تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم اليوم الاثنين، ودوّت أصوات أسلحة ثقيلة قرب المنطقة الصناعية وحيّي الرميلة والحلة الجديدة بغرب الخرطوم. ودوت انفجارات عنيفة في حيّ المعمورة بجنوب شرق الخرطوم جراء القصف المدفعي المتبادل بين الجيش والدعم السريع، واستهدفت قذائف مدفعية مباني في حيّ الجريف قرب شارع الستين بشرق الخرطوم.
وتجددت الاشتباكات صباح الاثنين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، ودارت اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أحياء بشمال وشرق المدينة، كما سمع دويّ أصوات المدافع بمناطق في جنوبها.
واتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بالهجوم على المناطق السكنية في أحياء الأزهري والسلمة جنوبي الخرطوم، وذكر بيان أن قوات الدعم السريع قامت بإطلاق مدافع الهوان على المناطق السكنية في حي الأزهري، وهو ما أدى إلى مقتل رجل وإصابة أطفال.
من جانبها، قالت قوات الدعم السريع، إن الجيش استغل وقف إطلاق النار لتحقيق امتيازات على الأرض ومهاجمة قواتها في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة، وأكدت التزامها بإعلان جدة لحماية المدنيين، بحسب البيان.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار الماضي محادثات بين الجيش والدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين على الالتزام بحماية المدنيين، وإعلان عدة هدن وقعت خلالها خروق وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، مما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.
وأمس الأحد، تجددت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم، مع انتهاء هدنة مدتها 24 ساعة اقترحتها الوساطة السعودية الأمريكية.
ويتبادل الطرفان، اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروق خلال سلسلة هدن لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، التي خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة غير مسبوقة من النزوح واللجوء.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي خلال قمة الإيغاد في جيبوتي اليوم الاثنين، إن الحرب في السودان إن لم تتوقف على الفور “فسوف تندلع حرب أهلية وتنهار الدولة السودانية”. وأشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى أن الأوضاع التي تتفاقم في السودان تصل إلى حد تهديد المنطقة بأكملها، وقال إن الأزمة العنيفة التي يمر بها السودان تمثل تهديدا كبيرا لوجوده وللمنطقة بأسرها.
وقال رئيس المفوضية الأفريقية “هناك عملية دمار ذاتي تحدث في السودان حاليا ويجب أن تتوقف”، وأضاف “نبذل جهودا من أجل وقف العنف وتشجيع السودانيين على الحوار”.
وانطلقت في جيبوتي اليوم قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لإقناع طرفي الأزمة في السودان بإجراء حوار لإنهاء القتال بينهما، وأعرب رئيس جيبوتي عن قلقه العميق من تداعيات الأزمة في السودان. كما وصف الرئيس الكيني الوضع في السودان بأنه سيّئ ويزداد تعقيدا، ودعا قادة منظمة الإيغاد إلى وضع حد للحرب الدائرة هناك.
مجلس السيادة يرحب بخطة “إيغاد” لإنهاء الأزمة
ودعت مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقي هانا تيتيه إلى وقف العنف في السودان مؤكدة أن النزاع الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع ينعكس على الدول المجاورة.
من جانبه رحب مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة بخريطة طريق قدمها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بخصوص الأزمة في البلاد. وقال عقار -في افتتاح قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في جيبوتي- إن الحكومة السودانية تريد إنهاء الحرب ووقف القتال، وتطالب بإيصال آمن للمساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن المنطقة تعيش أسوأ الأوضاع بسبب مختلف التحديات، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم للجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم.
المصدر: مواقع