حل يوم الـ12 من شباط/فبراير 2008 ثقيلا وقاسيا يحمل معه خبر إرتقاء القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية(الحاج رضوان) الى عليين، استشهد الرجل الغائب الحاضر على مدى سنوات من أرّق العدو الاسرائيلي ولقّنه الكثير من الدروس الموجعة.
وبعد ساعات بدأت تتضح صورة الرد الذي سيلقاه العدو على هذه الجريمة النكراء، حيث قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في تشييع القائد مغنية يوم 14-2-2008 “إذا كان دم الشيخ راغب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية وإذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا فإنّ دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إنشاء الله، هذا الكلام ليس للإنفعال وليس من موقع العاطفة بل بلحظة تبصر وتأمل.. أقول للعدو قبل الصديق أنّ الحاج عماد أنجز مع إخوانه كل عمله، وهو اليوم إذ يرحل شهيدا لم يبقِ خلفه إلاّ القليل مما يجب القيام به.. لا وهن ولا ضعف ولا خلل في جسد المقاومة وصف المقاومة، إخوة عماد مغنية سيواصلون طريقه ومشروعه وجهاده.. وليعرف العدو أنّه ارتكب حماقة كبيرة جدا..”.
ومن يتابع كل الاحداث التي تلت استشهاد القائد الحاج رضوان يدرك فعلا أن ما قاله السيد نصر الله في تلك اللحظات الحساسة والدقيقة وهو يقف “بين يدي الحاج عماد وأمام إخوانه الذين يعرفون كل الحقائق”، كان عين الحقيقة والصواب، فهذه المقاومة كانت قوية الى درجة ساهمت بإخفاق وهزيمة الحرب الكونية ذات اللبوس التكفيري على المنطقة بدءا من العراق وسوريا وصولا الى لبنان، فكانت المشاركة في كل الأماكن التي يجب فيها الحضور على قاعدة أطلقها السيد نصر الله “سنكون حيث يجب ان نكون”، فما أرساه الحاج عماد مغنية منذ ما قبل حرب تموز-آب 2006، واصله هو بعد 14 آب وحتى تاريخ استشهاده وواصل رفاقه وأخوانه وتلامذته الطريق بعد ذلك.
وقد أشار السيد نصر الله الى ذلك في تشييع الحاج عماد حيث قال “.. منذ انتهاء حرب تموز في 14 آب بدأنا نعد ليوم آخر، ليوم نعرف فيه أنّ إسرائيل ذات الطبيعة العدوانية ستعتدي على لبنان وتشن حروبا أخرى عليه وعلى المنطقة، ولكن نحن منذ 14 آب في اليوم الثاني منه كان المهجرين يعودون وكان جزء كبير من تنظيمنا يرعى عملية الإسكان والتعويض ورفع الأنقاض وغير ذلك، ولكنّ الذين كانوا يقاتلون بدؤوا منذ اليوم الأول يستعدون لحرب قد تكون قادمة..”.
وبعد تحقيق النصر على الارهاب التكفيري في سوريا والعراق ودحر خطره عن لبنان، دخل لبنان في حرب ضد الأميركي وأدواته ولكن من نوع آخر، وقد أخذت الطابع السياسي والاقتصادي وهي لا تزال مستمرة حتى الساعة بدون هوادة في تعطيل متعمد لكثير من سبل الحياة الطبيعية في مؤسسات الدولة العامة او المؤسسات الخاصة وفي التلاعب بقيمة العملة الوطنية والتحكم بالسلع الاساسية، ما دفع المقاومة الى التصدي في منع خنق المواطن في يومياته وفرض احتكار للسلع الاساسية خاصة المحروقات والمواد الغذائية والادوية، فاستقدمت المقاومة بدعمها من الجمهورية الإسلامية الإيرانية على المازوت وجلبته الى سوريا ومن ثم الى لبنان ووزعته على مختلف المناطق بدون استثناء، علما ان الكثير من المؤسسات الصحية والاجتماعية حصلت عليه مجانا بدعم مباشر من أخوة وتلامذة الحاج عماد مغنية، كما عمل حزب الله على رفد المجتمع بالمواد الغذائية والأدوية ضمن أطر محددة تخفف الضغط عن الناس وتمنع الاستفراد بهم من قبل الفاسدين والادوات الاميركية.
وكل ما يجري في لبنان والمنطقة لا شك ان سبب واضح ومشخّص هو وجود كيان العدو الاسرائيلي المؤقت واستمرار بثه لمخططاته الشيطانية عبر التحالف القائم مع الادارة الاميركية وضمنا مع أدواتها الاقليميين والمحليين، فلن ترتاح هذه المنطقة بكل دولها وشعوبها إلا بإزالة “إسرائيل” من الوجود، وهذا أحد أهم الاهداف التي عمل عليها الشهيد القائد الحاج رضوان وتعمل عليها المقاومة منذ انطلاقتها وحتى اليوم وروح الحاج عماد حاضرة، وعن ذلك قال السيد نصر الله “… روح الحاج عماد اليوم هي أقوى حضوراً في مقاومته وبركات هذا الحضور ظهرت أكثر فأكثر في كادرها وأفرادها وهمّتها وعزيمتها ونشاطها الدّؤوب، نحن سنواصل العمل من أجل الأهداف التي عاش من أجلها واستشهد في سبيلها”.
المصدر: موقع المنار