تناولت الصحف الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 15-5-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
55 مهمة قتالية للمقاومة في ساعات | جباليا تدهش العدو: أيام سود جديدة
غزة | شهد قطاع غزة، أمس، واحداً من أشد أيام القتال ضراوة منذ بداية العملية البرية فيه قبل أكثر من سبعة أشهر، مع توسيع العدو رقعة العمليات في مخيم جباليا شمال القطاع والأحياء المحيطة به، وبدئه ضغطاً هو الأكبر من ثلاثة محاور. أما في حي الزيتون، فقد ضاعف جيش الاحتلال من عمليات هدم المنازل وتسوية مربعات سكنية كاملة بالأرض، وشرع في تقدّم جديد في اتجاه شارع النديم ومنطقة المصلبة وحي صلاح الدين. و على محور مدينة رفح جنوبي القطاع، وسّع العدو عملياته لتشمل محيط مسجد التابعين وابن تيمية، بالإضافة إلى تمركزه المستمر في محور صلاح الدين ومحيط معبر رفح البري، وأنذر مناطق جديدة بالإخلاء. وفي مقابل ذلك، قدّمت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة أداء ميدانياً رفيعاً، ونفّذت، أمس، نحو 55 مهمة قتالية، مقابل 17 أول من أمس. وعليه، سجّل المنحنى البياني لأداء المقاومة القتالي منذ بدء العملية البرية في جباليا قبل أربعة أيام، قفزة كبيرة. وشملت المهمات إطلاق عشرات قذائف الهاون، واستهداف نحو 20 آلية ما بين دبابة وجرافة وناقلة جنود، فضلاً عن تنفيذ خمسة كمائن مركّبة، والالتحام المباشر مع جنود العدو من مسافة صفر.
محاور شمال القطاع
بدأ العدو بالتقدّم في جباليا من ثلاثة محاور في وقت متزامن، الأول الذي شرع في العمل فيه منذ اليوم الأول للعملية، والممتد من حي الصالحين شرق المخيم، في اتجاه شارع أبو العيش ومدارس «وكالة الغوث» شرقاً، ومنها إلى وسط سوق الذهب في وسط المخيم. ثم عزّز قواته، أمس، وتقدّم من محورين جديدين، من حي السلام في اتجاه مدينة جباليا البلد جنوب شرق المخيم، ومن الجهة الشمالية في اتجاه حي قليبو وحي تل الزعتر في شرق المخيم. كما أنذر أحياء جديدة شمال غرب القطاع، هي السلاطين والزهور والكرامة، بالإخلاء تمهيداً لبدء عملية عسكرية جديدة فيها. ويشير البطء الشديد في الاختراق البري، إلى حجم المقاومة التي يلاقيها جيش الاحتلال، حيث سجّل مخيم جباليا طفرة قتالية غير مسبوقة في محاور القتال كافة على امتداد مساحة القطاع، ما دفع العدو إلى زيادة وتيرة القصف الجوي؛ فلا تتقدّم الدبابات الإسرائيلية متراً واحداً من دون تمهيد ناري من ثلاث وسائط نارية في وقت واحد، هي الطائرات الحربية، والقذائف المدفعية الثقيلة من نوع «هاوترز»، وطائرات الـ«كواد كابتر» المُسيّرة التي تطلق النار بكثافة شديدة. ويضاف إلى ما تقدّم، الرصد الآني من الطائرات المُسيّرة المقاتلة التي تطلق الصواريخ في اتجاه كل هدف متحرّك. وعلى رغم كل تلك الكثافة النارية، تبدي المقاومة بسالة منقطعة النظير، حيث خرج الجهد القتالي من الإطار التقليدي، إلى أعلى مستويات العمل النوعي، بل والالتحام والمواجهة المباشرة من مسافة صفر.
وصباح أمس، أعلنت كلٌّ من «كتائب القسام» و«سرايا القدس»، تنفيذ عدد من الكمائن النوعية القاتلة، التي أمست حديث الناس الذين لم يخلِ أكثرهم المخيم، وواصلوا متابعة المعارك من أقرب نقطة من خط النار الأول. وقالت «سرايا القدس» إن مقاوميها نفّذوا كميناً مركّباً، مضيفة أنهم استدرجوا قوة من جنود العدو إلى كمين في شارع سوق الذهب، وأجهزوا عليها بالعبوات الهندسية الشديدة الانفجار وقذائف الـ«تي بي جي» من مسافة صفر. والأصداء المعنوية لهذا الكمين الذي شاهد أهالي المخيم تفاصيله بالعين المجرّدة، كانت فاتحة ليوم طويل سُجّل في سجلّات أيام العدو السود. وأعلنت «السرايا» أيضاً، أنها تمكّنت من الإغارة على شقة سكنية كان يتحصّن فيها جنود الاحتلال شرق المخيم، إذ هاجمها المقاومون بالأسلحة الرشاشة وقذائف الـ«تاندوم»، وذكرت، كذلك، أنها استخدمت القنابل المقذوفة من نوع «برق» في الهجوم على شقة سكنية في شارع أبو العيش فور دخول عدد من جنود العدو إليها. أما «كتائب القسام»، فقد أعلنت أن مقاوميها نفّذوا كميناً مركّباً استهدفوا فيه دبابة «ميركافا» بقذائف «الياسين 105»، قبل أن يتقدّموا ويجهزوا، من مسافة صفر، على سبعة جنود كانوا يتحصّنون خلف الدبابة المستهدفة. وفي ساعات المساء، أكدت الكتائب تنفيذ عملية مركّبة عند نهاية شارع المدارس في مخيم جباليا، حيث استهدف المقاومون قوة خاصة تحصّنت داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد. وفور إخلاء الجنود إلى أسفل المنزل، عاجلهم المقاومون بعبوة ناسفة رعدية مضادة للأفراد، ليوقعوهم جميعاً بين قتيل وجريح. وفي خضمّ الحدث، تقدّم عدد من المقاومين إلى المنزل نفسه، وفجّروا عبوة رعدية ثانية في الجنود الذين كانوا لا يزالون داخله. وعقب انسحاب المقاتلين، تقدّمت مدرّعة لإنقاذ المصابين وانتشال القتلى، فاستهدفها المقاومون بقذيفة «الياسين 105»، ثم استهدفوا دبابة ثانية من نوع «ميركافا» بعبوة «شواظ». كما نفّذت «القسام» عملية إطباق ناري بالقذائف والرصاص الكثيف، استهدفت منزلاً كان يتحصن فيه عدد من الجنود، ووزّعت مشاهد أظهرت قيام المقاومين بإطلاق القذائف المضادة للتحصينات في اتجاه فتحات الجدران التي يطلّ منها القناصون مباشرة، قبل أن يمطروا الجنود بوابل من الرصاص.
وقعت قوات الاحتلال فريسة لتباطؤ خطواتها الميدانية في رفح
وفي معارك الصورة، نشر «الإعلام العسكري لكتائب القسام» مشاهد مدهشة أظهرت التحام مقاتليها مع العدو من مسافة صفر. وفي واحد من المقاطع، وُثّق استهداف 11 آلية، وقتال وجهاً لوجه مع جنود العدو الذين دخلوا وسط أزقة المخيم الذي يتوه فيه حتى أهله وسكانه. كذلك أعلنت «كتائب القسام» تمكّنها من قنص جنديين إسرائيليين، فيما بلغت حصيلة الآليات التي تمّ تدميرها في مخيم جباليا وحده، 16 آلية. وإلى جانب ما تقدّم، تمكّن المقاومون من إطلاق العشرات من قذائف الهاون وصواريخ الـ«107»، فضلاً عن قصف مدن عسقلان وسديروت بالعشرات من الصواريخ.
وبناءً عليه، يشير الزخم القتالي في مخيم جباليا إلى مدى اتساع العملية، حيث يزيد العدو من حشده للجنود والمدرّعات، ويسعى إلى تدمير أكبر قدر من المساحة العمرانية في المخيم، فيما تريد المقاومة التي تدرك أنها لن تستطيع عرقلة عجلة التدمير المهولة، رفع التكلفة البشرية للعدو، وحرمانه من صورة الانتصار التي ظل يروّج لها لأشهر في شمال القطاع، إذ بدت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في مخيم جباليا، وكأنها استُدعيت لتوّها لدخول الحرب، الأمر الذي يقوّض كل منجز ميداني زعم العدو أنه استطاع تحقيقه من عملية جباليا الأولى، في نهاية العام الماضي، والتي تواصلت لأكثر من شهر ونصف شهر، واجتاح فيها مساحات واسعة من مناطق المخيم والأحياء المحيطة به، بما فيها أحياء قليبو وتل الزعتر والسكة ومدينة بيت لاهيا التي عسكر فيها لثلاثة أشهر متواصلة.
أما في حي الزيتون، فواصل جيش الاحتلال محاولة توسيع نطاق «المنطقة الآمنة» المحيطة بالنقاط المستحدثة. هناك، لم يستطع أيضاً، على رغم تواصل العملية لأكثر من أسبوع، وتكرّر الهجوم على الحي للمرة الثالثة منذ بداية الحرب، أن يصل إلى مرحلة صفر قتال، إذ تواصل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة ليس تنفيذ المستوى التقليدي من التصدي والمشاغلة فحسب، وإنما تنفيذ عمليات مبادرة نوعية أيضاً، حيث أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها استدرجوا قوّة خاصة إلى أحد المنازل في شارع صلاح الدين، ثم خاضوا مواجهة مباشرة مع جنودها. كذلك، قالت قوات «عمر القاسم» التابعة لـ«الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» إن مقاوميها استهدفوا بصواريخ «107» القوات المتوغلة في محيط مسجد حسن البنا. كما واصلت المقاومة عمليات استهداف الحاجز المستحدث في منطقة «نتساريم» بالعشرات من القذائف والصواريخ التكتيكية.
محور القتال جنوب القطاع
وفي مدينة رفح، وقعت قوات الاحتلال فريسة لتباطؤ خطواتها الميدانية، حيث تسبّبت التعقيدات السياسية التي تحيط بقرار توسيع العملية، وتمركز الجنود في نقاط محدّدة لمدة طويلة، في زيادة فرص المقاومة لتنفيذ عمليات أكثر دقة وتركيزاً. وكان لافتاً، أمس، أن المدينة التي صدّرت خبرات حفر الأنفاق إلى كل مناطق القطاع، وظّفت ما لديها من فائض في صناعة كمائن قاتلة، حيث أعلنت «كتائب القسام»، صباح أمس، تمكّنها من تفجير عين نفق مفخّخة في شرق المدينة بقوة هندسية من جيش الاحتلال كانت قد حاولت الدخول إليه، وأوقعت القوة بين قتيل وجريح. كما قالت الكتائب إنها فجّرت دبابة بقذيفة «الياسين 105» خلف مسجد التابعين شرق رفح، وتمكّنت أيضاً من تفجير منزل تمّ تفخيخه، بقوة خاصة من جيش الاحتلال في شارع جورج شرق رفح. وأعلنت «القسام»، كذلك، تمكّنها من تفجير دبابة لجيش الاحتلال من نوع «ميركافا» في محيط معبر رفح. وفي حي السلام، استهدف مقاومو الكتائب ناقلة جند ودبابة لجيش الاحتلال بعبوتي «شواظ». كما أعلنت كلّ من «سرايا القدس» و«كتائب القسام»، قصفهما قوات العدو شرق المدينة بالعشرات من قذائف الهاون.
في النتيجة، تُعتبر العملية البرية الحالية، واحدة من أكبر محاولات الضغط التي تسعى إلى قلب موازين القوة. وتُقدّر مصادر مقرّبة من المقاومة، أن العدو يستند إلى معلومات استخبارية حصل عليها من تحقيقه مع المئات من المعتقلين. على أن تقويض الهدف الميداني الحالي، واستدامة النبض المقاوم في المناطق المستهدفة، سيحرمان جيش الاحتلال من آخر مبادراته الطموحة في هذه الحرب.
تكتيكات جديدة وتفوق استخباري: المقاومة تفرض معادلات اليوم التالي لبنانياً
تشهد جبهة الجنوب اللبناني تصعيداً بوتيرة ومستوى غير مسبوقيْن، ما يشير إلى انعطافة في المواجهة، مع تسجيل زيادة كمية ونوعية في عمليات حزب الله الابتدائية والردية، مقابل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية مع بدء الهجوم البري للعدو شرق مدينة رفح.وبرز في الأسبوعين الأخيرين تطور ميداني ذو أبعاد مختلفة، مع إدخال حزب الله على خط المواجهة تكتيكات ووسائل قتالية مغايرة نسبياً لما كانت عليه العمليات في الأشهر الأخيرة، مع تفعيل مضاعف لسلاح الاستخبارات الذي وصل إلى مستويات متقدّمة جداً، لناحية الجمع والمسح المعلوماتي، ما سمح له بتوجيه ضربات نوعية ودقيقة «منها ما يُعلن عنه ومنها ما لا يُعلن»، وفقاً لتعبيرات وسائل إعلام العدو التي بدأت تتملّص، وإن تلميحاً، من تأثير الرقابة العسكرية في منع نشر الكثير مما يحدث على الجبهة مع لبنان. ولذلك، لم تكن العملية النوعية بإسقاط منطاد تجسسي فوق مستعمرة أدميت، بعد تحديد مكان إدارته والتحكّم به، «فلتة شوط»، بل ضمن مسار تصاعدي في انتقاء الأهداف، واستكمالاً لإعماء العين الإسرائيلية عبر التركيز اليومي على التجهيزات التجسسية واللوجستية.
وفي هذا السياق أيضاً، جاء الاستخدام المكثّف للمُسيّرات في عمليات نوعية استهدفت تجهيزات القبة الحديدية والباتريوت في يفتاح ورموت نفتالي وكفرجلعادي وبيت هلل، واستخدام الصواريخ البصرية (ألماس) ضد التجهيزات خلف المواقع المعادية. كما كان لافتاً في الفترة الأخيرة مسار موازٍ بالرد المباشر والفوري على غارات العدو على المنازل المدنية باستهداف مبانٍ في المستوطنات المقابلة. فبعد استهداف الخيام وكفركلا، ردّ حزب الله بقصف مبانٍ في مستوطنة المطلة، وبعد استهداف ميس الجبل استهدف مستوطنة المنارة، وبعد الاعتداء على يارون ومارون الرأس ردّ بقصف مبانٍ في مستوطنة أفيفيم، وعند الاعتداء على قرى في القطاع الغربي ردّ باستهداف مستوطنتي برانيت وشتولا.
عبر هذه الردود المتصاعدة، وإن ضمن قواعد الاشتباك الحالية، ومع تأكيد حزب الله أولاً أن الجبهة اللبنانية عامل إسناد للفلسطينيين في ظل الحرب على غزة، إلا أنه في ما يتصل بالساحة اللبنانية وأبعادها، يؤسّس لمعادلات ميدانية سيكون لها تأثيرها الخاص والمانع للعدو، خصوصاً في ما يتعلق بـ«شهيته» المفتوحة وطموحاته الواسعة حول الترتيبات الأمنية والعسكرية والسياسية التي يسعى إليها بجهود شركائه في أوروبا وأميركا، في المرحلة التي تلي الحرب.
حتى الآن، وهو ما بات واضحاً، أسقط حزب الله الرهانات على إمكان ردعه بالمواجهة وإخضاعه بالتهديد لشروط العدو ومطالباته، وأفهم تل أبيب وصانع القرار فيها، عملياً، أنه على استعداد للذهاب بعيداً في حال قرّرت توسيع المواجهة الحالية إلى ما هو أسوأ، وصولاً إلى المواجهة الشاملة، علماً أن قرار الحرب نفسه لا يزال، حتى الآن، قراراً ابتدائياً من جهة إسرائيل، وردياً دفاعياً من جهة حزب الله، وهي معادلة قابلة للفحص والتدقيق تباعاً وفقاً للمتغيّرات.
واقترن الأداء العملي الميداني على الجبهة، بمواقف صدرت عن حزب الله، على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله أول من أمس، الذي همّش ما يُحكى عن مبادرات وأكّد على الربط الذي لن ينفك بين جبهتَي لبنان وغزة، أياً كانت السيناريوهات والفرضيات التي ستتجه إليها الجبهتان، وهو ما يبدّد رهانات قد تُطرح على طاولة التقدير والقرار في تل أبيب.
في التقديرات حول ما سيلي، وتحديداً في المدى المباشر، قد يكون الواقع الميداني مرشحاً لمزيد من التصعيد، يُرجح أن لا يقتصر على الحدود، وإن كان سيُحافظ في المدى المنظور على قواعد الاشتباك الكلية بين الجانبين، من دون استبعاد احتمال كسرها أو تجاوزها. وإذا كان الطرفان قد أثبتا حتى الآن إمكانية منع تطور المواجهة المحدودة نحو الأسوأ، فلن يكون الأمر كذلك في ظل التقديرات بتنامي التصعيد والضغوط، ما يعزّز بالتالي مخاوف الإدارة الأميركية، وقد يستدعي تدخلاً أكثر تأثيراً منها للحؤول دون ما كانت تحذّر تل أبيب منه: استمرار الحرب في قطاع غزة، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من تصعيد الوضع على الجبهة اللبنانية.
الواقع الميداني مرشح لمزيد من التصعيد لا يقتصر على الحدود من ضمن قواعد الاشتباك الكلية
ولم يستطع العدو وإعلامه القفز فوق محصّلة أيام الارتقاء العملياتي من قبل حزب الله في الفترة الأخيرة، من خلال عمليات استهداف نوعية حقّقت إصابات مباشرة في منصات الباتريوت والآليات والتجهيزات التجسسية مع تسجيل إصابات «مؤكدة» في الأرواح. وقد لفت المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن حزب الله «زاد في الأسابيع الأخيرة معدل إطلاق النار، ونفّذ هجمات أكثر فتكاً وعالية الجودة، وأطلق النار على نطاقات أوسع»، مشيراً إلى أن ربع القتلى على الجبهة الشمالية سقطوا الشهر الماضي بينما انخفض العدد عند حزب الله. وخلص مراسل القناة 14 العبرية في الشمال إلى أن «المعركة الدفاعية التي خاضها الجيش الإسرائيلي طوال الأشهر السبعة على الحدود الشمالية لم تكن ناجحة على الإطلاق، إذ وسّع حزب الله عملياته بدقّة وعلى نطاق أوسع في الأسبوع ونصف الأسبوع الماضيين».
ميدانياً، واصل حزب الله أمس العمليات النوعية ضد مواقع جيش العدو وتجهيزاته الفنية والتجسسية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. فبعد تتبّع مستمر لحركة المنطاد التجسسي الذي يرفعه العدو فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان إدارته والتحكم به، استهدف مقاتلو الحزب بالأسلحة الصاروخية ثلاثة أهداف عائدة له بشكل متتال، وهي قاعدة إطلاقه التي دُمرت وأُفلت منها المنطاد، وآلية التحكم به وتمّ تدميرها بالكامل، وطاقم إدارته الذي أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح. وعلّقت صحيفة «معاريف» العبرية على العملية، بأن «الضرر الذي لحق ببالون المراقبة التابع للجيش الإسرائيلي اليوم هو استمرار لجهود حزب الله لتدمير أصول المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي، ولكنه أيضاً استمرار لاتجاه التصعيد الذي اتّبعه حزب الله في الأيام الأخيرة».
واستهدف حزب الله أمس مبانيَ يستخدمها جنود العدو في مستعمرتي المالكية وأفيفيم، ومقر قيادة اللواء 801 في ثكنة معاليه غولاني بالأسلحة الصاروخية، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «إسرائيل تعيش مأساةً حقيقية في جبهة الشمال»، وأنّه «لأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل، تتخلى حكومة يمين كاملة عن منطقتين (حزام أمني داخلي في الشمال وحزام أمني داخلي في الجنوب)»، و«للمرة الأولى منذ تأسيس إسرائيل يتمّ إخلاء منطقة كاملة (الشمال) مع السماح بإجراء حرب داخلها».
ودعت مراسلة الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية، دفنا لئيل، حكومة نتنياهو إلى تغيير سلّم أولوياتها والالتفات إلى الشمال، «لأنّها إذا لم تعالج الجبهة الشمالية فإنّ الأوضاع ستسير بسرعة إلى الوراء، وهذا أمر سيّئ بالنسبة إلى إسرائيل».
الشمال «يُنازع»: هل يُخلي العدو منطقة ميرون؟
في خبر بدا «يتيماً» كحال منطقة شمال فلسطين المحتلة ومستوطناتها التي يُفرض عليها تعتيم إعلامي، نقل محرر موقع «همحديش» الحريدي، مناحيم كولديتسي، أن القيادة الشمالية ناقشت أخيراً احتمال أن تضطر الجبهة الداخلية «قريباً»، بناء على التطورات، إلى إخلاء مستوطنات في محيط ميرون (جبل الجرمق)، بعدما صعّد حزب الله أخيراً من استهداف هذه المنطقة، خصوصاً قاعدة ميرون للمراقبة الجوية والتي تغطي المنطقة، سوريا ولبنان وتركيا وشمال الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.صفحة «حدشوت طفيريا فهسفيفا» (أخبار طبريا والمنطقة) العبرية على «فايسبوك»، نقلت الخبر وذيّلته بعبارة «بعد قليل سيضطرون إلى إخلائنا من هنا مع من أُخلوا» من المستوطنات المُحاذية للحدود مع لبنان منذ بدء الحرب، ونقلوا إلى فنادق وبيوت ضيافة في طبريا شمال شرق فلسطين. في التعليقات على الخبر، كتب موريس ليفي: «إذا كان الأمر كذلك، على الفقراء في هذه الدولة أخذ قروض والهجرة»، ورأى عوفر أن «الوضع كارثيٌ في هذه الدولة، ولا سبب للاحتفال (بالاستقلال) هذه الليلة». غير أن ألينيت غال – أدار تحلت بـ«الشجاعة»، قائلة إنه «بدلاً من أن يخلوهم عليهم إعادة السكان وشن حرب على حزب الله لإبعاده إلى ما وراء الليطاني».
وسيكون لإخلاء مستوطنات منطقة ميرون، في ضوء «تصعيد محتمل»، تبعات كبيرة خصوصاً لاحتوائها على مناطق صناعية كاملة، مثل المنطقتين الصناعيتين في كل من «تيفين» و«دالتون» اللتين تضمان عشرات الشركات والمصانع، بينها شركة «يسكار» التي تنتج شفرات قص متقدمة مخصصة للمخارط المحوسبة وتعتبر الرائدة في العالم في هذا المجال، إضافة إلى مصنع «ميكرو» الذي يصنّع معدّات دقيقة تستخدم في صناعات السيارات والطائرات والأجهزة الطبية، إضافة إلى متحفي الماكينات والسيارات القديمة.
وتعد ميرون التي تبعد نحو تسعة كيلومترات عن الحدود مع لبنان، مستوطنة دينية قومية في الجليل الأعلى، وتقع ضمن جبل ميرون (الجرمق)، وهي تابعة للمجلس الإقليمي «مروم هجليل» ولمنظمة مستوطنات «هبوعيل همزراحي». أسسها عام 1949 مهاجرون من هنغاريا ورومانيا، وجنود خدموا في «اللواء السابع»، فوق أنقاض قرية ميرون الفلسطينية التي طُرد أهلها إلى لبنان، وسميّت بالاسم ذاته. وتتميز المستوطنة بالسياحة الدينية لوقوع قبر الحاخام اليهودي شمعون بار يوحاي في الجزء الجنوبي منها، والذي يزوره سنوياً أكثر من مئة ألف يهودي للاحتفال بعيد «لاغ بعومر» الذي أوصى الجيش بإلغاء احتفالاته هذا العام، في ظل التصعيد الذي تعيشه المنطقة.
كما تقع ميرون ضمن جبل الجرمق الذي يتميّز بطبيعته واخضراره على مدار العام، ويسكنها نحو ألف مستوطن، وتعتمد على الزراعة بشكل كبير لقربها من أنهار وعيون كثيرة، وعلى الاقتصاد الزراعي، والاتجار بالثمار المجففة، وصناعة النبيذ. وتضم ثانوية تكنولوجية تابعة للكلية التكنولوجية لسلاح الجو. وتحيط بالمستوطنة مستوطنات أخرى، من بينها دالتون، ومدينة صفد، وقرى فلسطينية بينها ساجور والرامة ونحف والجش وحرفيش والبقيعة…
وباتت تتردد أخيراً عبارة «مات الشمال» على ألسنة المستوطنين الغاضبين من حكومة بنيامين نتنياهو التي يتهمونها بالتخلي عنهم، وعن واحدة من أكثر المناطق حيوية، وهو ما دفع عدداً من رؤساء المجالس الاستيطانية في الجليل إلى التهديد بالانفصال عن إسرائيل. ونظّم مئات المستوطنين أمس في مفارق مستوطنات «خط المواجهة»، ومعهم رؤساء المجالس الاستيطانية، تظاهرة لمناسبة يوم «الاستقلال» احتجاجاً على «فقدان الأمن»، و«انهيار المزارع، والمصالح التجارية، والشركات»، مطالبين الحكومة والجيش بإعادة الأمن للمنطقة ليتمكّنوا من العودة إلى بيوتهم.
تضم المنطقة مناطق صناعية كاملة وعشرات الشركات والمصانع
ونشرت صحيفة «غولبس» الإسرائيلية أخيراً دراسة أجرتها مؤسسة «صموئيل نئمان للبحوث السياسية والقومية» التابعة لكلية الهندسة، لتقييم تأثيرات الإجلاء لسكان الشمال عن مستوطناتهم، خلصت إلى صورة «قاسية» حول مجموعات تواجه أزمة، وتعاني شعوراً عميقاً بالإهمال من جانب الدولة، وصراعاً لإعادة الحياة إلى مجاريها.
ووفقاً للبروفيسورة ميراف أهرون – غوتمان التي أشرفت على الدراسة، فإن هناك مشكلات كثيرة في قضية إخلاء المستوطنين بسبب عدم قدرة خطة الإخلاء على ما يظهر على تعزيز الصمود المدني للسكان. كما أن ثمة مسألة أكثر أهمية وإلحاحاً بالنسبة إليها، وهي مجال التعليم، لأن السنة الدراسية الجديدة تبدأ في 1 أيلول المقبل وكثير من الأهالي لا يعرفون أين سيسجّلون أولادهم، علماً أن جزءاً كبيراً منهم أصلاً إما لم يدخل في إطار تعليمي، وإما تابع دراسته من بعد كما في مدة كورونا. كما لفتت إلى «نتيجة أساسية تتعلق بالعلاقة القوية للسكان بالمكان. فقبل الحرب شعر 82% دائماً أنهم محظوظون لأنهم يعيشون في الشمال. وكان واضحاً لدى 75% أن الحياة في الشمال مرتبطة بثغرات تتميز بها الضواحي، لكن قلة قليلة فقط (12%) كانت تدرس المغادرة لو أتيح لها ذلك. ورغم الحرب المستمرة، تبيّن أن 56% يظهرون التزاماً عالياً بالشمال ومهتمون برؤية أولادهم يستمرون بالسكن فيه. مع هذا، أكثر من ثلث المستطلعين قلقون من الوضع الأمني ومن الخدمات المفقودة في المنطقة ولا ينصحون أولادهم بالعودة لبناء عائلتهم في المنطقة».
حزب الله يمسك المفاوضات
مفارقة جلسة مجلس النواب اليوم هي في النتيجة السياسية لها، بغضّ النظر عن ملف النازحين السوريين، لأن ما أسفرت عنه حرب غزة وانعكاس حرب الجنوب هو إمساك إضافي لحزب الله بمفتاح التفاوض الخارجي، واليوم ملفّ النازحين، فيما القوى المسيحية في مكان آخر من مساحة التجاذب السياسي
بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أول من أمس، حول ملف النازحين وكيفية معالجته، لم تعد الجلسة النيابية اليوم سوى لزوم ما لا يلزم، علماً أنها مخصصة أساساً لجزء من ملف النازحين المتعلق بهبة مالية فقط، أما المعالجة السياسية فمتروكة الى ما بعد حرب غزة وما بعد التفاوض الدولي مع سوريا والبنود الأخرى التي حدّدها حزب الله. لكن ما خلصت إليه الجلسة، قبل أن تنعقد، أن النواب اليوم سيعطون الثقة لحكومة تصريف الأعمال تحت عنوان فضفاض لملف يعرفون جميعاً أنهم لن يتمكّنوا من تغيير حرف فيه. ومسارعة النواب الى الجلسة، بعد إشارة من الرئيس نبيه بري، تعطي لرئيس حكومة تصريف الأعمال الذي يقود الاتصالات الخارجية بالتنسيق حرفاً حرفاً مع بري، ورغم الانتقادات الشكلية له، مساحة راحة إزاء عودة النواب الى مقاعدهم لمساءلة حكومة سبق لبعض القوى السياسية المسيحية أن اعتبرت أنها تسعى الى أن تحلّ محلّ رئيس الجمهورية، وأنها تمارس عملاً غير مستحق لها. رغم أن القوى المسيحية المشاركة اليوم في الجلسة في إطار المزايدات بينها حول قضية النازحين، مسؤولة بالتكافل والتضامن بمجتمعاتها وبلديّاتها (وجمعيات مسيحية) التي تستفيد مالياً من النازحين، عن تضخم انتشار السوريين في لبنان مثلها مثل أي طرف آخر، إن لم يكن أكثر باعتبارها اليوم أول المزايدين في هذا الملف. ولا تقلّ مسؤولية بكركي والبطريركية المارونية التي لا يغطّي اجتماعها الأخير تهاونها في معالجة هذا الملف منذ أن اندلعت حرب سوريا وموقفها من النظام السوري.إضافة الى حكومة تصريف الأعمال، أثبت رئيس مجلس النواب أنه ساعة يريد يفتح المجلس النيابي لقضايا متنوعة كالتمديد لقائد الجيش وللبلديات ولملفات متفاوتة الأهمية، وحينها تتجاوب معه معظم القوى السياسية لاعتبارات مختلفة وتبريرات تغطي التواطؤ السياسي تحت الطاولة في قضايا تتلاقى عليها مصالح هذه القوى. وبين كل هذه العناوين التي يتوافد إليها النواب اليوم وقبلها في جلسات سابقة، تغيب رئاسة الجمهورية عن ساحة النجمة. لا الرئيس بري يدعو الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ولا حكومة تصريف الأعمال يضيرها عدم وجوده، فيما القوى السياسية تتجاوب مع رئيس المجلس لحضور جلسة يقرر زمانها ومكانها وجدول أعمالها.
الكتل المسيحية تؤمّ المجلس النيابي لا لانتخاب رئيس بل لمناقشة جزء من ملفّ أصبح الكلام عنه شعبوياً بعد 12 عاماً من اللامبالاة
في المقابل، تنشغل هذه القوى ببرمجة عمل اللجنة الخماسية وتحرك أعضائها، فرادى أو مجتمعين، على افتراض خاطئ أن الملف الرئاسي يتحرك بدفع خارجي. وبغضّ النظر عن الأجندة الأميركية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وعن فشل فرنسا في دفع الملف الى الأمام، لا يمكن النظر الى الملف الرئاسي إلا من زاوية حزب الله ومصلحته اليوم في ألّا تجرى الانتخابات الرئاسية.
فكلام الأمين العام لحزب الله في ملف النازحين أعاد، بعد النقاط التي سبق للحزب أن حدّدها في موضوع الجنوب في كل الأجوبة التي حصل عليها الموفدون الغربيون الى لبنان، دور حزب الله في التفاوض. وليس تفصيلاً ما سبقت الإشارة إليه بأنّ ممثلَي الثنائي هما اللذان درسا وأعدّا الأجوبة اللبنانية على الورقة الفرنسية. وفي الوقت نفسه، حدّد الحزب للحكومة خريطة عمل في ما يتعلق بدور سوريا ومؤتمر بروكسيل والهبة الأوروبية وكل ما يتعلق برسم خطة عودة النازحين. والتفاوض الذي هو حقّ حكمي لرئيس الجمهورية صار في يد الثنائي. فأيّ خطّة تقوم بها اللجنة الخماسية لترتيب تفاهم يأتي برئيس للجمهورية ورئيس حكومة تعني إعادة تقسيم السلطة السياسية والتفاوض بين ثلاثة مكوّنات مارونية وسنّية وشيعية، فيما هي اليوم، وفي ظرف سياسي إقليمي ودولي حساس، محصورة بمكوّن واحد، في حين أن رئيس حكومة تصريف الأعمال يضع كل ما تملكه الحكومة من رصيد في يد الثنائي. وأيّ توقيت أكثر مناسبة للحزب في أن تكون الأنظار الإقليمية والدولية موجّهة إليه، ليصبح أيّ نقاش يدور حول مستقبل لبنان في احتمال حصول تفاهم أميركي – إيراني، أو اتصالات أميركية – فرنسية – إسرائيلية حول الجنوب تمرّ حكماً عبره. تبعاً لذلك، يصبح الكلام عن تحرّك للجنة الخماسية وتفعيل ملف الرئاسة من دون أي مغزى، طالما أن حزب الله أصبح يملك، عدا عن قرار الحرب والسلم، قرار التفاوض، فيما نواب الكتل المسيحية يؤمّون المجلس النيابي اليوم لا لانتخاب رئيس، بل لمناقشة جزء من ملف أصبح الكلام عنه شعبوياً، بعد 12 عاماً من اللامبالاة.
اللواء:
تفاهم على توصية مُلزمة للحكومة.. ودمشق تنتقد المشاركة في بروكسيل
الرياض تجدِّد دعم لبنان وإجراء الإصلاحات.. والتزوير يطال خاتميّ برّي وميقاتي
يحمل الرئيس نجيب ميقاتي معه الى مؤتمر القمة العربية في المنامة بعد الجلسة النيابية، ما يمكن وصفه «بتعويم نيابي» لحكومة تصريف الاعمال، وتفويضاً باجراء الاتصالات مع الحكومة السورية، حيث سيُعقد اجتماع لبناني – سوري على مستوى رئيسي حكومتي البلدين.. من اجل التفاهم على آلية تطبيقية لعودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة، وبطريقة طوعية، كما حدث بالنسبة لدفعة من 330 نازحاً، نظم لهم الامن العام اللبناني عودة طوعية بالتنسيق مع القيادة السورية.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التوصية التي عمل عليها عدد من النواب قبيل جلسة الهبة الأوروبية في مجلس النواب تهدف إلى تجنيب المجلس أي شرخ حيال ملف النزوح السوري، وقالت إن جلسة اليوم والتي سبقتها مواقف مرتفعة السقف من ملف الهبة توصي الحكومة بسلسلة نقاط تستعجل معالجة النزوح ولاسيما العودة الطوعية وإجراء مباحثات مع الجانب السوري وتطبيق إجراءات اتخذت سابقا من ترحيل السوريين غير الشرعيين وغير ذلك، معلنة أن الحكومة قد تجتمع من أجل التأكيد على ما صدر.
واوضحت المصادر أن رفض الهبة أو القبول بها أمر لن يكون بهذه السهولة، ولذلك قد يكون الموقف مدروسا لأن لبنان لا يريد تعريض علاقاته الأوروبية إلى الخطر وفي الوقت نفسه لا يمكن القبول ببقاء النازحين على أرضه.
وفي الكلمة الافتتاحية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية، اكد وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان ان «المملكة العربية السعودية تقف الى جانب الشعب اللبناني»، داعياً الاطراف اللبنانية لتغليب المصلحة العامة عبر تنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية تؤدي الى تجاوز الازمات.
لقاءات في المنامة
وكشف النقاب قبل الجلسة عن اتصال هاتفي تم بين الرئيس ميقاتي ونظيره السوري حسين عرنوس، جرى التطرُّق خلاله الى ملف التنسيق بين بيروت ودمشق حول الملف، على ان يُعقد لقاء بين ميقاتي وعرنوس في البحرين غداً على هامش القمة العربية.
وتحضيراً للاجتماع على مستوى رئيسي حكومة البلدين لبنان وسوريا، اجتمع في المنامة، وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مع نظيره السوري فيصل المقداد.
يشار الى ان بو حبيب رد على رسالة المقداد لجهة اعتباره ان مؤتمر بروكسل منصة للهجوم على سوريا.
وجاء في رد بو حبيب ان مشاركة لبنان في المؤتمر تنطلق من قناعة بعدم جواز تغييب الدول المعنية بالازمات او المتأثرة بها عن الاجتماعات المخصصة لهذه الازمات، واشار الى ان لبنان سيطالب بدعوة سوريا الى المشاركة في المؤتمر.
التوصية بالنقاط
واجتمع ممثلو الكتل النيابية من دون مشاركة النواب التغيريين، لإنتاج مسودة توصية، شرطها الاول ان تكون ملزمة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي.
وشارك في اللقاء النواب: جورج عطا الله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجية، احمد الخير، هادي ابو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد وقاسم هاشم.
وحسب المعلومات تتألف التوصية من 10 نقاط:
1- تشكيل لجنة وزارية برئاسة ميقاتي للتواصل مع الحكومة السورية والجهات المانحة لتسهيل عودة النازحين الى سوريا، والضغط على UNHCR (مفوضية اللاجئين) لاعطاء الداتا كاملاً للسلطات اللبنانية.
2- ضبط الحدود البرية.
3- تطبيق القوانين اللبناني بما يخص تسليم المساجين السوريين الى بلدهم..
4- تطبيق القوانين المرتبطة بمن لا تنطبق عليه شروط الاقامة القانوني واعادتهم الى بلدهم سورياً او الى اي بلد آخر..
وفي بروكسيل، سيبلغ لبنان المؤتمر حول «مستقبل سوريا» الذي يعقد في 28 الجاري بتطبيق التوصية التي تنص على تطبيق القانون وترحيل السوريين استناداً الى مذكرة التفاهم الموقعة مع المفوضية السامية.
الملف الرئاسي واجتماع الخماسية
وبانتظار هدوء العاصفة التي نجمت عن هبة المليار يورو الاوروبية، يتوقع ان يعود الملف الرئاسي الى التداول من جديد.
وقال مصدر مطلع لـ«اللواء» ان هذه العودة لن تطول على الرغم من ان لا جديد مبلوراً بعد..
وتتجه الانظار الى اجتماع سفراء اللجنة الخماسية الدولية – العربية في مقر السفارة الاميركية في عوكر، للبحث في استئناف التحركات، بدءاً من عين التينة، واخراج الملف من «البراد» لانتخاب رئيس يتمكن من مواكبة التسوية المنتظرة للوضع على سكة الحل.
السفيرة الكندية
دبلوماسياً، التقت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي الرئيسين بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، على ان تزور اليوم قائد اليونيفيل الجنرال ارولدو لاثارو، بالاضافة الى مشروع تمويله الحكومة الكندية في بيروت.
وزار وفد من تكتل الحمهورية القوية وجهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية» سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، في مقر سفارة الاتحاد في بيروت. وتم خلال اللقاء عرض ملف النزوح السوري «ومخاطره الداهمة بشكل مفصل من قبل الوفد، وضرورة عودة السوريين إلى مناطق آمنة باتت متوافرة سواء الخاضعة للنظام أو تحت سيطرة المعارضة كما ضرورة توفير المساعدة لهؤلاء داخل سوريا. فبالنسبة للقوات مسار عودة السوريين إلى بلدهم بدأ ولن يتوقف».
العودة الطوعية
إذاً، باشرت منذ صباح أمس المديرية العامة للأمن العام عبر معبري الامن العام الحدويين في الزمراني – عرسال والقاع، تنظيم عودة طوعية لنحو 330 شخصًا من السوريين الموجودين في لبنان كانوا قد سجلوا اسماءهم لدى مراكز الأمن العام لتأمين عودتهم الى بلادهم.
وقد شكلت العودة، مع استئناف رحلات العودة الطوعية الى سوريا، بداية اساسية في عملية متواصلة ومستدامة لتمكين السوريين الموجودين في لبنان بصورة شرعية وغير شرعية بالعودة الى بلادهم، في وقت «تحرص المديرية العامة للامن العام على تأمين عودة آمنة لهم» كما افادنا الضابط المسؤول عن متابعة هذه العملية في عرسال».
وعند سؤالنا لبعض السوريين المغادرين طوعا، اعرب معظمهم عن «ارتياحهم لهذه الخطوة شاكرين للامن العام رعايته لهم بالعودة الى وطنهم بأمان».
تزوير أختام الرؤساء
قضائياً، وفي تطور وصف بالخطير، كُشف امس، عن تزوير اختام تعود للرئيس بري واخرى للرئيس ميقاتي ووزراء.
وحسب ما ذكرت محطة الـ«L.B.C.I» ان المراد من التزوير تسجيل املاك عامة كأملاك خاصة عن طريق بيعها تزويراً.
الوضع الميداني
ميدانياً، كان التطور الابرز استهداف المقاومة منطاداً للتجسس (من نوع سكاي ستار 330) ودمرت قادعة اطلاقه، واصابت آلية التحكم به ودمرتها، واستهدفت طاقم ادارته..
وحسب المقاومة فالمنطاد مجهز بمناظير للرصد الليلي، ويعمل في جميع احوال الطقس والرياح.
ومساء امس اغار الطيران المعادي على اطراف بلدة عيتا الشعب.
وكان العدو نفذ فجر أمس عدواناً على بلدة كفركلا.. وحلق الطيران المعادي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري، وفوق الخط الازرق المتاخم للحدود الدولية.
واعترفت مصادر اعلامية اسرائيلية بمقتل 14 جندياً و10 مدنيين منذ بدء العمليات العسكرية في جنوب لبنان.
وليلاً استهدفت مسيرة اسرائيلية بـ3 صواريخ سيارة على طريق عام صور – الحوش قرب تعاونية رمال، وكان داخلها شخصان.
وذكرت معلومات اولية عن سقوط شهيدين.
البناء:
بلينكن على وقع التقدم الروسي في خاركيف يطمئن زيلينسكي إلى أن الأموال مقبلة
غزة تصرف النظر عن المسار التفاوضي وتحتكم للميدان: 50 آلية و50 إصابة
جبهة لبنان تسجل في عيون الكيان نقلة نوعية بالدقة والثقة والتخطيط ونيّة التصعيد
كتب المحرّر السياسيّ
حطّ وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في كييف ليلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بينما الأنباء الواردة من الجبهة تحمل كل لحظة تطوراً جديداً لصالح القوات الروسية، وكان لافتاً الكلام الذي قاله بلينكن علناً عن الثقة بالنصر على روسيا، وعدم تخلي الغرب عن الحكومة الأوكرانية، وأن الأموال التي قرّرتها إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا مقبلة. بينما القيادة الأوكرانية تشكو البطء في تدفق الأسلحة والذخائر وتراجع عدد القوات القادرة على القتال، في ظل اندفاعات روسية مكثفة تدعمها كثافة نارية غير مسبوقة.
في غزة تراجع اهتمام قوى المقاومة بالكلام السياسيّ، سواء ما يصدر عن الوسطاء أو ما يُقال في واشنطن وتل أبيب. وباتت القناعة الراسخة لدى قوى المقاومة بعد جولة التفاوض الأخيرة، أن مسار التفاوض لا يستحق هذه الدرجة من الاهتمام، طالما أن الأميركي الذي يُمسك بملف التفاوض على درجة من الوقاحة في التنصل من نصوص أشرف عليها، لمجرد أن المقاومة قبلتها ورفضتها حكومة الاحتلال. وتجلّت قمة الوقاحة في كلام مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان عن أن اتفاقاً يوقف إطلاق النار لا يزال ممكناً بمجرد أن تطلق حماس سراح الأسرى، وكأن لا مفاوضات جرت خلال شهور وانتهت بعرض قبلته حماس ورفضته حكومة الاحتلال.
المقاومة تتصرّف هذه الأيام وفق قاعدة أن الكلمة للميدان وللميدان فقط، وأن حكومة بنيامين نتنياهو لا تهتم لمصير الأسرى، وأن الطريق الوحيد لوقف الحرب هو أن ينزف الاحتلال حتى يصبح عاجزاً عن مواصلة الحرب، ولذلك تبدو المقاومة وقد وضعت تسعيرة يوميّة للحرب، 50 آليّة و50 إصابة كل يوم، وهي بالأمس حققت هذا الرقم، بعدما حققت أول أمس رقماً قريباً منه.
في جبهة لبنان تكثر التعليقات داخل الكيان التي تتحدّث عن تفوّق استراتيجيّ وتكتيكيّ للمقاومة، وجاءت العمليّة المركبة لإسقاط منطاد التجسس وتدمير قاعدته وجهاز التحكم به، لتثير موجة من الذهول حول قدرات حزب الله وتفوّقه الاستخباريّ والتكتيكيّ، ويتحدّث المحللون والمعلقون عن زيادة منسوب الثقة والدقة والتخطيط ونية التصعيد والروح الهجوميّة لدى المقاومة. وهو ما يظهر من الخط البياني للعمليات ونتائجها في جدول الخسائر النوعيّة والعتاد والخسائر البشرية.
تنعقد الجلسة النيابية اليوم في ساحة النجمة للبحث في مسألة النزوح السوري في لبنان وإصدار توصية الى الحكومة في شأن الهبة الأوروبية من جهة، وكيفية التعاطي مع هذا النزوح من جهة ثانية، وسوف يستمع المجلس إلى شرح رئيس الحكومة لملف النزوح وكيفية معالجته وهبة المليار دولار. وعقد أمس، بعيداً من الإعلام، لقاء تشاوري في مجلس النواب عشية الجلسة المخصّصة غداً لمناقشة موضوع الهبة الأوروبية، بهدف وضع تصوّر موحّد لإطار مسودة القرار أو التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة حول ملف النزوح السوري. وشارك في اللقاء النواب: جورج عطالله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجية، أحمد الخير، هادي أبو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد وقاسم هاشم.
وتم الاتفاق، بحسب ما علمت «البناء» على تشكيل لجنة وزارية لمتابعة الملف، التنسيق مع سورية أمنياً وسياسياً، تطبيق القوانين اللبنانية والاتفاقيات الموقعة مع سورية لجهة اتخاذ القرارات التي تنظم وجود النازحين وترحل السجناء السوريين، الدفع نحو رفع الحصار المفروض عن سورية من خلال قانون قيصر، إعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة الى بلادهم، تسليم مفوضية اللاجئين الحكومة اللبنانية الداتا كاملة، زيادة المساعدات الأوروبية والدولية للبنان.
وفيما سيكون للتيار الوطني الحر موقف واضح من ملف النزوح في كلمة رئيسه النائب جبران باسيل أمام مجلس النواب اليوم، اعتبر عضو تكتل «لبنان القويّ» النائب سليم عون أن نجاح جلسة مجلس النواب يكمن في وحدة الموقف الذي لا بديل لنا منه». وشدّد على أننا «نحتاج إلى موقف حازم لبدء الخطوة الأولى في حل أزمة النزوح، فيكون الموقف اللبنانيّ الموحّد رسالة الى كل دول العالم». ولفت إلى أن «القرار السياسي الحقيقي بعودة النازحين ليس بيد الأوروبيين بل بيد الولايات المتحدة الأميركية التي عليها الكفّ عن وضع الموانع والعقوبات لتسهيل عودة السوريين الى بلادهم».
وبينما يتّجه النائب جميل السيد إلى مناقشة تفعيل الاتفاقية الموقعة مع المفوضية العليا لشؤون النازحين، يفترض أن يتوحّد النواب السنة في جلسة اليوم حول وجهة نظر واحدة من ملف النزوح بعدما كان تكتل «التوافق الوطني»، أبدى ملاحظاته حول ملف النازحين ووضع خريطة طريق للخروج من هذه الأزمة، وتواصل مع مختلف الكتل السنية في هذا الشأن.
وأمل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان أن تشكّل الجلسة النيابية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري والمخصّصة لبحث ملف النزوح السوري، مدخلاً حقيقياً لمقاربة الكتل النيابية لموضوع النزوح بما تقتضيه المصلحة الوطنية.
وخلال اجتماع مع «هيئة متابعة عودة النازحين» في «القومي»، قال حردان: كنا أول المبادرين للتنبيه من تداعيات النزوح السوري على الواقع اللبناني، وأكدنا بأن أزمة النزوح تطال اللبنانيين والسوريين على حدّ سواء، لأن لبنان في الأساس يعاني من مشكلات كبيرة في ما يتعلق بالبنية التحتية والقدرة الاستيعابية والخدمية لناحية تأمين المياه والكهرباء والطبابة والتعليم، إضافة إلى ما يعانيه من بطالة ومديونيّة كبيرة وانكماش اقتصادي.
وتابع قائلاً: ما هو مؤسف أن بنود خطتنا لم تلق آذاناً صاغية من الحكومة اللبنانية وقتذاك، في حين كان موضوع النزوح يتفاقم لوقوعه بين مطرقة بعض القوى السياسية اللبنانية التي كانت تشجع على النزوح، وبين سندان القوى الخارجيّة، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، التي تدعم هذا الاتجاه. وكلنا يذكر ما صدر عن مؤتمر بروكسل في نيسان 2018 لجهة ممانعة القوى الخارجيّة لعودة النازحين إلى بيوتهم ووضعه شروطاً سياسية تعجيزية للبنان وسورية.
ورأى حردان أن جلسة الأربعاء النيابية اليوم التي ستُعقد بعد طلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال، وعلى جدول أعمالها توحيد المقاربات في التعامل مع ملف النزوح السوري، تُحقق الغرض منها، في حال توفرت إرادة سياسية لدى مختلف الكتل النيابية بوجوب المعالجات الجادة، لا المزايدة وتسجيل النقاط فقط.
إن خلوَّ المقاربات من تأثيرات الخارج وضغوطه، يحقق توافقاً على الخطوات والإجراءات المطلوبة في هذا الصدد، وما نأمله تضمين التوصية إلى الحكومة اللبنانية بموقف موحّد بهذا الخصوص ومواكبة الحكومة لترجمته ودعمها.
ولفت حردان إلى أن الموقف اللبناني الموحّد تجاه موضوع النازحين، لا يمكن أن يحقق النتائج المرجوة، إذا لم يقترن بإجراءات عملية ضاغطة، ليس على النازحين الذين يرزحون تحت عبء ثقيل، بل الضغط على القوى الخارجيّة التي تعمل على تأبيد النزوح، ولتحقيق أهدافها من وراء الاستثمار في النزوح على مدى عقد ونيّف.
واعتبر حردان أن كل الخيارات يجب أن تكون متاحة، فلبنان ليس حرس حدود في شرق المتوسط للدول الأوروبية، وعدم القدرة على تلبية مقتضيات النازحين يضعه أمام مسؤولية إنسانية وأخلاقية، تحتم عليه عدم وضع قيود على أي نازح في اختيار الوجهة التي يريدها.
وأردف حردان: في الثامن والعشرين من هذا الشهر ينعقد مؤتمر بروكسل المخصّص للبحث في ملف النزوح السوري، ولبنان مدعوّ إلى هذا المؤتمر، لذلك على الوفد اللبناني أن يضع خياراته على الطاولة، وأن يقف موقفاً حازماً ويُصرّ على أن يبحث المؤتمر ملف النازحين لا ان يتحول الى منصة للهجوم على الدولة السورية. وهنا نؤكد أيضاً على ضرورة رفع الصوت رفضاً لقانون قيصر الذي يعمق الأزمة، ومطالبة المجتمع الدولي بإنهاء هذا الحصار القسري الظالم المفروض على سورية.
وختم حردان قائلاً: نحن نتطلّع الى أن لا تشوب الإجماع اللبناني أي نتوءات، وأن تشمل الخيارات خطوات جادة باتجاه سورية وأن تبادر الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع نظيرتها السورية، وأن يشمل هذا التنسيق كل المؤسسات والأجهزة المعنية بهذا الملف، خصوصاً أن سورية أعلنت مراراً وتكراراً أنها مستعدة لبحث كل الحلول والمعالجات.
إلى ذلك، عقد الرئيس نجيب ميقاتي – الذي يتوجّه الى البحرين اليوم للمشاركة في القمة العربية سلسلة اجتماعات ولقاءات في السراي، فاستقبل سفير إيطاليا الجديد في لبنان فابريتسيو مارتشيلي الذي أعلن بعد اللقاء «بحثنا الأوضاع في لبنان، ورحّب بي الرئيس ميقاتي في لبنان، وتطرّقنا الى زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية إلى لبنان في شهر آذار الماضي، كما عرضنا مسألة النازحين السوريين في لبنان والمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل بشأن هذا الموضوع، إضافة إلى الإجراءات التي سيتخذها لبنان في هذا الملف… كما استقبل رئيس الحكومة وفداً من الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين برئاسة المنسق العام النقيب مارون خولي.
وعلى هامش مشاركته في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، تمهيداً للقمة العربية المقررة غداً الخميس، في المنامة، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالله بوحبيب في البحرين، نظيره السوري الدكتور فيصل المقداد. وأثنى بو حبيب على «تأييد الحكومة السورية قرار عودة النازحين»، مشدداً على «ضرورة حشد الدعم الدولي لفصل أي حل سياسي عن مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، إضافة الى ضرورة إطلاق فوري وفعال لمشاريع تأهيل البنى التحتية الأساسية في القرى السورية المهدّمة دعماً لهذه العودة». كما التقى بوحبيب نظيره المغربي الوزير ناصر بوريطا.
كذلك، اجتمع بو حبيب مع نظيره اليمني الوزير شايع محسن الزنداني، وأكد بو حبيب «تمسك لبنان بالقانون الدولي والشرعية الدولية، بما فيه القرارات الأممية المتعلقة بلبنان والمنطقة»، وقال: «حان الوقت لتطبيق الحل السياسي العادل وإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، وفقاً لمبادرة السلام العربية الصادرة في قمة بيروت لعام 2002». وأشار إلى أنها «السبيل الوحيد التي ستخمد نار الحرب والدمار».
وكرر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب للتحضيرِ للقمة العربية الثالثة والثلاثين، وقوفه الى جانب الشعب اللبناني.
ودعا بن فرحان كافة الأطراف اللبنانية لتغليب المصلحة العامة عبر تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تقود إلى تجاوز أزماته.
وزار وفد من تكتل الحمهورية القوية وجهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية» سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، وتمّ خلال اللقاء عرض ملف النزوح السوري «ومخاطره الداهمة بشكل مفصل من قبل الوفد، وضرورة عودة السوريين إلى مناطق آمنة باتت متوافرة سواء الخاضعة للنظام أو تحت سيطرة المعارضة، كما ضرورة توفير المساعدة لهؤلاء داخل سورية».
وباشرت منذ صباح أمس، المديرية العامة للأمن العام عبر معبري الأمن العام الحدوديين في الزمراني – عرسال والقاع، تنظيم عودة طوعيّة، شملت فقط لنحو 330 شخصًا من السوريين الموجودين في لبنان كانوا سجلوا أسماءهم لدى مراكز العام العام لتأمين عودتهم الى بلادهم. وأكد المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري أن «هذه القافلة تشكل بداية وانطلاقة جديدتين لمسار طويل يتطلب رعاية رسمية، ومتابعة وتواصلاً مع الجانب السوري ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لحسن التنفيذ، ووضع هذا الملف على سكة الحل النهائي».
على صعيد آخر، تتجه الأنظار الى اللقاء الذي يُعقد اليوم لسفراء الخماسية الدولية في عوكر، حيث سيؤسس لحركة جديدة يقوم بها السفراء سيستهلونها من عين التينة وتجدر الإشارة الى أنّ هذا «الاجتماع هو الأول الذي تستضيفه السفيرة الأميركية ليزا جونسون وهو منطقي بتوقيته ومقرّه». ولفت، سفير مصر في لبنان علاء موسى إلى أنّه «يجب إعطاء الملف الرئاسي أولوية»، مشيرًا إلى أنّ «اللجنة الخماسيّة ملتزمة بتحريكه ونبحث بكيفية تحريك الزوايا لإحداث خرق ما».
وجالت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي على المسؤولين. بداية استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ميلاني والوفد المرافق، بحضور سفيرة كندا لدى لبنان ستيفاني ماكولوم، حيث جرى عرض للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة في ضوء مواصلة «إسرائيل» لعدوانها على لبنان وقطاع غزة إضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين. بعدها توجّهت الدبلوماسية الكندية الى السراي حيث استقبلها الرئيس ميقاتي.. واستقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة Joly بحضور السفيرة الكندية في لبنان، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وستزور ايضاً قائد «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو وأحد المشاريع الإنمائية التي تمولها كندا في بيروت.
ميدانياً، تواصل القصف الإسرائيلي جنوباً. فشن الطيران الإسرائيلي المسيّر مساء أمس غارة على طريق عام صور – الحوش مستهدفاً سيارة في المنطقة ما أدى الى سقوط شهدين، واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية حي القندولي – غرب بلدة ميس الجبل. وتعرّضت أطراف بلدة زبقين لقصف مدفعي إسرائيلي. وشن الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت الأطراف الجنوبية لبلدتي راشيا الفخار وكفرحمام. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على ساحة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، وأدت إلى إصابة مواطن بجروح متوسطة عملت فرق الدفاع المدني اللبناني على نقله إلى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل. وتسببت أيضاً بتدمير منزل تدميراً كاملاً، وبأضرار فادحة بعشرات المنازل المحيطة بالمنزل المستهدف، فضلاً عن احتراق سيارتين عملت عناصر الدفاع المدني على إخماد النيران التي اشتعلت فيهما. واستهدف القصف المدفعي بالقذائف الفوسفورية أطراف علما الشعب – الضهيرة، فالتهمت النيران الأحراج والأشجار المحيطة.
وأعلن حزب الله انه «وبعد تتبّع مستمر لحركة المنطاد التجسسيّ الذي يرفعه العدو فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان إدارته والتحكم به، استهدف بالأسلحة الصاروخية ثلاثة أهداف عائدة له بشكل متتال، وهي قاعدة إطلاقه التي دُمّرت وأفلت منها المنطاد، وآلية التحكم به وتم تدميرها بالكامل، وطاقم إدارته الذي أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح».
واستهدف الحزب ايضاً «مباني يستخدمها جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرتي المالكية وافيفيم بالأسلحة المناسبة».
المصدر: صحف