مبادرة مدنية مستقلة، بطلها الكتاب وشخوصها أناس حضروا من بغداد ومحافظات عدة للاحتفاء بثقافة غائبة عن المشهد العراقي بسبب أوضاع أمنية وسياسية غير مستقرة، وانشغال العراقيين بأمور معيشتهم في نظام حياة متسارع أبعدهم عن الكتب الورقية، ومفاهيم تغيرت بسبب عصر “الديجيتل”.
وبحسب موقع جريدة “العالِم”، هذا ما يقوله غضنفر لعيبي أحد منظمي مبادرة “أنا عراقي أنا اقرأ”. واضاف، ان الفعالية “نالت اهتماما كبيرا من قبل وسائل الاعلام وشرائح المجتمع العراقي المختلفة بالاضافة الى نشطاء ومثقفين، وسط غياب واضح للسياسيين”.
وبين لعيبي، ان “الاحتفاء بالكتاب ظاهرة غائبة عن المجتمع العراقي، وهي ميزة انفردت بها مبادرتنا التي نظمها مجموعة من الشباب اجتمعوا قبل سنة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحقق حلمهم بنجاح الفعالية الثقافية في العام الماضي، ما دعانا الى اقامة المبادرة سنويا”.
وأوضح لعيبي، أن “العرس الثقافي الذي شهده شارع ابي نؤاس السبت الماضي، نجح بسبب تفاعل ومشاركة شرائح مختلفة من المجتمع العراقي وحضور لافت لشباب وشابات تشاركوا الفرح بيوم رمزي للقراءة الجماعية”، داعيا الحكومة الى “تخصيص يوم وطني للقراءة، والاحتفاء بالكتاب بعيد وطني كبقية المناسبات، وان يخصص يوم للقراءة تشارك فيه المؤسسات الحكومية لحث المجتمع على المعرفة”.
ومضى لعيبي إلى القول، “التقنيات الحديثة اسهمت بانتشار ثقافة الديجيتل والكتب الالكترونية، ما ابعد القارئ عن الكتاب الورقي بسبب انتشار الكتب الالكترونية وتصفح مواقع الانترنت التي تبث معلومات خاطئة في بعض الاحيان”.
فيما قال بسام عبد الرزاق، أحد مؤسسي مبادرة “أنا عراقي أنا اقرأ”: إن “الفعالية امتازت بالعفوية والبساطة وركزت على الكتاب في هذا الوقت بالتحديد، لنوصل رسالة الى العالم بأن العراق يمتلك طاقات شابة لديها قدرة كبيرة على العطاء والتغيير في ظل أزمات سياسية وأمنية تعصف بالبلاد”.
وبين أن “المبادرة حققت نجاحا أكبر من العام الماضي وتجاوز عدد الحضور اكثر من 4000 شخص تفاعلوا مع الحدث الكبير بسبب عدم اهتمام المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بالاحتفاء بالمعرفة والكتاب”. واشار عبد الرزاق إلى أن “الفعالية كانت كرنفالا ادبيا وثقافيا والقراءة هي محورها الاساس، وابتعدت عن التنظير على المنصة وخلت من الكلمات والخطب التي نسمعها في فعاليات عدة”.
وبين ان “المنظمين وجهوا دعوات الى كل ابناء الشعب العراقي، وكنا نتمنى ان يلبي السياسيون دعوتنا باعتبارهم جزءا من الشعب وتواجدهم بين الناس امر ضروري، ومن المفترض ان يكون السياسي على تماس مباشر بحياة المواطن، الا ان مشاركتهم خجولة ولم تلب الطموح”.
وزاد عبد الرزاق أن “حضور المتحدث باسم عمليات بغداد أسهم في تأمين مكان الفعالية، في وقت كان جهد القوات الامنية متميزا في حفظ الامن والتعامل بلياقة مع الحاضرين”. فيما نشر المبادرون في صفحة المبادرة، أن “الفعالية اقيمت في الهواء الطلق وقرب دجلة الخالد وفي اعرق حدائق بغداد، تميزت بتنظيم دقيق وتوزيع الادوار بنكران ذات وحميمية انسيابية الانتقال من تحفة الى اخرى ومن عناوين شملت كل مراحل الحياة، ركن الاطفال رائع وسيبقى في ذاكرتهم النظرة ما حيوا وهو دافع مهم للرسم والمعرفة وحب المشاركة، الموسيقى والفن التشكيلي والتصوير كلها كانت حاضرة في المبادرة”.
يذكر ان مبادرة “أنا عراقي.. أنا أقرأ” انطلقت للمرة الأولى، في 29 ايلول من العام الماضي، قرب نصب شهريار وشهرزاد على حدائق أبو نؤاس في بغداد، وحضرها آلاف المواطنين، حيث انطلق مشروع المبادرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الى شارع المتنبي ولاقت اقبالا كبيرا من قبل الشباب، وكان شعار حملتهم (ننتظركم لتحقيق حلم يبدأ بالكتاب من أجل الكتاب)، ثم ترجمت الفعالية على ارض الواقع بفعالية كبيرة تفاعل معها الوسط الثقافي والاعلامي بالاضافة الى الحضور الشعبي الواسع.
المصدر: موقع قناة العالم