كلَّ عامٍ وكلُّ الامهاتِ بالفِ خيرٍ في عيدِهِنَّ الذي يَحِلُّ باصعبِ حال، فيما حالُ أُمِّنَا الدولةِ يُرثى له، وهي المصابةُ بكلِّ انواعِ الازماتِ التي تَسببَ بها بعضُ ابنائِها الذين سَرقوا ثرواتِها ويمنعونَ عنها كلَّ علاج ، فضلاً عن مُدَّعي الاُخُوَّةِ الذين يَخنِقونَها وشعبَها بحصارِهم واحقادِهم ..
اما اصحابُ القلوبِ الخاويةِ فلا يزالونَ يخوضونَ معاركَ ثرواتِهم على اجسادِ الفقراءِ وجثةِ الاقتصاد، والقطاعُ المصرفيُّ وتوابعِه من الكارتيلاتِ لا سيما النفطيةِ منها بعضُ هؤلاء.
المصارفُ العاجزةُ امامَ القانونِ والقضاء، لجأت الى السياسةِ وسكينِ الدولار، فوقفوا على دكةِ صيرفة – المنصةِ المعجزة – معلنينَ الاضرابَ وتجفيفَ السوقِ من حركةِ الاموال ، ومتحكمينَ بذلكَ بسعرِ الدولارِ ومُحرِّكينَ اتباعَهم من الكارتيلات، محاولينَ الضغطَ على الدولةِ لحمايةِ مكاسبِهم وكبيرِهم الذي عَلَّمَهُم سحرَ الهندساتِ المالية، وهو الذي يخوضُ حرباً معَ القضاءِ مستخدماً كلَّ الاسلحةِ الا الدليلَ على البراءة، فيما القاضيةُ غادة عون التي تتابعُ الدعاوَى المرفوعةَ عليهم تُكملُ مشوارَها القضائي، فاضافت اليومَ الى الدعوَى على رجا سلامة، ادعاءً على شقيقِه – حاكمِ مصرفِ لبنانَ رياض سلامة بتهمةِ تبييضِ الاموال .
وبحثاً عن ايادٍ بيضاءَ لمساعدةِ لبنانَ كانت زيارةُ الرئيسِ ميشال عون الى الفاتيكان حيثُ التقى البابا فرنسيس الذي أكدَ العملَ لدعمِ لبنانَ ومحاولةِ انقاذِه من ازماتِه التي يعانيها .
في الازمةِ الاوكرانية – التي باتت عالمية – ما يُنذرُ بجنونٍ اقتصاديٍ لا سيما معَ هروبِ الغربِ للامام، والتلويحِ بمزيدٍ من العقوباتِ على روسيا، فكانَ جوابُ موسكو واضحاً بأنَ سعرَ برميلِ النفطِ سيلامسُ الخمسَمئةِ دولارٍ اِن قَررت اوروبا الاستغناءَ عن النفطِ الروسي، ما جعلَ اَلمانيا تقفُ بوجهِ الاندفاعةِ الاميركية ، معلنةً انَ التخليَ الكليَ عن النفطِ الروسي امرٌ مستحيل ..
في دروبِ المستحيلِ مشت الجمهوريةُ الاسلاميةُ الايرانية، وكانت اولَ النماذجِ الكونيةِ على انَ اميركا ليست قدَراً، فوقفت اليومَ في عيدِ النوروز بكلِّ اقتدار، مؤكدةً عبرَ الامامِ السيد علي الخامنئي أنَ خيارَ شعبِها صونُ الاستقلالِ والاستقرار، وعدمُ ربطِ اقتصادِها بالعقوباتِ الأميركية.
المصدر: قناة المنار