توجه النائب السابق اميل لحود بالتعزية الى “ذوي الشهداء الأبرياء الذين سقطوا في بلدة القاع على يد الإرهاب التكفيري”، مشيرا في بيان له الى أن “هؤلاء الشهداء هم للوطن كله وليس لطائفة أو قرية”.
ولفت لحود الى أن “شهادة أبناء القاع هي برسم من يتبع سياسة النأي بالنفس منذ اندلاع الحرب في سوريا، والتي دفع لبنان ثمنا باهظا لها، منذ استشهاد النقيب بيار بشعلاني بطريقة وحشية في عرسال”.
واستغرب ما ورد في بيان كتلة “المستقبل” النيابية لجهة اقتراح استدعاء الاحتياط في الجيش اللبناني، “وكأن أعضاء الكتلة نسوا أو تناسوا بأن الاحتياط يشمل المجندين، في حين أنهم شاركوا في الإطاحة بخدمة العلم لتهريب أبنائهم، في حين أن خدمة العلم، التي كان لنا شرف خوضها، تشكل الوسيلة الأفضل لحماية العيش المشترك والتصدي للأفكار المتطرفة، في حين أن كتلة المستقبل ورئيسها فؤاد السنيورة صاحبة تاريخ غير مجيد في حرمان الجيش من حقوقه المالية ومخصصاته”.
وقال لحود “كفى استغلالا لما يجري وللشهداء الأبرياء الذين يسقطون من أجل كرسي، رئاسيا كان أو وزاريا أو نيابيا أو من أجل تجييش شعبي أو مذهبي، فحين يحترق البيت لا ينفع أن ننشغل بأي من غرفه هي الأجمل”، معتبراً ان “الإرهاب التكفيري لا يميز منطقة أو طائفة، بل يستهدف الجميع، ولذلك كان الحري ببعض من أطلق تصريحات حلل بها نيات الإرهابيين مبررا لهم استهداف منطقة مسيحية أن يسكت وأن يعيد حساباته الخاطئة التي ساهمت في تكبيد لبنان خسائر كبيرة، خصوصا في الأرواح، ولو أن الأمر ليس غريبا على صاحب شعار فليحكم الإخوان”.
واضاف لحود “بعد يومين أو ثلاثة سيتراجع الحديث عن القاع في وسائل الإعلام وسيتراجع السياسيون عن الاهتمام بها ليترك أهلها لمصيرهم المجهول، في وقت يواصل جنود الجيش وشباب المقاومة حماية لبنان واقفين على الحدود، في الصقيع كما في الحر، ولا يبخلون بتضحية، في وقت يكتفي السياسيون بالتقاط الصور الاستعراضية مع السلاح على مواقع التواصل الاجتماعي وببيانات الاستنكار والشجب والشعارات الكاذبة”.
وتابع “حين خاض شباب المقاومة، الى جانب الجيش السوري، معارك تحرير معلولا وصيدنايا لم يشعر بعض سياسيينا بأن خطرا يستهدف المسيحيين لأن أبناء المنطقتين المسيحيتين الأعرق في هذا الشرق ليسوا ناخبين في دوائرهم الانتخابية، أو لأن هؤلاء ظنوا بأن ما يجري بعيد عنهم، أو لأنهم كانوا يعولون فعلا على هذا الإرهاب في حساباتهم الداخلية والإقليمية”.
حمى الله القاع وغيرها من المناطق اللبنانية من “إرهاب التكفيريين ومن استغلال السياسيين، ولعل الثاني يوازي أحيانا إجرام الأول”.