تتغير أدوات ومسارات الانتاج العالمية، ومعها تفرض المصالح المشتركة وفرص البقاء على قيد الحياة في سلم الازدهار والرفاهية خيارات مختلفة تكاد تكون خارج الاصطفافات السياسية التقليدية بين شرق وغرب… هو خيار السعودية التي يقودها ولي عهد من الأكثر مشاغبة مع الإدارة الأميركية.
تلتقي الصين الطامحة لتجاوز الولايات المتحدة مع مربع النفوذ المحسوب لواشنطن، المسمى الشرق الأوسط، وهي إذ تنسج شراكات استراتيجية مع دول تتموضع في قلب العالم القديم، تهدف إلى تطبيق رؤيتها الهائلة حول طريق المواصلات العالمية وفق مبادرة تستلهم طريق الحرير التاريخي منذ العصور القديمة.
وتبني الصين على سنوات، بل عقود، تجارة بينية وشبكات مصالح اقتصادية، سعياً لضمان اصطفاف المنطقة معها، أو على الأقل الحياد، في أي صراع مستقبلي بين بكين وواشنطن، لكن واقع الأمر مرهون فعلاً بمدى تحمل الدول العربية، وتحديداً الخليجية، أمام أي ضغط جدي وازن من الأدارة الأميركية.
وبيقى التساؤل مشروعاً: إلى أي مدى قد تخرج السعودية من العباءة الاقتصادية الأميركية؟ كلام يجيب عنه بعض من غياب محدود للتناغم السياسي بين الرياض وواشنطن ومحاولة الإدارة الأميركية فرض سياساتها النفطية… فهل يدفع التقارب مع التنين الأصفر إلى اتساع الفجوة بين مملكة البترودولار وبلاد العم سام؟ أم أن الولايات المتحدة تستطيع لجم الجموح السعودي؟
المصدر: المنار