الارض تشهد طقسا متطرفاً…..حرائق وجفاف مقابل سيول وفياضانات – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الارض تشهد طقسا متطرفاً…..حرائق وجفاف مقابل سيول وفياضانات

سلام بدير

 

منذ مطلع العام 2022 والعالم يشهد تقلبات مناخية حادة ومتطرفة تسببت في حالة من الذعر للكوكب كله. فقد ذكر العلماء أن هناك تزايدا في الأدلة على حدوث ظواهر جوية متطرفة مثل موجات الحر الشديدة والأمطار الغزيرة والجفاف والأعاصير المدارية.

وما نشهده اليوم من موجات صقيع و حرائق غابات ليس إلا صورة مصغرة عما قد يسببه التغير المناخي. وحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، ستزيد قوة ووتيرة هذه العوامل مسببة أضرارا غير مسبوقة.

فمنذ الثورة الصناعية وخاصةً بعد منتصف القرن العشرين، بدأت الأنشطة البشرية تساهم بشكل أساسي بتفاقم هذه الظاهرة من خلال انبعاثات الغازات الدفيئة المؤدية إلى الاحتباس الحراري. اما الأسباب الطبيعية فهي لا تشكل الا جزءاً صغيراً جداً من مجمل الاسباب، حيث ان سرعة تأثيرها ومفعولها لا يوازيان قوة الاحتباس الحراري الذي نشهده اليوم.

منذ بداية شهر كانون الثان 2022، قضت الحرائق على 662.776 هكتاراً من الغابات في الاتحاد الأوروبي وفق البيانات التي حدّثها يوم الأحد 14 آب 2022 نظام المعلومات الأوروبي حول حرائق الغابات. ونشرت صحيفة الغارديان تقريراً رصد أسوأ الأماكن التي تشهد تلك الحرائق غير المسبوقة حالياً، وأبرزها اليونان وتركيا وإيطاليا وروسيا والولايات المتحدة وكندا. فيما تضرب موجة فيضانات عارمة عددا من دول العالم، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، و ألحقت السيول أضرارا بالغة بالمنشآت والطرق والمباني السكنية.

تعاني أوروبا من ارتفاع حاد في درجات الحرارة، مما كشف مجاري الأنهار وأدى إلى فرض قيود على استخدام المياه في العديد من المناطق، بما في ذلك المملكة المتحدة. وحذر علماء المناخ من أن الظروف الجوية القاسية مثل الجفاف وموجات الحرارة وحرائق الغابات أصبحت أكثر شيوعًا.
وتعد سنة 2022 الأخطر منذ 16 عاماً بالنسبة لفرنسا، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى حريقين كبيرين متتاليين في جيروند، جنوب غرب البلاد، حيث وصل رجال الإطفاء الألمان والبولنديون والنمساويون لتقديم الدعم في إطفاء الحرائق.
فيما تستمر أحوال الجفاف والطقس المتطرف (بلوغ الحرارة مداها الأقصى) في ترك وقعها السيئ على أجزاء من المملكة المتحدة، وتقلّص نهر “التايمز” (Thames) خمسة أميال (أكثر من ثمانية كيلومترات).

في وسط أوروبا، استغرق رجال الإطفاء أكثر من عشرة أيام في تموز للسيطرة على أكبر حريق في تاريخ سلوفينيا الحديث، لكن المنطقة الأشد تضرّراً من الحرائق هي شبه الجزيرة الإيبيرية. فقد شهدت إسبانيا، التي سيطر عليها الجفاف مثل فرنسا بسبب عدّة موجات حرّ هذا الصيف، دمار 245.278 هكتاراً جراء الحرائق، خصوصاً في غاليسيا في الشمال الغربي.
وسجلت إسبانيا أكبر مساحة من الأراضي المحروقة، تليها رومانيا (150.528 هكتاراً) والبرتغال (75.277 هكتاراً) وفرنسا (61.289 هكتاراً).
وتجتاح الحرائق غرب كندا والولايات المتحدة، خصوصًا كاليفورنيا، بسبب الجفاف والحرارة، حيث أتت الحرائق هذا العام على ثلاثة أضعاف الغطاء النباتي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.

ومن بين الحرائق الأكبر، “بوتليغ فاير” في ولاية أوريغون الذي أتى في أسبوعين على ما يعادل مساحة مدينة لوس أنجلوس من غطاء نباتي وغابات.
كما شهدت اليونان موجة حر شديدة منذ 29 تموز. وأعلن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس أن اليونان تواجه “أسوأ موجة حر منذ عام 1987″، في وقت بلغت درجات الحرارة 43 درجة مئوية في أثينا في 2 آب.
في تركيا، كافحت السلطات هناك أسوأ حرائق غابات شهدتها البلاد على الإطلاق، وقتل ثمانية أشخاص وأجلت السلطات عشرات الآلاف على طول الساحل الجنوبي. كما أخلت ستة أحياء أخرى بالقرب من محطة كهرباء الجمعة الماضي.

واعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية في الجزائر كمال بولجود عن مقتل 26 شخصاً من جرّاء حرائق الغابات شرقي البلاد بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي لامست 50C والتي تسببت بقطع طرق ، واستنفار 700 عنصر من قوات الدفاع المدني لإخماد سلسلة الحرائق المندلعة.

اما على صعيد الفيضانات، ففي الصين، تضرب وسط البلاد فيضانات أسفرت حتى الآن عن مقتل 302 شخص على الأقل منذ تموز وفق سلطات مقاطعة خنان. وسقطت خلال ثلاثة أيام على تشنغتشو أمطار توازي معدل متساقطات سنة بأكملها، وهو أمر غير مسبوق بحسب سجلات الأرصاد الجوية.
وتجاوزت مستويات المياه في الأنهار الرئيسية بالإقليم مستويات التحذير بعد هطول الأمطار غزيرة خلال ثلاثة ايام، وذكرت خدمة الصين الإخبارية الرسمية أن أكثر من 440 ألفاً تضرروا من الفيضانات في ست مدن بالإقليم.

وفي باكستان، أعلنت السلطات ارتفاع حصيلة قتلى الأمطار الموسمية والفيضانات المفاجئة التي اجتاحت البلاد على مدى أكثر من 5 أسابيع إلى 304.
وقالت السلطات إن الأمطار الموسمية والفيضانات المستمرة منذ منتصف حزيران الماضي تسببت بفيضان الأنهار، وإلحاق أضرار بالطرق السريعة والجسور، وتعطيل حركة المرور، إلى جانب إلحاق أضرار جزئية، أو تدمير ما يقرب من 9 آلاف منزل.
وأعلنت حكومة صنعاء عن وفاة العشرات وتضرّر أكثر من ألفي منزل في مناطق سيطرتها خلال الأسابيع الماضية، جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي يشهدها اليمن بفعل منخفض جوي.

وأعلنت السلطات السودانية ارتفاع عدد ضحايا الأمطار والسيول إلى 75 قتيلاً، فيما أُعلنت محلية “المناقل” في ولاية الجزيرة وسط البلاد منطقة كوارث.
وفي إيران، لقي 20 شخصا مصرعهم وفقد 3 آخرون جراء الفيضانات في محافظة فارس، وقالت إدارة الأزمات في ولاية فارس إن 23 شخصًا جرفتهم مياه الفيضانات في منطقتي استهبان وداراب بالمحافظة، حيث لقي 20 منهم مصرعهم، ولا يزال 3 في عداد المفقودين.
وفي 14 و15 تموز، قتلت فيضانات كبيرة 224 شخصًا على الأقل في ألمانيا وبلجيكا، بالإضافة إلى فقدان عشرات آخرين. واجتاحت السيول عشرات المناطق المأهولة. كما تسببت الفيضانات بأضرار في لوكسمبورغ وهولندا وسويسرا.

كما أودت الأمطار الموسمية الغزيرة في الهند بأكثر من 230 شخصًا، وتسبّبت بفيضانات وانزلاقات للتربة في النصف الثاني من تموز.
وقتل ما لا يقل عن 50 شخصا ونزح كثيرون آخرون منذ مايو نتيجة فيضانات غزيرة اجتاحت أجزاء من ولاية جيغاوا بشمال نيجيريا، وفقا للسلطات المحلية، وقال يوسف ساني، رئيس وكالة الدولة لإدارة الطوارئ، في بيان إن العديد من المنازل إما تضررت أو دمرت بسبب الفيضانات.
وأدى ذلك إلى تشريد أكثر من 1600 شخص بعد حوادث الفيضانات التي سجلت في بعض قرى الولاية منذ أيار الماضي عندما بدأ موسم الأمطار، بحسب البيان.

المصدر: موقع المنار