إلى محطةِ المئةِ الفِ ليرةٍ وصلَ الدولارُ الاسود، فيما اصحابُ القلوبِ والعقولِ السوداءِ عندَ قرارِهم بنحرِ الليرةِ وتدميرِ البلدِ واقتصادِه، وسطَ عجزٍ حكوميٍّ، وصمتٍ سياسيٍّ وقضائي ..
محطةُ المئةِ الف هي أقصى الضرباتِ التي أصابت الليرةَ حتى الآن، لكنها قد لا تكونُ الاخيرة، معَ انفلاتِ الامورِ من عقالِها، وغيابٍ كُليٍّ لايِّ حسيبٍ او رقيب..
ومَن يرقُبِ المشهدَ اللبنانيَ يأسَفْ لحالِ بلدٍ يَستجدي اهلُه الايامَ اَن ترأفَ بهم، فيما بعضُ سياسييهِ ممتنعونَ حتى عن محاولةِ ايجادِ الحلول، واولُها اعادةُ انتظامِ المؤسساتِ عبرَ عمليةِ انتخابِ رئيسٍ للجمهورية.. ومفتاحُها حوارٌ داخلي..
لا اطالةَ الانتظارِ على قارعةِ التطوراتِ الاقليميةِ والدولية، فيما المنظماتُ الدوليةُ اِمَّا متفرجةٌ او مساهمةٌ بهذا الانهيار.. ويكفي دليلاً: أكاذيبُ البنكِ الدولي حولَ استجرارِ الكهرباء التي عَطَّلَها بإشارةٍ اميركية، وانصياعُ جُلِّ الدولِ للقرارِ الاميركي بمحاصرةِ لبنانَ، ومنعِ أيِّ دولارٍ خارجيٍّ عنه..
ومعَ وثبةِ الدولارِ الجنونية، جُنَّت الاسواقُ وأسعارُها، و تَاهَ الناسُ في خياراتِهم.. فيما المصارفُ عندَ إضرابِها لحمايةِ مكتسباتِها حتى آخرِ نفَسٍ بالبلد.. ولا من ينطقُ ببنتِ شَفَةٍ سياسيةٍ او قضائيةٍ للجمِ جموحِ هؤلاء..
في الولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ الواقعةِ تحتَ جنوحِ مصرفِ “سيليكون فالي” وأترابِه، ارتفعت الاصواتُ عالياً مشكِّكةً بتطميناتِ الرئيسِ جو بايدن عن حمايةِ أموالِ المودعين، ومحملةً البنكَ الفدراليَ المركزيَ المسؤوليةَ عما يَجري، فيما حذَّرَ خبراءُ اقتصاديونَ وماليونَ من خطورةِ الواقعِ المصرفيِّ وتداعياتِه على الاقتصادِ الاميركي، بل الاقتصادِ العالمي ..
وفي عالم يدَّعي التحضُرَ والانسانيةَ، ومؤسساتُهُ الاعلامية التي تحاضر بالحرية، يسقطون عند كل اختبار، وليس آخرها ما فعلته قناةٌ فرنسية مع اعلاميين، بينهم لبنانيان، تمَّ طردُهُم لمواقفِهِم الداعمة للقضية الفلسطينية..
المصدر: قناة المنار