كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن تفاصيل جديدة حول مجزرة المسعفين التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة. وأظهر تحقيق الصحيفة أن الجنود أطلقوا النار على سيارات إسعاف رغم علمهم المسبق بتحركها، في هجوم دام ثلاث دقائق ونصف الدقيقة.
وأشار التحقيق إلى أن إطلاق النار تم من مسافة صفر، وأن الجنود استبدلوا مخازنهم أثناء الهجوم على المسعفين رغم محاولاتهم التعريف بأنفسهم كعاملين في المجال الإنساني، مما يدل على تجاهل متعمد من قبل القوات الإسرائيلية.
وذكرت “هآرتس” أن المركبات كانت تتحرك في مسار يسمح بالمرور دون تنسيق مسبق، مستندة إلى مواد ميدانية كشفت عن عدم مصداقية نقل المعلومات إلى القادة، وبيّنت “سلوكاً عملياً خطيراً” أظهره الجنود خلال عملية الإعدام.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن الجيش أكد عدم إطلاق القوات ناراً بشكل عشوائي إلاّ أن المواد التي تم العثور عليها تؤكد أنّ إطلاق النار العشوائي قد وقع بالفعل وأدى إلى مقتل 15 من عمال الاغاثة في رفح.
وأضافت أنّ قائد اللواء طلب من القوات دفن الجثث في مقبرة جماعية وسحق سيارات الاسعاف حتى لا يتم كشف ما حصل.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نشرت سابقاً فيديو من هاتف أحد المسعفين – الموجودين في مقبرة جماعية في رفح – يدحض مزاعم الاحتلال بأن سيارات الإسعاف كانت “تتحرك بشكل مريب” دون أضواء أو إشارات طوارئ، حيث يظهر الفيديو بوضوح تشغيل مصابيح الطوارئ لحظة استهدافها.
مقطع فيديو يُبكي الحجر عُثر عليه في هاتف أحد المسعفين الذين أُعدموا قبل أيام في رفح وعددهم 15 .. يوثق الفيديو لحظات المسعفين الأخيرة ويفضح رواية الاحتلال المجرم #مجزرة_المسعفين pic.twitter.com/RW2rkP3Shf
— Tamer Almisshal | تامر المسحال (@TamerMisshal) April 5, 2025
وفي 30 مارس 2025، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني انتشال 14 جثة بعد قصف إسرائيلي على مدينة رفح قبل نحو أسبوع من ذلك، بينهم ثمانية عناصر من طواقمها وخمسة من الدفاع المدني وموظف تابع لوكالة أممية. وطوال فترة العدوان منذ 7 أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل 27 من منتسبي الهلال الأحمر أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني.
المصدر: مواقع