ذكرت إحصائيات نشرها بعض علماء النفس والأنثروبولوجيا أن سكان الجزر المعزولة يعتبرون الوجه الذي يعبر عن الدهشة مصدر رعب وتهديد لهم.
وجاء في المقال الذي نشرته مجلة متخصصة في علم النفس أن كل نظريات العلماء أشارت سابقا إلى أن تعابير الوجه عند الأشخاص لا تختلف باختلاف المنطقة الجغرافية التي يعيش فيها الإنسان ولا تعتمد حتى على المستوى الثقافي والمحيط الاجتماعي، فكل تعابير الوجه التي تعبر عن الدهشة والغضب واحدة لدى كل الناس.
لكن دراسة أجراها كارلوس كريفيللي وجيمس راسل وسيرجيو جاريللو وخوسيه ميغيل فرنانديز وهم علماء نفس من إسبانيا وضعت كل النظريات السابقة موضع شك.
فقد قال هؤلاء العلماء الإسبان إنهم وبعد تجارب عديدة أجروها على أفراد قبيلة تعيش في عزلة تامة منذ مئات أو حتى آلاف السنين في جزيرة ” كيريوينا” في أرخبيل في القسم الجنوبي الغربي من المحيط الهادئ، اكتشفوا أن النظريات السابقة مشكوك في صحتها.
وفسر العلماء وجه نظرهم حول شكهم في النظريات السابقة بأن قالوا: “لقد عشنا مع أفراد تلك القبيلة لفترة طويلة، ودرسنا عاداتهم وطرق عيشهم، وبعد أن أرينا العديد من أفراد تلك القبيلة صورا تظهر تعابير وجه كثيرة، نظر الكثير منهم إلى أن تعبير الوجه الذي يعبر عن الاندهاش على أنه “وجه شرير ومصدر خطر””.
وأكد العلماء أن أفراد تلك القبيلة فهموا تعابير الوجه التي تعبر عن الاندهاش بشكل مختلف تماما عما يفهمه بقية الناس، وهذا دليل واضح على أن الثقافة والمجتمع المحيط لهما أثر واضح على فهم الأشياء وتقبلها.