ملف ساخن | تحديات رئيس الاركان الصهيوني الجديد وابرزها جيش الشعب – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ملف ساخن | تحديات رئيس الاركان الصهيوني الجديد وابرزها جيش الشعب

تحديات هاليفي
علي علاء الدين

قلبت صفحة كوخافي في قيادة اركان الجيش الصهيوني منذ أيام ، لتبدأ صفحة هرتسي هاليفي وهي مناسبة للتوقف عند موقع رئاسة الاركان ودوره في منظومة القرار السياسي والامني في الكيان الصهيوني.

تعيين هاليفي رئيسا للاركان
تعيين هاليفي رئيسا للاركان

يشكل اختيار رئيس أركان الجيش الصهيوني محطّة تقليدية يفرضها القانون الذي يحدّد ولايته بثلاث سنوات، ولكن في أكثر الأحيان يتمّ تمديد هذه الولاية سنة إضافية. وفي الحالات التي لا يتمّ فيها التمديد فيعود ذلك، إلى خلاف ما، أو ظروف شخصية أو فشل وتتعدد الامثلة عن عدم التمديد نت العام 1958 ورفض التمديد لرئيس الاركان حينها يغآل يادين بسبب معارضته لخطة بن غوريون الاقتصادية وصولا لغابي اشكنازي بسبب موقفه من الخيار العسكري الصهيوني ضدّ البرنامج النووي الايراني.

 

دور رئاسة الاركان في اتخاذ القرار

يُحدِّد قانون أساس الجيش، الصادر عام 1976، أنّ رئيس الأركان يخضع لسلطة الحكومة ولوزير الأمن، ويتمّ تعيينه أيضاً بناءً على اقتراح الأخير الذي تصادق عليه الحكومة.
لرئيس أركان الجيش والإستخبارات العسكرية-أمان، دور مركزي في المشاورات التي يجريها المستوى السياسي حول القضايا السياسية والأمنية في الكيان الصهيوني . فهو يستطيع التأثير في قرارات الحكومة وخياراتها من خلال عرضه للمخاطر والفرص ، ومن خلال الخيارات التي يعرضها أمامه والتوصيات التي يقدّمها.
في ضوء ذلك، يمكن القول أنّه كلّما ازدادت المخاطر وارتفعت تقديرات كلفة أيّ خيار عملياتي يمكن أن تنتهجه الحكومة، كلّما ازداد تأثير تقديرات الجيش وتوصياته في قرارات المجلس الوزاري المصغّر.
على هذه الخلفية، يصبح لرئيس الأركان دوره الرئيسي في دفع القيادة السياسية نحو الحرب أو حتى كبح جماحها، من دون أن يتعارض ذلك مع القانون الذي ينصّ على أنّ القرارات السياسية والأمنية التي تصدر عن المجلس الوزاري المصغّر أو الحكومة ملزمة للجيش.

افيف كوخافي
افيف كوخافي

يمكن الإكتفاء بكلمة رئيس الأركان، أفيف كوخافي، أمام معهد هرتسيليا بتاريخ 25/12/2019، التي حدّد فيها دور الجيش وتأثيره في بلورة السياسات الأمنية. حيث اعتبر أنّ “للجيش الإسرائيلي وللأركان العامّة مهمّة في صياغة السياسة الأمنية للجيش ودولة إسرائيل، الجيش خاضع للحكومة، الجيش تابع للمستوى السياسي؛ الجيش هو مؤسّسة حكومية والجيش يعرف، بشكل ممتاز، منزلته، لكن يجب أن يكون الجيش فاعلاً متدخلاً مسيطراً في صياغة السياسة الأمنية، لماذا؟ لأنّه أوّلاً لدى الجيش، وبالتأكيد هيئة الأركان العامّة، إلمام كبير يلامس بشكل لصيق العالم الإستراتيجي ومفاهيم الأمن القومي. ثانياً لأنّ الجيش يعلم، عبر الأساليب والخطط العملانية التي لديه، ما هي القدرات الموجودة لإحراز أهداف الأمن القومي حالياً وأهداف الحرب التي ستندلع وأهداف الأمن الجاري إزاء هذا القطاع أو ذاك، وعليه هو ملزم بالتدخّل في اتخاذ القرارات. ولزاماً على الجيش أن يتدّخل في التداعيات المتعلّقة بتنفيذ عملية أم عدم تنفيذ عملية. لزاماً على الجيش الإشارة إلى تداعيات تنفيذ عملية أم عدم تنفيذها، ولكلّ هذه الأسباب يجب أن يكون الجيش مسيطراً ومتدخّلاً في صياغة السياسة الأمنية لدولة إسرائيل، بشكل أساس الأركان العامة هي مستوى إستراتيجي وليس مستوى تنفيذي، هي مستوى إستراتيجي يُخرِج خططاً عملية إلى حيّز التنفيذ، بيد أنّها مستوى إستراتيجي يعيش بين عالمين: في العالم الإستراتيجي مع فهم أهداف الأمن القومي، الأهداف الأوسع، وعندما أقول الأوسع فأنا أعني الإقتصاد والثقافة والتطوّر والرفاهية، الأمور التي تحدّثتُ عنها في مطلع حديثي. ومن جهة أخرى، ترجمة هذا إلى خطط عملانية. والخليّة التي تربط هذا هي خليّة مصيريّة إن من جهة المبنى وإن من جهة الهندسة المعمارية لدولة إسرائيل وبالشكل الذي يتعيّن على الجيش التأثير فيه، وبعد أن قلتُ هذا، الجيش يعرف مكانه فهو تابع للمستوى السياسي وينفّذ المهام بمحبّة كبيرة ليس من دون تأثير وسيطرة. الجيش ليس عنصراً في القوّة الأمنية فحسب، بل الجيش هو عنصر في القوّة القومية أيضاً”.

احراق العلم الصهيوني

التحديات المحيطة

يواجه الجيش الصهيوني الكثير من التحديات المحيطة به على المستوى الاقليمي وحتى الداخلي ومن ابرزها بحسب تقديرات الجيش هو التهديد الايراني المتعاظم حيث أصبحت إيران، بحسب التقدير الإستخباري للعام 2023، أكثر تطوّراً ولم يعد الأمر يقتصر على درجة التخصيب المتقدّمة (60%)، وإنّما أصبح برنامجها أكثر صلابة، كونه أصبح أكثر تطوّراً، وأكثر منشآت، وأكثر أجهزة طرد مركزي ، بالاضافة للتطور النوعي في قدرات إيران الهجومية والدفاعية، الذي أصبح بحسب تعبير رئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت ” إيران اليوم ليست إيران 2009، مع بدايات برنامجها النووي “. وهو معطى أصبح أكثر حضوراً بعد التقارير الأجنبية عن مسيَّرات إيرانية تستخدمها روسيا في الحرب مع أوكرانيا.
من التحديات ايضا هو تطور حلفاء ايران في المنطقة من لبنان الى العراق واليمن وسوريا حيث اشارت الاستخبارات العسكرية الصهيونية ان هؤلاء اصبحوا يملكون قدرات كان من بالفترة السابقة حكرا على الدول العظمى بالاضافة لتحول حزب الله في لبنان الى جيش غير نظامي .
اما على مستوى التعاون الروسي الايراني يراقب العدو مآلاته ومخاطره المحتملة على معادلة القوّة في المنطقة .
داخليا يبرز تحد جديد وهو تحول الضفة الغربية الى خيار الكفاح المسلح وذلك لاسباب كثيرة وابرزها بروز جيل جديد يتأثر بخيار المقاومة المسلحة ومن آثار هذا التحوُّل، العمليات المتواصلة في الضفّة رغم حشد العدو أكثر من نصف قوّاته النظامية

 

جيش الشعب

يواجه هاليفي ظاهرة التراجع الملحوظ في الرغبة والإستعداد للتجنُّد في الوحدات الميدانية. كما برز إستعدادٌ أقلّ لدى الذين يخدمون خدمة دائمة في المجال التكنولوجي، لمصلحة الإنتقال إلى العمل في السوق المدنيّة ، يتعارض ذلك، مع نموذج “جيش الشعب” الذي على أساسه تمّ إنشاء الجيش عام 1948. حيث يكون التجنيد إلزامياً للجميع، ويؤدّي دور “فرن الصهر” في المجتمع الصهيوني. لكن مع مضيّ السنوات ضعُف نموذج “جيش الشعب”. وبدلاً من أن يساهم الجيش في إنتاج مجتمع متجانس فقد أعاد المجتمع إنتاج الجيش بما يتلاءم مع صورته.
وبحسب معلقون صهاينة فأنّ هَليفي سيكون عليه التعامل مع أزمة قوّة بشرية شديدة داخل الجيش الصهيوني، حيث أنّ “ضباطًا نوعيين يتركون الجيش جماعات”، وسط انخفاض في نسبة المتجنّدين والحافزية للخدمة في الوحدات القتالية. وأشار مُعلّقون إلى أنّ هَليفي عليه التعامل أيضاً مع مشكلة “جيش الإحتياط”، الذي يعاني من فجواتٍ كبيرة ومن علامات استفهام حول مدى أهليته ومواءمته للحرب القادمة.

 

حزب الله: إن فكرتم أبدناكم

في الخلاصة

ينبغي التذكير بحقيقة أنّ كوخافي بدأ ولايته، بجلسة مع هيئة الأركان في شباط 2019، حذّر فيها من تقلّص الهوّة النوعية مع حزب الله وحماس، وأنّ على الجيش أن يبادر إلى خطوات من أجل إعادة توسيع الهوّة لمصلحته.
الآن وبعد انتهاء ولايته، يتّضح أنّ حزب الله أصبح أكثر تطوّراً وقدرة. ويكشف ذلك عن أنّ إستراتيجية المنع التي اعتمدها العدو لتحقيق هدفه، وإعادة تقليص الهوّة لم تُحقِّق الأهداف المتوخاة منها. وشكّلت المعادلة التي أنتجت إتفاقاً حول ترسيم الحدود البحرية ورفع الحظر عن التنقيب والإستخراج، محطة إختبار عملي، إزدادت بموجبها معرفة كلّ من الطرفين عن الآخر في أكثر من عنوان. خلاصتها أنّ حزب الله لديه القدرة والثقة والإستعداد للذهاب في خيارات عملياتية أبعد بكثير ممّا كانوا يقدّرونه، في حال تطلّب الأمر ذلك. وهو معطى سيكون حاضراً على طاولة التقدير والقرار في كيان العدو،وعلى رأسه رئيس الاركان الجديد  ،  لدى دراسة أيّ خيارات لاحقة.

المصدر: قناة المنار