ألقى المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وأبرز ما جاء فيها: “ونحن نعيش تصرم هذا الشهر المبارك والفضيل، نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يمن على بلدنا بالأمن والأمان والاستقرار، وعلى القيادات اللبنانية بنعمة التبصر والبصيرة، ويهديهم إلى ما يؤمن لهذا البلد مقومات دولة تحترم حقوق مواطنيها، ومؤسسات تدير قضاياهم وشؤونهم بكل شفافية وصدق، كما نأمل أن تكون التشاورات والاتصالات وكل اللقاءات التي تجري تحمل معها تباشير خير، وانفراجات حقيقية على المستوى المعيشي والاقتصادي، وفق رؤية اقتصادية إنمائية شاملة، حيث معاناة الناس بلغت حدودا لم تعد تطاق، لا سيما ونحن في ظروف دولية وإقليمية صعبة، ما يستوجب على هذه الطبقة السياسية التي من المفترض أنها قد اتخمت من خيرات هذا الوطن، حيث بلغ الدين العام ما يقارب 80 مليارا، أن تعي خطورة ما يجري وتكون شديدة الحرص على ما يوفر للبنانيين حدا أدنى من الاستقرار السياسي والمجتمعي”.
وأكد “الطلب على كل القيادات، وبخاصة هذه الحكومة، بأن تقوم بواجباتها، وتمارس دورها ومسؤولياتها بمنهجية التعاون والتضامن والتوافق من أجل إنسان هذا الوطن، لا من أجل مصالحها ومكاسبها، لأن الحكومة التي لا تكون كافلة وضامنة لحاجات الناس وخدمتهم، ولا تعمل على تعزيز الدولة واستنهاض وتفعيل الاقتصاد في إطار البرامج والرؤى التنموية المجدية، واعتماد الشفافية والمصداقية في تنفيذ المشاريع وتأمين فرص العمل، ومكافحة الفساد، وإطلاق يد القضاء والهيئات الرقابية والتفتيشية، لا يجب أن تستمر، بل عليها أن تتنحى وتعلن فشلها. لذا نشدد على نهج سياسي جديد، وندعو إلى تغيير حقيقي في الذهنيات السياسية التي نريدها سياسات تنافسية من أجل الصالح العام، لا سياسات انتخابية تقف عند حدود تحقيق المكاسب النيابية”.
وشدد على أننا “نريد التزاما فعليا بتطبيق الدستور وإجراءات عملية لتعديلات وإصلاحات لازمة تخرجنا من دولة الطوائف إلى دولة المواطنة، دولة يثق بها المواطن، وتعمل من أجل مواطن تكون هويته الكفاءة والانتماء الحقيقي لبلد يجب أن يكون مثالا في التعايش والمشاركة وتمازج الثقافات، هذا ما نطمح إليه، وما يجب أن نحث السياسيين وكل المؤثرين على بناء هذا اللبنان الذي كان مميزا، ونريده أن يبقى رسالة ومنارة للعالم أجمع”.
وتطرق إلى الوضع في المنطقة بالقول: “إننا نتطلع إلى ما يجري في منطقتنا العربية بحزن وأسى شديدين، وندعو الزعامات والقيادات العربية والإسلامية أن تدرك مخاطر ما فيه من خصومات وعداوات ونزاعات، وما قد تلحقه من تداعيات خطيرة على واقع الأمة العربية والإسلامية، لذا نطالبها ونحن في نهاية الشهر الكريم أن تتقي الله، وتعود إلى رشدها وتعقلها، فالأمة يكفيها ما فيها، والقدس والأقصى يستصرخانها، ويناديان بنفض غبار الهزائم والارتهان، والعودة إلى ما يحقق وحدتها، ويجمع كلمتها على ما يمكنها من الوقوف بثبات في مواجهة التحديات ومحاولات التفتيت والتقسيم، لأنه على ما يبدو أن التحولات العربية تصب ضمن سياسة عليكم أن تنسوا القدس وهذا أخطر ما نراه اليوم. ونحن في لبنان معنيون جدا بيوم القدس العالمي وطنيا ودينيا لأن قضية القدس رمز للولاءات الوطنية والقومية والأخلاقية والدينية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام