استقبل الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين الذي نقل إليه رسالة شفهية من الرئيس بشار الأسد تتضمن تحياته وتهنئته للرئيس تبون والشعب الجزائري بمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد، وشكره للجزائر قيادة وحكومة وشعباً لما قدمته لسورية من مساعدات لمواجهة محنة الزلزال، وما حملته هذه المساعدات من رسائل محبة وتضامن وتعاطف مع الشعب السوري وما عكسته من الروابط العميقة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
ونقل الوزير المقداد ارتياح الرئيس الأسد للعلاقات التي تربط البلدين الشقيقين سورية والجزائر وللدعم الجزائري لسورية في حربها على الإرهاب ووقوف الجزائر إلى جانب سورية في كافة المحافل والمنابر العربية والدولية وأهمية تعزيز العلاقات بينهما لما فيه مصلحة وخدمة الشعبين والبلدين الشقيقين.
وحمل الرئيس تبون الوزير المقداد أحر تحياته للرئيس الأسد وسعادته الكبيرة لما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من تقدم، والإنجازات التي حققتها سورية في حربها على الإرهاب وصمودها في وجه المؤامرات وحفاظها على سيادتها، كما عبر الرئيس تبون عن ارتياحه لما تشهده الأوضاع في سورية من تطورات وما يسمعه من انفراجات تشهدها المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات العربية العربية، مؤكداً على بقاء الجزائر كما كانت إلى جانب سورية.
وعرض الوزير المقداد للرئيس تبون رئيس القمة العربية الحالية نتائج التواصل بين سورية وعدد من الدول العربية والدول الصديقة والتطورات السياسية في المنطقة والعالم والمواقف السورية تجاهها، بما في ذلك تأكيد الرئيس الأسد على أهمية حشد جهود جميع الدول العربية للدفاع عن قضاياها العادلة، مؤكداً أن الهم الأساسي لسورية حاليا يكمن في توحيد جهود الدول العربية وتحسين العلاقات العربية العربية من أجل الحفاظ على قضاياها العادلة ورفض التدخل في شؤونها الداخلية.
وأكد الرئيس تبون تقديره لموقف سورية الداعم لوحدة الموقف العربي والمصالح العربية والإنجازات التي حققتها سورية بقيادة الرئيس الأسد، مشدداً على موقف الجزائر الداعم لسورية والمساند لها.
وأوضح الرئيس الجزائري أهمية توحيد المواقف العربية في مواجهة كل ما تتعرض له الدول العربية من تحديات، وأن موقف الجزائر كان وسيبقى الدفاع عن سيادة واستقلال كل الدول العربية وعودة العلاقات العربية العربية إلى المستويات التي كانت عليها من وفاق واحترام للأولويات التي تجمع أبناء هذه الأمة، الأمر الذي حرصت عليه الجزائر خلال رئاستها الحالية للقمة العربية.
وفي ختام اللقاء أعاد الوزير المقداد تأكيده على أهمية استمرار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وكذلك استمرار التنسيق والتشاور بينهما في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات لمعالجة القضايا الملحة ثنائياً وإقليمياً ودولياً.
حضر اللقاء الدكتور نمير الغانم سفير سورية في الجزائر، ومن الجانب الجزائري كل من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية الجزائرية السفير محمد النذير العرباوي.
وقال المقداد في تصريح صحفي بعد اللقاء: “كان الحديث خلال اللقاء مع فخامة الرئيس عبد المجيد تبون من القلب إلى القلب، ونقلت إليه تحيات أخيه سيادة الرئيس بشار الأسد، ورسالة شفهية تؤكد على عمق العلاقات القائمة بين بلدينا الشقيقين، نحن الآن في بلد المليون شهيد نتعلم دائماً الدروس من تضحيات هذا الشعب العظيم الذي كنا وما زلنا إلى جانبه، ولا يمكن لأحد أن يفرق الجزائر عن سورية”.
وأضاف المقداد: “إن الجزائر بصفتها رئيس القمة العربية تحملت مسؤوليات كبيرة ودافعت عن حقوق الشعب العربي في كل مكان، والجزائر قيادة وشعباً وقفت إلى جانب سورية في كل التحديات التي مرت بها خلال الفترة الماضية، ونحن كنا إلى جانب الجزائر في العشرية السوداء، حيث نضالنا ضد الإرهاب سوياً، كما ناضلنا ضد الاستعمار وضد كل التحديات التي مرت بها الجزائر”.
وتابع المقداد: “شعرت خلال اللقاء مع فخامة الرئيس عبد المجيد تبون بأن الجزائر ذات العنفوان والجاهزة دائماً للدفاع عن مصالح أمتها ما زالت هي الجزائر التي نعرفها، حيث أكد فخامة الرئيس أن الجزائر لن تتخلى عن سورية مهما كانت الصعوبات، كما كانت سورية إلى جانب الجزائر في كل التحديات وهذا هو ما نتطلع إليه من علاقات استراتيجية قائمة بين البلدين”.
وقال المقداد: “أود أن أعبر عن التحيات الحارة للسيد الرئيس بشار الأسد إلى الشعب الجزائري وإلى القيادة الجزائرية وخاصة على الوقفة الصادقة التي عبر عنها الشعب الجزائري بقيادة فخامة الرئيس عبد المجيد تبون بعد وقوع كارثة الزلزال في سورية، فمن أوائل الفرق التي وصلت لإنقاذ الشعب السوري كان الفريق الجزائري الذي قام بدور أساسي لا يمكن لأي سوري إلا أن يتذكره بكل اعتزاز وفخر، إضافة إلى المساعدات التي وصلت إلى سورية من قبل الشعب الجزائري والتي تفوق الوصف”.
وأوضح المقداد أن الجزائر بصفتها رئيس القمة العربية وقفت إلى جانب سورية وكانت تريد أن تكون في قلب الحدث العربي وفي قلب التضامن العربي وفي قلب الجامعة العربية، وفي قلب العمل العربي المشترك من أجل تحقيق إنجازات على صعيد الواقع العربي.
ولفت المقداد إلى أن الجزائر كانت استضافت بعد القمة وقبلها وفوداً فلسطينية من أجل توحيد العمل الفلسطيني في إطار مقاومة محاولات صهينة الأرض والإنسان وهذا الموقف الذي تتشارك فيه سورية مع الجزائر يلقى كل الاحترام.
المصدر: سانا