تصاعدت مؤخراً وتيرة تهديدات عدد من كبار المسؤولين في كيان العدو ضد لبنان. إذ نقلت “القناة 12” الاسرائيلية عن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو قوله إن “الذراع الأقوى لإيران هو حزب الله في لبنان”، وفق تعبيره، مشيراً إلى أنه أصدر تعليمات لجيشه وجميع قوات الأمن “بالاستعداد لتغيير هذا الوضع”، موضحاً أنه “لا يوجد احتمال لاستمرارنا في الوضع الحالي، ونحن ملزمون بإعادة جميع مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان”، حسب زعمه.
من جهته، أعلن وزير الحرب يوآف غالانت، خلال زيارته محور “نتساريم” في قطاع غزة، “إننا نعمل على تحقيق أهدافنا ونقل ثقل المعركة إلى الشمال بسرعة”.
وخلال زيارته للمنطقة الشمالية، أكّد رئيس أركان العدو هرتسي هاليفي، أن “الجيش الإسرائيلي يركّز على القتال بمواجهة الحزب، ويستعدّ لاتخاذ خطوات هجومية داخل الأراضي اللبنانية”، عازياً ذلك وفق زعمه إلى “تخفيف التهديدات التي يتعرّض لها سكان المنطقة الشمالية، وهضبة الجولان”، لافتاً إلى أن ذلك يتزامن مع “استعدادات للهجوم في مرحلة لاحقة”.
وفي السياق، عضو كابينيت الحرب الإسرائيلي السابق ورئيس ما يُسمى كتلة “المعسكر الوطني”، بيني غانتس، قال إن على الكيان “شن حرب على لبنان، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى بين “إسرائيل” وحركة حماس في الفترة القريبة”، وفق قوله.
وقال غانتس خلال كلمة أمام مؤتمر الحوار الشرق أوسطي الأميركي (MEAD) في واشنطن، إنه “حان وقت الشمال، ونحن متأخرون، وأعتقد أن علينا تنفيذ صفقة من أجل إعادة المخطوفين، حتى لو كان ذلك بثمن مؤلم جدا، لكن إذا لم نتوصل إلى ذلك خلال أيام أو عدة أسابيع قليلة، ينبغي الصعود إلى حرب في الشمال وضمان أن نتمكن من إعادة السكان إلى بيوتهم”.
هذه التصريحات تزامنت ايضاً مع زيارة قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) الجنرال مايكل إريك كوريلا إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو في مدينة صفد، وأيضاً رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال سي كيو براون إلى الكيان، في زيارة عاجلة التقيا خلالها وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش وقال الجنرال الأميركي لصحيفة “فايننشال تايمز” إنه يفكّر في ما “إذا تعثّرت المحادثات أو توقفت تماماً، وكيف سيؤثّر ذلك على التوتر في المنطقة، والأمور التي يتعيّن علينا القيام بها للاستعداد”. وأوضح أنه “يدرس كيفية استجابة الفاعلين الإقليميين إذا فشلت المحادثات”.
وفي اتصال مع موقع المنار، رأى الخبير في الشؤون الاسرائيلية علي حيدر أنه “في ظل تأكيد المقاومة في لبنان على ربط وقف العمل على جبهة الإسناد بوقف الحرب في غزة، وافشال العدو لجهود التسوية في الوقت الحالي أي ما يؤشر إلى نيته الاستمرار في الحرب، كل ذلك يفرض على العدو تحديات لجهة تعامله مع الجبهة الشمالية، إذ من غير المنطقي التسليم باستمرارها بالشكل الحالي”.
ولفت حيدر إلى أن ذلك “يأتي ايضاً في ظل فشل الضغوط الأميركية، وبعض الضربات الاسرائيلية التي اعتقد العدو أن من خلالها يستطيع لجم المقاومة”، موضحاً أن ذلك” يضع العدو أمام خيارين: إما الاستمرار بمنسوب المواجهة الحالي، أو التصعيد، الذي يبقى مسألة وقت في ظل الأوضاع السياسية الحالية في الكيان، إلا إذا حدث متغير ما”.
وهنا سأل حيدر أنه في حال حدوث تصعيد، ما هو المسار المتوقع؟ مجيباً أنه “حتى اللحظة فإن كوابح الحرب الكبرى لا تزال فعالة وتتحكم بالتحركات العسكرية على الجبهة الشمالية للكيان، وحتى ما دون الحرب الكبرى أي الحرب مع لبنان لا تزال مستبعدة، لكن ما دون ذلك فإن هنالك احتمالات عالية لارتفاع حدة المواجهة التي من الصعب البتّ في سيناريوهاتها ومآلاتها لأن الميدان فقط هو الذي يحدد ذلك، وهذا الميدان ليس تحت سيطرة طرف واحد”.
أما بالنسبة للتفصيل المتعلق بتوقيت هذا التصعيد، وهل آن أوانه، قال الخبير في الشؤون الاسرائيلية، “ليس من الواضح أو المؤكد أن هذا سيحدث الآن”، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن “التصريحات الصادرة عن المسؤولين في الكيان مؤخراً، وبعض التطورات الميدانية على الجبهة الشمالية قد تشكل مؤشرات لتطور ما أو تصعيد ما خصوصاً مع وصول مفاوضات غزة إلى طريق مسدود”، موضحاً أن التصعيد “قد يكون نتاج حدث ميداني قد يتطلب رد ما من المقاومة، وصولاً إلى تدحرج الأمور”.
وهنا تجدر الإشارة إلى ما نقلته “هيئة البث الإسرائيلية” عن مصدر أمني بأن “عدم إبرام صفقة في غزة سيؤدي إلى حرب في الشمال لن تكون على الشكل الذي نريده”.
المصدر: مواقع إخبارية+موقع المنار