قمة بغداد اثنان… العنوان عراقي وجدول الاعمال اقليمي دولي، ومكان القمة منطقة البحر الميت في الاردن. ضجيج استباقي للقمة لم يوازِ تواضع ما خرج عنها من بيان ختامي. كثرة الحديث عن اهمية اللقاء السعودي الايراني في هذا التوقيت لم تنعكس بالمواقف، فقد كان موقف وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان حاسما بما يتعلق بمدخلية العلاقة مع الرياض.
ومع انه لا خلاف على اهمية دعم العراق لكن اهتمام الرئيس الفرنسي بالقمة وحضور مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، طرح اسئلة عما اذا كان الملف النووي الايراني احد اسباب الحماسة الغربية لهذه القمة، فضلاً عن الازمة الطاقوية العالمية وما يعصف بأوروبا في ظل شح الغاز الروسي وتعاظم الفاتورة الامريكية التي تعوض هذا الشح.
البيان الخامي للقمة كان مفرطاً بلغته الديبلوماسية الجافة، ويبقى ان تنطلق التسريبات حول ما عقد بعيداً عن عدسات الكاميرات، فلعل كواليس قمة بغداد 2 تعوض هزالة ما ظهر منها الى الان.
وتحت عنوان التعاون والشراكة تلتقي دول عدة، معظمها العراق ومحيطه، والخطاب المعلن دعم بلاد الرافدين اقتصاداً وأمناً، وفتح جسور التلاقي وفق مبادرات سابقة استطاعت بغداد ان تجمع فيها أقطاباً إقليمية في نسختها الأولى من المؤتمر الذي يجمع المشاركون على حتمية انعقاده.
لكن الحاضر الأكبر في اللقاء هو العلاقات الإيرانية السعودية، وسط الحديث عن تواصل مستمر بين طهران والرياض لإغلاق ملف التوتر الذي اشتد في السنوات العشر الماضية وتصاعد مع حروب المملكة بالوكالة ضد حلفاء الجمهورية الإسلامية في المنطقة.
وبعيداً عن الحضور الإقليمي، فإن الوزن الإيراني بدا مرجحاً في المؤتمر، بعد أن عاجل الاتحاد الأوروبي المتلهف إلى الحوار فتح النقاش النووي مع ممثل الجمهورية الإسلامية، أملاً في أن تكون للخطوة نتائج تفيد القارة العجوز الغارقة في مأساة أزمة الطاقة.
إذاً، هو مؤتمر لا بد منه للإطراف الأقليمية، وربما أكثر، في ظل توترات تزداد يوماً بعد آخر في العالم.. وتعاون الدول المشاركة، أو تبريد خلافاتها، سيسهم بدرجة أو بأخرى في الاستفادة من اللحظة الدولية لعل السياسات البناءة تسهم في فتح الطريق أمام التسويات المحتملة.
قمة “بغداد 2” في البحر الميت… الحوار لحل الخلافات الإقليمية
ووسط أوضاع مضطربة دولياً انعقدت قمة “بغداد 2” في الأردن على ساحل البحر الميت بمشاركة 11 دولة من بينها العراق ودول جواره، تتناول قمة “بغداد 2” ملفات عدة بارزة من بينها الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا ومكافحة الإرهاب وأمن الغذاء والطاقة في الإقليم.
عقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة أول مرة في 28 آب/أغسطس 2021 في العاصمة العراقية بمشاركة 9 دول ومنظمات إقليمية ودولية، وفي النسخة الثانية منها إنضمت سلطنة عمان والبحرين إلى جانب مشاركة الإمارات ومصر والسعودية وقطر وتركيا وإيران والعراق وفرنسا.
الغرض المعلن من القمة هو مساعدة العراق على توفير الأمن والازدهار إلا أن هناك ملفات تهم المنطقة بشكل ستكون على طاولة المشاركين. وحضر القمة وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومعاونه إنيركي مورا الذي تولى التنسيق المباشر لمباحثات النووي مع الوفد الإيراني.
واعتبر وزير الخارحية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن القمة الإقليمية قد تشكل فرصة لتحريك مباحثات إحياء الاتفاق النووي المتعثرة منذ أشهر، في حين أن الازمة السياسية في لبنان ستكون حاضرة على طاولة المناقشات بالإضافة إلى ملف اللاجئين السوريين.
المصدر: المنار