في زحمةِ الملفاتِ وتداخلِ الاهتمامات، اخترقَ الترسيمُ البحريُ الاولويات، فعادت الامورُ الى نصابِها بعيداً عن كلِّ التأويلاتِ الاعلاميةِ والاتهاماتِ السياسية.
موقفٌ موحّدٌ للرئاساتِ الثلاثِ في ملفِ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ صدرَ عن لقاءِ بعبدا اليوم، قاعدتُه الاساسيةُ عدمُ التفريطِ بالحقوق، وذلكَ من خلالِ تأكيدِ العملِ وفقَ اتفاقِ الاطارِ الذي يَعتمدُ مبدأَ الترسيمِ لا التسويةِ ولا التوزيع، كأفضلِ وسيلةٍ للحفاظِ على الثروةِ البحريةِ والنفطيةِ اللبنانية، فكانَ موقفُ اليومِ خلاصةَ الردِّ على مقترحِ المبعوثِ الاميركي عاموس هوكشتاين.
على الخطوطِ القضائيةِ المصرفيةِ لا ردَّ ولا اهتمامَ من قبلِ بعضِ القضاةِ بكلِّ التهويلِ والاشاعات ، وهم يواصلون وبكلِّ جرأةٍ وثباتٍ ما يَعتبرونَه الدفاعَ عن حقوقِ المودعينَ واموالِ اللبنانيينَ المنهوبةِ والمهربة.
ومعَ الحجزِ الاحتياطيِّ على اصولِ بنوكٍ لمصلحةِ دعوَى المودعين، وتوقيفِ رجا سلامة شقيقِ حاكمِ مصرفِ لبنانَ من قبل ِمدَّعي عامّ جبلِ لبنان القاضية غادة عون وايداعِه الحبسَ لاستكمالِ التحقيق، حُبِسَت انفاسُ كثيرين، وضاقت بعضُ الصدورِ السياسيةِ بالخطواتِ القضائية، فيما دعا رئيسُ الحكومةِ الى جلسةٍ خاصةٍ صباحَ الغدِ للبحثِ بالتطوراتِ القضائية، في ظلِّ حالةٍ من الضغطِ الكبيرِ الذي تمارسُه جمعيةُ المصارفِ معلنةً الاضرابَ التحذيريَ يومَي الاثنينِ والثلاثاء، مستبطنةً تهديداً متسلحاً بسعرِ صرفِ الدولار..
في القضيةِ الاوكرانيةِ كلامٌ يَستبطنُ الذهابَ نحوَ تسويةٍ تؤكدُ حيادَ اوكرانيا وعدمَ تسلحِها بالانضمامِ الى النيتو، هذا ما يتحدثُ عنه المفاوضُ الروسي، ويَسكتُ عنه الى الآنَ ايُّ مصدرٍ اوكراني. وبينما يحاولُ الرئيسُ الاميركيُ الاستعانةَ بنظيرِه الصيني لايجادِ تسويةٍ للحربِ الاوكرانية، اَشعلت العقوباتُ الاميركيةُ والاوروبيةُ ضدَ روسيا الامنَ الغذائيَ العالمي، وبدأت الاصواتُ بالارتفاعِ من جهاتٍ ومنظماتٍ دوليةٍ تتحدثُ عن مجاعةٍ حقيقية، واُولى ضحاياها افريقيا الفقيرة.
المصدر: قناة المنار