«الجزيرة (..) أول وسيلة إعلام عربية تخصّ القدس بخدمة إعلامية متكاملة». بهذه العبارة، إحتفت القناة القطرية أمس بتدشينها صفحة إلكترونية مخصصة للقدس على شبكتها العنكبوتية. وفق بيان القناة، فإنّ الصفحة ستهتم «بكافة الفنون الصحافية لمعالجة واقع وتفاصيل حياة المقدسيين اليومية»، وقد تم تشبيكها مع باقي وسائل التواصل الإجتماعي بغية وصولها الى شرائح شعبية أكبر.
ستقوم الصفحة يومياً بنشر فيديوات وأفلام قصيرة تعكس حكايات المقدسيين اليومية، وتعالج كافة الأحداث المحيطة بها، بالإضافة الى المواد البصرية من إنفوغراف وبث مباشر. كل هذه الخدمات والجهود التي باتت «الجزيرة نت» تقدمها اليوم، تهدف الى «تقديم الرواية الصحيحة عن قضية القدس، والقضية الفلسطينية، في إطار من المهنية الإعلامية وبعيداً عن الخطابات الأيديولوجية».
حسناً، خطوة هامة في الإعلام العربي عبر تخصيص هذه المساحة الإعلامية والإفتراضية للقدس والمقدسيين، في زمن باتت فيه قضية فلسطين مهملة. لكن اللافت أنها تأتي تزامناً مع إستضافة الدوحة «للبطولة الدولية لكرة الطائرة الشاطئية»، التي انطلقت فعالياتها أمس أيضاً، بمشاركة 54 دولة بينها… «إسرائيل»! للمرة الأولى، يشارك متسابقون صهاينة تحت العلم الإسرائيلي الذي رفع جهاراً، بشكل رسمي في مسابقة رياضية على أرض العاصمة القطرية التي لا تقيم رسمياً تطبيعاً مع «إسرائيل».
والمعلوم أنّ مشاركات من هذا النوع وعلى لسان الإعلام العبري، حدثت في بلدان خليجية عدة من ضمنها أبو ظبي وقطر. لكن درجة الوقاحة لم تصل الى هذه العلنية والمجاهرة! يبدو اليوم أنّ «الجزيرة» القطرية ومن يقف وراءها، باتت تكيل بمكالين، فيما العمل جار على إرساء التطبيع والإمعان في مسح الذاكرة الوحشية لإسرائيل وإعتبارها «دولة» كالبقية، على غرار ما فعله فيصل القاسم في مطلع الشهر الماضي، من خلال سؤال إستفتائي على حسابه على تويتر: «اسرائيل قد توجه ضربة للحزب: من ستؤيد اذا وقعت الحرب؟».
اليوم، تتاجر القناة القطرية مجدداً بقضية فلسطين، وبعاصمتها القدس، سياسياً وإعلامياً. وسبق أن فعلت ذلك بتدشينها منصات إعلامية شبيهة. لكن هذه المناورة، تعدّ فاشلة بكل المقاييس، فما نفع تعداد الإنتهاكات الإسرائيلية للقدس، أو الحديث عن قصص شعبية وشخصية للمقدسيين، أو تخصص تقارير عن تاريخية وعراقة هذه المدينة، فيما اليد الأخرى تمعن في تلميع صورة المحتلّ وإستضافته على أرضها؟