هنأ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بذكرى ولادة النبي الأكرم محمد، ودعا “أهل الإسلام أن يعووا حقيقة الدم الحرام، والفرقة، والحروب الباطلة، والمشاريع الفاسدة، والأطماع القذرة، فالأوان آن كي نتفق نحن كمسلمين وكعرب في وجه هؤلاء القتلة الظلاميين الذين اختطفوا إسلامنا، ويحاولون بكل وقاحة وإجرام إظهاره على أنه دين الدماء والدمار”، لافتاً الى ان “بيانات التنديد والاستنكار والشجب لم تعد كافية، ولا مقبولة من أحد على الإطلاق، إنما ينبغي علينا جميعا أن نتصدى لظواهر التكفير والتشويه، وأن نتعاون على إنقاذ أنفسنا ومنطقتنا قبل أن نتحول إلى سلع تعرض على الموائد الدولية”.
وأشار المفتي قبلان إلى أن “اللبنانيين جميعا يتساءلون ويسألون لم التأخير في ولادة الحكومة؟ وما هي العوائق والأسباب؟ وعند من؟ وهل كل ما يجري من تنازع وصراخ على الحصص والمقاعد يخدم المصلحة الوطنية، وفيه الخير الكثير لناس هذا البلد ومواطنيه الذين كلما تفاءلوا خيرا تفاجأوا بما هو أسوأ، أم أن السياسة في لبنان تحولت إلى مبارزة وتعنت وكيد وغياب للرؤى وانعدام للحس بالمسؤولية تجاه وطن مهدد، وشعب يعاني، ودولة مفككة، جراء بعض السياسات والحسابات والرهانات الخاطئة التي عطلت السياقات الوطنية، وجعلت من الوطن مشاعا، ومن الناس أتباعا، بلا هوية وطنية تجمعهم، وتوحدهم، ليصرخوا معا صرخة مدوية، عسى أن توقظ من غفت ضمائرهم، وراحوا يتقاسمون الدولة ومواردها، ويكدسون الثروات على حساب جوع وألم وصحة الناس”.
وتمنى المفتي قبلان أن “يتغلب الحس الوطني على كل الأنانيات والمصالح وبخاصة على الطبخة الحكومية، ولكن يبدو أن البعض لا يزال يصر على كيفية إضعاف الدولة، وتوزيع مغانمها، وليس كيف ننقذ الوطن ونحميه من الانهيار والسقوط”.
وأضاف”كنا نتوقع رد التحية بأحسن منها، والتعامل بالحسنى مع من أنقذ البلد من التعطيل، وانتشله من الفراغ، ولكن للأسف لا زالت عقلية المتاجرة والأرباح السياسية هي الطاغية على أي ربح وطني يؤمن مشاركة الجميع، وتعاونهم على استنهاض هذا البلد وبنائه وفق الثوابت التي تضمن أمنه واستقراره، وتجعله قويا ومنيعا في وجه التحديات والاستحقاقات”.
وحذر “من مغبة إحياء قانون الستين”، داعياً إلى “ضرورة الخروج من هذا الكابوس، إذا كنا فعلا نريد وطنا بكل معنى الكلمة والعمل معا على تجديد الحياة السياسية، من خلال إقرار قانون انتخابي يعتمد النسبية، حيث بات واجبا وطنيا من شأنه إلغاء كل الجزر السياسية والفيدراليات الطائفية، والانطلاق بلبنان العصري والجديد”.
واوضح ان “لبنان يتسع لكل أبنائه، فلا يفكرن أحد بأنه يستطيع إلغاء أحد، أو إقصاء أحد، أو عزل أحد، فالأمر محسوم، والتجارب ينبغي أن تكون قد علمت الجميع، وأي خطأ يرتكب في هذا المجال يعني أن لبنان إلى الخراب والدمار، ولتكن الحكمة التي تقول (لو دامت لغيرك ما آلت إليك) ماثلة في أذهان الجميع لعل فيها ما يصلح الحال”.