أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، السادة النواب، الوزراء، الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)
عامٌ ماضى على استشهاد القائد الجهادي الكبير الأخ العزيز والحبيب السيد مصطفى بدر الدين، السيد ذو الفقار (رحمه الله ورضوان الله عليه)، وتحضرنا الذكرى من جديد وهو لم يغب عنا يوماً طوال العام لأنه حاضر دائما في وجداننا وعقولنا وقلوبنا، ونحن نعيش في بركات جهاده العظيم وتضحياته الجسام، وهو القائد الجريح والأسير والمقاتل في كل ميدان فيه لمقاومة الإحتلال راية، من لبنان إلى فلسطين إلى العراق، وهو المجاهد في كل ساحة فيها للدفاع عن المقاومة جبهة، من لبنان إلى سورية إلى إيران، نستعيد ذكراه اليوم، ونراه أمامنا كما كنا نراه دائما، قائداً، مؤمناً، بصيراً، شجاعاً، شامخاً كالجبل وحاسماً كسيف قاطع، مقداماً لا يهاب الموت، دؤوباً في الليل والنهار، لا يكلّ ولا يملّ، هذا السيد صاحب الذكاء الألمعي كان يجمع بين القوة والعاطفة، حيث كان حيث يجب، كان يزأر كَلَيث غاضب، وحيث ينبغي كان يبكي كأم حنون، وقور في الشدائد، مجيب عند النداء، يغيث الملهوف وينصر المظلوم، وفي لحظة تأمل وحب هو حاضر أن يعطيك كل شيء، حتى روحه ودمه وأغلى ما عنده. كان قائداً لتحرير الأرض وقائداً في استرجاع الأسرى بكرامة، وقائداً في تفكيك شبكات العملاء والتكفيريين، وقائداً في الدفاع عن الوجود والكرامة، في الدفاع عن محور المقاومة. وكان ذو “الفقار بن علي” عباساً لزينب، لم تُهزم له راية، عاهد الله تعالى أن لا يعود من ساحة جهاده الأخير في سورية إلا منتصرا أو شهيدا، وقد عاد شهيداً، وقد عاد منتصراً وشهيداً، وقد خابت آمال التكفيريين في سورية، وحبطت أعمالهم واتضح مسير هزيمتهم مع أسيادهم.
أيها الإخوة والأخوات، وكما شاهدتم في التقرير قبل قليل، كان السيد ذو الفقار عام 1996 قائد معركتنا في مواجهة عناقيد الغضب الصهيونية والتي هُزمت فيها إسرائيل وعُقد فيها تفاهم أو اتفق فيها على تفاهم نيسان الذي أسس للتحرير عام 2000 وسقط فيها شمون بيريز في الانتخابات الإسرائيلية، ما أطاح بالتسوية المذلة وسقطت معها أيضا كل إعلانات وقرارات قمة شرم الشيخ عام 96 التي اجتمع العالم كله فيها بلا استثناء ليهدد حركات المقاومة، كل هذا سقط. وهو الذي كان أيضا شريكاً في القيادة في عملية أنصارية وقائد العمليات في المقاومة الإسلامية على مدى سنوات، من الطبيعي أن يسعى الصهاينة وقادتهم وإعلانهم وإعلامهم في النيل منه ثأراً لهزائمه، والسيد ذو الفقار أيضا كان قائد مجاهدينا في سورية وكان قائد انتصارات مقاومتنا إلى جانب الجيش السوري وكل الحلفاء والأصدقاء في سورية أكثر من خمسة أعوام وألحق الهزيمة تلوَ الهزيمة بجماعات التكفير ومشاريعها وآمال سادتهم ومشغليهم، ومن الطبيعي أيضا أن يسعى إعلام سادتهم للإساءة إليه انتقاماً لخيبتهم، أما السيد ذو الفقار يبقى عند عائلته وحزبه ومقاومته ومجاهديها وجمهوره وكل المؤمنين بها يبقى ذو الفقار وحزب الله ويبقى حزب الله وذو الفقار أجلّ شأناً وأعلى مكاناً وأبهى صورة وأجمل ذكراً من أن يصل إليه غبار من ضوضاء إسرائيل وإعلام السعودية. هكذا كان ذو الفقار، مصطفى بدر الدين، وهكذا يبقى فينا قائداً وملهماً وصوتاً صارخاً مدوياً مقتحماً يرفض التخاذل والقعود والاستسلام ويتقدم بالراية إلى النصر والشهادة.
في الذكرى السنوية الأولى، مجدداً أتقدم بأسمى آيات التبريك وأسمى مشاعر العزاء لعائلته الشريفة، لوالدته وزوجته وأبنه وبناته وأخوته وأخواته وكل الأقارب وكل الأحبة وكل رفاق الدرب في المقاومة، وأقول لهم جميعاً معاً نعم سنكمل طريقه ونبلغ غايته ان شاء الله بلا أي تردد.
أما أنت يا سيد علي، الذي يقولون لك علي ذو الفقار فلتبقى علي ذو الفقار، ولتفتخر بهذا الأب وبهذا القائد وبهذا الشهيد وبهذه النسبة، أشكرك على كل كلماتك المؤمنة والمخلصة والمجاهدة، أنت وعائلتك، وهكذا أنت، لا أقول هذا ما يتوقع منك، هكذا أنت، هكذا عرفناكم دائماً وستبقون دائماً.
أيها الاخوة والاخوات من ساحات جهاد القائد ذو الفقار أدخل إلى الملفات واحداً واحداً وكلها على صلة به.
أولاً: في الموضوع الإسرائيلي.
المسألة الأولى: سمعنا في الأيام القليلة الماضية أن العدو الإسرائيلي يريد أن ينفذ قراره السابق ببناء جدار اسمنتي عالٍ من الناقورة، من الساحل إلى جبل الشيخ.
ومن اللطيف أن يأتي هذا القرار في ذكرى النكبة لنقول إن عصر النكبة بالنسبة لشعوبنا وحركات المقاومة قد انتهى، وإن كان عصر النكبة بالنسبة للأنظمة ما زال مستمراً.
الإسرائيليون في السنوات الماضية شيّدوا بعض الجدران، رفعوا بعض السواتر، غيّروا في الجغرافيا، وأجروا أو أقاموا شبكات إنذار متطورة جداً على طول الحدود، وعملوا مناورات وعملوا انتشاراً واسعاً، ولكن قبل أسابيع استطاع مواطن لبناني أن يعبر الشريط الشائك ويخترق كل إجراءاتهم ويمشي على قدميه ما لا يقل عن عشرة كليومترات ويصل إلى محطة الباصات في كريات شمونة، ما أرعب هذا العدو وأحبطه وكشف أن جميع هذه الإجراءات بالية.
مواطن لبناني عادي، ليس لديه خبرة أمنية ولا خبرة عسكرية ولا ينتمي إلى أحد واستطاع أن يفعل ذلك. إذاً اكتشفوا بسرعة كم أن إجراءاتهم وحضورهم وتقنيتهم وجيشهم وأمنهم ومخابراتهم هشة وضعيفة، ولذلك بادروا إلى الإسراع في اتخاذ هذا القرار بالإسراع بتشييد هذا الجدار.
طبعاً الآن عندنا يبنون جداراً فوق الأرض، في غزة بدأوا بتشييد الجدار في عمق الأرض، وسابقاً بنوا جدراناً حول الضفة، وكانوا أيضاً يريدون بناء جدران عند حدود أخرى وسيبنون الكثير من الجدران. هذا الأمر له دلالات. طبعاً سأقف عند بعض الدلالات وأترك للخبراء العسكريين والأمنيين والسياسين أن يكتبوا ويحللوا ونستفيد من تحليلاتهم متل العادة. لكن أنا أقول لكم على العجالة من الدلالات:
أولاً: هذا الجدار الذي سيرتفع على الحدود اللبنانية الفلسطينية هو أولاً اعتراف بانتصار لبنان الساحق والاعتراف بهزيمة إسرائيل ومشاريع إسرائيل وأطماع إسرائيل الكبيرة.
ثانياً: هو اعتراف بسقوط مشروع إسرائيل الكبرى الذي دائماً نتحدث عنه، إسرائيل التي أرادوها من النيل إلى الفرات. السيد ذو الفقار، الحاج عماد مغنية، السيد عباس الموسوي، الشيبخ راغب حرب، كل القادة الشهداء في حزب الله، في حركة أمل، في القوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، في الفصائل الفلسطينية، في كل إطار رفع بندقية في مقاومة الاحتلال خلال كل هذه العقود، أوصلوا العدو الإسرائيلي إلى نتيجة وكذلك في فلسطين أنت لا تستطيع أن تبقى في لبنان وأنت لا تسطيع أن تبقى في غزة. الآن بالحد الادنى هاتين المنطقتين اللتين ينشئ عليهما جدراناً محكمة، مع العلم أننا نحن نتحدث عن بلدين ضيقين من حيث المساحة الجغرافية، قليلي العدد من حيث أعداد السكان، من حيث الوضع الاقتصادي الوضع صعب. نحن لا نتحدث عن دول عربية قوية وجبارة وآلاف مليارات الدولارات ونفط وغاز وأسلحة “على مدّ عينك والنظر”، أسلحة أكثر من الرجال، في النقطتين اللتين تحسبان نقاطاً ضعيفة.
أنت (الإسرائيلي) هُزمت، وتشيد الجدران، انتهت إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
ثالثاً: انتهت إسرائيل الغظمى. إسرائيل العظمى بماذا تفرق عن الكبرى؟ الكبرى ممتدة بالجغرافيا من النيل إلى الفرات. إسرائيل عظمى لا، قد تكون على فلسطين التاريخية، ولكنها دولة جبارة قوية مرعبة مخيفة رادعة ترتجف رؤوس الناس عندما يُذكر اسمها أو جيشها. هي إسرائيل العظمى التي تفرض شروطها على دول وحكومات وشعوب المنطقة حتى بلا تفاوض. هي إسرائيل العظمى التي قلنا إنها سقطت عام ألفين وستة، هذه الجدران تبصم (تؤكد)، نعم سقطت إسرائيل العظمى، لأن إسرائيل وجيشها ومخابراتها وكل ما تملك، عندما تختبئ خلف جدران عالية، هي تكشف عن الحقيقة التي قيلت في مثل هذه الأيام عام 2000 هي بيت العنكبوت، لكن كانت بيت فولاذ وقبضة فولاذ في عيون الخائفين المرعوبين الذين لا يعرفون الحقيقة. عندما تختبئ إسرائيل خلف الجدران في لبنان، خلف الجدران في غزة، يعني أنه لم تعد إسرائيل عظمى، أصبحت دولة كبقية الدول، وهذا تقدم استراتيجي وتاريخي في مشروع المقاومة وفي مشروع التحرير.
ورابعاً: الجدار يكشف عن حجم الخوف والخشية الإسرائيلية من أي مستقبل، مستقبل قريب أو بعيد، وهذا مهم أيها الإخوة والأخوات، حتى بالاعتبار المعنوي والنفسي والسياسي والعسكري. منذ النكبة عام 1948 ـ ونحن في لبنان نتذكر دائماً لأن النكبة وصلتنا من على الحدود الشمالية لفلسطين على الحدود الجنوبية للبنان ـ من الذي يخاف؟ من الذي يخشى؟ من الذي إذا ذهب إلى حقله لا يعلم هل يرجع على قيد الحياة أم لا؟ من الذي كانت تداهَم قراه، من الذي كان يُعتدى على مخافر قوى الأمن أو على قواعد الجيش ويؤخذ منهم قتلى وأسرى؟ من الذي كان يملأه الخوف من حدوده إلى حدوده؟ كان لبنان. الإسرائيلي كان دائماً هو القوي والمعتدي وكان هو المهيمن وهو المسيطر وهو الواثق، ونحن الخائفون والقلقون والمرتعبون، نساؤنا وأطفالنا وشيوخنا. اليوم بعد كل انتصارات المقاومة والمعادلات الذهبية في لبنان، من جيش وشعب ومقاومة، يأتي الإسرائيلي ليشيد هذه الجدران، ليعبّر عن خوف جنوده وعن خوف قطعان مستوطنيه الذين لا يخافون من السلاح الموجود على الحدود، بل يخافون من المدنيين، من الرجال والنساء الذين يتجولون على الحدود، لا يريدون أن يرَوهم.
هذا ممتاز بالحسابات النفسية والمعنوية، هذا ممتاز بالحسابات العسكرية والأمنية.
طبعاً لم تمنعهم حصونهم، لا من الله ولا من رجال الله، هذا أكيد وقطعي، هذا أيضاً بالمعنى العسكري أن العدو الإسرائيلي خائف وقلق من أي مواجهة مقبلة، لأنني أريد أن أتكلم على هذه النقطة، من أي مواجهة مقبلة. ميزة هذه المقاومة أنها لا تخطب للخطاب، لا تطلق الكلام على عواهنه، لا تهدّد بالفراغ، هو يعرف ذلك لأنه في التاريخ منذ العام 1982 بالحد الأدنى، إذاً هو يعلم أن أي مواجهة مقبلة قد تكون في داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، لن يكون هناك مكان بمنأى لا عن صواريخ المقاومة ولا عن أقدام المقاومين، وهو يعرف ذلك، ولذلك هو يأخذ الأمور بجدية، لا يقابل الخطاب بخطاب، بل يقابل التهديد بإجراءات، خطط ومناورات وقوات واخلاء مستعمرات وتغيير في الجغرافيا وبناء جدران وما شاكل، وهذا إذاً جيد، هذا نصف المعركة لوحده، هذه أيضاً من الدلالات، الآن لا نريد أن نكثّر من الدلالات لكي نلحق باقي النقاط، ولكن واحدة من النتائج لأن بعض الناس قد يقولون إنهم لن يروا شيء، كلا ستظلون ترون الكثير، لكن من أهم النتائج أن أهل الجنوب وأهل حاصبيا وأهل راشيا وكل المنطقة الحدودية وخلف المنطقة الحدودية بالحد الأدنى وباحتمال كبير جداً سيرتاحون من الخروقات البريّة، لأنه عندما ينشأ الجدار فأنه سوف يقفل على اللبناني والفلسطيني الموجود هنا، ولكنه أيضاً سيغلق على نفسه، ليس ساعة يشاء يقطع السياج ويدخل إلى لبنان، وليس ساعة يشاء يدخل من البوابة. إنشاء جدار، إذا أبقى بوابة أو بوابتين، سنجلس له وننتظره عند البوابتين.
حسناً، من هنا أدخل إلى نقطة أخرى في هذا السياق، النقطة الثانية هي الموضوع الإسرائيلي، هو الكلام الذي بدأ من بضعة أشهر وليس أيام، بل أيضاً من بعض سنوات: حرب إسرائيلية على لبنان، حرب إسرائيلية على حزب الله، حرب إسرائيلية على المقاومة. جاء أوباما (قالوا هناك) حرب اسرائيلية، جاء ترامب (قالوا هناك) حرب إسرائيلية. حسناً، هذا جزء من الحرب النفسية المعتادة والطبيعية، التي لا يجوز أن يخضع لها اللبنانيون والشعب اللبناني ولا الناس. في العام 2007 حكي كثيراً على مدى أشهر أن إسرائيل ستشن حرباً تنتقم من حزب الله ولتغير المعادلة، بال 2008، نفس الأمر، بال 2009 وأيضا بال 2010، نحن نتكلم الآن في ال2017 ونحن نتكلم منذ ال 2006، كل سنة وعلى مدى أشهر الإسرائيلي يتكلم عن الحرب المقبلة وإذا حصلت الحرب المقبلة وإذا وإذا وإذا، ولكن بمجرد أن يقال إن الأمور جدية، يظهر الإسرائيلي ليقول بأنه ليس لديه نية حرب، ولا يريد أن يشن حرباً على لبنان.
طبعاً لا أريد أن اثبت ولا أن أنفي، لكن طبعا أنا أريد أن أتكلم عن الأجواء، ومن كثر ما تكلم الاسرائيلي عن الحرب، هذا يكشف كم حفرت حرب تموز 2006 عميقاً في الوجدان الاسرائيلي، في وجدان القادة العسكريين والسياسيين والشعب والأحزاب والناس العاديين، لذلك أنا أقول: لا تخوّفوا الناس ولا ترعبوهم، الآن يوجد أناس لديهم مصلحة، ويوجد أناس يحلمون بذلك، يريدون ذلك، حسناً هذا الحريص على السياحة، أليس من الأجدر به أن يهدىء الأمور؟ الآن نحن مقبلون على صيفية، إذا خرجتم لتقولوا إن إسرائيل ستقوم بالضرب، إسرائيل ستهجم، وهناك ضربة حاسمة، والآن عندما يأتي ترامب إلى السعودية انتظروا القرارت التاريخية والكبرى، تمام، وتريد سياحة في لبنان. الأمران لا يلتقيان مع بعضهما! لماذا تقلقون الناس، لماذا تخوّفون الناس؟
أنا اقول لشعبنا اللبناني ولكل المقيمين في لبنان من لاجئين ونازحين ومقيمين في لبنان بشكل قانوني وبشكل غير قانوني “أو شو ما كان”، أقول للجميع: فلتعيشوا حياتكم الطبيعية، هذا الكلام منذ 11 سنة يقال وسيظل يقال، الآن، في الأشهر القادمة والسنة التي بعدها والتي تليها، سيظل يقال، وهناك احتمال كبير أن جزءاً كبيراً منه هو أيضاً لمنع وقوع الحرب. مثلما نقوم نحن بحرب نفسية، الإسرائيلي يقوم أيضاً بحرب نفسية.
بكل الأحوال، فلتعيشوا حياتكم الطبيعية، ولتثقوا بالله عز وجل الذي نصركم ونصركم ونصركم ونصركم، في مواقع كثيرة، وثقوا أيضاً بقوّتكم، بمعادلتكم الذهبية، أولا بأنفسكم وبجيشكم وبمقاومتكم، ولا أريد أن أعيد الكثير مما قلته سابقاً: لبنان لم يعد نزهة لا لإسرائيل ولا لغير إسرائيل، لبنان الذي كان يُنظر إليه أن فرقة موسيقية تحتله، في وادي الحجير وفي الجنوب وفي البقاع الغربي دُمرت قوات نخبة نخبة الجيش الإسرئيلي. هذا انتهى، هذا من الزمن الماضي.
النقطة الثالثة لها علاقة بفلسطين: ننحني بكل احترام وتعظيم أمام صمود الأسرى الفلسطينين المضربين عن الطعام، اليوم 25 يوم، مياه وملح، وندعو إلى مواصلة التضامن معهم، وندين مجدداً سكوت الجامعة العربية والأنظمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي وكل ما هنالك من مؤسسات في الدنيا، الساكتة الصامتة. هذا الشعب الذي يواصل التضحيات في كل الساحات، قبل أيام في القدس، شابة عمرها 16 سنة، الشهيدة فاطمة حجيجي، تُقتل برصاص الإسرائيليين، هذا الشعب الذي يقدم التضحيات، سنرى في الأيام القليلة المقبلة في القمم التي ستعقد في السعودية، قمة خليجية أميركية وقمة عربية أميركية وقمة إسلامية أميركية.
عادةً، الناس يحجّون إلى مكة والمدينة في السعودية، ولكن بعد أيام سيحج زعماء إلى ترامب في السعودية، سنرى هذه القمم وما سينتج عنها، ولكن السؤال الكبير هل سيكون لهؤلاء ال 1500 أو اكثر من 1500 أسير مضرب عن الطعام منذ 25 يوماً، هل سيكون لآلاف الأسرى الفلسطينيين، لعائلاتهم، للشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد والمحتلة أرضه مكان في هذه القمم؟ هل سيمتلك ملوك وأمراء عرب أو مسلمون الجرأة والشجاعة ليطالبوا الرئيس ترامب الذي يدعم اسرائيل بالمطلق، أن يطالبوه بالضغط على إسرائيل ليستجيب لمطالب إنسانية، لإعطاء حقوق طبيعية للأسرى، أم سيكررون سكوتهم وصمتهم؟ هذا كله سنراه وإن كنا نعرف اللأمر مسبقا، سنراه في الأيام القليلة المقبلة، هل ستثبت الأنظمة العربية أنها لا تزال تعيش ثقافة النكبة وروح هزيمة النكبة؟ أم أنها تريد أن تمشي في مسار آخر؟
على كل حال، نحن دائماً كنا وسنبقى ـ وكما سمعتم أيضاً في الوثائقي ـ هذا ما نقوله في العلن وما يقوله قادتنا لمجاهدينا، هذه أمانينا، هذه أحلامنا، هذه وقفتنا إلى جانب فلسطين وإيماننا بفلسطين.
في الوضع اللبناني كلمتان:
النقطة الأولى: قبل أسبوع في يوم الجريح المقاوم أنا تحدثت عن التطور الإيجابي الذي حصل عند الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا. وبالفعل الآن تأخذ من المصنع اللبناني وتصعد إلى الأعلى، كل هذه المنطقة: الزبداني مضايا سرغايا سبنة، الطفيل الأصبع اللبناني الذي يدخل إلى الداخل السوري لتصل إلى فليطة، هذه المنطقة كلها باتت خالية من المسلحين والجماعات المسلحة وأصبحت هذه الحدود نستطيع أن نقول إنها آمنة بدرجة كبيرة.
نحن في المقاومة الاسلامية ذهبنا إلى تلك الجبال منذ سنوات وقضى مجاهدونا فيها، في الجبال، في الثلج، في قساوة الشتاء، وفي قساوة الصيف ليالي وأيام صعبة، قاتلوا، قدّموا الشهداء سواء من هذه الجهة من الحدود أو من تلك الجهة من الحدود.
الآن على الحدود اللبنانية الشرقية لم يعد هناك من أي داع لتواجدنا، لذلك أنا أودّ أن أعلن بأننا نحن الآن فككنا وسنفكك بقية المواقع العسكرية على تلك الحدود اللبنانية من جهة الأراضي اللبنانية ونُخليها لأنه لم يعد هناك أي داعٍ لتواجدنا هناك. المهمة أنجزت، المهمة أنجزت. الآن يستطيع هذا العسكر بأن يصطف ويضرب تحية إلى لبنان وللشعب اللبناني ولكل الشرفاء ولأهل بعلبك الهرمل ويقول لهم: المهمة المتعلقة بالسلسة الشرقية أُنجزت بدماء الشهداء، بالجرحى، بالتضحيات، بالصبر، وتضامن الأهالي.
الآن من اليوم وصاعداً (باتت) مسؤولية الدولة، طبعاً لو خرجت الدولة من البداية وأخذت الحدود وواجهت الجماعات المسلحة لم يكن هناك من داع لنذهب نحن. على كل حال الآن مسؤولية الدولة، هم من يأخذ القرار الجيش اللبناني يذهب، أنا معلوماتي أنهم ربما يريدون أن يذهبوا أو بدأو بالذهاب، ونحن قلنا هذه المواقع بتأسيساتها، بدشمها، بما فيها، بترتيباتها تفضلوا (استلموها). نحن لسنا بديلاً عن الدولة اللبنانية، ولا عن مؤسسات الدولة اللبنانية، ولذلك مفترض أن تصبح الحدود الشرقية في مسؤولية الدولة اللبنانية بشكل كامل ونحن خارج دائرة هذه المسؤولية.
هذا لا يعني أن الناس لن تبقى متيقظة في مكان ما. طبعاً في المقلب الآخر حيث أعاد الجيش السوري انتشاره على ضوء التطورات الميدانية الجديدة، نحن على طول الحدود في المقلب وفي عدد معين ومتواضع سنحافظ على تواجد تنسيقي وحضور حتى يشكل خطاً أمامياً لمنع اختراق أي مسلح أو مسلحين باتجاه الحدود اللبناني.
هذه أول نقطة، النقطة الثانية من تداعيات الوضع الإيجابي أنه يوجد بلدة حدودية اسمها بلدة الطفيل. هي بلدة لبنانية ولكن لنتكلم قليلاً عن معاناة أهلنا في الطفيل، هي ليس لها طريق صحيح وسليم من الأراضي اللبنانية منذ عشرات السنين. الذي يريد أن يذهب إلى الطفيل يدخل إلى سوريا ومن سوريا يدخل إلى الطفيل، حياتهم في سوريا، أرزاقهم في سوريا، أشغالهم في سوريا، وجزء من المقيمين لبنانيون وجزء من المقيمين سوريون.
عندما بدأت المواجهات بالسلسلة الشرقية هذه كانت إحدى النقاط الملتهبة، وبالتالي اضطر أهل الطفيل إلى مغادرتها. الآن مع انتفاء السبب نحن سارعنا إلى الاتصال مع أهل الطفيل أهلنا وأحبائنا، ونحن كنا دائماً على تواصل خلال السنوات الماضية، ولم نقم بأي دور بديل عن الدولة، قلنا لهم المانع زال، انتم تستطيعون العودة إلى بلدتكم. من الآن وصاعداً، الحكومة، الدولة، قوى الأمن، الجيش اللبناني، وزارة الأشغال، وزارة الصحة، وزراة الشؤون الاجتماعية، الدولة ماذا تفعل، تفضلوا.
نحن من جهتنا، إذا كان هناك من أحد يعتبر أو يعتقد أن تواجدنا العسكري في تلك المنطقة عائق عن عودة الأهالي، أبلغناهم ان وجودنا العسكري انتهى بإنجاز المهمة وبالتالي يمكنكم العودة.
وأنا اليوم أيضاً أريد أن أؤكد بأننا نحن في هذه المسألة لسنا بديلاً عن أحد ولا نعطي أمراً لأحد ولا يحتاج أحد بأن يطلب إذناً منا.
من الطبيعي أن يتصل أهل الطفيل بالدولة، بل من الطبيعي أن تبادر الدولة باتجاه أهل الطفيل، ليس أن يأتي أهل الطفيل إليكم في الوزارات وفي الإدارات، الدولة يجب بأن تبادر بأن تعرف أن هناك قرية كانت في دائرة الخطر وكانت تُقصف وكانت خطاً امامياً وجبهة عسكرية، وأصبحت الآن آمنة مستقرة هادئة مطمئنة وأهلها يريدون العودة إليها وهم لبنانيون وهذه مسؤوليتكم. تفضلوا وتحملوا مسؤوليتكم.
يبقى أن الدولة لا تتكلم مع الإخوان بسوريا ـ ما زالت تأخذ موقفاً وكل العالم يتكلم معهم وهم آخذين موقف ـ ربما في بعض الأمور تحتاج إلى تنسيق، أكيد هناك أمور تحتاج إلى تنسيق مع الإخوة في سوريا، مع الحكومة السورية. بكل الأحوال، سواء فيما يتعلق بسوريا أو فيما يتعلق بالداخل اللبناني، نحن ـ حزب الله ـ في حال طلب أهل الطفيل والحكومة اللبنانية منا شيء وكنا قادرين أن نساعد بشيء “من هلعين قبل هلعين” بالخدمة، لكن هذه المسألة بالكامل هي مسؤولية الدولة.
في هذا السياق يوجد ملف اسمحوا لي بأن اقفله، تكلمت فيها مرة في السابق، واحدة من أسباب عجلتنا في الاتصال بأهل الطفيل هو أنه يوجد ملف نريد أن نغلقه. ما هو هذا الملف؟ الاتهام للأسف الشديد من قبل بعض القوى السياسية في لبنان وبعض وسائل الإعلام وبعض المنابر اللبنانية السياسية والإعلامية أن حزب الله يريد ان يقوم بتغيير ديموغرافي بمحافظة بعلبك ـ الهرمل. عندما غادر اهل الطفيل بلدتهم بسبب الأحداث الأمنية قيل هذا الكلام وبني عليه ما شاء الله. بنتيجة الأحداث التي كانت تحصل في عرسال قيل نفس الشيء، بالوقت الذي كان حزب الله إلى جانب الجيش اللبناني إلى جانب كل الاهالي في بعلبك الهرمل، كان يشكل سداً منيعاً لحماية كل البلدات في بعلبك الهرمل، سواء كان أهلها من الشيعة أو من السنة أو من المسيحيين أو ما شاكل، وقدم في هذه المهمة دماء زكية وتضحيات، ليس من الشرط أن يكون كله دماء يا إخواننا وأخواتنا وناسنا ويا ناس، هل تعلمون ماذا يعني أن الشباب موجودين في الجبال أول شتوية وثاني شتوية وثالث شتوية؟ أليست هذه تضحيات؟ دفاعاً عن من؟
إذا كنا نريد، واسمحوا لي أن أتعمق قليلاً، إذا كنا نريد تغييراً ديموغرافياً كنا نستطيع أن نترك جبهة النصرة وداعش “تطحش” إلى هذه القرية وتلك القرية وغيرها وتهجر وتقتل وتفعل وتذبح والناس لا ترجع وتفكر بالعودة ونهجم نحن فيما بعد ونحرر هذه القرى.
بالعقل الشيطاني يستطيع أن يفكر الشخص بهذه الطريقة ولكن نحن ليس لدينا عقل شيطاني، نحن نعتبر كل الناس في محافظة بعلبك الهرمل مثل كل الناس في لبنان أهلنا، كل الأعراض أعراضنا، وكل الدماء دماؤنا، وكل الأموال أموالنا، وشرفنا هو شرف الجميع.
فلذلك اليوم انتهى هذا الموضوع، نحن الذين تتهموننا بالتغيير الديموغرافي، يا أخي نحن مستعجلون، أهل طفيل يعودون إلى طفيل، ونحن مستعجلون – سأتكلم بعد قليل عن عرسال – ونحن مستعجلون أن أهل عرسال يأمنون بعرسال، ونحن مستعجلون أن أهل عرسال يستطيعون أن يذهبوا إلى بساتينهم ويذهبوا إلى كساراتهم، بمعزل عن مشكلة الكسارات في لبنان، طبعاً يجب أن يأخذوا رخصة، نحن مستعجلون على إغلاق هذا الجرج ليبقى أهل عرسال في عرسال ويعود أهل طفيل إلى طفيل ويبقى أهل القاع في القاع وأهل البلدة الفلانية في البلدة الفلانية حتى لا ندخل بالأسماء كلها. إذاً هذا البحث يجب أن نقفله، دعوني أفتح هلالين وإن كان هذا يدخل بالعنوان السوري، أيضاً على مدى سنوات كان يقال إن النظام في سوريا، أنا ليس عندي مشكلة أن أقول نظام لأنها كلمة ليست خاطئة، لأن مقابل النظام هو الفوضى التي أتوا بها إلى كل المنطقة، يقولون النظام في سوريا يريد أن يجري تغييراً ديموغرافياً، هذه الأكاذيب، ويتهمون أيضاً مع النظام أن إيران تريد أن تُحدث تغييراً ديموغرافياً، أين؟ إلى الآن الإيراني ما زال يناقش إن كان يسمح للزوار الإيرانيين أن يأتوا إلى دمشق، إلى السيدة زينب، هذا الذي يريد أن يُحدث تغييراً ديموغرافياً؟ وأن حزب الله يريد أن يُحدث تغييراً ديموغرافياً، حسناً، أنا سابقاً تحدثت في هذا الموضوع وأعيد، من لبنان، من جامعة الدول العربية، من أي مكان بالعالم، اذهبوا وشاهدوا، هذه مضايا، أهل مضايا بمضايا، الزبداني أهلها سيعودون لها، الآن هناك مشكلة نتيجة المعركة، أهل سرغايا في سرغايا، أهل سبنا في سبنا، أهل درة في درة، هذه المنطقة الحدودية السورية كلها أهلها ما زالوا فيها، اذهبوا وشاهدوا، هل هناك عائلة لبنانية؟ هل هناك عائلة إيرانية؟ هل هناك عائلة عراقية؟ يا أخي بالمكشوف، هناك شيعة سكنوا هناك؟ أخذوا بيوت؟ لا أريد أن أتكلم عن شيعي لبناني وشيعي عراقي، أهل الفوعة كفريا الذي قيل إنهم يريدون أن يأتوا بهم ويسكنوهم في الزبداني ومضايا وكنا نقول أن هذا كذب وافتراء، حسناً، أين أهل الفوعة كفريا الآن، بين دمشق واللاذقية وحمص وطرطوس وحلب، سوريون وحقهم أن يتواجدوا في أي مكان، لا أحد أتى بهم لا على الزبداني ولا على غيرها، ولا على مضايا ولا على غيرها، هذا كله كلام كذب وافتراء وجزء من التحريض المذهبي والطائفي الذي انطلق من الأيام الأولى في الحرب على سوريا.
اسمحوا لي أن أقول أكثر من هذا: الذي يمارس التطهير الطائفي والديني والمذهبي والعرقي في سوريا هي الجماعات المسلحة الموالية لتركيا والسعودية وقطر ودول الخليج وأميركا وليس النظام، ولا حلفاء النظام هم الذين يمارسون التغيير الديموغرافي، حسناً، أتوا على الخريطة، كل مناطق المسلحين، مناطق سيطرة المسلحين، واعملوا استبيان، انظروا من بقية الطوائف، من بقية المذاهب ماذا بقي عالم؟ بقي أحد؟ لم يبقَ أحد، أو هُجّر أو قتل أو ذبح. وليس ما حصل فقط تغييراً ديموغرافياً على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي، بل حتى على أساس الولاء الفصائلي، ألم يذبحوا بعضهم بالغوطة الشرقية من عدة أيام وما زالوا إلى الآن، الآن انتظروا، بإدلب ماذا حصل؟ الآن انتظروا ماذا سيحصل بإدلب، أصدرت جبهة النصرة بياناً بإسم المجلس الشرعي في جبهة النصرة: ماذا قالت فيه، أول بند، أن كل أطراف المعارضة السورية المسلحة التي شاركت في مؤتمر أستانة ارتكبت فعلاً كبيراً وفعل خيانة وفعل كفر، هؤلاء معارضة مسلحة ومذهبياً ينتمون إلى أهل السنة والجماعة، والله يعينهم بالقادم.
الذي يُحدث تغييراً ديموغرافياً في سوريا هو هذه الجماعات التكفيرية الإرهابية، والتغيير الديموغرافي يطال الجميع بما فيهم السنة الذين يعقدون الولاء لهذا الفصيل أو لذاك الفصيل.
إذاً هذه قصة تغيير ديموغرافي في لبنان، في بعلبك – الهرمل، وبعد ذلك يطلعولنا فيها في الجنوب، ولا أدري أين، وإذا أحد في لبنان إشترى قطعة أرض يريد أن يعمّر بها بناية، (يتحدثون عن) التغيير الديموغرافي الداخلي، أتمنى هذا الملف أن نقفله.
النقطة الثالثة عرسال، عرسال وجرودها، أنا اليوم أريد أن أتكلم كلام أيضاً هادئ ورايق، أخاطب فيه من بقي من الجماعات المسلحة في جرود عرسال، وفي الجزء السوري ما بقي من جبال وتلال من القلمون الغربي وأقول لهم: على ضوء كل التطورات في سوريا، في دمشق، في الغوطة الغربية، في خان الشيح، في مدينة التل، في وادي بردة، في الزبداني، في مضايا، في كل هذه المنطقة الحدودية، وفي حي الوعر وفي حمص وفي وفي وفي… يا شباب لا أفق لمعركتم، إذا أنتم عاملين معركة في هذه الجرود، هذه المعركة ليس لها أفق، ليس لها نتيجة، ليس لها مستقبل، فلذلك دعونا هذا المشكل نحله، لندع أهل عرسال يأمنوا، لندع المنطقة تأمن، مثل ما قلنا، يعودون إلى بساتينهم وعلى كساراتهم، ونخفف العبء عن هذا الشعب اللبناني وعن هذا البلد الذي يرزح تحت أعباء اقتصادية ومالية ومعيشية، ونحن جاهزون، نحن حزب الله، لأن الحكومة اللبنانية ليست جاهزة بعد لتتكلم مع النظام في سوريا، نحن جاهزون أن نضمن تسوية، مثل كل التسويات التي تحصل، ويمكن التفاوض على الأماكن التي يذهب إليها المسلحون بأسلحتهم الفردية وعائلاتهم كما جرى في أماكن أخرى من تسويات، فلنقفل هذا الملف، ونحن أيضاً جاهزون بالنسبة للنازحين الموجودين في مخيمات عرسال أن نتواصل مع حلفائنا وأصدقائنا في النظام في سوريا لإعادة أكبر عدد ممكن يرغب في العودة إلى قراه وإلى بلداته وهذا أمر ممكن ومتاح. نحن تكلمنا في الموضوع وفي المبدأ لا يوجد مشكلة، الآن يجب أن نجلس، نحكي لوائح وتفاصيل وإجراءات، إذا طبعاً هم يريدون. أنا هنا أقول للقوى السياسية اللبنانية أيضاً إن هذا الملف لا يعني فقط حزب الله، يعنينا لا أقول ليس يعنينا، لكن ليس يعني فقط حزب الله، هذا ملف يعني كل بعلبك الهرمل، يعني كل البقاع، يعني كل لبنان، وبالتالي إذا الحكومة اللبنانية أو أحد بالحكومة اللبنانية عنده خط مع هؤلاء الجماعة، إذا هناك قوى سياسية عندها خط مع هؤلاء الجماعة فوق الطاولة أو تحت الطاولة، يتواصلوا، يتكلموا، جيد أن العالم تتساعد على هذا الموضوع وأعتقد أهل عرسال، أنا لا أحرضهم بهذا الكلام، أنا أقول تعالوا لنتعاون، بالنهاية هذا التواجد المسلح في الجرود بات عبئاً على عرسال وعلى كل المنطقة، بالتي هي أحسن، بالجميل دعونا نعالج الموضوع. قصة جمهورية عرسال من الجبال إلى البحر الأبيض المتوسط هذه انتهت، الوضع مختلف تماماً، لذلك بكل هدوء ولا أحد يا أخي سيشمت بأحد ولا أحد سيعمل احتفال نصر على أحد، ولا شيء. هناك مشكل دعونا نفضّه، الأفضل أن تعالج الأمور بهذه الطريقة حقناً لكل الدماء وحرصاً على كل المصالح وهذا أمر متاح وممكن، وهذا الأمر يجري الآن في الكثير من المناطق في سوريا، لماذا عندنا هنا لا يحصل؟ إلا إذا كان هناك أحد في الداخل أو في الخارج يريد تشغيل هذه الجماعات لاستنزاف لبنان، هو لا يستنزف حزب الله، هذا يستنزف البلد، حزب الله إذا تريد أن تحكي عن بين هلالين استنزاف، هو موجود في سوريا، هذا جزء من جبهته، وهذه جبهة هادئة ومسيطر عليها ومخاطرها باتت تحت السيطرة بدرجة كبيرة جداً، والجيش اللبناني هو الذي الآن يتولى المسؤولية الأكبر في هذه المنطقة أكثر من حزب الله ولذلك أنا أقول إن هناك مصلحة وطنية ومصلحة بقاعية ومصلحة عرسالية ومصلحة على كل الصعد لمعالجة هذا الملف، نأمل أن يتعاون الكل بهذا الموضوع.
النقطة الرابعة بالموضوع اللبناني، هو بالموضوع السياسي، أريد أن أضيف إلى ما قلت قبل أسبوع، لا أريد أن أعيد، أريد أن أقول هناك أمل حقيقي في الوصول إلى قانون انتخاب جديد، طبعاً أنا لا أحب أن أبيع الناس أوهاماً، لأنه خلال الأشهر الماضية سمعنا بعض القيادات السياسية يقول غداً صباحاً سيصدر قانون، نحن نستغرب ونتصل ببعضنا نقول يا عمي اتفقتوا على قانون وليس عندنا علم، يعني عجيب كان بعض المبالغات الايجابية التي كانت تحصل، أنا أقول: لا، هناك أمل حقيقي، والأمور اقتربت من بعضها البعض، هذا لا يعني أنه لم يعد هناك نقاط حساسة وصعبة، حسناً، ما الخيار أمامنا كلبنانيين؟ لأن اللاءات الكل متمسك بها، منذ أيام مجلس الوزراء أجمع على رفض التمديد وأيضاً أجمع على رفض الفراغ.
واحد، استمرار الحوار، أنا أقول لكل القوى السياسية مهما كانت الاعتبارات أو الجهة الفلانية متأذية من الجهة الفلانية أو فلان مزعوج من فلان، لا يجب أن نترك الحوار، ليس لدينا طريق آخر، الآن حوار ثنائي وثلاثي ورباعي وخماسي وسداسي وأوسع وأضيق لكن لا يجوز أن تجلس العالم في بيوتها وفي مكاتبها وتقول انتهينا، يئسنا، لا، إذا ًواحد مواصلة الحوار.
اثنين، تهدئة الخطاب السياسي في البلد، لأنها اشتعلت قليلاً في الآونة الأخيرة، نهدئ بالنا قليلاً، لأنه في الحقيقة تصعيد الخطاب السياسي من مختلف الأطراف هو قطعاً لا يوصل إلى قانون انتخاب بل يعقد إمكانية الوصول إلى قانون انتخاب، لا يقدم ولا يؤخر بل يعتق، يعني يؤخر، لذلك لتكون الناس مطوّلة بالها على بعضها ونتكلم مع بعضنا ونجلس مع بعضنا ونتناقش مع بعضنا والأمل بالله كبير أن نصل إلى نتيجة.
والنقطة الثالثة بموضوع قانون الانتخاب، هو استنفاد كل الفرصة الزمنية، سواءً في الانعقاد العادي لمجلس النواب أو أهمية الدورة الاستثنائية حتى تبقى الفرصة قائمة للوصول إلى قانون انتخاب جديد.
الموضوع الذي بعده، فقط كلمتان عن سوريا وأختم بـ 15 شعبان، الآن أقول كيف، الموضوع الثالث موضوع سوريا، أخوة السيد ذو الفقار يواصلون هناك جهادهم وحضورهم وصمودهم، طبعاً خلال كل السنوات وأيضاً خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية دائماً جزء من الحرب السياسية والإعلامية، تثار أسئلة وشكوك واتهامات وما شاكل.
واحد، في موضوع وقف إطلاق النار، سابقاً لما أعلن عن وقف إطلاق نار ما في سوريا بدأ إعلام خليجي وإعلام عربي وإعلام لبناني يقولون إن إيران وحزب الله ـ اتهموا إيران معنا ـ مزعوجين وغضبانين ويريدون أن يخربوا وقف إطلاق النار. ويومها أنا تكلمت، والآن أعيد لكم، أي وقف إطلاق نار في سوريا توافق عليه القيادة السورية نحن نوافق عليه حكماً، بتعبير آخر، في كل ما يجري من سوريا، دعوني أضع قاعدة عامة، نحن لسنا طرفاً لا في التفاوض الأمني ولا في التفاوض السياسي، نحن ذهبنا إلى سوريا لمهمة واضحة، لمساعدة القيادة والجيش والشعب السوري في مواجهة الجماعات الإرهابية التي تريد إسقاط سوريا لمصلحة الأهداف الفلانية التي تكلمنا عنها ما شاء الله. القيادة السورية هي التي تقول أين توقف إطلاق النار وأين لا توقف، هي التي تفاوض، هي التي تقبل، نحن بكل صراحة في هذا الأمر نقف خلف القيادة السورية ونقطة على أول السطر، وليس هناك داع أن يقول أحد أننا موافقون على وقف إطلاق النار؟ موافقون على أستانة ومقررات أستانة وما شاكل.
هذه أول نقطة، النقطة الثانية فيما يعني أستانة، توجد ثلاث دول ضامنة وهي روسيا وإيران وتركيا، الآن لا أعرف هذا المشروع إلى أين سوف يصل، لكن بالنسبة لنا إضافة إلى أننا في هذا النوع من المسائل نقف خلف القيادة السورية، نرى بأن أي فرصة لحقن الدماء في سوريا، وأي فرصة لوقف إطلاق النار في سوريا، وأي فرصة لتلاقي الناس في سوريا، هي فرصة إيجابية يجب إغتنامها، هذا بالمبدأ بالنسبة لنا، وهذا لا يتنافى على الإطلاق مع الهدف الذي ذهبنا إليه إلى سوريا.
ثالثاً: كثر الحديث حول أن حلفاء سوريا ليسوا منسجمين مع بعضهم، الآن أنا صريح وشفاف، روسيا لا تعتبر نفسها أنها جزء من محور المقاومة، لذلك لا يأتي أحد ليحاسب روسيا وموسكو ويقول له أنت لك علاقة مع “إسرائيل” وقابلت نتنياهو ولا أعرف ماذا..
هو لا يقول: أنا جزء من محور أسمه محور المقاومة لكن هو حليف سوريا، وفي هذه المسألة السورية إلتقى الحلفاء، واللبنانيين “شاطرين” حليف الحليف وحليف حليف الحليف ولا أعرف ماذا، لكن حلفاء في سوريا، أنا أقول لكم ـ لأنه يوجد بعض الناس الذين يعيشون على الأوهام وعلى الخيالات وعلى التمنيات ـ حلفاء سوريا في سوريا يعني روسيا وإيران وبقية الحلفاء في هذه المرحلة سياسياً وعسكرياً وأمنياً وميدانياً أكثر إنسجاماً وتفاهماً من أي وقت مضى، وللذي يفتش عن خلاف هنا وثغرة هنا وإشكال هنا ليوهن هذه الجبهة.
كذلك كثر الكلام في الأسابيع والأشهر الماضية أن روسيا إتفقت مع الأمريكان وأن روسيا ستأتي لحزب الله لتقول “جمعوا حالكم وخلص ويعطيكم العافية”،
أنظروا: إذا أتى النظام أو حلفاء النظام ليقول خلص القصة علينا والله يعطيكم العافية، نحن سوف نكون شاكرين، نحن لم نطلع إلى سوريا لنفتش عن مكاسب، ولا عن مصالح ولا لنبقى في سوريا، نحن يوجد هدف، نريد أن يتحقق هذا الهدف.
لكن هذا كله حكي فاضي، الموجود هو عكسه، يعني هؤلاء الحلفاء يطلبون أحياناً أن نذهب أو أن نتواجد في أماكن نحن الآن لا نتواجد فيها، وأن يكون لنا حضور فعال أكثر من حضورنا الحالي، ولكن نحن نحسب كل شيء في الحسابات، على قاعدة حيث يجب ان نكون سنكون، أما حيث يستحب يعني قابلةٌ للبحث. إذاً فيما يتعلق بمسألة الحلفاء كلا، هناك إنسجام كبير ولا توجد أي مشكلة لا على الموضوع السياسي ولا على المفاوضات السياسية ولا على الآستانة ولا على قف إطلاق النار، ولا خطط العمليات ولا على الأولويات، لا يوجد شيء من هذا القبيل أبداً.
طبعاً الشيء الأخير من موضوع سوريا أنه نحن الآن دخلنا إلى مرحلة جديدة، لا يوجد شك أنها مرحلة حساسة، الجماعات المسلحة هي في العموم في أسوأ حال، هي تنظر إلى إتفاق الآن، بعض يقولون لك إن إتفاق الآستانة هو لمصلحة الجماعات المسلحة لأنه اليوم اليد العليا هي للجيش ولحلفائه، والمسلحون يعتبرون أن هذا الإتفاق هو لمصلحة النظام.
على كل حال، وعلى العقل الذي يدير داخلياً وخارجياً، يتبين أن الأفق صعب طبعاً، يوجد تطور في الشمال من تحرك الأكراد بإتجاه الرقة ودير الزور، ويوجد تطور ما في الجنوب ويوجد تطور ما على الحدود السورية العراقية، الآن سيأتي ترامب إلى السعودية، أكيد لن يتكلموا في القدس ولا في الاسرى ولا في الشعب الفلسطيني، ولا في ملايين الفلسطينيين في الشتات ولا في الحقوق العربية ولا في المقدسات ولا في المسجد الاقصى.
عن ماذا سوف يتكلمون؟ عن سوريا واليمن والعراق ولبنان ـ يمكن من زاوية سوريا والدور الإقليمي ـ هم سوف يقعدون ليتكلموا في هذه المسائل، فنحن سنراقب الآن لأن هناك أناساً كثيرين قد بنوا آمالاً على هذه القمم، وأن المنطقة ما بعد هذه القمم هي غير المنطقة ما قبلها.
هذا الشيء نحن على كل حال تعودنا عليه، أنا أذكر عندما نتكلم قبل قليل عن السيد ذوالفقار ومعركة عناقيد الغضب، تذكرون وقتها في شرم الشيخ، ليس بهض من الزعماء أتوا بل كل زعماء العالم أتوا، أميركا كان وقتها كلينتون والأوروبيون كلهم كان وقتها جاك شيراك والروس يمكن كان وقتها يلتسين والصين والدول العربية ولم يبق أحد في العالم، إجتمعوا في شرم الشيخ وطلعوا بيان بالإسم، إتهموا فيه ثلاث حركات مقاومة أنها منظمات إرهابية ويريدون مسح الخشب عليها، حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، بالإسم هؤلاء الثلاثة.
وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا، يومها لم تبقَ وسيلة إعلام في العالم إلا وقالت يا جماعة المقاومة في لبنان وفلسطين الدنيا كلها آتية لسحقكم وإبادتكم والقضاء عليكم، وأنا أذكر في أول إحتفال صار بعد شرم الشيخ كان الشعار الكبير الذي ردده المحتفلون: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، وكان الانتصار في عملية عناقيد الغضب. كان الإنتصار في نيسان 1996 بقيادة الشهيد القائد السيد مصطفى بدرالدين.
اليوم ليس كل العالم في السعودية، اليوم ثلاثة أرباع العالم ليسوا في السعودية، اليوم الذين يذهبون إلى السعودية هم ذاهبون ليروا إذا كان يوجد بعد كم مئة مليار دولار أو عشرة مليارات دولار أو “شوية نفط” أو “شوية وقت”… كي يسرقوهم وينهبوهم، هذا الذي سوف يصير في السعودية. لا يوجد شيء يخيف، كل شيء كانوا يستطيعون أن يعملوه قد عملوه في الزمانات، ويعملونه الآن.
النقطة الأخيرة: فقط إسمحوا لي أن أقف عند جملة قيلت في مقابلة نشرتها وسائل الإعلام قبل أيام لولي ولي العهد في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، أنا سأحكي وأنا رايق لكن نقاش هادىء وعلمي كي لا يتوتر أصدقاؤه كثيراً.
يوجد خطأ كبير جداً إرتكبه، طبعاً هو إرتكب أخطاء كثيرة جداً ـ الآن موضوع اليمن الحديث يطول، لا يوجد الآن الوقت لندخل فيه ـ عندما أتى ليتكلم عن موضوع إيران، وأنا لا أريد أن أدخل في الجدال بين إيران والسعودية، الإيرانيون أجابوا وردوا بما لا مزيد عليه، يعني ماذا تقول أكثر مما قاله الإيرانيون؟ لكن هناك شيء قاله لا يخص الإيرانيين، إنه هو ما هي مشكلته مع إيران؟ وهو في الحقيقة لم يغلط بل حكى المضبوطين وهو حكى الذي يحكيه الكبار، والذي تحكيه العائلة والذي يحكيه هيئة كبار العلماء والذي يحكيه النظام، مشكلته مع إيران أن إيران تنتظر الإمام المهدي، هذه هي مشكلته مع إيران، الآن أنا يوجد تفصيل لم أتابعه لا أعرف إذا قاله أم لا، لكن على كل حال الكل حتى العلماء في السعودية يعرفون أن الإمام المهدي الذي ينتظره المسلمون جميعاً سيخرج من مكة، وليس من طهران، ولا من بغداد ولا من دمشق، ولا من بيروت، فضلاً عن الضاحية الجنوبية يعني، سيخرج من مكة.
أولا: هو منتبه أم غير منتبه لا أعرف، المفترض أن المشايخ شوي يعطوه كم درس هيك يثقفوه دينياً، أنه موضوع الإمام المهدي يُجمع عليه المسلمون، وهذا ليس موضوعاً شيعياً، وليس موضوعاً إيرانياً، عليه إجماع المسلمين إلا من شذ وندر، أنه يوجد مهدي سيخرج في آخر الزمان، من وُلد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من ولد فاطمة عليها السلام، الآن بعض المسلمين يقولون أنه سيكون من ذرية الحسن وبعض المسلمين يقولون إنه من ذرية الحسين، سيخرج في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، هذا مُجمعٌ عليه ومن العقائد الثابتة لدى طوائف المسلمين. فهذا ليس موضوعاً شيعياً، الآن نعم يوجد تفصيل، أنه بعض المسلمين يقولون وبعض المسلمين هؤلاء هم أغلبية، هم أغلبهم شيعة ، وبعض إخوان أهل السنة من كبار علمائهم يقولون إن هذا المهدي الموعود قد وُلد ،وأنه الحجة بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن.. ليوصل إلى علي بن أبي طالب والذي هو أمه لهؤلاء وهذه السلسلة العظيمة فاطمة الزهراء وجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي كتب السنة والشيعة يوجد الكثير من الكتب لها عناوين إسمها الملاحم والفتن، تتكلم عن ماذا سوف يحدث في آخر الزمان، وعندما يخرج هذا الرجل الذي أسمه المهدي. جيد يوجد مسلمون يعتقدون أنه موجود وغائب، ويوجد مسلمون يعتقدون أنه عندما يأتي هذا الزمان الذي قدر الله فيه وقضى أن ينتهي الظلم والجور والطغيان والفساد من الأرض وتقام فيه دولة العدل الإلهي، سيولد حفيد النبي وعندما يبلغ من العمر ثلاثين عاماً أو أربعين عاماً سيخرج ويلتحق به المسلمون والمستضعفون وسيعود السيد المسيح عليه السلام إلى العالم ويتغير وجه العالم.
هذا يا حضرة ولي ولي العهد ليس موضوعاً إيرانياً، هؤلاء المسلمون كلهم يعتقدون بهذا، طيب أنت ماذا تقول؟ أنت تقول، أنت مشكلتك ليست سياسية، أنت الذي يخوض حرباً دينية، وأنت الذي يخوض حرباً عقائدية، وأنت الذي يُحول النزاع السياسي إلى نزاع طائفي، وإلى نزاع مذهبي، وهو في الحقيقة ليس كذلك على الإطلاق.
في كل الأحوال، أنا أود أن أختم بكلمتين: الكلمة الأولى لكم جميعاً: للذين يعتقدون كما أعتقد بأن الإمام المهدي عليه السلام وُلد في الخامس عشر من شعبان يعني يوم بكرا، الآن بعض الأقوال يظلوا مختلفين بين 14 و15 شعبان، فمباركٌ للمسلمين جميعاً ولادة الإمام صاحب الزمان المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
والكلمة الثانية والأخيرة: لولي ولي العهد: وأقول له: إن خروج المهدي باعتقاد المسلمين أمرٌ قطعيٌ في المستقبل، المسألة مسألة وقت، وسيخرج من مكة المكرمة،وسيواليه أهل شبه الجزيرة العربية، وعندما يخرج هذا المهدي، لن يبقى ملكٌ ظالم ولا أميرٌ مستبد ولا طاغية مفسد، وسيملأ الأرض كما قال رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً وفساداً، وهذا اليوم آتٍ لن تستطيع أنت ولا أباؤك ولا أجدادك ولا أحفادك أن تُغيروا شيئاً من هذا القدر الإلهي،.
ولذلك النصيحة لكل ظالم أن يتطلع حوله ويُنهي ظلمه والنصيحة لكل طاغٍ أن يتوب إلى الله لأنه لا نعرف ساعة الحق والحقيقة متى ستدق.
للسيد ذو الفقار، للسيد مصطفى بدرالدين، للقائد الشهيد والشجاع والملهم، عهدنا ووعدنا بمواصلة الطريق لتستمر الراية الصفراء تصنع الانتصار بدم الشهادة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية - حزب الله