4 شهداء بينهم سيدة اثر عدوان على الضاحية الجنوبية ومواقف تدعو الدولة لتحمل المسؤولية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

4 شهداء بينهم سيدة اثر عدوان على الضاحية الجنوبية ومواقف تدعو الدولة لتحمل المسؤولية

عدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت 1

في خرقٍ جديد لاتفاق وقف إطلاق النار ولسيادة لبنان، شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر ثاني أيام عيد الفطر المبارك، عدوانًا جويًا استهدف منطقة حي ماضي السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى، وفق حصيلة أولية، إلى استشهاد (4) مواطنين، بينهم سيدة، وإصابة (6) آخرين بجروح متفاوتة.

مُختلقًا الذرائع ومتذرعًا بالحجج الواهية، استباح العدو الصهيوني مرة جديدة حرمة المدنيين العزَّل، فبينما كانوا نيامًا، أغارت طائراته عند الساعة الثالثة والنصف فجرًا، مستهدفة بصواريخ دقيقة ثلاث طبقات في مبنى سكني مأهول بحي ماضي، ما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

وخلَّف هذا العدوان الصهيوني حالة من الهلع بين العائلات، وتسبب بدمار كبير في المبنى المستهدف والمباني المجاورة، فضلًا عن أضرار جسيمة لحقت بممتلكات المواطنين.

يُعدّ هذا العدوان الثاني من نوعه على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، ويضاف إلى مئات الخروقات التي يرتكبها العدو الصهيوني في الجنوب والبقاع، وسط صمت اللجنة الخماسية وقوات اليونيفيل والمجتمع الدولي.

النائب إبراهيم الموسوي: ما جرى عدوان كبير جداً ووينقل الحالة إلى مرحلة مختلفة تمامًا

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب إبراهيم الموسوي، إن ما جرى من استهداف صهيوني للضاحية الجنوبية ‏يشكل عدوانًا كبيرًا جدًا، وينقل الحالة إلى مرحلة مختلفة تمامًا، لافتًا إلى أن سماحة الشيخ نعيم قاسم رسم في يوم ‏القدس معادلات واضحة ودقيقة.

وأكد أن المسؤولية عن هذه الجريمة تقع على عاتق المجتمع الدولي، والولايات ‏المتحدة، والدول الغربية، معتبرًا أن ما يحدث هو استمرار للحرب بأساليب مختلفة، فالعدو لم يلتزم يومًا بالقرار ‌‏1701، إذ خرقه أكثر من 1500 مرة، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وتدمير البنى المدنية في ‏قلب بيروت.

وأكد أن قتل المدنيين لا يمكن أن يكون أمرًا مباحًا أو مقبولًا تحت أي ذريعة، وأن ما يُروّج له العدو ‏حول وجود مقاوم في الشقق المدنية لا يشكل مبررًا قانونيًا، حيث يمنع القانون الدولي الإنساني ومعاهدة جنيف ‏استهداف الأفراد حتى لو كانوا مقاتلين، عندما لا يكونون في الجبهة أو في حالة انسحاب.‏

وأشار أن هناك مسؤوليتين رئيسيتين: الأولى تقع على عاتق المجتمع الدولي الذي يجب أن يتحرك فورًا لوقف هذا ‏العدوان المستمر ومنع استباحة دماء الأبرياء، والثانية على الدولة اللبنانية، حيث يجب ألا تكتفي بالبيانات، وإنّ ‏الحكومة اللبنانية مطالبة باستدعاء سفراء الدول الخمس، والتحرك على أعلى المستويات الدبلوماسية لحمل ‏المجتمع الدولي على تحمل مسؤوليته. وأكد أن الدولة بمؤسساتها المختلفة يجب أن تبادر إلى اتخاذ إجراءات ‏فاعلة تضمن أمن اللبنانيين.‏

وأكد النائب إبراهيم الموسوي أن الجيش اللبناني يمتلك الشجاعة والقدرة على القتال، لكن لا يُسمح له بامتلاك ‏السلاح الرادع ولا يُمنح القرار السياسي اللازم للدفاع عن البلاد، مؤكدًا أن الجيش هم من إخوتنا وأبنائنا وأولادنا، ‏ومن هنا تتأكد معادلة “جيش وشعب ومقاومة”.‏

وأضاف أن من العيب الحديث عن انتهاء مرحلة المقاومة في الوقت الذي يستمر فيه العدو بانتهاكاته، داعيًا من ‏يراهن على الدبلوماسية إلى إثبات قدرتهم على فرض موقف على المجتمع الدولي.‏

وقال إن العدو الإسرائيلي هو من أعلن عمليًا انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال غاراته المستمرة وانتهاكاته ‏المتكررة في الجنوب والبقاع والضاحية. مؤكدًا أن المقاومة لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار، فنحن لسنا هواة ‏حرب، معتبرًا أن أي تغيير في الموقف سيُعلن في الوقت المناسب من قبل قيادة حزب الله. وأشار إلى أن اللحظة ‏الراهنة تتطلب تضامنًا وطنيًا ومراجعة الحسابات السياسية بدلًا من الدخول في سجالات عقيمة.‏

وختم النائب الموسوي بالقول إن الدولة اللبنانية أمام فرصة كاملة لاتخاذ الإجراءات المطلوبة، مشيرًا إلى أن ‏المقاومة أعطت المجال للحكومة للتحرك وفق ما أعلنته من التزامات. وأضاف: “إذا لم تنجح المساعي السياسية ‏والدبلوماسية، فلكل حادث حديث”، مؤكدًا أن المقاومة لم ولن تتخلى عن مسؤوليتها في الدفاع عن لبنان وشعبه.‏

النائب علي عمار: المقاومة بكامل قوتها واستعداداتها

وبدوره، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب علي عمار، أن العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت ليس ‏جديدًا، بل هو امتداد لاعتداءات مستمرة لم تتوقف، سواء قبل صدور القرار 1701 أو بعده.

وأشار إلى أن العدو ‏الإسرائيلي أثبت دائمًا أنه لا يرتدع ولا يحترم القرارات أو الاتفاقيات الدولية التي من المفترض أن تقيّد ممارساته ‏العدوانية. وشدد على أن “هذا العدو لا ينفع معه سوى لغة المقاومة، ولغة الصمود والثبات”.‏

وأضاف عمار أن حزب الله يمارس أقصى درجات الصبر والتريث في التعامل مع العدو، إلا أن لهذا الصبر حدودًا، ‏مؤكدًا أن المقاومة لا تزال قائمة ومستمرة، وهي في جهوزية تامة لمواجهة أي عدوان جديد.

ولفت إلى أن بعض ‏الجهات في الخارج، ومعها أدوات في الداخل، تحاول تصوير المقاومة بأنها ضعيفة أو مهزومة، إلا أن الحقيقة عكس ‏ذلك تمامًا، إذ أكد أن المقاومة بكامل قوتها واستعداداتها، مشددًا على أن هذا ليس مجرد خطاب معنوي، بل هو ‏جزء من مسؤوليتها الدائمة في الاستعداد لأي عدوان إسرائيلي يستهدف لبنان.‏

الحاج حسن: اللجنة الخماسية لا تقوم بدورها في منع إسرائيل من الاعتداء على لبنان

وصف عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسين الحاج حسن، الاستهداف الإسرائيلي الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت فجر اليوم بـ”الخطير والهمجي”.

ورأى، في حديث إلى إذاعة “سبوتنيك”، أن “هذا الاستهداف تم تحت رعاية وتغطية الولايات المتحدة الأميركية”، معتبرًا أن “اللجنة الخماسية لا تريد القيام بمهمتها في وقف الاعتداءات الإسرائيلية”.

وتحدث عن “اتصالات سياسية ودبلوماسية تجريها الدولة اللبنانية، لكنها لم تؤتِ نتائج، نظرًا للتغطية الأميركية والغطاء الدولي الواضحين”، لافتًا إلى أن “حزب الله يراقب ويتابع، ويضع المسؤولية على الدولة للقيام بدورها في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان”.

وشدد الحاج حسن على أن “لبنان أعلن رفضه التطبيع مع إسرائيل”، وقال: “ما نطالب به هو الانسحاب الكامل لإسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية بكل أشكالها”.

الرئاسات الثلاث تدين العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت

وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الغارة الإسرائيلية الغادرة التي استهدفت الضاحية الجنوبية فجرًا، وللمرة الثانية في غضون أيام وفي أول أيام عيد الفطر، ليست خرقًا يُضاف إلى الـ2000 خرق إسرائيلي لبنود وقف إطلاق النار والقرار الأممي 1701 فحسب، بل هي عدوان موصوف على لبنان وعلى حدود عاصمته بيروت في ضاحيتها الجنوبية.

وقال الرئيس بري إن العدوان هو محاولة إسرائيلية بالنار والدماء والدمار لاغتيال القرار الأممي ونسف آليته التنفيذية التي يتضمنها الاتفاق، والذي التزم به لبنان بكل حذافيره. وأضاف أن العدوان هو استهداف مباشر لجهود القوى العسكرية والأمنية والقضائية اللبنانية التي قطعت شوطًا كبيرًا في كشف ملابسات الحوادث المشبوهة الأخيرة في الجنوب، والتي تحمل بصمات إسرائيلية في توقيتها وأهدافها وأسلوبها.

وأضاف الرئيس بري: “لن ندين ما هو مُدان بكل المقاييس، فجريمة الفجر في الضاحية الجنوبية لبيروت وكل الجرائم التي ارتكبتها العدوانية الإسرائيلية هي دعوة صريحة وعاجلة للدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار للوفاء بإلتزاماتها وإرغام الكيان الإسرائيلي على وقف اعتداءاته على لبنان واستباحة سيادته والانسحاب من أراضيه المحتلة”.

وختم الرئيس بري: “الرحمة للشهداء والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل”.

عون: هذا العدوان يشكل إنذارًا خطيرًا حول النيات المبيّتة ضد لبنان

أدان رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية فجر اليوم، واعتبر أن “هذا الاعتداء على محيط بيروت يحدث للمرة الثانية منذ اتفاق 26 تشرين الثاني الماضي”.

وقال عون إن “هذا العدوان يشكل إنذارًا خطيرًا حول النيات المبيّتة ضد لبنان، خصوصًا في توقيته الذي جاء عقب التوقيع في جدة على اتفاق لضبط الحدود اللبنانية-السورية، برعاية مشكورة ومقدّرة من قبل السعودية، كما أتى بعد زيارتنا إلى باريس والتطابق الكامل الذي شهدناه في وجهات النظر مع الرئيس ماكرون”.

واعتبر عون أن “التمادي الإسرائيلي في عدوانيته يقتضي منا المزيد من الجهد لمخاطبة أصدقاء لبنان في العالم وحشدهم دعمًا لحقنا في سيادة كاملة على أرضنا، ومنع أي انتهاك لها من الخارج، أو من مدسوسين في الداخل يقدّمون ذريعة إضافية للعدوان”.

وتابع: “كما يقتضي مزيدًا من الوحدة الداخلية خلف الأهداف الوطنية المُجمَع عليها في خطاب القسم وبيان الحكومة، وهو ما سنجسّده في عملنا وتعاوننا مع الحكومة ورئيسها، لوأد أي محاولة لهدر الفرصة الاستثنائية لإنقاذ لبنان”.

الرئيس سلام يدين العدوان: انتهاك صارخ للقرار 1701

بدوره، وفي تصريح مقتضب، أدان رئيس الوزراء نواف سلام العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، واعتبر أنه “يشكل انتهاكًا صارخًا للقرار الأممي 1701، الذي يؤكد سيادة لبنان وسلامته، كما يشكل خرقًا واضحًا للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية التي تم التوصل إليها في تشرين الماضي”.

وتابع تداعيات هذا العدوان مع كل من وزيري الدفاع والداخلية، ميشال منسى وأحمد الحجار.

المصدر: موقع المنار