الحقيقةُ هي ما يكتبُه المقاومونَ بدمائِهم وصواريخِهم ومُسيّراتِهم في الميدان، لا ما يخترعُه الصهاينةُ وجوقاتُهم من صيغٍ لوقفِ اطلاقِ النارِ مع لبنان..
ولمن يريدُ الاطلالةَ على مجرياتِ الامور، فلْيَرَ من المطلة اليوم، والصواريخَ التي اَتَت على تجمعاتِ جنودِ الجيشِ الصهيونيِّ فيها، الذي لم يَستطِع اعلامُه التسترَ على الخسائرِ والاصابات. ولْيَسألْ عيترون ومارون وعيناتا كيف اَحبطت تَسللاتِ جنودِهم من جديد، وكيف صدَّتهم حولا ومركبا وشبعا، فجَرُّوا اذيالَ الخيبةِ الى ما وراءَ الحدود.
والحدُّ بينَ اُمنيَّاتِ هؤلاءِ الصهاينةِ وواقعِ الحالِ ما يقولُه المستوطنون وخبراؤهم العسكريون، المُجمِعون على انَ حزبَ اللهِ استعادَ المبادرةَ ويُتقنُ كلَّ يومٍ ايصالَ الرسالة، وبدأَ بحرقِ اوراقِ الجيشِ وانجازاتِه، حتى اَقرُّوا بأنْ لا عودةَ لسكانِ الشمالِ في ظلِّ واقعِ الحال.
والحالُ الذي قالت عنه جبهتُهم الداخلية ، صلياتٌ صاروخيةٌ الى ما وراءَ الحدود، الى مستوطناتِ الحافةِ وما بعدَها من كريات شمونا وشتولا الى شراغا شمالَ عكا وما بينَها، فيما وَصلت صواريخُ المقاومينَ لاولِ مرةٍ الى موقعِ أفيتال للاستطلاعِ الفنيِّ والالكتروني في الجولانِ السوريِّ المُحتل.
المحتلُّ الغارقُ بدماءِ جنودِه في الميدان، عادَ للانتقامِ من المدنيينَ الابرياء، مرتكباً مجازرَ من الجنوبِ الى البقاع، وصولاً الى علمات الجُبيليّةِ التي ودَّعتِ اليومَ سبعةً وعشرينَ شهيداً من النازحينَ الى ديارِها التي كانت آمنة.. والمؤمنونَ بنهجِ الثباتِ والصبرِ لن يُرهِبَهُم عظيمُ البذل، ولن يُبدِّلوا تبديلا، فهم اصلُ المقاومةِ وكلُّ فصولِها التي لا تَعرِفُ الا النصر، الذين سيبقون على صمودهم وسيعودون فور انتهاء الحرب إلى بلداتهم المدمرة وسيقيمون فوق ترابها وأنقاضها بانتظار أن يعاد بناؤها كما قال الرئيس نبيه بري.
وعلى عهدِهم يقفُ البعضُ الشاخصُ الى وعودِ الادارةِ الاميركيةِ بشِقَّيْها الراحلِ والعائد، حولَ وقفِ الحربِ الاسرائيليةِ على لبنان، فيما حرّكَ الصهيونيُ وزيرَ ما يُسمى بشؤونِه الاستراتيجية بينَ عواصمِ العالمِ باحثاً بصيغٍ على قياسه لوقفِ اطلاقِ النار.
وفيما كلُّ ما يَجري في الفضاءِ السياسيِّ حَراكٌ بعيدٌ عن مسارِ وحقيقةِ الميدان، فانَ البحث بواقع ومصير المنطقة على طاولةِ قمةٍ اسلاميةٍ عربيةٍ مشتركةٍ ستُعقدُ غداً في الرياض، على املِ اَن يَصلوا الى موقفٍ حقيقيٍّ بوجهِ العدوانيةِ الصهيونيةِ ولو متأخرينَ عاماً ونَيِّفاً، خيرٌ من ألَّا يَصلوا ابدا.
المصدر: المنار