استشهد فجر الأحد الشاب كرم علي سلمان (18 عامًا)، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة. ونشرت سائل إعلام عبرية مقطعاً قالت إنه يوثّق عملية إطلاق النار على مستوطنة قدوميم الليلة الماضية.
وأطلق حارس أمن مستوطنة “قدوميم” النار على هذا الشاب بصورة مباشرة، بزعم محاولته التسلل إلى المستوطنة وتنفيذ عملية إطلاق نار في المستوطنة”. من جهتها، نعت حركة الجهاد الإسلامي الشاب كرم علي سلمان، مشيرة إلى أن “اعدامه بدم بارد هو استمرار لجرائم الاحتلال واستهداف لأبناء شعبنا بغطاء حكومة العدو الفاشية، التي تتحمل المسؤولية كاملة تجاه العدوان المتواصل بحق أرضنا ومقدساتنا”.
بالتزامن مع ذلك شهدت مناطق مختلفة في الضفة والقدس الليلة الماضية وفي ساعات مبكرة من فجر اليوم، مواجهات عنيفة وتصدي الشباب الثائر لاقتحامات قوات الاحتلال وهجمات المستوطنين.
ففي القدس المحتلة، عمّت المواجهات معظم بلدات وأحياء المدينة تخللها استهداف قوات الاحتلال بوابل من المفرقعات النارية والزجاجات الحارقة. وتركزت المواجهات في أحياء بئر أيوب والثوري ورأس العمود في بلدة سلوان، حيث اعتلت قوات الاحتلال أسطح المنازل وأطلقت قنابل الغاز صوب المواطنين. واندلعت مواجهات في محيط منزل عائلة الشهيد البطل خيري علقم في حي راس العمود بعد اقتحامه من قوات الاحتلال.
وفي بلدة العيساوية اعتقلت قوات الاحتلال الشبان قصي وعدي أحمد داري، ومحمد علي داري، ورامي ناصر محيسن، بالتزامن مع مواجهات في القرية. وامتدت المواجهات إلى قرية جبل المكبر وقرية الطور وحي وادي الجوز، حيث استهدف جنود الاحتلال بالمفرقعات النارية.
وتجددت في ساعات متأخرة من الليلة الماضية، المواجهات عند مدخل مخيم العروب شمال الخليل، وتخللها إطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي تجاه الشبان. وبعد عملية إطلاق النار قرب أريحا، أشعل شبان الإطارات المطاطية وتجمهروا عند المدخل الجنوبي للمدينة تجنباً لأي اقتحام من الاحتلال.
وشنّ المستوطنون الليلة الماضية عدة هجمات على قرى فلسطينية في رام الله ونابلس.
ففي قرية ترمسعيا شمال رام الله، أحرق المستوطنون منزل المواطن عودة جبارة وسيارته، وكسروا عشرات أشجار الزيتون المحيطة بالمنزل.
أما في نابلس فتمكن أهالي قرية قصرة من دحر المستوطنين الذين هاجموا منازل القرية. ورشق الشباب الثائر المستوطنين بالحجارة وتمكنوا من إصابة عدد منهم، حيث تدخل قوات الاحتلال وأطلقت قنابل الغاز والإضاءة لتأمين انسحاب المستوطنين. كما اعتدى مستوطنون على مركبة المواطن فرحان صوف من بلدة حارس قضاء سلفيت، بالقرب من طريق رام الله نابلس.
وتشهد الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين، منذ أيام، توترًا شديدًا، بعد استشهاد 9 فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وعقب ذلك قام الشهيد خيري علقم ( 21 عاماً ) بتنفيذ عملية إطلاق نار بطولية في مدينة القدس المحتلة، أدّت لمقتل 8 مستوطنين وإصابة 10 آخرين، بينهم إصابات حرجة.
بعدها، أصيب مستوطنان صهيونيان بجراح خطرة، جراء عملية إطلاق نار، في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة.
الاحتلال ينفذ قرارات “الكابينت”
هذا وقرر المجلس الأمني المصغر لدى كيان العدو “الكابينت” في نهاية جلسته مساء السبت “تسريع المصادقة على إغلاق منزل عائلة منفذ عملية القدس الشهيد خيري علقم في أسرع وقت ممكن”.
كما قرر الكابينت، توسيع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يعني بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية والاستيلاء على أكبر قدر من أراضي المواطنين.
وأصدر الكابينت قراراً ينصّ على سحب الهويات “الإسرائيلية” من عائلات منفذي العمليات الفدائية، إذ سيتم النظر في طرح مشروع قانون على “الكنيست” يتعلق بهذا الأمر، إضافة إلى سحب مخصصات التأمين الوطني من عائلات الشهداء.
كما قرر الكابينت في ختام جلسته، منح رخص حمل السلاح لآلاف “الإسرائيليين” لتسليح أكبر عدد ممكن منهم في هذه المرحلة، إضافة إلى تعزيز وجود جيش و”الاحتلال”، ناهيك عن السماح بتوسيع دائرة الاعتقالات وجمع السلاح من الفلسطينيين
وفي السياق، شرعت قوات الاحتلال بتنفيذ قرارات الكابينت الأحد، بإخلاء منزل عائلة راتب شقيرات تمهيدًا لهدمه في جبل المكبر بالقدس المحتلة.
كما قامت قوات الاحتلال بإغلاق منزل عائلة منفذ عملية القدس الشهيد خيري علقم في بلدة الطور بالقدس المحتلة. واقتحمت القوات وأغلقت أبواب المنزل ومنافذه بالأدوات الحديدية واللحام، بهدف منع الدخول إليه، تمهيدًا لهدمه. وكانت عائلة علقم قد أخلت منزلها، وأفرغته من محتوياته. كما أفادت مصادر مقدسية أن سلطات الاحتلال مددت اعتقال والدة الشهيد علقم حتى الأربعاء المقبل.
وأفاد موقع فلسطين اليوم أنه “بتعليمات من ما يُسمى وزير الأمن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير، بدأت قوات كبيرة بهدم 14 منزلًا فلسطينيًا شرقي القدس المحتلة”. وزعم بن غفير أنه “بدأنا بهدم المنازل الغير مرخصة شرقي القدس ، قائلاً إن هذا الأمر “سيستغرق عدة أسابيع”.
من مجزرة جنين لقمع السجون.. والأسرى يتحركون
من جهة ثانية، حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية الأحد الاحتلال الإسرائيلي من “أي محاولة للمساس بأسرانا البواسل”، لافتة إلى أنه ستكون لذلك “تداعيات داخل السجون وخارجها”.
ويتعرض الأسرى في سجون الاحتلال لهجمة صهيونية شرسة، حيث تقتحم إدارة السجون أقسام السجن وتجري تنقلات عديدة لهم، وتعيث فساداً بمقتنياتهم وتعتدي عليهم، فضلاً عن الإهمال الطبي المتصاعد.
وأكدت الفصائل في بيان صحفي، أن “ما يتعرض له أسرانا البواسل في سجون الاحتلال من إجراءات قمعية هو عدوان إجرامي غاشم”، وأن ذلك “محاولة خبيثة للفت الأنظار عن الفشل الذريع الذي أحدثته العمليات البطولية في القدس العاصمة وحصدت أرواح بها المغتصبين الصهاينة”.
وأكدت، أن “قيام قوات الاحتلال باقتحام السجون والاعتداء على الأسرى وحرق خيامهم لن يفت في عضد أسرانا الأحرار، وأسرانا الأبطال هم تاج رؤوسنا وتحريرهم على رأس أولويات المقاومة”.
يأتي ذلك في وقت قرر فيه الأسرى الفلسطينيون في سجن (عوفر)، مساء السبت إرجاع وجبات الطعام وإغلاق الأقسام، وذلك في أولى خطواتهم الاحتجاجية على الانتهاكات التي يتعرضون لها.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحفي، أن “خطوات الأسرى تعني وقف جميع إجراءات الحياة الاعتقالية اليومية التي يفرضها واقع الحياة داخل الأسر، وذلك ردًا على عملية القمع الهمجية التي نفذتها قوات القمع بحق الأسرى في قسم (22)، وكذلك الاقتحام الذي طال قسم (12) في السجن”.
وتعرض الأسرى إلى سلسلة عمليات اقتحام وعقوبات في سجون (مجدو، النقب، وعوفر، والدامون)، وعلى ضوء ذلك أكدت الحركة الأسيرة أن ذلك “لن يمرّ دون حساب والساعات المقبلة ستشهد تصعيد في خطواتهم”.
استشهاد أحد مؤسسي “كتيبة جنين” متأثرًا بإصابته في عدوان جنين
إلى ذلك، أعلنت مصادر محلية، استشهاد الشاب عمر السعدي الأحد متاثراً بإصابته في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين بالضفة المحتلة. ويعتبر السعدي أحد مؤسسي كتيبة جنين. وباستشهاد السعدي يبلغ عدد شهداء الضفة القدس منذ بداية العام الحالي 34 شهيداً، بينهم عشرون من مخيم جنين.
وزفت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد السعدي، قائلة إن الأخير “شهدت له ميادين الاشتباك البطولية في وجه الاحتلال”، وأن “هذه الدماء الطاهرة ستزيدنا عزيمة وصموداً، وتصعد من انتفاضة شعبنا التي تضرب جنود الاحتلال ومستوطنيه في كل مكان”.
المصدر: فلسطين اليوم+وكالة شهاب