ضبطت شرطة دبي أول جريمة احتيال بالعملة الافتراضية “بيتكوين”، ضحيتها ثلاثة شباب خليجيين يمارسون نشاطا تجاريا عبر الإنترنت، بعد أن استولى شخص آسيوي منهم على عملة افتراضية تبلغ قيمتها 375 ألف درهم، قال إنه أنفقها خلال شهر واحد.
وقال القائد العام لشرطة دبي الفريق خميس مطر المزينة لصحيفة في تصريحات لصحيفة الإمارات اليوم “حداثة هذا النوع من الاحتيال استدعت جهدا وافرا من قبل ضباط المباحث الإلكترونية”.
معقبا “المتهم لم يترك دليلا وراءه، فقد استخدم شريحة هاتف باسم شخص غادر الدولة، وتخلص من الهاتف الذي كان يتواصل به مع الضحايا، ما استدعى إعداد كمين إلكتروني محكم، واستدراجه إلى عملية احتيال أخرى، وضبطه”.
وذكر مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، أن عملية البحث الإلكتروني في هذه الواقعة كشفت حقائق مهمة حول المواقع التي يتم فيها تداول العملة الافتراضية داخل الدولة، إذ تبين أنها غير مرخصة، وتمثل واجهة لمحتالين ومجرمين إلكترونيين.
وكان قد ورد بلاغ إلى إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية من ثلاثة شباب خليجيين، أفادوا بأنهم يمارسون التجارة والاستثمار مع شركة أوروبية موجودة خارج الدولة، وأن الشركة أبلغتهم بأن أرباحهم وصلت إلى 375 ألف درهم، وطلبت منهم تحديد طريقة لتحويل المبلغ إليهم.
وأضاف أن أحد الشباب شاهد إعلانا عن “العملة الافتراضية” فأغرته الفكرة، وقرر هو وأصدقاؤه استثمار مبلغ الربح فيها، فطلبوا من الشركة التي يتعاملون معها تحويل المبلغ إلى عملة افتراضية. وقد صنعت لهم حسابا لدى إحدى الجهات المزودة لهذه العملة، وحولت إلى حسابهم 177 “بيتكوين”، ما يساوي 375 ألف درهم، لأن العملة الافتراضية الواحدة كانت تقدر حين تمت الصفقة بنحو 2120 درهما.
وأشار المزينة إلى أن الشباب الثلاثة عرضوا أموالهم الافتراضية على مواقع إلكترونية مخصصة لتداول هذه العملة، فرصدهم المتهم، وبدأ بدراستهم، ثم تواصل معهم عبر أحد تطبيقات الدردشة، وعرض عليهم شراء ما لديهم من “بيتكوين” بمبلغ أعلى من السعر المتداول عالميا، ووافقوا على العرض.
وأوضح أن “المتهم تصرف بدهاء بالغ، إذ أعد لنفسه حسابا وهميا على موقع إنستغرام، وزيف عددا كبيرا من الصور حتى يظهر لهم رجل أعمال بالغ الثراء، يملك سيارات وساعات فارهة، ويتجول في مختلف دول العالم لحضور اجتماعات”، لافتا إلى أن فحص محتوى الحساب كشف أنه تلاعب بهذه الصور تقنيا بواسطة (فوتوشوب)، وأنه مجرد عاطل عن العمل.
واتفق الشباب الثلاثة مع المتهم على موعد نهائي لإتمام الصفقة في أحد الفنادق، لكنه تأخر عليهم، وحين اتصلوا به، ادعى أنه زحمة السير تعيقه، وطلب منهم إرسال اسم المستخدم وكلمة السر إلى حسابهم على تطبيق تداول (العملة الافتراضية) حتى يكسب وقتا، فأرسلوا له البيانات السرية بحسن نية، وخلال دقائق حول رصيدهم من عملة بيتكوين إلى حسابين باسمه، ثم أغلق هاتفه.
واستمرت ملاحقة المتهم قرابة الشهر، حتى قبضت عليه السلطات في كمين لم يستطع المتهم مقاومة مغرياته، فحضر في الموعد المحدد، وحين توجه إلى الضابط فوجئ بأنه تحول من صياد إلى فريسة.
من جهته، قال نائب مدير إدارة المباحث الإلكترونية، المقدم سالم بن سالمين، إن المتهم أصيب بصدمة بالغة، لأنه اتخذ كل ما يمكن من احتياطات لضمان عدم سقوطه، وأكد لفريق العمل أنه كان من المستحيل الوصول إليه لو لم يبتلع الطعم ويحضر إلى المكان.
المصدر: سكاي نيوز