دان حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة خطط كوسوفو لإنشاء جيش وطني. وهي خطوة قد تثير غضب الأقلية المتحدرة من أصول صربية وبلغراد. وينتشر جنود يقودهم حلف شمال الأطلسي في أراضي كوسوفو منذ حربها مع صربيا بين عامي 1998 و1999. إلا أن قرارا للأمم المتحدة يمنعها من إنشاء جيش خاص بها. وتملك كوسوفو قوة امنية وقوة نخبة للشرطة.
وكانت كوسوفو أعلنت استقلالها عن صربيا عام 2008 رغم معارضة بلغراد ويشكل المتحدرون من أصول ألبانية معظم سكانها. ولكن رئيسها هاشم تاجي قدم الثلاثاء مشروع قانون لانشاء جيش في بلاده عبر
تغيير القانون القائم بشأن ما يعرف بي”قوة أمن كوسوفو” وتوسيع صلاحياتها وزيادة عدد جنودها. ولا يحتاج تحرك كهذا تعديلا دستوريا ما يعني أنه سينجح في التحايل على إمكانية صدور رفض من الأقلية الصربية في كوسوفو. الذين يعارضونه.
وأعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بيان أن “خطوات أحادية الجانب كهذه غير مساعدة” داعيا السلطات في كوسوفو إلى البقاء “على اتصال عن قرب مع بلغراد”. وحذر من أنه “في حال تطور الوضع الحالي لقوة أمن كوسوفو كما هو مقترح. فسيتعين على حلف الأطلسي إعادة النظر في مستوى التزامه (تجاة بريشتينا). تحديدا بما يخص بناء القدرات”.
ومن ناحيتها. أصدرت السفارة الأميركية في بريشتينا بيانا أوضحت فيه أن التغيير الأمني يجب أن يجري “وفقا لدستور كوسوفو وعبر عملية سياسية ممثلة تعكس ديموقراطيتها المتعددة الاثنيات”. وتتكون قوة أمن كوسوفو حاليا من 2500 عنصر في حين أن الجيش المقترح سيتكون من 5000 جندي بأسلحة خفيفة و2500 من الاحتياط.ورغم تحذير حلف الأطلسي. أصر تاجي على أن “العملية لا يمكن إيقافها”.
وفي حديثه امام الصحافيين في بريشتينا في وقت لاحق يوم الأربعاء. حث رئيس الوزراء عيسى مصطفى على إعطاء المبادرة “أولوية قصوى”. وأعلن رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوتشيتش أنه ناقش المسألة مع تاجي الثلاثاء ويتوقع مساعدة بشأنها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا. ويعد تحسين العلاقات بين بريشتينا وبلغراد جزءا أساسيا من محاولة الطرفين الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. إلا أن العلاقات بينهما تبقى متوترة.
وأدت حرب التسعينات بين المتحدرين من متمردين ساعين للاستقلال من الاثنية الألبانية و بين القوات الصربية بقيادة سلوبودان ميلوشيفيتش إلى مقتل نحو 13 ألف شخص.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية