تمكن مقاتلو العشائر العربية في ريف دير الزور الشرقي، من فرض سيطرتهم على عدة مواقع لـ “قسد” في بلدتي ذيبان وطيانة بعد اشتباكات معهم. وأكدت مصادر محلية أن مقاتلي العشائر سيطروا على نقاط عسكرية تابعة لـ” قسد” في حي اللطاوة ومنطقة زرنا ومحيط جسر الميادين داخل بلدة ذيبان.
كما أكدت مصادر إعلامية في دير الزور، انسحاب غالبية النقاط العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة ذيبان، إلى مبنى البريد والمدرسة الثانوية بعد هجوم العشائر. وسحبت “قسد” جميع نقاطها العسكرية في الحوايج إلى مدرسة البلدة بعد هجوم شنه مقاتلون عشائريون عليها.
واستقدمت “قسد” تعزيزات عسـكرية إلى مدرسة الاعدادية والثانوية في قرية حوايج ذيبان، بحسب ما افادت مواقع معارضة، التي أشارت إلى إصابة 10 مدنيين بجروح، جراء قصف “قسد” بطائرات مسيرة “درون”، على مواقع متفرقة في بلدة ذيبان مساء الاثنين.
وبحسب مصادر في دير الزور، فقد هاجمت العشائر أيضا نقاط “قسد” بالقرب من مدرسة حمد العلي في بلدة الطيانة، وسط اشتباكات بين الطرفين.
وعممت صفحات ومواقع تابعة للعشائر تسجيلات فيديو تظهر انتشار مقاتلي العشائر في بلدة ذيبان، فضلا عن الخسائر التي تكبدتها “قسد” بالأعداد والمعدات. وبحسب مصادر محلية، قتل 5 من “قسد” نتيجة الاشتباكات، بالإضافة إلى تدمير آليات عدة.
وبالتزامن، هاجم مقاتلو العشائر حاجز العزبة على طريق ناحية الصور بقـذائف RPG، استقدمت على اثرها قسد تعزيزات عسـكرية إلى المنطقة. كما شن مقاتلو العشائر هجـوماً على إحدى نقاط “قسد” بالقرب من جسر مدينة العشارة من جهة بلدة درنج، تزامناً مع نـزوح أهالي حي العلوة بمدينة العشارة إلى مناطق أكثر أماناً.
وتأتي هذه الأحداث، بعد اعلان شيخ قبيلة العكيدات “إبراهيم الهفل” النفير العام، وأعلن عن بدء الهجوم على بلدة ذيبان بهدف استعادة الأراضي التي سيطرت عليها “قسد” مؤخرًا.
وفرضت “قسد” حظرًا للتجوال في بلدات الصبحة، والدحلة، وأبريهة، والبصيرة، عقب التحركات التي نفذتها قوات العشائر، وسيّرت دوريات عسكرية في القرى نفسها بعد أن أمهلت المدنيين دقائق لالتزام منازلهم. وأُعلن عبر مكبرات الصوت في مساجد القرى المذكورة أن القناصين سيستهدفون أي شخص يخالف حظر التجوال.
وأعلن “مجلس هجين العسكري” التابع لـ “قسد”، عن فرض حظر للتجوال في المناطق التي يسيطر عليها، بدءا من بلدة الشحيل وحتى الباغوز شرقي دير الزور.
هذا، وتواصل قوات سوريا الديمقراطية ملاحقة واعتقال السوريين، في مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرتها. وشنت حملة مداهمات في مدينة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي واعتقلت مدنيين، بالإضافة إلى حملات أخرى في الريف نفسه.
واعتدت ميليشيا “قسد” على رجل مسن في مدينة عين العرب في ريف حلب الشرقي، وهو مدرس، واقتادته إلى أحد المقرات العسكرية وعذبته بوحشية. وتنفذ قسد بشكل متكرر شن حملات أمنية ضد الشبان في مدن وبلدات دير الزور، بتهمة مشاركتهم في القتال مع العشائر.
وفي 28 من آب الماضي، نشبت مواجهات مسلحة في أرياف دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” قائد المجلس العسكري في دير الزور، أحمد الخبيل، الملقب بـ “أبو خولة”، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي المجلس، ودارت اشتباكات عسكرية وُصفت بالعنيفة في بعض قرى وبلدات دير الزور، التي خرجت عن سيطرة قسد بالكامل، قبل أن تعاود احتواء التوتر فيها.
وانتهت العمليات العسكرية في قرى من ريف دير الزور الشمالي والشرقي، في 9 من أيلول الحالي، بعد نحو أسبوعين من المواجهات المسلحة.
وتطالب عشائر المنطقة بتعزيز المكون العربي في “الإدارة الذاتية” التي تهيمن عليها كوادر من “حزب العمال الكردستاني” الكردي، على حساب العرب من أبناء المنطقة.
وسبق أن تعهد قائد “قسد”، مظلوم عبدي، عقب انتهاء المواجهات، بتلبية مطالب العشائر العربية شرقي سوريا وإصلاح الأخطاء التي قال إنها ارتكبت في إدارة المنطقة، سعيًا لنزع فتيل التوترات بعد أيام من القتال شهدته دير الزور.
وعن كيفية إصلاح العيوب، تعهد عبدي بإعادة هيكلة كل من المجلس المدني التابع لللإدارة الذاتية والذي يحكم المحافظة، إلى جانب مجلس دير الزور العسكري، التابع لقسد، لجعلهما أكثر تمثيلًا لجميع العشائر والمكونات في دير الزور.
المصدر: موقع المنار +مواقع