يتحضر الجيش اللبناني للدخول الى مركز “سرية الجيش” المعزولة منذ 10 ايام في بلدة عيترون جنوبي لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة، بهدف فتح الطريق العام وتأمين محيطه بعد اقفالها من قبل الجرافات الإسرائيلية، وفي مرحلة لاحقة للإنتشار في البلدة بعد الانسحاب الاسرائيلي منها.
وأفاد مراسل المنار بأن دخول الجيش اللبناني لا يعني دخول المدنيين الى كامل البلدة. وتحرك أهالي بلدة عيترون للدخول إلى بلدتهم بعد انقضاء مهلة الـ 60 يومًا لانسحاب العدو الإسرائيلي منها، وتحديدًا عند الطريق الذي يربط بلدة عيترون ببنت جبيل، حيث كان العدو قد أقفله بسواتر ترابية الأسبوع الماضي. وقد حصلت مواجهات مع الأهالي هناك، مما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وتسجيل عدد من الجرحى.
واليوم، تشير المعطيات إلى أن الجيش اللبناني يستعد للدخول إلى بلدة عيترون لفتح الطرقات وإزالة السواتر الموجودة بين عيترون ومنطقة وادي السلوقي. وأفاد مراسل المنار بأن المعطيات تشير إلى أن العدو الإسرائيلي لم ينسحب بشكل كامل من البلدة، لا سيما من المنطقة التي حصلت فيها الاشتباكات الأسبوع الماضي.
بلدية عيترون تدعو الأهالي لعدم التوجه نحو البلدة قبل دخول الجيش اللبناني إليها والتمركز بداخلها#غرفة_الأخبار
— Official_NewsRoom (@NewsDeskroom) February 1, 2025
هذا، ومن المفترض أيضًا أن يصل الجيش اللبناني إلى منطقة بلاط، التي تقع عند الأطراف الشرقية الجنوبية لبلدة عيترون، ولكن العدو الإسرائيلي لا يزال في تلك النقطة ولا يزال يحافظ على وجوده في عدد من النقاط.
وكانت بلدية عيترون قد تهيأت أيضًا للدخول مع الجيش اللبناني ونفذت مجموعة من الأعمال المطلوبة في تلك البلدة لتأمين عودة الأهالي. وأفاد مراسل المنار بأن الدخول إلى عيترون سيكون محصورًا بالجنود وضباط الجيش اللبناني وآلياته. ودعت بلدية عيترون الأهالي إلى الحذر مما يمكن أن يكون قد زرعه العدو الإسرائيلي من تفخيخات وذخائر غير منفجرة، خاصة وأنه كان يحرص في الأيام الأخيرة على تنفيذ أعمال تجريف، وعلى دخول جنوده إلى عدد من المنازل وإحراقها وتنفيذ كمائن متقدمة في هذه البلدة، وقد تمكن من اختطاف عدد من الأهالي قبل أن يتم فك أسرهم في اليومين الماضيين.
كما أحرقت قوات العدو تحرق عدداً من المنازل في بلدات العديسة ورب ثلاثين وعيترون، بحسب ما أفاد مراسل المنار.
اعتداءات وخروقات
لم تتوقف الاعتداءات التي يقوم بها جيش الاحتلال في العديد من البلدات الحدودية، سواء بتخريب البنية التحتية أو القيام بتفجيرات تستهدف المنازل والمنشآت المدنية. وفي هذا الإطار، أقدم الاحتلال على جرف عدد من المنازل ومباني الحارة الشرقية الشمالية لبلدة يارون في محاولة فاشلة لترهيب الأهالي.
وخلال فترة وقف إطلاق النار، كانت هناك العديد من المباني لا تزال صامدة في المكان، لكن العدو الصهيوني عمد إما إلى تجريف بعضها أو تفخيخه وتفجيره خلال الفترة السابقة. أما عند نقطة الساتر، وهو المدخل الرئيسي لبلدة يارون، والذي يقع عند الطرف الشمالي للبلدة، فلا تزال هناك دبابة صهيونية تتمركز بشكل كامل.
حركة التجريف الواسعة التي تحصل في بلدة يارون كانت تستهدف المنازل التي كان يتحصن بها جيش العدو خلال الأيام الماضية، ولعل الأمر مرتبط باستكمال الانسحاب من هذه المنطقة واستكمال انتشار الجيش اللبناني من الجزء الغربي للبلدة باتجاه الجزء الشرقي، خاصة أن بلدة يارون قد أصبحت مقسومة إلى نصفين؛ حيث يتمركز الجيش اللبناني في النصف الغربي، بينما يتمركز جيش العدو الصهيوني في النصف الشرقي.
الأهالي يتوافدون إلى بلدة الطيبة
وفي بلدة الطيبة التي انسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انتهاء مهلة الـ 60 يومًا، توافد الأهالي بأعداد كبيرة جدًا إليها، وما زالوا يترددون بشكل دائم ومتواصل.
ومع بداية دخول الأهالي إلى البلدة، بدأت أعمال البحث عن جثامين الشهداء، حيث تعمل العديد من الجرافات والحفارات والآليات للبحث تحت أنقاض المنازل. وبالقرب من النادي الحسيني، يوجد أحد المباني الذي تعرض لغارات جوية، وكان بداخله مقاومون.
وفي العديد من القرى، تعمل الحفارات والآليات على رفع الركام والبحث عن جثامين الشهداء، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بسياسة منع هذه المحاولات من خلال استهداف جميع الجرافات والآليات والحفارات، حتى الآليات الصغيرة. واليوم في بلدة الطيبة، تم استهداف هذه الآليات بالصواريخ والمسيرات.
لكن في بقية القرى، مثل بني حيان وطلوسة ويارين، كانت كل هذه الحفارات تستهدف بالقنابل المتفجرة بشكل متكرر ودوري، حتى تم منع تحريك أي جرافة في كل هذه القرى التي انسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي القريب من الحدود، والتي عاد إليها أهلها مع انتهاء مهلة الـ 60 يومًا.
المصدر: موقع المنار