المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله الطاهرين، وبعد…
لا يقتصر بناء شخصيّة المسلم على مرحلةٍ معيّنةٍ من العمر، أو مرحلةٍ محدّدةٍ من مراحل الحياة، بل هو عملية تستمرّ من خلال التعليم والتلقين والتهذيب والتفكّر المستمرّ، فيشمل مراحل العمر كافّةً، ويتّخذ الوسائل والأساليب المناسبة والموصلة إلى المطلوب.
ولكلّ مرحلةٍ لغتها الخاصّة بها، وأسلوبها المحدّد، وإن كان الهدف الحاكم على المراحل كافّة هو الإجابة عن التساؤلات الّتي ترِد إلى ذهن الإنسان، والتي تتعلّق بالكون وبالحياة والمصير. وهذه الإجابة كما ينبغي أن تكون علميةً، لا بدّ من أن تراعي في أسلوبها المستوى العامّ للشريحة المخاطَبَة بها.
ونظراً لتفاوت مستويات وقابليّات المتعلّمين والقرّاء، فقد اعتمدنا في هذا الكتاب “معارف الإسلام” على الإيجاز وسهولة التعبير ووضوح الاستدلال مع عمق الفكرة وعلميّتها نسبياً، انسجاماً مع مستوى الشريحة المخاطبة به، والهدف المحدّد لهذا الكتاب في تكوين ثقافة الفرد المسلم في العقيدة، والفقه، والأخلاق، والسيرة، والمفاهيم الإسلاميّة والقرآنية.
ولقد ألحقنا بالدروس مجموعةً من التمارين والتطبيقات، تساهم في تحقيق الأهداف المحدّدة.
وتمتاز هذه الطبعة إضافةً إلى التنقيح والتصحيح، بضبط الفتاوى الواردة في المادة الفقهية، وفق رأي الإمام الخامنئي دام ظله في النصّ الأساسيّ للكتاب.
مركز نون للتأليف والترجمة
المصدر: شبكة المعارف الاسلامية