفون جيداً ماذا كان ليكون مصير لبنان والشعب اللبناني لو سيطرت داعش وجبهة النصرة على سوريا.
سادساً، “كيف يمكن لتخزين آلاف الصواريخ على الأراضي اللبنانية لاستخدامها ضد إسرائيل أن يقوي هذه البلاد؟”، هل ما زال هناك وقاحة أكثر من هذا، وحماقة أكثر من هذا، وغباء أكثر من هذا، وخفة أكثر من هذا؟ تقول للشعب اللبناني الذي تعتدي عليه إسرائيل منذ أول يوم لقيامها، تعتدي على حدوده وعلى جيشه وعلى قواه الأمنية، على مخافر الدرك عند الحدود وعلى قراه الأمامية وعلى سمائه وعلى بحره وتنفذ عمليات أمنية في العمق اللبناني، تقول لهذا الشعب اليوم الذي لمس بالدليل، بالمحسوس، أن المقاومة كجزء من المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، أن المقاومة استطاعت أن تفرض ردعاً في مقابل إسرائيل وعدوانية إسرائيل وتجاوزات إسرائيل، وهذا لبنان ينعم بالأمن والسلام، وإسرائيل عندما تريد أن تعتدي في لبنان أو تقصف أو تقتل أو تدخل إلى قرية أو إلى موقع للجيش أو إلى موقع لقوى الأمن أو أو أو… تحسب ألف حساب. هذه ببركة من يا سيد بومبيو؟ ببركة قوة المقاومة وفي طليعتها صواريخ المقاومة، هذه الصواريخ التي تمنعون أن يحصل على مثلها الجيش اللبناني، وأنت تقول للبنانيين هذه المشكلة، هذا أوضح مثل أن هذا هو الذي يقوي البلاد وليس ضماناتكم ولا تعهداتكم ولا وعودكم الخادعة.
سابعاً، “هم يرون – هنا يتكلم عن حزب الله وإيران – هم يرون في السلام والازدهار واستقلال لبنان تهديداً رئيسياً لمصالحهم السياسية وطموحات إيران في الهيمنة”، هذا أيضاً الكلام الكاذب، هذه حقائق!؟ في موضوع ازدهار لبنان، في موضوع الاستقرار في لبنان، في موضوع السلام في لبنان، نحن جزء أساسي من صنع معادلة الاستقرار والسلام الداخلي في لبنان، هل يستطيع أحد أن يناقش في هذه المقولة؟ نعم نحن قوة عسكرية كبيرة جداً، بالمقاييس المحلية والإقليمية، ولكن هل نقوم بما يخل بالسلام في لبنان، بالسلام الداخلي، بالأمن الداخلي، بالاستقرار الداخلي، بشروط الازدهار اللبناني. هل عندما ندعوا إلى مكافحة الفساد نكون نضرب عملية الازدهار في لبنان أم ندفع إلى الازدهار في لبنان؟ عندما تعرض إيران – هذا عند حزب الله – إيران التي لا تتدخل في الشؤون اللبنانية خلافاً لكم، عندما تعرض إيران أن تساعد لبنان في الكهرباء وفي الطرقات وفي الأنفاق وفي حل أزمة السير وفي الملفات العديدة تكون هي عائق أمام الاستقرار والازدهار والسلام في لبنان، بالعكس يا سيد بومبيو، نحن أشد الناس حرصاً على الاستقرار والسلام الداخلي والازدهار ولا نمن على أحد في هذا الموضوع لأننا جزء من الشعب اللبناني الذي مصلحته الوطنية الكبرى والأكيدة هي في السلام الداخلي وفي الأمن وفي الاستقرار وفي الازدهار، وإيران معنا في هذا.
ثامناً، “إن شبكات إيران الإجرامية العالمية وتهريبها للمخدرات ومحاولاتها تبييض الأموال من خلال نظامها الدولي وتدخلها في الجمارك – على علمي لا أعرف أن إيران تتدخل بالجمارك في لبنان – وغيرها من الضوابط يضع لبنان تحت مجهر القانون الدولي وعقوباته”، تفضل، أنت تقول إيران تستخدم لبنان والبنوك اللبنانية والحدود اللبنانية في تهريب المخدرات أحضر دليلاً، هناك غسيل أموال أحضر دليلاً، هذا مخالف للواقع ولا دليل عليه، يعني مرة يكون له واقع ولكن أنت ليس عندك دليل، هذا ليس له أي واقع ولا تمتلك أنت أي دليل عليه، هذه مجموعة من الافتراءات والأكاذيب والاتهامات التافهة التي ليس لها أي معنى على الإطلاق.
تاسعاً، كل هذا وراء بعضهم، لا يوجد أي جملة صحيحة. “حزب الله يسرق موارد الدولة اللبنانية التي هي ملك شرعي لشعبها”، نحن سرقنا؟! على كل حال هناك أناس في لبنان متهمين، القضاء هو من سيحكم، متهمين أنهم أفسدوا، أنهم نهبوا، أنهم سرقوا أموالاً واستفادوا من كل القروض والديون، هناك أناس، لكن حتى الآن لم يدعِ أحد أن حزب الله فعل ذلك، والذي يدعي أنا قلت في خطاب قبل مدة، ادعوا علينا على القضاء اللبناني إذا أحد عنده هكذا قناعة أو عنده هكذا دليل، هذا الكلام لا يحتاج أن نقف كثيراً عنده، نحن أحرص الناس، نحن نؤمن بأن مال الدولة محترم ومال الدولة حرام من الناحية الشرعية ولا يجوز لأحد أن يستغل قرشا ًواحدا ًأو ليرةً واحدة من أموال الدولة اللبنانية خلافاً للقانون.
عاشراً، “يجب أن لا يجبر الشعب اللبناني على أن يعاني بسبب الطموحات السياسية والعسكرية لفئة غير قانونية وروابطها الإرهابية وسيتطلب الأمر شجاعة من الشعب اللبناني للتصدي لإجرام حزب الله وإرهابه وتهديداته”. أكبر مجرم في هذا العالم جاء يتحدث، أكبر إرهابي في هذا العالم، أكبر مهدد للدول في العالم وللشعوب في العالم جاء يتحدث أن حزب الله عنده إجرام وإرهاب وتهديد، لكن هذا البند أهميته أين؟ التحريض، يدعو الشعب اللبناني إلى ماذا؟ للتصدي لحزب الله، يعني أيه الشعب اللبناني اعملوا معروف، ليس اعملوا معروف، يتطلب الأمر أن تقفوا في وجه حزب الله، “كما سيتطلب الأمر بعد الجهد لضمان الاحترام والاستقلال الكامل للقوات المسلحة اللبنانية وغيرها من المؤسسات الوطنية”، لا أريد أن أدخل في هذا الموضوع لأنه حساس قليلاً، والأميركيين كيف يتعاطون في هذا الموضوع، دعوه جانباً. لكن على كل حال، هذا الكلام هو الذي يكشف الهدف الحقيقي للزيارة الذي هو تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، ما المطلوب؟ المطلوب أن نخوض كلبنانيين في دماء بعضنا البعض حتى يرضى عنا السيد ترامب والسيد بوميبو، وهذا الخوض في دماء بعضنا البعض، لأنه يرى أن الاميركيين منزعجين جدا عندما رأوا أن دول المنطقة الذين هم ذهبوا الى تدميرها، هم دمروا العراق وسورية واليمن وليبيا ودمروا ودمروا، وهذه غزة تدمر في كل يوم، لكن لبنان آمن، مستقر، منسجم، متعايش.
اللبنانيون رغم كل خصوماتهم السياسية واحيانا خطابهم المرتفع ضد بعضهم البعض ولكنهم يدورون الزوايا، وهم حريصون ان يعيشوا مع بعضهم البعض وأن يحافظوا على سلامة بلدهم وأن يحيّدوا بلدهم عن الصراعات الإقليمية وأن لا يترجموها في صراعات داخلية، هذا لا يعجب السيد بومبيو ولذلك هو سيحاول، وهذا يذكرنا بما حصل قبل اكثر من سنة عندما احتجز احد حلفاء السيد بومبيو رئيس حكومة لبنان في السعودية وقام الوزير السعودي بتحريض اللبنانيين لإطلاق حرب أهلية في لبنان. عينهم هم على الحرب الاهلية، من يكون الحريص على الاستقرار والازدهار والسلام والأمن في لبنان؟ من يتجنب الصراعات الداخلية، أم من يحرّض اللبنانيين ويدفعهم إلى صراعات داخلية ودموية وحرب أهلية وفتنة داخلية، هو الأميركي بوضوح ولمصلحة من؟ لمصلحة الإسرائيلي.
11– نحن نؤيد “فلتستمعوا الى الكاذب” عودة النازحين السوريين بشكل أمن بأسرع وقت يسمح به”، هذا ليس صحيحاً، أبدا ليس صحيحا، مثل صغير، يوجد مخيم في سورية على الحدود القريبة من الاردن والعراق وسورية، أسمها منطقة التنف، الأميركيون موجودون هناك، ويوجد حولهم فصائل مسلحة، قريب منهم يوجد مخيم الركبان، يوجد عشرات ألاف النازحين السوريين، أهل المخيم يريدون أن يعودوا الى مدنهم وبلادهم، والحكومة السورية وافقت، بل وافقت أكثر من ذلك، أنه من لا يريد أن يرجع إلى مناطق الدولة ويريد أن يذهب إلى الشمال السوري إلى مناطق المعارضة، الحكومة السورية تضمن إنتقالا أمناً، من الذي يمنع النازحين السوريين في مخيم الركبان من العودة إلى مدنهم أو قراهم أو الذهاب إلى شمال سورية، الذي تسيطر على أجزاء منه المعارضة؟ الأميركيون يا سيد بومبيو.
أما النازحون في لبنان، هذا لوحده يحتاج إلى حديث طويل في الأيام المقبلة إن شاء الله، يقول أيضاً السؤال العادل هنا، ماذا قدم حزب الله وإيران للبنان، كل شيء عملته المقاومة في لبنان وفي تحرير الأرض وإعزاز لبنان وإنتصار لبنان وفرض لبنان وجوداً كريما عزيزا في المعادلة الدولية الإقليمية، هذا لا يراه السيد بومبيو، أساساً يا سيد بومبيو لولا وجود حزب الله في لبنان أنت لا كنت تزور لبنان ولا نظرت إليه ولا تعترف بلبنان ولا تعتبر أنك قادم لتضيع وقتك في لبنان، على كل يقول “هم قدموا التوابيت للشباب اللبنانيين العائدين من سورية، والمزيد من الأسلحة الإيرانية”، هنا القصة، مشكلته معنا أننا كنا جزءا من الذين قاتلوا في سورية وأسقطوا المشروع الأميركي، نعم المشروع الأميركي في سورية، وهنا مشكلته معنا، لو ذهب الشباب اللبناني الى سورية ليقاتلوا الى جانب ما يسمى بالمعارضة وعادوا بالتوابيت لما كان عنده إعتراض على المبدأ السيد بومبيو.
حسنا، 12– “يستمر قاسم سليماني وغيره من الداعمين الإيرانيين في تقويض مؤسسات لبنان الرسمية الشرعية ويقوضون أمن وسلامة الشعب اللبناني”، مظلوم الحاج قاسم، عزيزنا وأخونا وحبيبنا، مظلمون إخوتنا في إيران، أين إيران والحاج قاسم سليماني يقوضون أمن الشعب اللبناني وسلامة الشعب اللبناني، إيران والحاج قاسم يا سيد بومبيو لهم الفضل الكبير في أنهم ساعدونا لنحافظ على أمن وسلامة الشعب اللبناني عندما قاتلنا داعش التي يعترف رئيسك بأن أميركا تبعكم تبع أوباما وهيلري كلينتون صنعتهم وأوجدتهم، هذه إيران التي ساعدتنا وساعدت سورية وساعدت العراق، وقاسم سلماني هو الذي ساعدنا ووقف الى جانبنا، وقدم الاسلحة الإيرانية. بالاسلحة الإيرانية قاتلنا كل الجماعات التكفيرية الارهابية التي أوجدتمومها انتم ودعمتموها أنتم، وبالاسلحة الإيرانية حررنا أرضنا من الإحتلال الصهيوني الذي تدعمونه أنتم، حسنا، ومن السهل رؤية أي بلد يلعب دور قوة خير هنا في لبنان، يعني يقول أميركا وإيران، أميركا لعبة دور خير للبنان؟ بماذا؟ بدعم إسرائيل خلال عشرات السنين، بدعم الجماعات التكفيرية التي لو قدر أن تدخل إلى لبنان لفعلت ما فعلت، بالعقوبات بالتهديد لمساعدة إسرائيل لمنعنا من حقوقنا في مياهنا الإقليمية، بماذا دولة خير أنتم؟ ثم يكمل يقول كذلك طبعا يوجد مكان عندما يتكلم في تقويض مؤسسات لبنان الرسمية الشرعية، من؟ إيران التي عرضت سلاحا مجانيا للجيش اللبناني، دون منة ودون تفضل، وأنتم الذين تمنعون ذلك وتمنون على لبنان أنكم تقدمون مساعدات للجيش اللبناني ذات طبيعة معينة، ليس لها أي علاقة بردع إسرائيل، أخر شيء، أريد أن أختم لان الوقت قد ضاق، “كذلك يقوض فرص السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل” وهنا مربط الفرس أيها الناس، مشكلته مع إيران ومع حزب الله، أنه يوجد أحد جدي في هذه المنطقة، لا يزال بموضوع الفلسطينيين. الان يوجد نحن ويوجد غيرنا، ولكن نحن أحد هؤلاء، أنه نحن عقبة في وجه صفقة القرن، عقبة في وجه تصفية القضية الفلسطينية، إيران تقف بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني، في المحافل الدولية، في الموقف السياسي، في الموقف الفكري، في الموقف العقائدي، في الدعم المالي، في الموقف الميداني، في التسليح بكل صراحة، وهذا في الوقت التي تعمل فيه أميركا على خنق الشعب الفلسطيني وعلى تجويع الشعب الفلسطيني، موضوع الأونروا، موضوع قطع المساعدات، موضوع إقفال مكاتب منظمة التحرير، موضوع، موضوع…. من أجل أن يخضع الشعب الفلسطيني وأن ييأس وأن يقبل بالفتات. تنظر فتجد إيران واقفة بعدها عند الشعب الفلسطيني، هذه المشكلة الحقيقية، ان إيران تقف الى جانب الشعب الفلسطيني التي تريد إدارة ترامب أن تصفي قضيته وأن يفرض عليه التوقيع على تصفية القضية، أن يقبل بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، أن يقبل بتسليم القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، أن يتخلى عن أرضه، أن يقبل بالفتات، هذه مشكلة السيد بومبيو مع إيران، ليس موضوع مخدرات والكلام الفاضي هذا، على كل، أكتفي بهذا المقدار، وإلا إذا نكمل هكذا، سنظل نحكي ساعات.
حقيقة أنا لم أجد جملة صداقة واحدة أو صحيحة واحدة، في كل ما قاله هذا الرجل، على كل، الأهم نختم، الان إن شاء الله موضوع اليمن، والموضوعات الأخرى أنا لدي كلام قريب خلال الأيام القليلة المقبلة، نأخذ وقتنا ونعطيه حقه، على كل هو جاء من أجل تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، التحريض التعبوي والتحريض الاعلامي والتحريض السياسي وتخويف اللبنانيين والتهويل على اللبنانيين. الان لم أفهم أنه في اللقاءات الداخلية هو هدد بأن إسرائيل تشن حربا، يعني فيما نقل إلينا عن اللقاءات الداخلية، لا يوجد كلام من هذا القبيل، يوجد بعض الذي كتب في الإعلام، هناك من قال أنه هو هدد في أن إسرائيل تشن حربا، وهناك أناس قالوا لا، هو بلّغ إسرائيل أنه ممنوع أن تشن الحرب، يعني كلام متناقض، لكن بكل الأحوال الذي يمنع إسرائيل من أن تشن حربا على لبنان هو وحدة الموقف اللبناني، المعادلة الذهبية، قدرة المقاومة على المواجهة، وأنتم رأيتم أمس وأول أمس عندما أطلق صاروخ من غزة المحاصرة منذ سنوات طويلة وسقط في شمال تل أبيب، حالة الهلع والخوف والرعب التي إنتابت هذا الكيان الذي هو اوهن من بيت العنكبوت، إذا كان السيد بومبيو يهدد، لا يهددنا ولا يربحنا جميلة أنه هو قال للإسرائيليين، أنه لا تشنوا حربا على لبنان، الذي يمنع الاسرائيليين من الحرب على لبنان هم اللبنانيون. الاميركيون جاهزون أن يغطوا أي شيء تقوم به إسرائيل إذا كان لمصلحتها.
هنا من الواجب أن نتوجه بالشكر إلى فخامة الرئيس العماد ميشال عون، إلى دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري على مواقفهم ولما قالوه لوزير خارجية الشيطان الأكبر وما نقل عن أحاديثم عن الإعلام، طبعا هذا أمر متطابق مع ما قيل في الإعلام وما قيل، وهذا أمر متوقع من فخامة الرئيس ومن دولة الرئيس وايضاً الشكر موصولاً لمعالي وزير الخارجية، أيضاً على موقفه وعلى وقفته، لأنه هو واقف، وهذا له دلالة معنوية كبيرة وسياسية وبومبيو واقف، وأمام التلفزيونات، وأمام كل وسائل الإعلام، يخاطب بومبيو ويبلغه بما قاله له أيضا بالتحديد، الرئيسان، العماد عون والرئيس بري، هذا طبعا، مواقف مقدرة ومتوقعة وطبيعية من أصدقاء وحلفاء وحرصاء على قوة لبنان وسيادة لبنان ومنعة لبنان، على كل حال هم أهل هذا الخيار، هم ليسوا فقط حلفاء لهذا الخيار، أيضا أنا أتوجه بالشكر إلى كل القوى السياسية، والشخصيات والإعلاميين والنخب والناس ومن عبّروا عن أنفسهم وعن رفضهم بكل وسائل التعبير في وسائل الإعلام في المقالات المكتوبة، في مواقع التواصل الإجتماعي، بعض الشباب والأحزاب الذين تظاهروا أمام السفارة الأميركية، لكل هؤلاء الشكر على موقفهم النبيل والشريف، وأيضا الشكر للقوى التي لا نتوقع منها ان تدافع عنا، وأن تمدحنا لا في العلن ولا في السر، ولكن عندما لا تتجاوب هذه القوى السياسية وهذه الشخصيات السياسية مع دعوات التحريض وتتحدث بشكل عاقل وعقلاني وعقلائي عن حقيقة الامور في لبنان وتقدم المصلحة الوطنية اللبنانية على التحريض الاميركي أيضا نحن هؤلاء نوجه لهم الشكر على مواقفهم الضمنية والمعلنة أيضا، علينا جميعا ايها اللبنانيون أن نستفيد من تجارب الماضي، أميركا هذه لا يهمها مصلحة لبنان، الدليل كل ما يحصل، وخصوصا هذه الادارة، والدليل ما حصل أمس بموضوع الجولان وقبله بموضوع القدس، أميركا لا يهمها لبنان كبلد ولا مصلحة فريق معين في لبنان، همها الوحيد والأساسي هو إسرائيل. الرهان على الأميركي رهان خاسر، لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، اللبنانيون والقوى السياسية في لبنان، خصوصا الذين راهنوا على أميركا، لدغوا عشرات المرات. كلنا يشهد كيف تتعاطى أميركا مع حلفائها ومع أصدقائها، ليس فقط مع أدواتها، تهينهم، تحتقرهم، تحلبهم، تستنزف مواردهم المالية، تخاطبهم بإستعلاء كما يخاطب السيد ترامب حكام الخليج والسعودية والكثير من دول العالم، تحدث الفتنة بينهم لتأخذ من هؤلاء وهؤلاء المال وتبيع لهؤلاء ولهؤلاء السلاح. قلبها لا يخفق لأحد من اللبنانيين على الإطلاق، لا يعنيها أحد من اللبنانين على الإطلاق، تعنيها إسرائيل، وليس لأن إسرائيل حليفة أميركا، لأن إسرائيل هي أميركا. يمكن أن يأتي احد ويقول أن إسرائيل حليفة أميركا وانظر كم هي مخلصة للحليف، هي مخلصة لنفسها، إسرائيل جزء من أميركا، جزء من المشروع الأميركي، جزء من الهيمنة الأميركية.
إسرائيل قاعدة عسكرية إستكبارية أميركية متقدمة في منطقتنا. لذلك نحن مدعوون أمام هذه الزيارة وتداعيات هذه الزيارة، مدعوون كلبنانيين إلى أن نحافظ على سلمنا الأهلي، على عيشنا المشترك، على تنظيم خلافاتنا، على الحفاظ على الهدوء ما امكن في ساحتنا الداخلية، على التعاون لبناء دولة قوية ومقتدرة وعادلة وقادرة على حماية مصالح اللبنانيين وتأمين العيش الحر والكريم للعائلات اللبنانية جميعا، والإستفادة من مواردها الطبيعية، وأيضا نكون قادرين على تجاوز خلافاتنا أو كما نفعل كلبنانيين عادة تدوير الزوايا، أن لا نسمح لا لشياطين كبار ولا لشياطين صغار أن تلعب في تفاصيلنا لتحدث حربا أهلية أو فتنة داخلية عندنا، بالنسبة إلينا في حزب الله، نحن بعد هذه التجربة أشد اقتناعا أولا بمسارنا وخياراتنا وأشد إلتزاما بسلمنا الأهلي وبعيشنا المشترك، بدعمنا للدولة، بمؤسسات الدولة، للجيش اللبناني، للقوة الأمنية والوحدة الوطنية، للتعاون بين اللبنانيين رغم الخلافات والخصومات والتباينات فيما يعني الوضع الأقليمي وسنكون كما كنا دائما أشد حرصا على هذا السلام وعلى هذا الأمن وعلى هذا الإستقرار وعلى هذا الإزدهار، وأيضا كما فعلنا في السابق، أن نوظف كل صداقاتنا وكل علاقاتنا لمصلحة لبنان وليس على حساب لبنان، على كل هذه الزيارة التي توقع كثيرون أن تكون بداية لمرحلة خطرة في لبنان أعتقد أن هذا الأمر تم تجاوزه بدرجة كبيرة جدا إن لم أقل بشكل كامل بفضل وعي وحكمة وشجاعة المسوؤلين اللبنانيين والقوى السياسية في لبنان، أما موضوع العقوبات، دعوه يكمل، اليس هومن قال بانه يريد أن يكمل بالوسائل السلمية، لا يوجد مشكلة، طالما ان الظلم علينا خاصة، فنحن سنواجه هذا الظلم وننظم امورنا وندير اوضاعنا بما يبقينا اقوياء وصامدين وسنبقى اقوياء وصامدين بكل تأكيد بعون الله سبحانه وتعالى لكن بالتأكيد عندما يصبح الظلم يطال بلدنا كله وشعبنا كله يجب ان نفكر بموقف أخر…. السلام عليكم ورحة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية