حاضرةٌ في ذاكرةِ البعض، ويتوهمونَ قدرةً على اعادتِها، لكنْ مَن حَمى لبنانَ من كلِّ خطرٍ كان، لن يَدَعَهم يَجرونَ البلدَ الى مستنقعاتِ احقادِهم او مشاريعِ اسيادِهم.
في الذكرى السابعةِ والاربعينَ على الحربِ العبثيةِ المسماةِ اهلية، كلُّ طبولِ الفتنةِ تقرعُ وكلُّ منابرِ الحقدِ تَصدح، الا انَ الذي يريدُها لن يستطيعَ ان يُعيدَها، لانَ في البلدِ حكماءَ واقوياءَ قادرونَ على ردعِ بعضِ الاغبياء.
وان كانت بعضُ رصاصاتِ الحقدِ قد أُطْلِقَتْ بتهورٍ وأَطفأَتْها دماءُ الابرياءِ من خلدة الى الطيونة وما بينَهما، الا انَ اوجهَ الحربِ الـمَقيتةِ لا تزالُ جاثمةً على صدورِ اللبنانيينَ باقنعةٍ واسلحةٍ اخرى، كالنفطِ والدولارِ والزيتِ والطحين، والمتاريسَ منصوبةٌ على ابوابِ المصارفِ والمتاجر، اما غرفُ عملياتِ الجيلِ الجديدِ من هذه الحربِ، فمجالسُ اداراتٍ ومكاتبُ شركات، ومنابرُ وشاشاتُ التضليل، وسفاراتٌ تحاصرُ اللبنانيينَ وتنكّلُ بلقمةِ عيشِهم.
لكنَه لبنانُ الواقفُ على الدوامِ من بينِ الركامِ، القاتل لاوهامِ البعضِ بانهائِه كرسالةٍ كانت ولا تزالُ عصيةً على مشاريعِ التفتيتِ والتدميرِ والتطبيع، بفضلِ معادلتِه الذهبيةِ – الجيشِ والشعبِ والمقاومة، وسواعدِ رجالِه من اهلِ الصبرِ والقوةِ والبصيرة.
ومن يُبصِرْ جيداً الى مستقبلِ هذا البلد، دونَ ان يُغْرِقَ رأسَه في بعضِ الحقائبِ الدبلوماسيةِ او الصناديقِ الانتخابية، سيَرَى لبنانَ هذا منتصراً على كلِّ المؤامرات وشتى الاعداء، غنياً باهلِه وتنوعِهم، وارضِه وخيراتِها، ومياهِه واستثماراتِها، ولا بديلَ عنهُ وطناً لجميعِ بَنيهِ حتى العاقِّ منهم.
المصدر: المنار