عندما نذكر الإعلام الإسرائيلي اليوم إبان العدوان على غزة، نتحدث عن جيش إعلامي حربي رديف للإحتلال، مهمته بث دعاية مساندة عمياء له، والتعمية على الحقائق وخداع الرأي العام. في العدوان الحالي على غزة، لم تحتج هذه المنصات العبرية لرقابة مشددة خارجية كما يحصل عادة في الحروب، بل طوّعت نفسها خدمة للإحتلال، وتحديداً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي استطاع الإستحصال على اصطفاف غير مسبوق في هذه الحرب، والوقوف خلف قرار إمادة الحرب للإفلات من الملاحقات القانونية. إعلام غيّب صورة غزة المدمرة والمجزّر بأهلها لصالح دعاية مساندة لجيش الإحتلال وتبرئة فظائعه في القطاع.
في فقرتنا اليوم، سنضيء على كيفية تدرج وسائل إعلام اسرائيلية في خدمة السياسة، وما يمكن تسميه بالتحوّل ضمن الإعلام الإسرائيلي خاصة في الأشهر الماضية، لدى ارتفاع حدّة الإنتقادات لنتنياهو ومواجهته ضغطاً شعبياً وسياسياً. سنعرّج على مسار إعلامي حاول نتنياهو في سنوات حكمه السابق والحالي تطويعه، وها هي المنصات العبرية اليوم لا يكاد يمر يوم الا وتمرر فيه رسائل انتقاد له وأحياناً كثيرة تتخطى السياسة وتذهب صوب التصويب الشخصي:
المصدر: موقع المنار