تكبد العدوان السعودي- الاميركي ومعه الإماراتي ومرتزقتهم في معارك الحديدة الأخيرة خسائر فادحة في العديد والعتاد، وتم تلقينهم دروسا قاسية جدا لن تنسى، وستتحدث عنها الأجيال القادمة، إنها الحرب التي اختاروها وحشدوا لها مرتزقة من مختلف الجنسيات، حرب لا تبقي ولا تذر، تحصدهم وآلياتهم حصد الزرع وقت حصاده، وطائرات مسيرة ترميهم بحجارة من سجيل، فتجعلهم كعصف مأكول بقوة الله الذي يسدد الرمية لتصيب الهدف بدقة.
الحديدة وما أدراك ما الحديدة! أسطورة هي حتى فعلت بالغزاة ما فعلت! رغم أنها منطقة ساحلية غير جبلية وأرض مفتوحة إلا أن خسائر العدوان عليها فاقت تقريبا خسائره في أي جبهة أخرى من جبهات القتال المفتوحة.
وبات يتساءل المتسائل .. ويترقب المترقب، هل يلفظ العدوان السعودي الإماراتي على اليمن أنفاسه الأخيرة فعلا؟ هل قُدمت له معركة الحديدة كمعركة مصيرية يحدد فيها كفاءته وقدرته على الاستمرار في هذه الحرب العبثية، أم أنه في حال انكسر فيها كما انكسر وينكسر في غيرها سيتوقف فورا كي يحفظ ما بقي له من ماء وجه، هل عَجْز قوى العدوان المتكالبة للسيطرة على الحديدة ومينائها سيجعلها توقن بأن اليمن مقبرة وأن الحديدة تستحيل أن تكون كعدن وغيرها من المناطق المحتلة؟ وهل سيدفع الأمريكي بالسعودي والإماراتي للانزلاق أكثر وأكثر في الاستمرار في حرب اليمن في حال فشلا في تحقيق نصر خلال المدة المحددة إلى آخر هذا العام، خصوصا بعد الدعوات الأمريكية نفسها والأوروبية الداعية إلى وقف إطلاق النار ووقف الحرب في اليمن التي صنعت أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم!
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات، ولكن يبقى الواقع هو الذي سيجيب بما يتركه من معطيات حقيقية على أرض المعركة، يبقى هو الميزان الذي يُرجّح هذه الكفة أو تلك، ويبقى هو الخصم والحكم في نفس الوقت وذات اللحظة، يبقى التقدم لأي طرف هو المعيار الحقيقي الذي به نحكم لمن ستكون الغلبة، مع الإشارة طبعا بأن القصف الجوي وتكثيفه وإن كان له مؤشر قوة، لكن ليس به وحده مؤشر الحسم، ولا يحقق تقدما إذا كان من هم على الأرض ضعافا ويفرون، بل قل محتلين وغزاة طامعين، ولذا في أول مواجهة لهم مع خصوهم من أبناء اليمن يصابون بالذعر فلا يعودون يأبوهن لا بطيران يساندهم ولا بغيره فيلوذون بالفرار.
الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في اليمن العميد يحيى سريع لعله أجاب عن بعض تلك الأسئلة بالفيديو المصور والموثق والذي يقطع الشك باليقين، حيث أفاد في مؤتمر صحفي عن استعادة مواقع تسلل إليها العدو في كافة الجبهات، وعن تدمير وإعطاب 127 مدرعة و184 طقماً و7 جرافات عسكرية بمختلف الجبهات خلال 12 يوما فقط منذ بداية الشهر الجاري، كما تم إحراق 5 مخازن أسلحة للمرتزقة وقتل 867، وإصابة 2150 آخرين في مختلف الجبهات بما فيها جبهة الساحل الغربي.
وقدم الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية معطيات وقائع المعارك التي حصلت في الساحل الغربي بالأرقام فأوضح أنه قُتل وجُرح أكثر من 1224 بينهم قيادات منهم 33 سوداني ودمرت 133 مدرعة في الساحل الغربي أيضا، كما نفذت وحدات متخصصة أكثر من 35 عملية هجومية على مواقع العدو، وتنوعت العمليات بين عمليات مشتركة للقوات الجوية والمدفعية اليمنية واستدراج العدو لحقول ألغام كما تم تنفيذ ضربات صاروخية دقيقة.
هذه المعلومات تدل على أن وضع المرتزقة المحسوبين على السعودية والإمارات بائس جدا، ووضع لا يحسدوا عليه، وهم بلا شك الآن واقعين في حصار خانق، إن تقدموا مثّل تقدمهم انتحارا، وإن تراجعوا اضطروا أن يسلموا أنفسهم للجيش اليمني واللجان الشعبية، فالبعض منهم هذه وضعيته اليوم في الحديدة، عالق في مكانه، لا هو قادر على التقدم، ولا هو قادر على التراجع، ومكوثه في مكانه مسألة وقت ليموت بعد ذلك من تلقاء نفسه، وبهم “المرتزقة المحاصرين والمنهارين الذين يقاتلون في صف العدوان” نحن نقول بل نجزم أن هذا العدوان على اليمن بشكل عام والتصعيد العدواني على الحديدة وساحلها ومينائها بشكل خاص بات في النفس الأخير، وهم من معطيات الواقع ينتظرون الهزيمة أكثر من انتظار اليمنيين للنصر.
المصدر: بريد الموقع