كلمة الناتو العربي مزحة سخيفة، الناتو الاصلي هو الان غارق في مستنقع اوكرانيا ولا يدري ماذا يفعل. نسمع في الاعلام ان هناك انتصارات متلاحقة وان الجيوش الاوروبية والناتو في ساحة المعركة سيصلون غدا او بعد غد الى موسكو وهذا كلام سخيف. ليس هناك شيء اسمه ناتو عربي، لربما كان هناك دول مرتزقة وخصوصا الدول المطبعة كالبحرين والامارات تخضع لبعض قرارات الناتو للحفاظ على امن “اسرائيل” …
لا بد من الاشارة الى ان هذه المنظومة الدفاعية قادها بايدن لحفظ امن “اسرائيل” وليس لحفظ امن هؤلاء، هؤلاء سيكونوا الطعم الاول وسيتعرضون لمخاطر جسام عند قيام الإسرائيليين بأي عمل من اراضيهم لأن ايران سترد للدفاع عن نفسها… الان هناك تشكيك هل قطر ستوقع؟ هل سلطنة عمان ستوقع؟ هل العراق سينضم و سينخرط؟ حتى السيد الكاظمي طمأن حسب علمي من خلال الجلسات بينه وبين السيد رئيسي ان العراق لا يشارك فيما يسمى بالمنظومة الدفاعية لأمن اسرائيل لا من قريب ولا من بعيد، ولن يوقع، كذلك مصر والاردن، رغم تصريحات وتشدقات الملك عبد الله الثاني.
ليس هناك ما يسمى بالناتو العربي، انما هو تهويل اعلامي، ولكن نحن نتابع زيارة بايدن والتي هي في المرحلة الأولى هي موضوع تقارب ورفع سوء التفاهم بين اميركا والسعودية وهو الآن بحاجة الى موضوع النفط والغاز السعودي، وكذلك استحلابها كما استحلب ترامب السعودية بمبلغ نصف تريليون دولار، سيأتي بايدن ليلعب نفس اللعبة ولربما يبيع هذه الاتفاقيات وهذه المعاهدات مع السعوديين، ولرفع اسهمه في الانتخابات النصفية للكونغرس.
اما بالنسبة لكيان العدو ليس هناك نية للتصعيد على المستوى العسكري، اما على المستوى الامني، كل عملية نريد ان نقوم بها سيما بعد الحرائق والتفجيرات والعمليات السيبرانية التي تعج وتضج بها الأراضي المحتلة، وقد تبنتها عصا موسى، ولا نعرف اين هي هذه العصا؟ ومن يتبناها؟ ولكن بدأت تؤثر كثيرا، ومن قال ان “اسرائيل” تضرب ايران وإيران لا ترد، انظروا ماذا يحصل الان في الاراضي المحتلة، تفجيرات وعمليات سيبرانية وكذلك مواضيع اخرى امنية، هو يريد ان يضبط الايقاع ويريد في الحقيقة ان يلملم قراراته كيف سيتعامل الموساد على حدة وكذلك الحكومة الاسرائيلية على حدة، يقول الوضع اصبح اكثر تعقيدا ويريد ان ينسق العمليات او الخطط التي تريد ان تقوم بها “اسرائيل” ان توصلت ايران -حسب زعمهم- الى اتفاق مع الاميركيين، فكيف ستكون ردة الفعل؟ كيف ستتعرض المصالح الاسرائيلية؟ كيف سيكون الوضع في المنطقة ما بعد هذا الاتفاق ورفع العقوبات؟، واسترداد حوالي 170 مليار دولار ستكون في الخزينة الايرانية، كل هذا سيولد هاجسا كبيرا، وسيولد ردة فعل غير محسوبة على يد الموساد او على يد عناصر اخرى، غانتس خائف لا يفرط او لا يقوم بعملية لا تحمد عقباها..
هناك مسؤولون على مستوى السياسة كالسيد خطيب زاده يقول ان اي عمل تقوم به “اسرائيل” في الداخل نحن سنرد على الداخل “الاسرائيلي”، كذلك الجنرال سلامي قائد قوات الحرس الثوري، كذلك الجنرال باقري رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية يقول انحن سنردوبقوة ، لكن الضربة التي ستقوم بها ايران ستكون حسب تقييم للعمل الارهابي الذي يقوم به الموساد او اذرع اخرى لاسرائيل في الداخل الايراني..
كل السيناريوهات محتملة، ولربما نتوقع شيء من خلط الاوراق، ولكن بما ان اميركا لها مصلحة في تهدئة المنطقة كي تتم عملية ضخ النفط والغاز الى اوروبا وامريكا ، اتصور ان اميركا ستردع الى حد ما الاسرائيليين لانها هي بالاساس ستتضرر، واحدى اسباب تراجع اميركا ودعوة ايران لطاولة المفاوضات مرة اخرى هو الحاجة الماسة للطاقة..