في إطار التأكيد على متانة العلاقة الأخوية بين لبنان وسوريا جاءت زيارة الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون الى دمشق، حيث التقى الرئيس بشار الاسد، وتم بحث آخر التطورات في المنطقة لا سيما الانفتاح العربي على سوريا بعد انتصارها في الحرب الكونية ضدها وانهزام كل المخططات العدوانية التي تورط بها العرب.
ولأن الزيارة حصلت في توقيت هام على الساحتين الاقليمية والمحلية اللبنانية حاول البعض تحميلها مضامين ورسائل معينة ليست واقعية، فمثلا تم ربط الزيارة بالملف الرئاسي اللبناني على الرغم من ان الزيارة منسقة مسبقا وتزامنت مع حصول بعض التطورات، وانطلاقا من ذلك أصدر المكتب الاعلامي للرئيس عون بيانا نفى فيه محاولات البعض إلباس الزيارة غير ثوبها الحقيقي القائم على التفاهم والود مع الجارة الأقرب للبنان.
لكن من أبرز المسائل التي طرحت خلال الزيارة هي ملف عودة النازحين السوريين الى وطنهم، خاصة ان الرئيس عون من المطالبين دائما بهذا الأمر، كما ان سوريا وقيادتها قلبُها وأبوابها مفتوحة لأبنائها في أي ساعة ولا عراقيل توضع امامهم، وهذا ما تم التأكيد عليه خلال الزيارة التي تمت الثلاثاء، فقد أطلع الرئيس عون الرئيس الأسد على “خطورة الموقف الأوروبي الرافض لإعادة النازحين الى بلادهم والساعي لدمجهم بالمجتمع اللبناني والذي يضغط بشتى الوسائل لمنع هذه العودة بإدعاء حمايتهم من النظام في سوريا”. كما أكد الرئيس الأسد أن “سوريا كانت وما زالت مستعدة لاستقبال أبنائها”. وأوضح “هذه مسألة تتم بالتواصل والتعاون بين الدولتين”.
ولا شك ان العلاقة الاخوية القائمة والمتأصلة بين لبنان وسوريا التي تحكمها عوامل التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة والتقارب العائلي والمجتمعي هي التي يجب ان تعود الى طبيعتها بين الدولتين بشكل رسمي وواضح دون مواربة او فتح قنوات جانبية بين قوى وأحزاب فقط مع القيادة السورية، لأن مصلحة لبنان الاولى والاخيرة إعادة العلاقات المتينة والجيدة رسميا كما شعبيا مع الاخوة والاشقاء في سوريا دون إقامة أي اعتبار لرأي بعض الدول والجهات الخارجية، وما يؤكد على ذلك ما حصل من “حج” عربي الى الشام من مختلف الدول العربية وبالتحديد الخليجية وعلى رأسهم السعودية، ألا يكفي كل ذلك للبحث جديا عما ينفع لبنان ويحقق مصالحه في علاقته مع سوريا؟
وانطلاقا من ذلك يجب ان تشكل زيارة الرئيس عون الى دمشق بوابة والعودة اللبنانية الرسمية الى الشام بحثا عن مخارج لملفات عالقة وضاغطة وعلى رأسها ملف النازحين السوريين، الذي يجب ان يشكل كما العلاقة الطيبة مع سوريا أحد مفاتيح اختيار الرئيس العتيد للجمهورية في لبنان، وفي ظل التخبط القائم في هذا الملف، يجب التنبه الى أهمية انتخاب شخصية قادرة على حلحلة وعدم إضاعة الوقت بمرشحين استفزازيين، فوجود المرشح القوي والقادر كرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية يسهل هذه المهمة جراء قدرته على التواصل المباشر والجدي والنافع مع القيادة والمسؤولين السوريين، على أمل تحرك الحكومة اللبنانية بمباشرة العلاقات الطبيعية مع سوريا بما يحقق مصلحة البلدين.
المصدر: موقع المنار