تعد آلام البطن من المتاعب الشائعة لدى الأطفال، وترجع لأسباب عدة؛ منها النفسي، ومنها العضوي كالتهاب الزائدة الدودية أو عدم تحمل الفركتوز. وينبغي على الوالدين أخذ آلام البطن لدى الأطفال على محمل الجد واستشارة الطبيب على وجه السرعة.
وقالت أستاذة أمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال البروفيسورة زيبيله كوليتسكو إن آلام البطن تستلزم استشارة الطبيب إذا كانت مصحوبة بصعوبات البلع وحرقة المعدة والإسهال المستمر والليلي والبراز الدموي والحمى مجهولة السبب وآلام المفاصل.
من جانبه، قال اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال جونتر فليمنغ إنه ينبغي أخذ السجل العائلي في الاعتبار لأمراض مثل الداء البطني وأمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة أو قرحة المعدة، ومن المهم أيضا أخذ مكان الألم في الاعتبار؛ فالألم الموجود في محيط السرة لا يعد بالضرورة علامة تحذير، لكنه يصبح كذلك إذا تواجد في الجزء العلوي أو السفلي الأيمن من البطن.
ومن العلامات التي تدق ناقوس الخطر ما يعرف “بالحماية البطنية”؛ أي تشنج في عضلات الجدار البطني، أو ملاحظة تضخم في الكبد أو الطحال. ويفحص طبيب الأطفال البول لاستبعاد عدوى المسالك البولية، كما يفحص البراز لاكتشاف علامات تدل على الإصابة بأحد الالتهابات. ويوفر اختبار الدم أيضا بعض المعلومات؛ مثل معرفة وظائف الكبد وصورة الدم وما إذا كان هناك نقص في الحديد أو زيادة في مستويات الالتهابات.
ويمكن أيضا اكتشاف الداء البطني عن طريق اختبار الدم. وإذا لم يُظهر الفحص شيئا وكانت قيم المختبر سليمة، فيمكن التحقق بنسبة كبيرة من عدم وجود مرض عضوي.
وأشارت كوليتسكو إلى أن التهاب الزائدة الدودية يمكن أن يهاجم الأطفال في جميع الأعمار، موضحة أن الألم يبدأ عادة في منتصف البطن وينتقل إلى أسفل الشق الأيمن، وهذا يمكن أن يسبب الحمى أو القيء. وفي مثل هذه الحالات يجب التوجه إلى الطبيب على الفور.
كما أن الفركتوز قد يكون هو المتسبب في مثل هذه الآلام؛ فالأطفال يشربون العصائر المحتوية على الفركتوز، ولا يتم امتصاص الكثير من الفركتوز، وعند وصوله إلى القولون يسبب الانتفاخ والألم. ولا يعد هذا مرضا، لكنه ببساطة مسألة تتعلق بالكمية، وقد يحدث عدم تحمل اللاكتوز أيضا من سن المدرسة.
ومن ناحية أخرى، ينصح هيرمان جوزيف كال من الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال بعدم تجاهل أو الاستهانة بألم البطن لدى الطفل حتى في حال عدم وجود سبب عضوي؛ حيث قد يكون الألم حينئذ نفسيا.
وهنا ينبغي مثلا البحث عما يُخيف الطفل في محيطه، ويمكن أن يرجع السبب إلى بعض المشاكل التي يواجهها الطفل، مثل مضايقة أطفال آخرين أو التنمر أو مشاكل أسرية أو حتى بسبب المدرس. ويرى كال أن دعم الآباء للطفل في مثل هذه المواقف مهم جدا.
المصدر: dpa