أصدر المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد بيانا رد فيه على بيان منسقية البقاع الشرقي في “القوات اللبنانية”، وجاء فيه:
“إن التفجيرات الإرهابية الداعشية التي استهدفت بلدة القاع هذا الأسبوع تزامنت بالصدفة مع الذكرى السنوية الأربعين لمجزرة القاع التي حصلت عام 1978 والتي وقعت إثر مجزرة إهدن التي إرتكبتها القوات اللبنانية في الهجوم الذي قاده سمير جعجع حينذاك والذي أسفر عن مقتل طوني فرنجية وزوجته وطفلته.
ونذكر للتاريخ بأنه على إثر مجزرة إهدن أقدمت سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد ومن خارج قرار القيادة السورية على إختطاف بضعة مواطنين من بلدة القاع وإعدامهم إنتقاما لمقتل فرنجية وعائلته، ومن سخرية القدر أن رفعت الأسد اصبح لاحقا حليفا ل14 آذار في العداء للرئيس بشار الأسد، بحيث أنه إستضاف لديه في اسبانيا شاهد الزور محمد زهير الصديق الذي أدلى هناك بشهادته المزورة ضد سوريا ولبنانيين امام لجنة التحقيق الدولية في إغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.
إن سلوك داعش اليوم لا يختلف مطلقا عن سلوك دواعش الحرب اللبنانية من الميليشيات، ومنها القوات اللبنانية، لا بل ان دواعش لبنان قد سبقوا داعش الحالية في الذبح وقطع الرؤوس والخطف والتهجير على الهوية الطائفية والقصف العشوائي للمدنيين والسيارات المفخخة والإغتيالات والتعذيب والتصفيات الجسدية الجماعية ومصادرة الخبز والمحروقات وفرض الخوات وغيرها مما لا يعد ولا يحصى من الجرائم الفظيعة، ومنها على سبيل المثال مجازر الصفرا ضد حزب الوطنيين الأحرار الى تفجير مطرانية سيدة النجاة في زحلة ثم تفجير كنيسة سيدة النجاة في الزوق، الى إغتيال داني شمعون وزوجته وطفليه ثم السير في جنازتهم.
ومن سخرية القدر ان تقيم قوات جعجع اليوم بالذات ذكرى ضحايا مجزرة القاع بدلا من تقديم الإعتذار الى أهل القاع عما سببوه لهم من انتقام عشوائي وبربري في أعقاب مجزرة إهدن، إلا أن إقامة هذه الذكرى في الأسبوع نفسه الذي تدفع فيه القاع ثمن وحشية داعش، من شأنه أن يذكر اللبنانيين بأن دواعش الحرب الأهلية اللبنانية هم أسوأ منها بكثير لا بل هم سبقوها، وأن الدواعش تتشابه، حتى ولو تستروا اليوم خلف ربطات العنق أو لبسوا وجه القداسة والطهارة او تشدقوا بالحرص على الدولة ومصالح الناس”.