شكلت مناورة المقاومة الاسلامية التي أقيمت في الذكرى الـ23 لعيد المقاومة والتحرير وطرد العدو الاسرائيلي من جنوب لبنان بدون قيد او شرط في ايار/مايو من العام 2000، علامة فارقة في توجيه الرسائل الواضحة للصهاينة بضرورة الحذر من قدرات المقاومة وعدم ارتكاب أي حماقة باتجاه لبنان الذي سبق ان لقّن العدو دروسا قاسية عبر تلاحم الجيش والشعب والمقاومة.
ومن أهم الرسائل التي تضمنتها مناورة المقاومة، استخدام سلاح المسيّرات كعنصر فعّال في أي حرب مقبلة قد تستخدمه المقاومة للهجوم على مواقع وأهداف صهيونية في الداخل الفلسطيني المحتل، ولا شك ان قدرات المقاومة ومحورها تطورت لا سيما في سلاح المسيّرات وقد ظهر ذلك في ساحات عدة مما ادى لزيادة القلق الصهيوني، وبات على العدو ان يُعدّ العدة لمواجهة ما يخفى من قدرات لمسيرات المقاومة التي أعلنت الجهوزية التامة والتطور الكبير في الامكانات انطلاقا من التعاون المتين بين كل مكونات محور المقاومة.
وبالسياق، قال المتخصص بالشأن الصهيوني أيمن علامة في حديث لموقع المنار الالكتروني إن “التهديد الأبرز بالنسبة إلى الكيان الإسرائيلي يتمثل في مجال الطائرات المسيّرة، في التطوّر الذي شهدته إيران، التي أبدعت وتطوّرت في هذا المجال بسرعة، بشكل أثار قلقا جدّيا لدى الولايات المتّحدة والكيان الإسرائيلي”. وتابع “ما يثير خوف الأخيرين، أنّ الطائرات المسيّرة الإيرانية هي طائرات محلّية الصنع، رغم الحصار والعقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، يُضاف إلى ذلك، أنّ إيران لا تبخل في تقديم هذه التكنولوجيا والخبرة إلى حلفائها في المنطقة”. ولفت الى ان “هذا التطور الإيراني في هذا المجال دفع بقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي إلى التحذير من أن المنطقة تتحوّل إلى ساحة اختبار للطائرات بدون طيار”.
واعتبر علامة ان “هذا التهديد المتصاعد يُدركه وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس، الذي قال إن إيران تدرِّب (ميليشيات) من دول مختلفة لتشغيل طائرات بدون طيار متقدّمة في قاعدة كاشان في إيران، وخلال كلمة ألقاها أمام معهد سياسات مكافحة الإرهاب في جامعة رايخمان في هرتسيليا، العام الماضي، قال إنّ الجمهورية الإسلامية تدرِّب (ميليشيات) من العراق واليمن ولبنان وسوريا في القاعدة الجوّيّة شمال مدينة أصفهان، وتحاول تعليمها كيفيّة تصنيع طائرات مسيّرة”. ولفت الى ان “الخوف الصهيوني من سلاح المسيرات يظهر بوضوح في الاعلام الاسرائيلي وعبر المحللين والخبراء الصهاينة الذين يواصلون التأكيد على خطورة المسيرات وضرورة تطوير القدرات الدفاعية لمواجهتها”.
ورأى علامة ان “القلق الإسرائيلي الرئيسي من المسيرات الإيرانية في سماء أوكرانيا، هو استخدام هذا النوع من المسيرات في أي حرب مقبلة مع محور المقاومة، خاصة الجبهة الشمالية مع حزب الله واقرار الباحثين في الكيان بقدرات المقاومة والحجم الهائل للدمار وهشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية على تحمل ذلك”. ولفت الى “دراسة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب أوصت بأنه: يجب على إسرائيل أن تقوم بصياغة نهج شامل للتعامل مع التهديد المتنامي للطائرات بدون طيار، لمواجهة السيناريوهات التي تنطوي على مخاطر عالية، مثل إرسال طائرة بدون طيار تحمل مادة مميتة إلى إسرائيل”. واضاف ان “الدراسة أوصت على المستوى الاستراتيجي: فإن إسرائيل ملزمة بالاستمرار في تطوير التقنيات المتقدمة لمواجهة تهديد الطائرات بدون طيار، وتعميق الجهود الاستخبارية وتوسيع التعاون الدولي في هذا السياق، إضافة إلى الصادرات الدفاعية في هذا المجال، لأن التهديد سيزداد، وهذا لا يقلق إسرائيل وحدها”.
المصدر: موقع المنار