هي ليست مجرد حملة جمع مساعدات، بل هي رسالة مقاومة ودعم للصمود لكل لبناني وفلسطيني يواجه العدوان الصهيوني، وإيثار في خدمة الآخرين كعلامة من علامات النبل والتضحية.
الشعب الإيراني بكل أطيافه وأعراقه يستجيب لدعوة الإمام السيد علي الخامنئي للتبرع لصالح الشعبين الفلسطيني واللبناني. حملة إيران المتضامنة جعلت الشعب الإيراني في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية، يساهم بكل ما في وسعه من مدخرات وأموال وتبرعات صغيرة وكبيرة، لتتجسد لوحة التضامن من قبل شعب أراد أن يبعث برسالة إلى العالم: “لن نترك المقاومة ولو بذلنا كل ما نملك”.
لقد أنفق الإيرانيون ذهبهم وفضتهم ومدخراتهم، حتى أن البعض قام ببيع بيته لتقديم أثمانها لمساعدة المقاومة. ووصل عدد المتطوعين في الحملة بحسب مصادر رسمية إلى 6 ملايين و400 ألف شخص، والعدد في تزايد مستمر، فيما وصل عدد المتبرعين إلى أكثر من 23 مليون شخص.
رئيس هيئة دعم جبهة المقاومة سردار “حسن بلارك” أعلن وفقا للتقييمات الأولية، أنه تم جمع (150 كلغ) من الذهب وأكثر من 2 ألف مليار تومان من التبرعات الشعبية في حملة “إيران همدل” لدعم جبهة المقاومة، مشيراً إلى أن الجهاد بالمال هو من الواجبات الشرعية.
وشهدت حملة “ايران همدل” مشاركة شعبية في حركة غير مسبوقة للشعب الإيراني لدعم جبهة المقاومة، ولفت “بلارك” إلى أنه “تم تنفيذ هذه المبادرة المؤثرة والقيمة بجهود الشعب الإيراني المحب للخير، وستصل التبرعات إلى شعبي لبنان وغزة”.
وفي مقابلة مع موقع المنار، أكد علي لاريجاني كبير مستشاري الإمام السيد علي الخامنئي أن الجمهورية الإسلامية تعمل على نقل المساعدات التي قدمها الشعب الايراني إلى لبنان، معرباً عن أمله بأن تستمر هذه الجهود في المستقبل.
وقال إن “شعبنا يقدر جهود حزب الله، وحتى الآن عندما اضطر عدد كبير من اللبنانيين إلى مغادرة منازلهم بسبب الاعتداءات الظالمة من الصهاينة، قدم الكثير من الناس ما يستطيعون لمساعدة الشعب اللبناني، ويتم نقل هذه المساعدات إلى إخوتنا اللبنانيين ونأمل أن تستمر هذه الجهود في المستقبل”.
لقد أثبت الشعب الإيراني عبر حملات التضامن أن التفاني ليس مجرد عمل، بل هو سلوك ينبع من قلب مؤمن بأن التضحية من أجل الآخرين هي أجمل ما يمكن أن يقدم الإنسان في سبيل قضية يؤمن بها.
قصص وحكايات تجسد حقيقة التضحية والشجاعة والإصرار، وتبرهن على أن الإنسان يمكنه أن يفعل المستحيل في لحظات الأزمة، كما في حالة الزوجين اللذين عاشا في بيت بالإيجار لسنوات طويلة، لأن شراء البيت لم يكن سهلاً، حيث كان عليهما الادخار لعدة سنوات من دخلهما لتحقيق حلمهما.
وبعد جهد مضنٍ، تمكنا من شراء شقة سكنية صغيرة في مدينة برديس الواقعة في ضواحي طهران. عندما اندلعت الحرب في لبنان، وفي اليوم الذي أُعلن فيه خبر استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (قده)، عرض ربّ البيت علي رضا جلولي تلك الشقة، التي لم تُستخدم بعد، في مزاد، وقال إن على المشتري إيداع المبلغ في الحساب المعلن لمساعدة الشعب اللبناني، قبل أن يستلم مفتاح المنزل. يعدّ علي رضا واحدًا من آلاف الأشخاص الذين يقدّمون أثمن ممتلكاتهم لجبهة المقاومة ولشعبي لبنان وفلسطين في هذه الأيام.
لم تقف قصص حملة “إيران المتضامنة” عند هذه الحالات فقط، بل امتلأت المساجد والحسينيات، والمؤسسات الشعبية والعامة بالحشود لتقديم المساعدة بما يتاح لهم من وسائل لدعم أعزاءهم في لبنان وفلسطين.
برز من بين الشخصيات المشهورة في إيران الأستاذ داريوش أرجمند -الممثل الذي جسّد دور مالك الأشتر في مسلسل “الإمام علي (ع)، وكان واحدًا من أوائل الذين اقتدوا بمبادئ مالك الأشتر وانضموا إلى صفوف “إيران المتضامنة”. كما انضمّ أيضًا إلى الحملة فريق إنتاج مسلسل “طوبي”، الذي يُعرض على القناة الأولى في التلفزيون الإيراني ويعدّ من المسلسلات الشعبية في الجمهورية الاسلامية.
كما أعلن المسؤولون الإيرانيون عن دعمهم لهذه الحملة من خلال نشر فيديوهات، وكان من بينهم رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، الذي ذكر العالم بتضامن إيران ولبنان من خلال حضوره في المكان الذي تعرض للقصف من قبل الكيان الصهيوني.
وشارك في الحملة أيضًا رئيس السلطة القضائية، الشيخ غلام حسين محسني إجئي، وعدد من الوزراء والمسؤولين البارزين. كذلك انضمّ شعراء ومدّاحو أهل البيت (ع) وفنانون كثر إلى هذه الحملة، لتزداد صفوف النخب الإيرانية الداعمة للشعب اللبناني يومًا بعد يوم.
المصدر: موقع المنار