رأى تجمع العلماء المسلمين في بيان لمناسبة ذكرى السابع عشر من أيار، أن “الدولة اللبنانية كانت في صدد توقيع اتفاقية ذل وعار مع الكيان الصهيوني، وكان حكام العرب المتهالكون اليوم للصلح مع هذا الكيان ينتظرون اللحظة التي ينفذ فيها القرار ليعلنوا عن حقيقة موقفهم من الكيان الصهيوني ويجاهروا بعلاقاتهم السرية معه ويعلنوا دفن القضية الفلسطينية، بعدما خرجت منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، دولة المواجهة الأساسية لها مع الكيان الصهيوني، وخرجت القوات السورية من بيروت والجبل، وتدخلت القوات متعددة الجنسيات، والواقع كله يشير إلى أن النهاية قد حصلت والكيان الصهيوني بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمه بإسرائيل الكبرى”.
وأضاف “وقتها حصل اجتماع تاريخي لتجمع العلماء المسلمين، تداول ما يمكن أن نقوم به كعلماء مكلفين شرعا إعلان الموقف الحق مهما غلت التضحيات، وكنا نعلم وقتها أن الدولة برئاسة أمين الجميل وبإملاء دولي أميركي-أوروبي قد اتخذت قرارا حاسما لا رجعة فيه، ودخلت في محور معاد لقضايا العرب والأمة، فقررنا رغم الخطر أن نعتصم في مسجد الإمام الرضا في بئر العبد ونعلن موقفا شرعيا وطنيا وقوميا واضحا لا لبس فيه، أن هذا الاتفاق لا قيمة له ولا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، وسنعمل على إسقاطه. وكانت المواجهة”.
وتابع “كان هذا الاعتصام بمثابة الشرارة التي بعثت روح الجهاد في الأمة التي كنا قد وجهناها نحن والمخلصون في الأمة تحت الراية التي رفعها الإمام روح الله الموسوي الخميني، بأن لا حل مع العدو الصهيوني سوى المقاومة المنطلقة من حضن الإسلام الواحد المحمدي الأصيل، وتتالت التحركات وسقط اتفاق السابع عشر من أيار”.
وأكد البيان أنه “اليوم تتكالب الدول المرتبطة بالمحور الأميركي لإسقاط محور المقاومة المنتصر في 25 أيار 2000 وفي تموز 2006 وفي حروب غزة الأربع من خلال ضرب سوريا التي تشكل ركنا أساسيا في هذا المحور، ولكن كما سقط السابع عشر من أيار سيسقط مشروع المحور الأميركي الصهيوني الرجعي العربي، وسينتصر محور المقاومة، والكيان الصهيوني الذي يسعى محور الشر لحمايته سيكون مصيره المحتوم كما هو الوعد الإلهي الزوال وعودة فلسطين إلى أهلها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام